رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

حوارات

مدير المخابرات الحربية الأسبق لـ«صدى العرب»: مصر و السعودية صمام الأمان للمنطقة العربية

الأحد 18/مارس/2018 - 12:19 م
صدى العرب
طباعة
فاطمة الزهراء عزب
فى هذا اللقاء نطرح أهم المحاور الرئيسية التى تتعلق بالأمن القومى لمصر وتشغل فكر المواطن المصرى والعربى فى كل مكان.. بوضوح وشفافية وحيادية نناقش.. العملية الشاملة سيناء 2018.. زيارة ولى العهد السعودى لمصر.. ترشح الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية.. حكم الدستورية العليا بشأن تيران وصنافير.. بيان النائب العام وإعلام الشائعات والأكاذيب.. الوضع الاقتصادى لمصر.. دور لجنة الدفاع والأمن القومى فى أمن المواطن اقتصاديا.. براءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. ملف الإرهاب.. العلاقات المصرية السعودية.. جولات الرئيس السيسى للولايات المتحدة وبعد الدول العربية والأوروبية.. وكالة الفضاء المصرية وأهميتها للأمن القومى المصرى.. الاستثمار والتنمية.. عن العديد من المحاور الهامة وما يحاك ضد مصر... كان لنا هذا الحوار مع المواطن المصرى لواء كمال عامر مدير المخابرات الحربية الأسبق.. رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب.. إلى نص الحوار.

«السيسى» قادر على تحقيق أعلى المكاسب لمصر .. يعمل ليل نهار لصالح الدولة وشعب مصر العظيم

■ بداية.. ماذا عن العملية الشاملة سيناء 2018؟

- العملية الشاملة لسيناء 2018 هى امتداد لعمليات حق الشهيد الأولى والثانية والثالثة والرابعة، أيضا هى اعتداد لكل أعمال قتال القوات المسلحة لمواجهة الإرهاب وتطهير سيناء من دنسه وحماية شعب مصر من أضراره.. وهى لا تشمل فقط سيناء، لكنها تشمل كل الاتجاهات الاستراتيجية لمصر، سواء الاتجاه الشرقى لسيناء أو الاتجاه الغربى لحدودنا مع ليبيا ويبلغ 1200 كيلو، أو الاتجاه الجنوبى لحدودنا مع السودان، أو الاتجاه الشمالى للحدود مع البحر المتوسط.. وتشارك فى ذلك كل أفرع القوات المسلحة البرية والجوية والدفاع الجوى وحرس الحدود والقوات الخاصة ويساعدها قوات الشرطة المدنية.. مشيرا أن الهدف من هذه العملية هو هدف قتالى وهدف تنموى.. الأول هزيمة الإرهاب بتفريغ قواه وإسقاطه القدرة على تحديد أهالى سيناء ومصر، وطردة من المنطقة، والهدف الثانى هو تهيئة سيناء للتنمية.. وخلال هذه العملية أصدرت القوات المسلحة بيانات متعاقبة، تؤكد قيام كل القوات المقاتلة بتدمير أعداد كبيرة من العناصر التكفيرية، وتدمير الآلاف من الأوقار، والآلاف من الأهداف البرية والجوية، وقامت القوات البرية والجوية بضربات متلاحقة، بالإضافة إلى تدمير مئات السيارات والموتوسيكلات، ومئات من نقاط الاتصال والسيطرة، والعديد من الأهداف الرئيسية التى كان يستخدمها من المخابئ والمعابر.. حقيقة الأمر أن هذه العملية تؤدى النجاحات المتصلة، وسوف تستمر حتى تحقيق هدفها النهائى.. مشير أن لتحقيق السيطرة على القوات أنشأت القوات المسلحة مبنى مركز قيادة فى سيناء، الذى افتتحه الرئيس السيسى.

■ مصر والسعودية صمام الأمان للأمن القومى العربى.. كيف ترى أهمية زيارة ولى العهد السعودى محمد بن سلمان إلى مصر أولا قبل أجندة الزيارات؟

زيارة ولى العهد السعودى لمصر ليست غريبة فى توقيت هام، وتدعم أواصل التنسيق والصداقة بين البلدين وبينهم علاقات ممتدة، وهما جناحا استقرار الأمة العربية.. مؤكدا أن السعودية هى أكبر مستثمر عربى فى مصر، وبالنسبة لقضايا المنطة فيتم التنسيق الدائم بين مصر والسعودية بشأن أزمات المنطقة لوضع الرؤى والحلول المناسبة.. وبالتأكيد هناك تنسيق يسبق زيارة ولى العهد للزيارات التالية لمصر مثل أمريكا وأروبا.. وحقيقة الأمر أن هذه الزيارة لها معانٍ كثيرة، كونها أول زيارة يخرج بها ولى العهد من السعودية لزيارة ثلاث زيارات، لكنه يبدأ بمصر، وهذا يدل على وجود تنسيق مباشر بين المملكة ومصر، وبينهما ثقه متبادلة وتعاون وثيق ومهام مختلفة.. مع وجود آفاق للتنمية كثيرة جدا والت سيتم بحثها، مثل متابعة الأعمال بجامعة الملك سلمان بجنوب سيناء، ودراسة المشروع المصرى السعودى الذى يربط بين سيناء والسعودية «الكبرى الكبير»، أيضا مناقشة مشروعات كثيرة خاصة بالتنمية، وهذا يحقق المصالح المشتركة للجانبين.

■ اذا الزيارة تمثل المحطة الرئيسية لمسار العلاقات المصرية- السعودية؟

- بالتأكيد.. لأن ولى العهد يتسلح برؤية استراتيجية لمصر تجاه المناخ العالمى والإقليمى، وينسق هذه الآراء حيث إننا نتحدث لغة واحدة، والاستفادة من التنسيق المصرى بشأن العلاقات الإقليمية والعالمية وأزماتها.. مشيرا أن العلاقات المصرية السعودية هى علاقات استراتيجية كبيرة تربط بين البلدين، وبين الشعبين لأن الشعب المصرى محب جدا للأراضى السعودية لأن بها الحرمين الشريفين، وعلى مدى التاريخ هناك تعاون كبير بين البلدين ومصير مشترك.. وهما أركان أجنحة لأمة عربية قوية بينهما كل وفاق ومودة، واذا كان هناك اختلاف فى وجهات النظر فى بعض الأوقات، فهذا لا يؤثر نهائيا فى أساس العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين وشعبهم.. ومصر تعتز كثير بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.. واذكر عندما كنت فى حرب الخليج تزاملت مع العديد من القادة السعوديين وأعتز بصدقاتهم حتى الأن، كما أننى بصفتى مستشارا ومدرسا فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا فقد أشرفت على زملاء أحباب كثيرين جدا من المملكة العربية السعودية فى رسائل الدكتوراه ويربطنى بهم كل المودة والاحترام والاعتزاز المتبادل.

■ هل يحق القول أن الزيارة بمثابة رسالة قوية لداعمى الإرهاب من الدول خاصة قطر؟

- لا شك أن الزيارة قوية، لكن من قبل أن يأتى الأمير سلمان، نجد أن مصر تنسق بين المملكة السعودية والإمارات وبعض الدول العربية التى لها نفس الأهداف بمصر والتى تدعم مصر فى حربها ضد الإرهاب، والذين يتفقوا فى الآثار السلبية التى تعود على المنطقة من جرائم الإرهاب.. لكن هذه الزيارة تضيف دعم التعاون والتنسيق السياسى والعسكرى والمادى والمعنوى والدعم الشامل من السعودية لمصر فى هذا المجال، لأن قضية الأمن القومى العربى هى جزء من الأن القومى المصرى، والأمن القومى المصرى هو جزء من الأمن القومى العربى والاثنان يكملان بعض.

■ ماذا عن أهمية المناورات البحرية المشتركة بين مصر والسعودية فى ظل التهديدات القائمة فى المنطقة؟

- هذه التدريبات المشتركة للقوات المسلحة هى منظومة دائمة تتم على أعلى المستوى لرفع الكفاءة القتالية للقوات وتسليحها بالخبرات المختلفة الإقليمية والعالمية ومن جيوش صديقة لدول شقية ودول صديقة.. ويربط بيننا وبين المملكة العربية السعودية ليس تدريب بحرى فقط، لكن تدريب من أوجه مختلفة، ولهم قادة كبار محترمون يدرسوا فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا، والقوات المسلحة تحرص ضمن ما تحرص لرفع كفاءتها القتالية بعمل تدريب مشترك مع دول العالم، هذا التدريب المشترك يتم مع فرنسا وأمريكا وكل دول أوروبا وتدريب جسر الصداقة مع روسيا، وكثير من التدريبات التى تتم مع الدول الصديقة والشقيقة، بهدف تبادل الخبرات ورف الكفاءة القتالية، وتوطيد أواصل الصداقة، والتعاون ما بين الجيوش العربية والدول الصديقة.. يضاف إلى ذلك أنها أحيانا تكون التوقيتات التى تتم فيها تتضمن إرسال رسالة محددة، هذه الرسالة تتضمن الردع لمن تسول له نفسه، أن التنسيق بين القوى المختلفة يساوى أن الردع مفهومة استخدام القوى دون استخدامها، ووجود هذا الكم من التدريبات والتسليح والتعاون والتنسيق هو رسالة لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومى العربى أو الأمن القومى المصرى أو الأمن القومى الإقليمى.

■ لكن ماذا عن أهم الملفات التى يبحثها الرئيس السيسى مع ولى العهد السعودى وعلى رأسها ملف الإرهاب والقدس؟

- ملف التنمية والاستثمار يعد جزءا رئيسيا، لأن مصر ترفع شعار من شقين «يد تبنى ويد تحمل السلاح».. لذلك التنمية هى جزء رئيسى يهم مصر والسعودية، وكما ذكرت أن السعودية هى أكبر مستثمر فى مصر، ولذلك آفاق التنمية كانت أحد الملفات الهامة، ومن هذا المنطلق نجد زيارة ولى العهد للإسماعلية وسيناء والأنفاق وجامعة الملك سلمان فى جنوب سيناء، والمشروع المصرى السعودى المزمع تنفيذه للربط بين البلدين بحريا، وشاهد مشروعات كثيرة للتنمية.

■ كيف ترى صدور حكم من المحكمة الدستورية العليا بعد الاعتداد بالأحكام الصادرة من مجلس الدولة بحكم قضاء الأمور المستعجلة بخصوص قضية تيران وصنافير؟

أنا من الجيل الذى حضر الحروب منذ بدايتها، ويستقر فى وجداننا أن حقائق التاريخ والدبلوماسية وكل الوسائل والخرائط وكل شيئ يؤكد حقائق التاريخ بأن تيران وصنافير ترجع السيادة للسعودية، وقد كانت لمصر الإدارة بطلب المملكة العربية السعودية عام 1949، ومنذ هذا التاريخ السعودية أودعت للأمم المتحدة أن الجزيرتين ملكها، لكنها طلبت من مصر أن تديرهما، تخوفا من أن يستخدمهما أحد، وبعد ذلك السعودية أبلغت الأمم المتحدة كل الخطوات التى أجرتها سواء المطالبات بعودة الجزر، وفى التسعينيات بوجود الرئيس مبارك فعلوا ترسيم الحدود البحرية واختاروا نقطة أساس لها، وهذه نقاط الأساس تودع فى الأمم المتحدة، وأودعت فى الأمم المتحدة بموافقة مصر والسعودية، وكل الأمور تؤكد أن السيادة للمملكة العربية السعودية ونحن كما قال الرئيس السيسى أن مصر ليس فيها إنسان أو قائد مصرى يرضى أن يتنازل عن سنتيمتر مربع من بلده أو يطمع فى سنتيمتر من بلد آخر.. والجدير بالذكر فى طابا عندما شكك الجانب الإسرائيلى فى انسحابه فى إبريل 1982 فى سيناء أن طابا ممكن أن ندرس موقفها، قامت مصر بتشكيل لجان مدة 7 سنوات من 1982 إلى 1989 حتى أثبتت أن المحكمة الدولية فى لاهاى أن طابا مصرية، وتم رفع العلم بعد مجهود شاق، واذكر أن الرئيس مبارك ذهب إلى تركيا ليأخذ خرائط من هناك تثبت أن طابا مصرية.. اذا من الواضح جدا وبكل الأدلة قبل أن تقول المحكمة الدستورية حكمها أن تيران وصنافير سعودية، والجزيرتان يخدمان الأمان القومى العربى.

■ كيف ترى بيان النائب العام تجاه من يبث الشائعات والأكاذيب المغرضة والمضللة وكل ما يمس الأمن القومى المصرى والمساس بالقوات المسلحة والجيش والشرطة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل؟ا

هذا إجراء طبيعى وجاء متأخر، والآن مصر فى حالة حرب وتواجه إرهاب مصنوع يقف وراء قوى كارهة شريرة مصنوعة داخلية وإقليمية وعالمية، ومن حقنا أن ندافع عن أمن واستقرار بلدنا، ومنع الأيادى والأبواق الخبيثة أن تشوه عقل البسطاء أو أن تخدع هذا الشعب الطيب بمعلومات خاطئة أو عمل فتنة بين الجيش والشعب أو فئات الشعب ببعضها.. اذا ما أتخذ من قرار النائب العام هو قرار صحيح 100%، ويجب الضرب من حديد على كل من يؤثر على أمننا القومى أو يحاول الوقيعة بين فئات الشعب المختلفة.

■ ماذا عن رسالتك للإعلام فى دوره لمواجهة الإرهاب.؟

- أقول لهم اتقوا الله فى مصر الوطن الذى ظل طول التاريخ فى تحديات شديدة، والقوى الكارهة الحالية تكره أن تكون مصر قوية وأن تعود لدورها الإقليمى والعالمى، والكلمة الطيبة صدقة عليكم قول الحقيقة والبعد عن الأكاذيب والدسائس والتشويه، ونعتز بكرامتنا وكرامة شعبنا وجيشنا، والجيش المصرى ينبثق من شعب مصر المسلح، ويفخر أن انتماءه الوحيد لهذه الأرض وهذا الشعب، وسلاح الجيش المصرى للدفاع عن أرض وكرامة مصر.

■ ماذا عن رسالتك للرئيس السيسى فى الترشح لفترة رئاسية ثانية.. والملامح المستقبلية لمصر خلال الفترة القادمة؟

- تشرفت بمعرفتك منذ القدم وأنا أعلم وأعرف انك إنسان مصري وطني مؤمن مخلص محب لشعبك، تبادل مع الشعب الثقة والحب وكل ما يشغلك هموم بلدك وانت تؤمن أن مصر ستكون ليس فقط أم الدنيا بل أد الدنيا.. وأدرك أنك تعمل ليل نهار لصالح هذا الدولة وشعب مصر، واثق أن الله سبحانه وتعالى سوف يدعمك لأنك إنسان مخلص محب لله ومسلح بفخرك بوطنيتك ومصريتك، وانت فخر لمصر.. حفظك الله وحماك لمصر.. وانا مواطن مصرى أقول أن ربنا أكرم مصر بابن من أبنائها من أجل أن يقودها من هذا النفق المظلم، وخلال الفترة الماضية تم تحقيق قفزات كبيرة جدا فى أتجاهين، مواجهة الإرهاب والتنمية، وسيذكر التاريخ أن هناك قفزات تنموية كبيرة جدا تمت فى وقت قياسى، ولم يكن ذلك يتم لولا الفكر المبدع لفكر الرئيس السيسى وإحساسه العميق بحب شعبه وبلده والوطنية التى تجيش فى نفسه، وأنه تربى على أنه مستعيد ليضحى بحياته فى سبيل بلده.. ومن هنا أقول أن الأربع سنوات القادمة مهمين جدا لأنهم يستكملون المشروع الذى بدأه الرئيس السيسى وهو أحق أن يستكمل مسيرة العطاء، وعلينا جميعا أن نقف وراءه، وراء مصر، لأن مصر هى الباقية.. ونؤيد السيسى لاستكمال مشروع العطاء والتنمية والآمال للشعب وجنى جزء من ثمار نتائج المشروعات التى تتم الآن لذلك أطلب من الله أن يهدى الشعب المصرى بانتخابه مرة ثانية دعما لمسيرة أمن واستقرار مصر، وأدعوا الله أن يعطيه الصحة والعمر ويحميه من كيد الكائدين والمؤامرات السيئة التى تديرها قوى الشر الكارهة، حتى يحفظه الله لمصر ابنا مخلصا يقودها إلى الأمن والأمان ويحقق آمال شعبها فى الحرية والعطاء والخير والرفاهية، والجدير الذكر أننى كنت سعيدا جدا وأنا أقرأ أن الاحتياطى النقدى لمصر أصبح 42.5 مليار جنيه، بعد أن كان تسلمه 12 مليارا وجزء منهم كان احتياطى ثابت.. اذا نسأل الله أن يهدينا للخير ونقف خلف الرئيس لبناء مصر القديمة والحديثة بكل جهود المصريين فى كل موقع ومكان لتحيا مصر.

■ ماذا عن دور لجنة الدفاع والأمن القومى فى أمن المواطن اقتصاديا؟

- لنعلم أن مجلس النواب وأعضاءه هم الممثلون لكل شعب مصر، وأمناء عن تمثيل هذا الشعب وتحقيق أمانيه وآماله فى المعيشة الكريمة للمستقبل وفى مواجهة كل التحديات.. ومصر الآن تواجه تحديات كثيرة جدا على رأسها الإرهاب، ثم تحدٍ اقتصادى، ثم تحديات اجتماعية كبيرة، وتحديات سياسية، وتكنولوجية.. نجد أن مجلس النواب به 594 نائبا و25 لجنة نوعية، ولجنة الدفاع والأمن القومى هى من اللجان المعنية بكل ما يتصل بالأمن القومى فى الشق العسكرى بكل شؤون القوات المسلحة بأفرادها وضباطها وجنودها وتسليحها ومعداتها، وكل شؤون الشرطة بأدائها وكل ما يتصل بالجريمة المنظمة، وكل ما يتصل بالإرهاب، وكل ما يتصل بما يؤثر على الأمن القومى.. لذلك نجد أن الأمن القومى فى مصر يتصل بكل آفاق المجتمع، لذلك لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب لها أتصال وتعاون وثيق مع كل لجان المجلس، ولهذا عندما تعالج كل لجنة موضوع يخصها مثل اللجنة الاقتصادية أو غير ذلك من اللجان لا بد أن يكون بالتنسيق مع لجنة الدفاع والأمن القومى.. وعندما نعمل فى موضوع خاص بالجنة الدفاع لكن يحتاج إلى تشريع يكون بالتنسيق المشترك مع اللجنة التشريعية.. اذا نحن مشاركون فى كل آمال وطموحات وأحلام ومشاكل هذا المجتمع، لهذا نعمل بصفة دائمة فى اللجان على محورين.. المحور الأول هو خطة عمل اللجنة التى وضعت وصدق عليها رئيس المجلس قبل دورة الانعقاد، المحور الثانى هو ما يحال إلى اللجنة مما يحيله المجلس إليها من طلبات أعضاء خاصة بأسئلة أو مشروعات قوانين أو غير ذلك.. وبالتالى الكل فى المجلس عليه دور هام جدا وهو دور تشريعى، ودور مراقبة أجهزة الدولة، ودور متابعة خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدولة.. ولجنة الدفاع والأمن القومى تتابع خطط ميزانية القوات المسلحة والشرطة وخطط تطوير كلا منهما، والآفاق المختلفة لهذا الاتجاه.. وكل ما يتصل بمشروعات القوانين، والكفاءة القتالية، والتطوير والمشروعات والتشريعات نحن مسؤولون عنها، ودائما نتابع كل قضايا المجتمع.

■ ماذا عن رؤيتك للوضع الراهن وما يحاك ضد مصر؟

- حقيقة الأمر أن الوضع الحالى ليس نتاج مفاجأة، لكنه كان نتاج لأحداث ومراحل متعددة فى تاريخ مصر.. ولا بد أن نعى أن مصر مرت بمرحلة صعبة جدا على مدار السنوات الأخيرة، ذلك من قبل ثورتى يناير ويونيو.. وكانت مصر تعانى من مشكلات متعددة، أبرزها المشكلة الاقتصادية التى كانت تعانى منها مصر وظواهرها وانعكاستها على الظواهر الاجتماعية مثل البطالة والعشوائيات ونسبة الفقر للشعب المصرى، وغير ذلك.. وبقيام تلك الثورات يحدث ما هو متعارف عليه فى كل العالم، ينخفض الانتاج وتنتج عوامل تؤثر على البنية الأساسية والقوى الشاملة للمجتمع.. مشيرا أن ثورتى يناير ويونيو أثروا على الجانب الاقتصادى بتأثير سلبى على المجتمع، وصاحب ذلك حالة من عدم الانضباط فى الشارع المصرى، وحالة من المطالب الفئوية، التى أدت إلى ارتفاع ما يأخذه موظفون عاملون فى الدولة من 73 مليار إلى 230 مليار.. بما يعادل حوالى 150 مليار جنيه زيادة سنوية.. واذا تم ضربهم فى 6 سنوات نجد أنهم 900 مليار ومع إضافة نسبة ارباحهم من البنوك لأن مصر تقترضهم نجد أنهم 150 مليار.. وتقترضهم الدولة لإرضاء موظفيها، هذا فى حد ذاته كان يزيد أعباءها من القروض التى كانت متراكمة عليها من قبل هذه الثورات ومن مشاكلها الاقتصادية الكبيرة التى واجهتها.. لذلك كان أمام رؤية قيادتنا السياسية طريقين، الطريق الأول أن تتحرك بالمسكنات كما تحركت الأنظمة السابقة، أو أن تجرى عمليات جراحية كبيرة جدا، وهذه العمليات الجراحية لها انعكاسات سلبية قد تكون سلبية على الشعب.. لكن ثقة قيادتنا السياسية فى الله سبحانه وتعالى وفى شعب مصر، وثقتها فى أن الصالح العام يستدعى لهذا، فقد اتخذت إجراءات حازمة من جانب الإصلاح الاقتصادى المصرى، وفى نفس التوقيت كان هناك تربص كبير بمصر من قوى كارهة سواء محلية وإقليمية وعالمية.. وكانت تواجه هذا التربص الذى يتمثل فى «الإرهاب»، لذلك كانت ترفع شعار «يد تبنى ويد تحمل السلاح».. اليد التى تبنى ثقة منها وإيمانا من مصر وقيادتها أن التنمية المستدامة هى أهم ما يمكن أننا نواجه به عمليات الإرهاب وكل التحديات المختلفة.. اذا التنمية المستدامة فى كافة المجالات هى جزء كبير جدا من مواجهة التحديات والإرهاب، لأن بالتنمية يتم تقليل معدل البطالة والفقر، وبتحقيق مطالب الجماهير كل هذا يحقق قفزة كبيرة للمجتمع.. لذلك نجد فى المرحلة الحالية حلم كبير لمشروعات قومية كبيرة جدا تتم فى جميع أنحاء الوطن.. مثل مشروعات كبيرة للطرق تصل إلى آلاف كيلومترات، ومشروعات كبيرة تمت بدأت بقناة السويس ومحور قناة السويس يتضمن العشرات من المشروعات، أيضا نجد تنمية لسيناء، وللمناطق الحدودية.. الأن سيناء سيستكمل حلمها الذى توقف وسار ببطء نتيجة القدرات الاقتصادية، والآن يتم فى سناء مدينة رفح الجديدة، والإسماعيلية الجديدة، والعديد من المشروعات منها تحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف، وجامعات فى جنوب وشمال سيناء منها للملك سلمان، أيضا الكثير من المشروعات الزراعية والصناعية، ذلك بالإضافة لما بها من آثار وسياحة.. اذا يحق القول فى أن الدولة أعطت أسبقية للتنمية فى المناطق الحدودية، وحلايب وشلاتين نجد مشروعات كبيرة جدا خاصة بتحلية المياه وبالزراعة والإسكان.. وتم توطين للبدو فى أماكن.. وحتى الآن صرفت مصر على آفاق التنمية فى الوادى الجديد أكثر من مليون ونصف مليار جنيه مصرى، ذلك بالإضافة لما يتم فى التنمية بأسوان وأبناء النوبة ومنطقة أبو سنبل، والحدود الغربية.. مضاف إلى ذلك المشروعات الأخرى الآمنة التى كنا نحلم بها مثل مشروع الضبعة لأنشاء 4 محطات كبرى للطاقة الكهربائية، وما تم افتتاحه لمشروع الكهرباء بالبرولس التى تعد أكبر محطة تكفى الدلتا، معظم مصر من الكهرباء.. أيضا نجد مشروعات كبيرة جدا تعطى الأمل للشباب فى المستقبل، بالإضافة إلى دور مصر فى هذه المرحلة لاستعادة دورها الإقليمى والعالمى، وهذا الدور يفتح لها أفاق التنمية أيضا.. والتعاون فى مجال التسليح مع فرنسا وروسيا وبلدان كثيرة جدا فى العالم.. اذا نجد أن المرحلة الحالية هى مرحلة الأمل والبناء وإعادة بناء مصر الحديثة بثقة الشعب المصرى وقدرته، لأن بدون أداء وتفجير طاقات الشعب المصرى لن نحقق شيئا.. لكن بالشعب المصرى نحن على أعتاب مرحلة آمله كبيرة جدا يتحقق فيها لشعب مصر كل آماله فى التقدم والرخاء.. وعام 2018 هو بداية الأمل فى البناء والنهضة وخروج مصر من النفق المظلم.. مضيفا أن مصر وقواتها المسلحة الأبية نجحت فى القضاء على الإرهاب بما لا يقل عن 98%، وهى الآن فى مطاردة باقى فلوله فى أوكاره ومتابعتهم للقضاء عليهم نهائيا.

■ شهدت مصر خلال الفترة الماضية العديد من العمليات الإرهابية.. ماذا تحديدا عن الحادث الإرهابى الإجرامى بمسجد الروضة؟

- هذه الأحداث تؤكد أن مصر تواجه حالة حرب شاملة تتربص بها قوة كارهة تدفع الإرهاب وتدعمه بالأموال والأسلحة والمعدات والذخائر وتخطط له أيضا، وهذه العملية إن دلت على شىء فإنها تدل على أن هذه الجماعات مدفوعة باليأس الذى دفعته إليها العمليات الناجحة بالشرطة المدنية والقوات المسلحة، وأخيرها العمليات التى تمت فى ثلاث مهاجم سواء فى قرية أو فى القبض على عربات مفخخة وخلايا مختلفة، كما سبق القبض على شبكة جاسوسية بتركيا، وكما أن نجاح القوات المسلحة فى القضاء على كل معظم العناصر والأوكار والأسلحة والمعدات وفشلها تماما فى تحقيق أى أهداف تجاهها جعلها مدفوعة باليأس بأنها تريد أن تثبت استمرار تواجدها، ولازالت متواجدة، وأرادت أن تنفذ عملية فى هدف سهل بمنطقة لا يمكن يتوقعها أحد، وهو المسجد والمصلين.. وهذا لا فعله لا مسلم ولا مسيحى ولا يهودى.. لكنهم أثبتوا بهذه العملية أنهم مجرمين وقتلى ولن يتبعوا أبدا دين ولا ملة، وهؤلاء مرتزقة بقوة تخطط لهم وتعمل على إنهاك مصر بهدف إضعافها وتحويلها إلى دولة لا تستطيع خدمة شعبها.. ذلك يؤكد للشعب المصرى أنه لا بد أن يكون لديه الوعى واليقظة لأنه لا يمكن لهذه الحرب أن يواجهها فقط الشرطة والجيش، لكن هذا التطور النوعى لهذا الإرهاب يدعو لأن يكون كل الشعب مسؤول، لديه الوعى واليقظة لمواجهة هذا الإرهاب.. ويجب على كل إنسان فى عمله أن يقوم بواجبه بما يحقق تدعيم عناصر الجيش والشرطة فى عملها ضد هذا الإرهاب.. مشيرا إلى أن هذا الحادث وحد المصريين لأنه أثبت للمسلمين والمسيحيين أن هؤلاء الإرهابيين لا يقصدون دين بذاته، لكنهم مجرمين وقتله، وأبناء مصر مسلمين ومسيحيين سيقفون صفا واحدا فى مواجهة هذا الإرهاب.

■مؤخرا تم موافقة مجلس النواب بمشاركة لجنة الدفاع والأمن القومى.. ما مدى أهمية إنشاء وكالة فضاء مصرية.. وماذا تمثل للأمن القومى المصرى؟

تعتبر إنشاء وكالة فضاء مصرية خطوة علمية هامة جدا، ونقلة نوعية فى علوم الفضاء فى مصر وتحقق استخدام كل قدرات مصر من كوادر بشرية جذبتها بعض وكالات الفضاء الأخرى فى المنطقة إلى مصر لتطوير علوم الفضاء فى مصر، وإمكان إنشاء أقمار صناعية مختلفة.. وستكون هذه الأقمار إما أقمار معلومات أو أقمار بحوث علمية أو أقمار اتصالات، وهذا بما يتيح لها كثير من المهام سواء المتصلة بالأمن القومى أو المهام التى تتصل بالتنمية الشاملة، لأن أقمار الاستشعار عن بعد ممكن ترصد التعديات على الأراضى ومياه النيل، وتأمين الحدود والخرائط والمعلومات وعمل خرائط دقيقة، وبهذا يمكنها أن تساهم فى التنمية الشاملة، بأكبر مساهمة ممكنة.. وقد ولدت هذه الوكالة بها مجلس أعلى للوكالة برئاسة رئيس الجمهورية ويتكون من بعض وزراء مختصين ومجلس إدارة للوكالة يرأسه رئيس الوزراء، ويشمل كل الوزارات المختلفة من الوزارات المختصة، ومجلس تنفيذى يرأسه رئيس بدرجة وزير، وللهيئة مميزاتها المستقلة التى تنعكس دخلها عليها بما يحقق تطويرها وتحقيق كل خطط التنمية والتطوير التى تتصل بهذه الهيئة الوليدة، وقد راعى القانون أن تولد الهيئة قوية فاعلة تفيد الأمن القومى المصرى، وقد جاء إنشاؤها متأخرا وتم الموافقة عليها بلجنة مشتركة «التعليم والأمن القومى» ثم يعرض مشروع القانون على المجلس فى الجلسة العامة ليناقشه النواب ويوافق عليه مجلس النواب ليقر القانون ويصبح فاعلا.

■ هل توقعتم الحكم ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟

الرئيس مبارك رئيس لمصر لأكثر من 30 سنة، وهو قائد القوات الجوية فى حرب تحرير سيناء وحرب استعادة الكرامة فى أكتوبر 73، مبارك مقاتل وقائد ووطنى ومخلص وتربى فى مدرسة الوطنية بالقوات المسلحة..

واذكر عندما كنت مشاركا فى حرب اليمن عام 1962، كان الرئيس مبارك يقود أكبر قاذفات قنابل فى العالم هى «التيبلوف» وكان يخرج من مصر والمسافة كانت لليمن حوالى 5 ساعات كان يساعدنا فى اليمن بالطيران تبعه، والمطارات باليمن كانت لا تستطيع استقبال طائراته، وكان بعد انتهاء مهمته يعود مرة اخرى ويقود الطائرة إلى مصر.. من هنا أقول أن الحكم الأخير ثبت أن مبارك لم يشارك فى قتل المتظاهرين.. الجدير بالذكر عندما كنت فى مستشفى المعادى وكان الرئيس مبارك هناك سألته «لماذا لم تحاول أخذ طائرة من شرم الشيخ لتخرج بها للخارج؟» قال مبارك «لست الذى أفعل ذلك.. أنا جندى ابن مصر ولن أخرج خارج مصر لأنى أحب هذا البلد ولن أخون هذا البلد ولن أخطئ فى أى شىء ومستعد أن أواجه كل شىء يحكم عليه بيه شعب مصر».. أيضا قلت له «نأمل أن الرئيس السيسى سيعطيك إعفاء».. قال مبارك «لا.. لا أريد الإعفاء أنا أنتظر البراءة من المحكمة لأنى أريد أمام شعب مصر الذى تبادلت معه الحب وكنت مسؤولا عنه لمدة أكثر من ثلاثين عاما أن تظهر براءتى أمام هذا الشعب.».. اذا الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك رجل وطنى لم نضبطه يبيع شيئا فى مصر، ولم نضبطه يساوم على شىء فى مصر، ولكننا عاهدناه مقاتلا فى الحرب ومقاتلا فى السياسة.. وعلى الجميع أنه لا ينسى أنه قاتل وجاهد بتشكيل المجموعة التى استردت طابا منذ عام 1982 إلى أن رفع علم مصر على طابا فى مارس 1989 بعد أن حكمة المحكمة الدولية على أحقية مصر فى طابا فى ديسمبر 1988.. اذا نحن أمام رجل وطنى مصرى محترم جاهد لم ولن يبيع مصر.. أيضا من الجدير بالذكر حتى يعلم شعب مصر أن عندما كانت تريد أن تأخذ أى امتيازات فى مصر كان مبارك يرفض تماما أن يتخذ أى إجراء غير وطنى، ولا ننسى أن فى حرب الخليج حقق لمصر نتائج مبهرة على المستوى العسكرى والسياسى، وكان قائدا أعلى على نفس المستوى المتميز المخلص، والمحكمة حكمت أن مبارك مواطن مصرى شريف، واذا كان يحاسب على أى شىء فيحاسب مثله مثل أى مواطن مصرى، لكن ذلك لا يقلل من تاريخه المحترم العسكرى أو السياسى.. وأنا أهنئه، وأرسل له تهنئه.

■ رسالتك للشباب المغيب الذى من السهل استقطابه للجماعات المتطرفة؟

- مصر شعبها متدين قبل أن تأتى الأديان.. مصر كانت تعرف ديانة التوحيد التى تعلم أن وراء هذا الكون خالق يدعو إلى مكارم الأخلاق.. ثم استقبلت مصر بسماحة كبيرة جدا كل الأديان سواء المسيحية أو الإسلام وقوية بهم وقوى بها.. وإيمانا الوسطى بالله سبحانه وتعالى علمته لنا الأديان وسمحاتها.. ونحن نفخر بمصر أنها بلدنا وننتمى إليها، وثقل مصر كبير جدا ولا يمكن أن نغفله أو ننساه.. وكل الشعب مسؤول عن الحفاظ على حجم وتاريخ وحضارة مصر، وعلى أن تمارس دورها الإقليمى والعالمى.. واجبنا لكى نتقدم أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى أمرنا فى القرآن الكريم بالحقوق والواجبات، ومن واجبتنا فى هذه المرحلة التى تواجه فيها بلدنا تحديات كثيرة أن نعمل ويعمل كل منا فى موقعة بإخلاص وتفانى، وأن ننبذ الفرقة ونكون دائما متحابين متكافئين متكاتفين من أجل بناء مصر الحديثة، ويجب أن يكون لدينا وعى كبير بما يحيك بنا من تحديات، وأهمها ما يسمى بتحديات الجيل الرابع، وجزء منه الإرهاب والضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأهم ذلك الإشاعات التى تحاول أن تنال من أمن وقوة مصر وتكاتف شعبها، لأنهم كانوا بيهدفوا إلى تفتيت مصر سواء بالفتنة الطائفية أو بالكراهية الداخلية وغير ذلك.. ويجب ألا نحث على الكراهية بل نحث على المودة والحب والتآخى بيننا، من أجل بناء مصر على قاعدة راسخة من الحب والثقة والوطنية.

■ هل زيارة الرئيس لبعض الدول حقق المأمول بأن مصر بخير؟

- بالتأكيد.. ومصر منذ القدم لها حدودها واسمها التاريخى، وهى دولة لها دور إقليمى وعالمى لأنها ظلت تشع دورها وحضارتها على العالم كله، فهى أقدم دولة فى العالم لها كيان مجتمعى وحضارة وحكومة مركزية.. وأعرق شعوب العالم هى مصر.. ومهما كانت ضعيفة وعندها تحديات فهى مصر التى نفخر بها.. مصر الحضارة والتاريخ مصر الإسلامية والقبطية والعربية والشرق أوسطية.. اذا نحن نبدأ بأسناد على مصر العظيمة القوية.. لذا نجد أن الزيارات التى تقوم بها القيادة المصرية هدفها مصلحة مصر.. وكل ما يدور فى أذهان القيادة المصرية والحكومة هو بناء مصر الحديثة، وهذا هدف كبير جدا وعظيم يتبناه كل قواها الشاملة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتكنولوجية، كل القوى الشاملة لمصر تتبنى الحفاظ على ثوابت الدولة وتثبيتها وبناء مصر الحديثة.. ولأجل اكتمال بناء مصر الحديثة اذا لا بد من عودة مصر لدورها الإقليمى والعالمى، وعن الدور الإقليمى نجد أن دوائر الأمن القومى المصرى ترتبط دائرتها بعد الدائرة الداخلية، ثم نجد الدائرة العربية والتى تتفاعل فيها مصر مع أمتها العربية، ومصر آخذة فى التفاعل تماما مع امتها العربية، وتتفاعل مع كل المشاكل المحيطة بنا الآن، وهى بترى أهمية الالتزام لحل هذه المشاكل بالحلول السياسية، لأن الحلول الأخرى تقسم هذه البلاد وتدمر قواها، لذلك نجد أن فى نفس التوقيت أن الدائرة الثانية لها هى الدائرة الأفريقية ومصر تهتم جدا بعمقها الإفريقى وبالمصالح المشتركة مع الدول الصديقة فى إفريقيا، أيضا تهتم جدا بكل ما يربطها بعمق الأمن المائى لها، وبتعمل للحفاظ على حقوق مصر المائية، وبناء علاقات متطورة مع كل دول إفريقيا.. والدائرة الثالثة هى الدائرة الإسلامية «الشرق أوسطية»، مصر دولة لها كيانها ولها دور تتفاعل فيه مع قواها العالمية، ونلحظ زيارات وزير الخارجية للاتحاد الأوروبى، لأن هناك تنسيقا بيننا وبين كل دول أوروبا، أيضا زيارة الرئيس فى الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تفاءلنا خيرا منها، لأن هناك أسسا كبيرة تجمعنا، نظرا لوجود تعاون استراتيجى ممتد لأكثر من 30 عاما بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، ومن أهم العلاقات فى الشرق الأوسط هى علاقة مصر مع أمريكا لأننا جمعنا بناء السلام فى المنطقة، وبدأت مصر بالسلام فى المنطقة، ويجمعنا التلاقى لأن دولة مصر لها دورها الإقليمى والعالمى والمحورى، وتشارك فى حل مشكلات المنطقة، وتستشار دائما فى حل هذه المشكلات، وكما نعلم جميعا أن هناك حدثا خلال لقاء الرئيس فى الأمم المتحدة مع مرشحى الرئاسة الأمريكية الذى كان معهم ترامب وكلينتون، فكان هناك حديث به آمل وإشراقة ونوع من الود من الرئيس ترامب وإعجابه بمصر وبالرئيس السيسى، ونأمل أن يستمر هذا الإعجاب وان تمتلئ هذه العلاقات بالدفئ الكبير دائما فى المستقبل.. ومصر الأن علاقتها متوازنة وتحاول أن تبنى علاقات بينها وبين دول العالم على أسس الندية والمصالح المشتركة والحفاظ على كرامة الشعب المصرى والحضارة والكرامة المصرية، وأن تقوم مصر بدورها وأن تدعم هذه العلاقة بناء مصر الحديثة.

■ لكن ماذا عن أهداف زيارة الرئيس للولايات المتحدة؟!

العلاقات بين مصر وأمريكا ليست وليدة اليوم، لكنها ممتدة وعميقة وذات أبعاد متعددة كثيرة، ويربطهما علاقات استراتيجية، ومصر كانت أكبر شريك وقوة بعد الولايات المتحدة الأمريكية فى حرب الخليج، وكان لمصر دور فى تأمين حشد كل القوات عبر قناة السويس وأجوائها.. وكان لها أكبر حجم من القوات فى هذه الحرب، ويربطنا ثقة كبيرة ويوجد تعاون عسكرى عميق بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية نبنى عليه كل العلاقات، أيضا يوجد علاقات تاريخية سياسية.. معنى ذلك أن هناك قاعدة عميقة وصلبة نستثمر عليها علاقاتنا، مشيرا إلى أن فى عهد الرئيس الأمريكى أوباما شهدت هذه العلاقة نوعا من الفتور، ذلك كان لأسباب متعددة ندركها جيدا.. لكن يوجد أمل بعد أن تغيرت القيادة الأمريكية بقيادة متفتحة وآمله.. اذا العلاقات ستكون أكثر دفئا مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ندرك تماما المصالح الأمريكية فى المنطقة، وأن العلاقات تبنى على مصالح، ونحن نثق فى الله سبحانه وتعالى وفى أنفسنا، ونثق أن هذه العلاقات تبنى على مكانة وقوة واسم مصر وقوة شعب مصر.. وأهم الأهداف بتحقيق كل التنمية الشاملة، ذلك بوجود تعاون وتطوير عسكرى كبير واقتصادى، وتطوير مشاركة أمريكا فى التنمية وتطوير العلاقات بين الطرفين بما ينعكس على حل مشكلات المنطقة، والرئيس السيسى قادر على تحقيق أعلى قدر من المكاسب لمصر.

■ كيف ترى العلاقات المصرية- الكويتية؟

- هى علاقات دم وأخوة ووطن وعروبة وإسلام.. ومصر لن تنسى أبدا الكويت أن مصر كانت من أوائل الدول العربية التى دعت صدام حسين إلى سرعة الانتهاء، والتى شاركت بأكبر قوات بعد أمريكا فى تحرير الكويت، ويربطنا بالكويت صلات متعددة أبرزها صلة الأخوة والعروبة والسلام والدم.

■ ماذا عن العلاقات المصرية الإماراتية؟

- هى كل علاقات المودة والعروبة والأخوة فى الإسلام، ومصر لن تنسى الشيخ زايد والإنشاءات الكثيرة التى تحمل اسمه فى مصر، والشيخ زايد كان يتبادل الحب مع الشعب المصرى لأن هناك وضوح رؤية كاملة ونظرة عميقة للتعاون العربى بين مصر والإمارات وهما يعملان دائما لصالح الأمة العربية وشعوبها فى إطار المصالح المشتركة.

■ رسالتك للدول العربية لتحقيق سوق عربية مشتركة؟

- أقول لكل الدول العربية أن مصر دولة عربية فى الأساس وتفخر أنها دولة أيضا إفريقية وتفخر دائما أنها دولة إسلامية.. والعالم الآن لا يعترف بالفردية، لكنه يحترم التكاتف والتنسيق والتعاون، لذلك أرى أن الأمة العربية لها قدرات تجعلها من أقوى قوة فى العالم، ولا ننسى أبدا أن ما حققه العالم العربى عندما تعاون وتكاتف فى حرب 1973، فأصبح قوة كبيرة وانتصر أمام تحديات كثيرة جدا.. نحن لا ينقصنا شىء إلا أن ننظم قوانا ونعمل على تطوير آليات الجامعة العربية لكى تدعم قوة العالم العربى، ثم نأمل فى تنسيق قوى من أجل أن نفعل ما اقترحته مصر قبل ذلك فى القوة العربية مشتركة التى تواجه الإرهاب، ثم نثق جميعا فى بعض، وننبذ الفرقة والفتن وكل الدواعى المحلية حتى نستطيع أن نمشى فى طريقى الأمن القومى المحلى لكل دولة بما لا يتعارض مع الأمن القومى العربى عندما نعمل جميعا فى صالحه بما ينسق كل المهام المختلفة والمطالب وتنسيق كل الجهود المتاحة لمواجهة التحديات.

 

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر