فن وثقافة
"الثورة الرابعة" ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
الأربعاء 04/أبريل/2018 - 01:09 ص

طباعة
sada-elarab.com/90702
أقيمت على هامش فاعليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الرابعة عشر، ندوة بعنوان "الثورة الرابعة" أدارها الدكتور يسرى الجمل، وزير التربية والتعليم الأسبق، والدكتور لؤى عبد المجيد، مساعد عميد مركز البحوث والاستشارات لقطاع النقل البحري بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ومترجم كتاب الثورة الرابعة.
قال لدكتور يسري الجمل، وزير التعليم الأسبق، إن كتاب الثورة الرابعه، يتحدث عن الإنسان وتأثير التكنولوجيا على حياته بشكل كبير، قائلًا: "كنت أظن أنه سيتحدث عن التكونولجيا بشكل أخص، ولكن إتضح لى بعد قراءته أنه يتناول الناحية الفلسفية أكثر من الناحية التقنية، ويحتوي على ألفاظ منحوتة تتحدث عن الثورة الرابعة.
وأضاف الجمل، أن الكتاب يفسر الثورات الأربعة بالفكر الإنساني، وطرح مثال على ذلك، فقال: "أن الأرض ليست فى مركز الكون" المفهوم الذي ساد قديما ولكنها ضمن مجموعة المجرة الشمسية، وغيرها من الأمثلة على مر الثورات الأربعة وهو مااير في فكر الإنسان.
وأشار، أننا نعيش اليوم في عصر لم يكن موجودًا من قبل وهو عصر الثورة الرابعة وانتشار التكنولوجيا بشكل كبير وتأثيرها القوي على حياتنا اليومية، مثل: "الهاتف المحمول الذي أصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا، كما بدأ أن يظهر تطبيقات نستخدمها بشكل يومي، والتي أصبحت تؤثر على علاقتنا بمن حولنا بشكل كبير وبكل أنماط الحياة، فهو عالم مختلف، كتحويل الهاردوير إلى سوفت وير، بدأ أن يكون هناك تطبيقات لتحديد المواقع، والتأمين والخصوصية"، فهذا الكتاب يثير قضايا كثيرة ويتحدث بشكل مفسر عن التطبيقات الحديثة الموجودة حاليًا ودرجة تأثيرها على حياتنا.
في سياق آخر، بدأ الدكتور لؤى عبد المجيد، مساعد عميد المركز لتطوير الأعمال، حديثه بمقولة للدكتور"نبيل علي" الذي يقول في كتابه "العقل العربي ومجتمع المعرفي": نحن نواجه عصرًا جديدًا بعقلية غاية فى التقدم، وهذا هو المأذق الذي نجد فيه أنفسنا كعرب ونحن نواجهة متطلبات العصر الحديث، هناك فجوة معرفية تزداد هوتها كل يوم وتهدد بعزلنا عن الجانب الآخر من التاريخ حيث لا يوجد مقاعد للمهمشين في هذا العالم، لنبدأ الخطوة الأولى لسد هذه الفجوة المعرفية، لنبدأ بالترجمة.
وقال عبد المجيد، إن هذه كانت نقطة الإنطلاقة المناسبة لترجمة كتاب الثورة الرابعة، فيقول الفليسوف لوتشيانو فلوريدي مؤلف الكتاب: "إن الإنسان لن يكون له وجود في المستقبل"، وبدوره يطرح عدة أسئلة: "من كنا؟ ومن نكون؟ ومن يمكننا أن نكون؟ ومن سنصبح؟ من نحن؟ وكيف لنا أن ننتسب إلى بعضنا البعض؟ وكيف ننتمي إلى البيئة التي نسكن فيها؟" واستطاع أن يناقشها من خلال عشرة فصول تناول الزمان والمكان والهوية وفهم الذات والخصوصية والبيئة والاختلاط.
وأضاف، يرى فلوريدى أن هناك "قصورًا مفاهيميًا كبيرًا" تسببت فيه التحولات العميقة والواسعة النطاق التي أحدثتها تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، وإننا في حاجة إلى فلسفة لفهم أفضل لطبيعة المعلومات نفسها، ولكى نترقب ونوجهه الأثر الأخلاقي لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات علينا وعلى بيئتنا.
كما إننا بحاجة إلى تحسين الديناميات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمعلومات، وفى حاجة إلى الفلسفة لبناء الإطار الفكري المناسب الذي يمكن أن يساعدنا على إدراك الدلالات لمأزقنا الجديد.
وأشار عبد المجيد، أن فلوريدى جاوب على الأسئلة التى طرحها فى كتابة بكل وضوح، فيقول: "نحن الآن في عصر التأريخ المفرط، ونصير في الغالب إلى كائنات معلوماتية، وإننا على مدخل مسار لايمكننا العودة منه، نحو وجود شامل في حياة "أونلايف يحيط بها الإنفوسفير".
وتابع: العلم بشكل عام يغير مفهوم الإنسان بطريقتين: "هم الانبساطية عن الخارج، والانطوائية عن الذات"،موضحًا، العصور الثلاثة لتطور البشرية جاءت بهذا الشكل، قديمًا كانوا يروا أن الأرض هي مركز الكون، حتى جاء نيكولاس الذي أسس علم الكونيات المتمركز حول الشمس والذي أزاح الأرض عن مركز الكون، وجاء من بعده داروين والذى بين أننا ليس من أصل واحد، حتى جاء فرويد وقال أن العقل اللاواعي هو المتحكم في الإنسان.
أما الثورة الرابعه، يشهد الجيل الحالي انتقالًا من التأريخ إلى التأريخ المفرط، كما إن مجتمعات المعلومات المتقدمة يزداد اعتمادها أكثر فأكثر على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأداء عملها ولتحقيق النمو، كما أن قدرة المعالجة سوف تزداد بينما أسعارها سوف تنخفض.
ويقول عبد المجيد، أننا انتقلنا إلى الغلاف المعلوماتي (الإنفوسفير)، فأصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تدخل تعديلات على طبيعة الواقع، ومن ثم على مفهومنا لها عبر تحويله إلى إنفوسفير، موضحًا، أن الإنفوسفير تعبير جديد أطلق فى السبعينات ويعنى "الغلاف الحيوي"، وهو يدل على البيئة المعلوماتية التي تتكون من جميع الكيانات المعلوماتية.
وأضاف، أنه عندما نفكر فى التكنولوجيا اليوم بوجه عام يتبادر إلى ذهننا تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سهلة الإستخدام والمنتشرة فى كل مكان، وهذا أمر متوقع فى مجتمعات التأريخ المفرط، حيث أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي تكنولوجيات الرتبة الأولى والثانية والثالثة المميزة لهذا المجتمع.
ووضع عبدالحميد بعض الأمثلة للحياة فى الإنفوسفير، كالأحذية التي تصنعها شركة nike، وأجهزة آيبود ipod، يتحدثون مع بعضهما البعض فى ٢٠٠٦، نظام نيست nest، وهو أجهزة الاستشعار الخاصة بالنظام تعرف أنماط معيشتك وعاداتك وكلما إزداد تفاعلك مع النظام كلما تعلم أكثر وقدم خدماته بشكل أدق، كما أنه هناك مظلات تستطيع أن تتلقى إشارات لاسلكية وتعطي إشارات للإنسان لاستخدامها عندما يكون هناك الحاجة لذلك.