رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله

الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله

ثقافة الانتماء.. الانتصار المستحق

الجمعة 16/ديسمبر/2022 - 06:34 م
طباعة
فى مطلع الثلاثينيات من القرن الماضى وتقريبًا قبل 90 عامًا شدى موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب، بأغنية حب الوطن فرض على أفديه بروحي وعينيا، ووصف أمير الشعراء أحمد شوقي، شعورنا تجاه أوطاننا بقوله:
وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخلد نفسي.

وهذه الكلمات وغيرها من الأغاني والأشعار الوطنية، تصف حال حب الأوطان، وتغرس روح الانتماء والولاء الأوطان ، قبل أن يتبدل الحال، ويصبح هناك مشاكل حقيقية في الانتماء والحب للوطن، فأصبحنا نسمع من الأجيال الجديدة؛ كلام في غاية الغرابة والغربة أيضًا، على سبيل المثال، نسمع طفل فى المرحلة الابتدائية يقول لطفل آخر : مصر أمك وفرنسا أم اللمبي وغيرها من الاسقاطات، وهو ما يجعلني أطرح سؤال هل حب الأوطان والانتماء يحتاج إلى ثقافة؟، والاجابة بكل وضوح نعم.. ولابد من خلق ثقافة الانتماء والعودة للحب. حتى نستطيع بناء جيل قادر على العمل والانتاج والنهوض بالاوطان ، بعيدًا عن الاسفاف والسخافة والسخرية من خلال الحفاظ على كل المرافق العامة، شوارع ومباني ومدارس، وعدم إلقاء القمامة فى الشوارع واتلاف المقاعد بوسائل المواصلات العامة، وشخبطة جدران المدارس، وتكسير مقاعد التلاميذ، وهو ما يعكس ثقافة عامة لدى الأطفال أن هذه المقاعد ليست ملكًا لهم، وتحضرنى مقولة الصحفى الإنجليزي المعروف، روبرت فيسك المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، والذي يقطن العاصمة اللبنانية بيروت منذ ما يقرب من 40 عامًا، التى يصف فيها حال الانتماء لدى الشعوب العربية، وأوطانهم "أتعلمون لما بيوت العرب في غاية النظافة، بينما شوارعهم على النقيض من ذلك ؟ السبب أن العرب يشعرون أنهم يملكون بيوتهم لكنهم لا يشعرون أنهم يملكون أوطانهم".
 هذه المقولة تؤكد أنّ ثقافة الملكيّة العامة معدومة لدى العرب، وكأنها حالة انفصام، فالذي يحافظ على نظافة بيته، نفسه من يقوم باتلاف المنشآت العامة، والذى يحافظ على الطاولة فى البيت هو من يحفر اسمه على مقاعد الجامعة، والأب الذي يريد ابنه أن يحافظ على النّظام في البيت، هو نفسه الذي يرفض أن يقف في الطابور بانتظار دوره، والأم التي لا ترضى أن تُفوّت ابنتها محاضرة واحدة، هي نفسها التي تهربُ من ساعات العمل وتتسبب فى تعطيل مصالح الناس، والأخ الذي لا يرضى أن تُحدّث أخته شابًا ولو أحبها وأحبته هو نفسه الذي يُحدّث عشرات الفتيات، فالخلط بين الملكية العامة والملكية الخاصة، والخلط بين مفهوم "الوطن" ومفهوم "الحكومة" مصيبة بحدّ ذاتها..! فالحكومة إدارة سياسية لفترة قصيرة من عمر الوطن، والوطن هو التاريخ، الجغرافيا، التراب، الشجر، الفكر، الكتب، العادات والتقاليد.
ولعل ما يشهدة عالمنا العربي من وجود حدثين في غاية الأهمية عالميا وهما كأس العالم المقامة بقطر ووصول المنتخب المغربي لدور الأربعة غير كثيرا من الأفكار القديمة عن الانتماء بعدما شهدنا التفاف الجميع من المحيط للخليج حول الدولة المنظمة للبطولة قطر والتشجيع الجنونى الأشقاء المغاربة الذين ضربوا أروع الأمثلة في حب الأوطان فرغم ان القوام الأساسي للمنتخب يعيشون في أوربا ويتحدثون اللغة الفرنسية وجدنا مواقف في قمة الانتماء  ففي حوار َمع صحيفة ماركا الإسبانية قال اشرف حكيمي لاعب المنتخب المغربي عندما سؤال لماذا لم تلعب للمنتخب الاسباني فقال "كانت لدي فرصة لتمثيل إسبانيا وحدثت اتصالات، وذهبت إلى المنتخب الإسباني أيضا لمحاولة ذلك مع دي لا فوينتي لمدة يومين، لكنني رأيت أنه ليس المكان المناسب لي".
وفسر موقفه قائلا "لم أشعر أنني في وطني. لم يكن ذلك بسبب أي شيء على وجه الخصوص، لكن هذا ما شعرت به. لم أجد ما كنت أعيشه في المنزل: إنها الثقافة العربية، فأنا مغربي وأردت أن أكون هنا".وهنا تكمن الروعة والجمال والإنسانية نعم يا سادة إنها الثقافة العربية والأخلاق والتربية العربية التي وصفها  أحد المذيعين الألمان عندما رأي  اللاعب المغربي يوسف النصيري يعانق والده وبجانبه زميله جواد الياميق في نهاية مقابلة المغرب مع إسبانيا والتي انتهت بتأهل المغرب إلى دور الربع... وكذلك اللقطات الأخرى ل أشرف حكيمي و سفيان بوفال و حكيم زياش... مع أمهاتهم وعائلاتهم... بالقول: هذه المشاهد الحميمية مع العائلة لم نعد نراها في مجتمعاتنا الغربية التي تسودها الأنانية والمثـ.لية الجنـ.سية واندثار مفهوم الأسرة ودفأها وعقوق الوالدين ورميهما في الملاجئ...... العائلة وتحفيزها المعنوي وراء إنتصارات الفريق المغربي. أما نحن فجئنا لنساند المثـ.ليين ونضع أكفنا على أفواهنا بشكل مخجل، فخرجنا خالي الوفاض ومن الباب الضيق...... هم تعلموا الكرة منا وأصبحوا يتقنونها وتجاوزونا، ونحن يجب أن نتعلم الأخلاق منهم عل وعسى أن نرى يوما أمهاتنا تعانقننا يوما ما في المدرجات.
ولعل المثل الأروع ما فعلة للاعب حكيم زياش الذي  يتبرع بكل مليم يحصل عليه من منتخب بلادة فكل المكافآت والمرتبات التي يتقاضاها حكيم زياش يتبرع بها للمستشفيات والجمعيات الخيرية والاكاديميات التي ترعي اللاعبين الصغار في بلدة  بما في ذلك مكافأة كأس العالم الحالية  والذي  تصل  مبلغ ٦٥٢ الف جنية إسترليني
والحقيقة التي لا شك فيها ان وصول المنتخب المغربي للمربع الذهبي بكأس العالم غير فكرة التمثيل المشرف إلى حقيقة الفوز المستحق لدى الجيل الحالي.

