عربي وعالمي
حزب العمال البريطاني: حكومة ماي تعاني انقساما وترددا لا يمكن للبلاد أن تتحمله في ظل البريكست
الأحد 12/نوفمبر/2017 - 11:16 م

طباعة
sada-elarab.com/70369
اتهم زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين حكومة تيريزا ماي بالتخبط، ورصد عددا من التحولات في سياساتها، قائلا "لا يعلم أحد يقينا أيّ مذهب تذهبه تلك الحكومة".
وحذر كوربين -في مقال نشرته (صنداي تايمز)، اليوم الأحد- من أنه عندما يتعلق الأمر بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) فإن الغموض والانقسام في هذا الصدد يهدّد على نحو خطير بإضعاف كاهل بريطانيا، مشيرا إلى أن محادثات بريكست تمرّ بمنعطف خطير فيما تعاني حكومة ماي انقساما وترددا لا يمكن للبلاد أن تتحمله في ظل هذا المنعطف.
وأشار كوربين إلى عودة مشروع قانون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بعد غد الثلاثاء إلى البرلمان، وقال إن تلك العودة تأخرت أسابيع، وهو ما عزز الشعور بارتباك المحافظين إزاء بريكست، منوها عن أن نحو "17 شهرا انقضت على تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولم نزل في حيرة من أمرنا إزاء ما سيكون عليه مستقبلنا مع أكبر شركائنا التجاريين".
وعزا كوربين عدم قدرة حكومة ماي على الاضطلاع بالقيادة إلى انقسامها إلى طرفين يستغرقان وقتا في التفاوض لإقناع أحدهما الآخر بدلا من التفاوض مع الاتحاد الأوروبي مما يقوّي جانب مفاوضي الاتحاد الأوروبي؛ فبينما صرحت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر رود بأن "خروجا بلا اتفاق من الاتحاد الأوروبي هو أمر لا يمكن تصوّره"، لم يكد يمضي أسبوع واحد على ذلك التصريح حتى خرج وزير بريكست ديفيد ديفيز قائلا إن "الخروج بلا اتفاق يجب أن يكون خيارا مطروحا".
ونبّه كوربين إلى أن أصوليّي السوق في حكومة المحافظين يعتبرون "الخروج بلا اتفاق" بمثابة استراتيجية ولا يعتبرونه تكتيكا للتفاوض، ولفت كوربين إلى أن القطاع الأعرض من المحافظين يميل إلى استخدام بريكست وسيلة لخفض الأجور وإلغاء الضوابط التنظيمية لحماية المستهلك والبيئة وخفض الضرائب المفروضة على الشركات بوتيرة متسارعة إلى القاع.
وحذر كوربين من أن الخروج بلا اتفاق من الاتحاد الأوروبي من شأنه تهديد الوظائف؛ ورصد تصريحا لـ "ماي" قبل أسبوعين بأن ترتيبات بريكست لن يتم التفاوض عليها ريثما تتم الموافقة أولا على شروط الاتفاق النهائي مع الاتحاد الأوروبي.. فيما يرى كل من اتحاد الصناعات البريطانية ومؤتمر نقابات العمال أن التأخر في الاتفاق على الشروط الانتقالية يعني مزيدا من التأخر في قرارات الاستثمار في خلق وظائف، ومن ثمّ خطر مغادرة بعض الشركات لبريطانيا ومعها آلاف الوظائف.
وقال زعيم حزب العمال إن حزبه يتبنى فكرة الخروج الذي يعطي أولوية للوظائف وللدخول الكامل للأسواق الأوروبية ويضمن حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي ويستخدم الطاقات العائدة من بروكسل للاستثمار في بريطانيا وتعزيز اقتصادها ويحمي ويعزز حقوق العمال والمستهلكين والمعايير البيئية.
وأكد كوربين أن حزب العمال يسعى إلى تدشين علاقة تعاونية جديدة مع أوروبا، قائلا: "لقد اقترحنا اتفاقا انتقاليا محددا بالوقت؛ إن أمثال تلك الترتيبات لن تحبط بريكست وإنما ستفتح الباب لأن يضع الوظائف ومستويات المعيشة في أولوياته؛ إن رئيسة الوزراء من الضعف بحيث لا تستطيع الالتزام بمثل هذا الاتفاق".
ونعت كوربين حكومة ماي بالتشرذم والتخبط وعدم التجانس، قائلا إن تلك الحكومة لا تمتلك بجعبتها خطة ولا رؤية لاقتصاد ما بعد بريكست، وفي هذا ما يبعث على عميق القلق.
وشدد زعيم حزب العمال على أن استمرار هذا الغموض من جانب حكومة المحافظين فيما يتعلق بـ(بريكست) يعتبر الآن أكبر خطر تواجهه بريطانيا، ومن ثمّ يتعين على رئيسة الوزراء أن تنهي هذه الحال من الغموض وأن تواجه المتطرفين في حكومتها من أنصار الخروج بلا اتفاق من الاتحاد الأوروبي وأن تدعم الخروج الذي يعطي الوظائف أولوية من أجل بريطانيا.
واختتم كوربين قائلا إن "حكومة ماي تفشل في التعاطي مع القضايا الملحة التي تواجهها بريطانيا اليوم؛ وإذا ما كانت ماي غير قادرة على أن تسيطر، فإنه ينبغي عليها أن تتنحى جانبا وتدع حزب العمال يضطلع بمهمة بريكست بحيث يصب في صالح الغالبية وليس الأقلية. لقد حان الوقت لكي تكف ماي عن التردد وأن تقرر ما إذا كانت ستحكم أم تترك الحكم".