عربي وعالمي
السفير خطابي : الحوار الهادف يستلزم تجانس وتماسك الخطاب الإعلامي العربي
الخميس 11/ديسمبر/2025 - 09:30 م
طباعة
sada-elarab.com/790113
أعرب السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، عن شكره وتقديره لدولة ليبيا على كرم الضيافة وحسن تنظيم أعمال منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي، الذي ينعقد في إطار متابعة تنفيذ الخطة التنفيذية للاستراتيجية الإعلامية العربية المعتمدة من مجلس وزراء الإعلام العرب، والمرتكزة على ثلاثة أهداف رئيسية هي: القضية الفلسطينية، ومحاربة التطرف والإرهاب، وتثمين مقومات الهوية العربية.
وأوضح خطابي في كلمته بالجلسة الافتتاحية أن الحوار، على الرغم من جاذبيته لدى النخب الفكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية، يظل مرهوناً بالثقة والاحترام المتبادلين، مؤكداً أن الحوار القائم على المفاضلة والتعصب لا جدوى منه، وأن نفي الاختلاف قد يكون أعقد من الخلاف.
وأشار إلى أن العالم العربي، الذي قدم تاريخياً نماذج رائدة في ثقافة الحوار، ومنها التجربة الحضارية الأندلسية، مدعو اليوم إلى حوار متجدد وشجاع مع الغرب، حوار متحرر من رواسب الماضي وموجّه لتبديد الصور النمطية والأحكام المسبقة والإسقاطات الاستشراقية والتيارات المتطرفة التي تستهدف القيم الروحية والهوية المجتمعية العربية.
وأكد السفير خطابي على الدور الجوهري لوسائل الإعلام في تقديم صورة لائقة وفاعلة عن الشخصية العربية للرأي العام الدولي، عبر محتوى منفتح وحداثي وملتزم بالقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تشهد موجة تضامن دولي واعترافات متزايدة بدولة فلسطين، في ظل التداعيات الإنسانية المأساوية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتصعيد في الضفة الغربية.
وفي سياق متصل، شدد على أهمية إسهام الإعلام والمنصات الرقمية في طرح مقاربات واقعية لقضايا معقدة مثل الإرهاب والتطرف والهجرة، التي تحولت إلى أوراق انتخابية لدى قوى شعبوية تستهدف تبخيس الهوية العربية وانتهاك الرموز الدينية، في تعارض مع التشريعات الدولية وخاصة العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
وأوضح خطابي أن جامعة الدول العربية بادرت منذ أكثر من عشرين عاماً إلى الانضمام لـ “مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات” التابعة للأمم المتحدة، وحرصت على إعداد خطط مرحلية، من بينها مشروع الخطة الاستراتيجية الموحدة 2026-2031، التي تتضمن محاور مرتبطة بالإعلام والهجرة والشباب والمرأة والتنمية المستدامة، انسجاماً مع توجهات الجامعة في نشر ثقافة السلام والتسامح ونبذ الكراهية والإقصاء، وبما يتماشى مع مواثيق الأمم المتحدة، ومن بينها إعلان “كاشكايش” الصادر خلال الدورة العشرين للمجموعة في البرتغال (نوفمبر 2024) بمشاركة 131 دولة و29 منظمة إقليمية.
و شدد السفير خطابي على أن أي حوار هادف يستلزم تجانس وتماسك الخطاب الإعلامي العربي، مع مراعاة المتطلبات المهنية واستخدام اللغات الأجنبية وأدوات التواصل الحديثة لضمان انتشار هذا الخطاب وخدمة المصالح الجماعية العربية، معرباً عن تطلعه إلى نقاشات بناءة ضمن محاور المنتدى وصولاً إلى صياغة توصيات عملية تُعرض لاحقاً على مجلس وزراء الإعلام العرب.