وهو ما  سوف يعمل على إزالة  الخلط الذي كان في الماضي  فقد كان يعتقد الكثير أن الشعوب ننتقم من الحكومات عند كل اخفاق بجانب انتشار ثقافة اأتلفنا مقدرات الوطن. لدى البعض .! وكأن الوطن للحكومة وليس للشعب..! والسؤال؛ ما علاقة الحكومة بالشارع الذي أمشي فيه أنا وأنتَ، وبالجامعة التي يتعلم فيها ابني وابنك، وبالمستشفى الذى يعالج فيه زوجتي وزوجتك؟..الأشياء ليست ملكَ من يديرها وإنما ملك من يستخدمها..!
لذا أطالب كل من يعيش على أرض الوطن أن يذوب عشقًا في ترابه وأن يعلو من  إقامة الانتماء؛ ليكون هناك انتماء حقيقي بشكل عملي محسوس في الشوارع والمنشآت العامة والبيوت، وليكن شعار هذا الولاء والانتماء "بيت نظيف شارع نظيف مدارس نظيفة منشأت عامة، ملك المواطن نظيفة جميلة" هذا هو دور المواطن أما دور الحكومة فهوحسن معاملة المواطنين وانفاذ القانون على الجميع، حتى يصل إحساس للمواطن أن المسئول دائمًا في خدمته.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads