عربي وعالمي
(وشنطن بوست): صحافة زيمبابوي "مرتبكة" إثر غياب الرقيب وسقوط موجابي
السبت 25/نوفمبر/2017 - 06:59 م

طباعة
sada-elarab.com/72188
رصدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الارتباك الذي يسود المشهد الصحفي والإعلامي في زيمبابوي بالتزامن مع التحرك العسكري الذي أطاح بالرئيس روبرت موجابي بعد 37 عاما قضاها في سدة الحكم وغياب الرقابة الأمنية على الصحافة والإعلام، وسلطت الصحيفة الضوء على "الصدمة" التي أصابت مسئولي تحرير صحيفة (ذا زيمبابوي هيرالد) كبرى الصحف هناك.
وقالت الصحيفة الأمريكية -في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- "وجدت صحيفة (ذا زيمبابوي هيرالد)، كبرى الصحف (الرسمية) في زيمبابوي نفسها أمام اختبار هو الأول من نوعه في تاريخها خلال الشهر الجاري في أعقاب التحرك العسكري الذي قاد إلى الإطاحة بالرئيس السابق روبرت موجابي، فبعد 37 عاما اعتُبرت فيه الصحيفة الرسمية للرئيس المستقيل، أصحبت أكبر مطبوعة حكومية في زيمبابوي مكلفة بتغطية سقوط الرئيس".
وأضافت "فجأة، بإمكان أكبر صحف زيمبابوي طباعة ما تريده. إنه أمر أصعب مما يبدو"، و"في الأيام التي أعقبت احتجاز موجابي من جانب الجيش، اجتمع المحررون والمراسلون في غرفة مكسوة بألواح خشبية في مبنى إداري قديم بوسط المدينة، يحاولون معرفة ما عليهم فعله. هل ينبغي عليهم دعم موجابي أم الاستيلاء العسكري؟ هل كان لا يزال عليهم ترديد موقف الحزب (الحاكم)؟ وماذا كان موقف الحزب على أي حال؟"، وأضاف "فجأة، غرفة الأخبار التي كانت بوقا للنظام (أصبحت) بلا رقيب".
ونقلت (واشنطن بوست) عن فيلكس شير وهو محرر سياسي بالصحيفة، قوله، قبل ساعات من استقالة موجابي، "في الماضي لم يكن بإمكاننا إطلاقا انتقاد الرئيس.. الآن،بإمكاننا لمس أي شيء".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن (ذا زيمبابوي هيرالد) تخلت خلال الأيام الأخيرة فقط عن فكرة أن حكم موجابي أمر لا يمكن المساس به، حيث كانت قبل أسبوعين تنشر الأخبار والافتتاحيات التي تمتدح الرئيس المستبد، ولفتت إلى أحد عناوين الصحيفة الشهر الماضي، قال إن "الرئيس موجابي يستحق جائزة نوبل"، بينما كُتب في مقال آخر إن موجابي "بلا جدال هو الشخصية الأكثر استثنائية في تاريخ بلدنا".
وتابعت (واشنطن بوست) -في تقريرها- "محررو ومراسلو الصحيفة لم يتفقوا عادة مع هذه الرسائل، لكن العمل معها كان يعني وضع سياستك الخاصة على الرف... وفي بلد ذي معدل بطالة متزايد، كان ذلك يعني شيئا".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن جورام نياثي نائب رئيس تحرير (ذا زيمبابوي هيرالد) قوله "ذلك يجعلك تشعر بالغباء لكتابة هذا الأشياء.. لكنك تعلم أنك تعمل للإعلام الحكومي. أنت تعلم ما عليك توقعه".
وقال تقرير (واشنطن بوست) "حتى بعد وضع موجابي قيد الإقامة الجبرية في منزله، قررت (ذا زيمبابوي هيرالد) أن تلعبها بأمان"، وقالت إن الصحيفة تجاهلت الصدمة التي كانت تجتاح زيمبابوي جراء التحرك العسكري ضد أقدم حاكم دولة في العالم آنئذ، "لكن داخل غرفة الأخبار في (ذا زيمبابوي هيرالد) كانت ثورة محمومة تحدث. المراسلون الذين لسنوات لدغوا ألسنتهم بينما كانوا يكتبون قصص إطراء رأوا انفراجة"، الأمر الذي وصفه الصحفي فيلكس شير بأنه "كان تحولا زلزاليا بالنسبة لنا".
وأضاف "بعد أيام من ذلك التخبط، حينما نزل آلاف المواطنون إلى شوارع العاصمة (هراري) للمطالية برحيل موجابي، بدأت فحوى تغطية الصحيفة في التغير، حيث بدأت نشر تقارير إخبارية مباشرة عن تضخم المعارضة في البلاد، وأرسلت المراسلين والمصورين إلى الحشود التي تحمل إشارات مناوئة لموجابي. لأول مرة في عقود، منحت الصحيفة خصوم موجابي صوتا".
واختتمت (واشنطن بوست) تقريرها بالقول "لم تكن (ذا زيمبابوي هيرالد) فقط هي التي بدا أنها تتحرر. نقاط التفتيش التعسفية للشرطة اختفت بين عشية وضحاها. الصحفيون الأجانب، الذين كانت تتم إعاقتهم في وقت سابق، أصبح بإمكانهم التحرك بحرية (تتضمن الحركة داخل غرفة الأخبار). لقد كانت المظاهرات نفسها أمرا لا يمكن تخيله قبل أسابيع فقط".