الاشراف والقبائل العربية
مسجد ومقام " السيد أبو الحسن الشاذلي " - رضي الله عنه ..
السبت 03/يونيو/2017 - 12:03 ص
طباعة
sada-elarab.com/43685
يا ساكن حميثره فوقك قبة منوره .. اروي العطاشا يا أبا الحسن .. بكاسات يا شاذلي معطره
نسبه : -
هو القطب الكبير والغوث الشهير المربي المرشد الكامل شيخ الطريقة الشاذلية وإمامها : " السيد أبو الحسن : علي بن السيد عبد الله بن السيد عبد الجبار بن السيد تميم بن السيد هرمز بن السيد حاتم بن السيد قُصي بن السيد يوسف بن السيد يوشع بن السيد ورد بن السيد أبو بطال بن علي بن السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد عيسي بن السيد إدريس بن السيد عمر بن السيد إدريس الأصغر بن السيد إدريس الأكبر بن السيد عبد الله الكامل بن السيد الحسن المثني بن السيد الحسن بن سيدنا الأمام على بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء البتول رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى وآله وصحبه وسلم " .
قال الإمام البوصيري رضي الله عنه صاحب البردة في مدح سيدي أبي الحسن رضي الله عنه : -
أما الإمام الشاذلي طريقه .. في الفضل واضحة لعين المهتدي
قطب الزمان وغوثه وإمامه .. عين الوجود لسان سرّ الموجدي
ساد الرجال فقصّرت عن شأوه .. همم المآرب للعلى والسؤدد
فتلقّ ما يلقي أليك فنطقه .. نطق بروح القـدس أي مؤيد
ولادته ومنشؤه وطلبه للعلم : -
ولد رضي الله عنه سنة 571هـ بقبيلة الأخماس الغمارية في مدينة " غمارة " بشمال المغرب وهي واقعة في شرق " جبالة " على ساحل البحر المتوسط قريبا من مدينة " سبتة " بالمنطقة التي إليها ينسب " السيد عبد الرحيم القناوي " .
وببلدته نشأ وحفظ القرآن وطلب العلم ورحل " لفاس " فقرأ على كبار علماء وقته حتى أصبح من كبار العلماء بحيث كان يعد للمناظرة في العلوم الظاهرة ، ثم تاقت نفسه لعبادة الله عز و جل فتزهد وتنسك وجاهد نفسه وراضها صياماً وقياماً وتلاوة وذكراً وساح وجال ولزم الخلوة والانقطاع عن الناس , أخذ أولاً الطريقة على وجه التبرك بفاس عن الشيخ ولي الله " السيد محمد بن حرازم بن السيد علي بن حرازم " .
بحثه عن المرشد الكامل : -
ثم جعل يطلب القطب فبلغ به المطاف إلى العراق فاجتمع بالعارف بالله أبي الفتح الواسطي فقال له تطلب القطب بالعراق وهو في بلادك فرجع إلى المغرب فوصف له وليّ هناك وكان برأس الجبل فصعدت إليه فما وصلت إليه إلا ليلاً وكان الشيخ " سيدي عبد السلام بن مشيش " فأفاض الشيخ عليه من العلوم مما لا يحصيه مخلوق وأخبره بما سيحدث له وأنه سوف يؤذى في الله وسيتكلم عليه الناس فتركه وتوجه إلى الديار الشرقية فمر في طريقه على تونس وأقام بها مدة في شاذلة حيث نسب إليها .
ويقول الإمام أبو حامد الغزالي رضي الله عنه : -
ثم أنتقل سيدي أبو الحسن من شاذلة إلى تونس وتذكر المراجع أنه تعرض فيها لمتاعب الحاسدين حيث نصره الله عليهم ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا يقول : " يا علي أنتقل إلى الديار المصرية فإنك تربى فيها أربعين صديقا " ، فرحل إلى مصر بادئاً بالإسكندرية حيث " تزوج منها ورزقه الله فيها بالذرية الصالحة " .
وكان الشاذلى حيث يتحلى دائما بالثياب الحسنة ، بعد الخروج من الإسكندرية كتب سيدي أبو الحسن إلى بعض أصدقائه قائلا : " أكتب إليكم من الإسكندرية حرسها الله ونحن في سوابغ نعم الله نتقلب " .
وكان قد وصل إلى الإسكندرية ومعه بعض تلاميذه حيث أقاموا بمنطقة " كوم الدكة " حيث ألتف حوله خيرة الأولياء والعلماء ، وكان رضي الله عنه يعقد حلقاته في " مسجد العطارين " حيث تقوم دروسه على الكتاب والسنة والسعي في طلب الرزق ، ثم أنتقل إلى القاهرة حيث كان يلقى دروسه " بمسجد المقياس بالروضة " ، أو " المدرسة الكاملية " التي أنشأها السلطان الكامل ابن أخ السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في أوائل القرن السابع الهجري وأوقف عليه أعيانا كثيرة لتدريس علوم الحديث بصفة خاصة حيث سميت " بدار الحديث " .
أولاده : -
1 - شهاب الدين أحمد .
2 - وأبو الحسن علي .
3 - وأبو عبد الله محمد .
4 - وزينب .
معاصروه وتلامذته : -
لقد عاصر سيدي أبا الحسن عدد كبير من العلماء والفقهاء الذين كانوا تلاميذ له أيضاً يحضرون درسه ويمشون بين يديه من هؤلاء : -
1 - " ابن الحاجب " فقيه مالكي واسمه عثمان بن عمر نشأ بالقاهرة وسكن دمشق وتوفي بالإسكندرية عام 646هـ .
2 - " العز ابن عبد السلام " سلطان العلماء الفقيه الشافعي الذي بلغ رتبة الاجتهاد نشأ في دمشق ونقم على حاكمها فخرج منها قاصداً مصر لتجمعه الأقدار مع قطب الزمان سيدي أبي الحسن رضي الله عنه الذي لما سمع كلامه خرج من مجلسه قائلاً اسمعوا هذا الكلام الغريب القريب العهد بالله توفي رحمه الله بالقاهرة .
3 - " ابن دقيق العيد " الذي انتهت إليه رئاسة الفتوى في المذهب الشافعي توفي بالقاهرة وقبره هناك .
4 - " السيد أبو القاسم القباري " .
5 - " الشيخ مكين الدين الأسمر " .
6 - " عبد العظيم المنذري " الحافظ الكبير الذي تولى مشيخة دار الحديث في القاهرة صاحب كتاب الترغيب والترهيب توفي بالقاهرة عام 656هـ .
7 - " ابن الصلاح عثمان ابن عبد الرحمن " أحد الفضلاء المقدمين في التفسير والحديث والفقه صاحب كتاب أنواع علم الحديث الذي عرف بمقدمة ابن الصلاح .
وأما تلاميذه الذين سلكوا على يديه فأكثر من أن يحصوا فلقد هوت أفئدة أهل مصر إليه وكان له عدة تلاميذ حملوا عنه الدعوة إلى الدين من هؤلاء : -
8 - " سيدي أبو العباس المرسي " صاحب سره رضي الله عنه دفين الإسكندرية ذو الحال العجيب والوجه الصبوح الذي باهى به شيخه سيدي أبو الحسن الشاذلي عليكم بأبي العباس يأتي إليه الأعرابي يبول على ساقيه فيخرج من عنده عارفاً بالله توفي سنة 686هـ ، ولو لم يوجد غيره لكفى .
أقواله : -
1 - عليك بالاستغفار ولو لم يكن هنالك ذنب فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله وهو المعصوم عن الخطأ فما ظنك بمن لا يخلو عن العيب والذنب .
2 - إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة ودع الكشف فإن الله عز وجل قد ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة ولم يضمنها لي في الكشف ولا ينبغي العمل بالكشف إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة .
3 - إذا عرض لك عارض يصدك عن الله فاثبت .
4 - إذا كثرت عليك الوساوس فقل سبحان الملك الخلاق ( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ) .
5 - لا تجد الروح والمدد ولا يصح لك مقام الرجال حتى لا يبقى في قلبك تعلق بعلمك ولا جدك ولا اجتهادك وتيأّس من الكل دون الله عز وجل .
6 - لا تشم رائحة الولاية وأنت غير زاهد في الدنيا وأهلها .
7 - أسباب القبض ثلاثة ذنب أحدثته أو دنيا ذهبت عنك أو شخص يؤذيك في نفسك أو عرضك .
8 - من دلك على المعبود فقد أراحك ومن دلك على العبادة فقد أتعبك والشيخ من دلك على الراحة لا من دلك على التعب .
9 - من أراد عز الدارين فليدخل في مذهبنا يومين فقال له قائل كيف لي بذلك قال فرّق الأصنام من قلبك وأرح من الدنيا بدنك ثم كن كيف شئت فإن الله لا يعذب العبد على مد رجليه مع استصحاب التواضع للاستراحة من التعب إنما يعذبه على تعب يصحبه التكبر .
10 - من لم يزدد بعلمه وعمله افتقاراً إلى الله وتواضعاً لخلقه فهو هالك .
11 - إن كنت مؤمناً موقناً فاتخذ الكل عدواً كما قال إبراهيم عليه السلام ( فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) .
12 - الصادق الموقن لو كذبه أهل الأرض لم يزدد بذلك إلا تمكيناً .
13 - لا تركن إلى علم ولا مدد وكن بالله واحذر أن تنشر علمك ليصدقك الناس وانشر علمك ليصدقك الله تعالى .
14 - العلوم على القلوب كالدراهم والدنانير في الأيدي إن شاء الله تعالى نفعك بها وإن شاء ضرك .
15 - مريد واحد يصلح أن يكون محلاً لوضع أسرارك خير من ألف مريد لا يكونون محلاً لوضع أسرارك .
16 - من ادعى فتح عين قلبه وهو يتصنّع بطاعة الله تعالى أو يطمع فيما أيدي خلق الله فهو كاذب .
17 - التصوف تدريب النفس على العبودية وردها لأحكام الربوبية .
18 - أبى المحققون أن يشهدوا غير الله تعالى لما حققهم به من شهود القيومية وإحاطة الديمومية .
19 - لن يصل العبد إلى الله وبقي معه شهوة من شهواته ولا مشيئة من مشيآته .
20 - إن من أشقى الناس من يحب أن يعامله بكل ما يريد وهو لا يجد من نفسه بعض ما يريد
وطالب نفسك بإكرامك لهم ولا تطالبهم بإكرامهم لك ( لا تكلف إلا نفسك ) .
21 - إن أردت أن تكون مرتبطاً بالحق فتبرأ من نفسك واخرج عن حولك وقوتك .
22 - أربع لا ينفع معهم علم حب الدنيا ونسيان الآخرة وخوف الفقر وخوف الناس .
23 - لا تسرف بترك الدنيا فيغشاك ظلمتها وتنحل أعضاؤك لها فترجع لمعانقتها بعد الخروج منها بالهمة أو بالفكرة أو بالإرادة أو بالحرك .
24 - خصلتان إذا فعلها العبد صار إمام الناس من أهل عصره الإعراض عن الدنيا واحتمال الأذى من أهله .
25 - خصلة واحدة تحبط الأعمال لا ينتبه لها كثير من الناس وهي سخط العبد على قضاء الله تعالى ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) .
26 - كل حسنة لا تثمر نوراً أو علماً في الوقت فلا تعدلها أجر وكل سيئة أثمرت خوفاً من الله تعالى ورجوعاً إليه فلا تعد لها وزراً .
27 - حسنتان لا يضر معهما كثرة الذنوب الرضا بقضاء الله والصفح عن عباد الله .
28 - من اعترض على أحوال الرجال فلا بد أن يموت قبل أجله ثلاث ميتات أخر موت بالذل وموت بالفقر وموت بالحاجة إلى الناس ثم لا يجد من يرحمه منه .
29 - سألت الله أن يجعل القطب من طريقتي فإذا النداء : يا علي قد استجبنا لك .
30 - كان رضي الله عنه يقول:إذا عرضت لك حاجة فأقسم على الله بي .
31 - لا يكمل عالم في مقام العلم حتى يبتلى بأربع : شماتة الأعداء وملامة الأصدقاء وطعن الجهال وحسد العلماء , فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به .
32 - أعرف الله وكن كيف شئت ومن عرف الله فلا عليه أيضا إن أكل هنيئا مريئا .
33 - وكان يأمر غلامه فيقول " يا بني برد الماء فإنك إذا شربت الماء ساخن فقلت الحمد لله تقولها بكزازة ، وإذا شربت الماء بارد فقلت الحمد لله استجاب كل عضو منك بالحمد لله " .
34 - وكان الشاذلي يركب الخيل ويقول : " لا تسرف بترك الدنيا فتغشاك ظلمهتا ، أو نحن أعضاؤك لها فترجع لمعانقتها " .
كتبه : -
ليس لسيدي أبي الحسن الشاذلي أية كتب لكن لديه مقولة مشهورة عندما سأله أحد الناس هل لديك كتب فقال سيدي أبي الحسن رضي الله عنه : " كتبي أصحابي " .
حجه ووفاته : -
توفي السيد أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه بصحراء عيذاب بمصر في طريقه للحج سنة 656هـ ، ولا يزال ضريحه موجوداً إلى الآن وقد جدد بناؤه مع غرف للزوار في هذا العصر على يد بعض المصريين تغمده الله بواسع مغفرته وأدخله فسيح جناته وجعلنا من السائرين على نهجه والملتزمين بطريقته والحمد لله رب العالمين .
قالوا عنه : -
- من المشهور عن السيد أبو الحسن الشاذلي أنه جاب الأراضي المصرية في شيخوخته أيام حملة " لويس التاسع " الصليبية على دمياط داعيا إلى الجهاد , وأنه شارك في المعارك فكان يحارب بالنهار ويستغيث بالله ليلا ومكث يجاهد حتى كتب الله النصر للجيش المصري على الصليبين الذي وقع ملكهم لويس التاسع في الأسر .
- كان يقرأ باب الجهاد ، صحيح البخاري ، على الجنود ، في الحملات الصليبية ، موقعة المنصورة ، التي انتصر المصريون فيها ، وهزم الفرنجة ، وأسر فيها لويس التاسع ، بدار ابن لقمان .
- كف بصره سنة ٦٤٦هـ ، بعد وصوله إلى مصر ب٤ سنوات .
- رحل إلى جبل زغوان ، حيث اعتكف للعبادة ، ودرس بها على سيدي أبو سعيد الباجي .
- رحل بعد ذلك إلى مصر ، وكان يتردد على دمنهور ، وزوج ابنته " زينب " إلى رجل فاضل من أهلها هو الشيخ علي الدمنهوري .
- كان يقرأ " الشفاء " للقاضي عياض ، و " تفسير ابن عطية .
- في الإسكندرية أصبح له أتباع ومريدون ، وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك ، وانتشر صيته على أنه من أقطاب الصوفية في العالم أجمع .
- كان يزور القاهرة ، يلقي دروسه في " مسجد المقياس " بجزيرة الروضة ، أو في " المدرسة الكاملية " ، وهي المدرسة التي بناها " السلطان الملك الكامل محمد الأيوبي " لتدريس علوم الحديث .
- تنتسب إليه " الطريقة الشاذلية " .
- له أوراد تسمى " حزب الشاذلي " و " رسالة الأمين في آداب التصوف) ، ولما سئل : لم يا سيدي لا تضع الكتب في الدلالة على علوم القوم؟ .. فأجاب الشيخ : كتبي أصحابي .
