منوعات
فتاة سعودية في الرابعة عشرة تخطف أنظار جمهور يزيد عن 20 مليون شخص خلال أكثر من 95 ظهور
الثلاثاء 25/نوفمبر/2025 - 12:00 م
طباعة
sada-elarab.com/787914
في سن لا يتجاوز الرابعة عشرة، حققت السعودية رتيل الشهري ما يطمح له العديد من المتحدثين المخضرمين، حيث خطفت أنظار جمهور يزيد عن 20 مليون مشاهد خلال أكثر من 95 ظهوراً في المملكة وحول العالم. وأصبح صوتها الهادئ والجريء أحد أكثر الاصوات شهرة بين جمهور جيل ألفا.
وقالت رتيل مؤخراً خلال كلمتها الافتتاحية في منتدى "بيبان" (BIBAN) العالمي 2025 في الرياض: "الفضول ليس أمراً بسيطاً، بل هو المفتاح الذي يمكّننا من رؤية المستقبل قبل أن يراه الآخرون". واعتلت رتيل المسرح لمناقشة الذكاء الاصطناعي وفن السرد القصصي للعلامات التجارية ودور صانعي المحتوى في تشكيل مستقبل التواصل.
ومع تزايد عدد متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي ليصل إلى أكثر من مليوني متابع، تم دعوتها للتحدث في فعاليات بارزة مخصصة للطلاب والشباب مثل "الويبينار العالمي لكامبريدج 2025" (Cambridge Global Webinar 2025)، حيث تناولت موضوع الهدف والقيادة. وفي هذا الصدد، قالت: "لا بأس إذا لم تعرف هدفك بعد، ستكتشفه من خلال المحاولة، لا من خلال الانتظار."
على الرغم من أنها لم تتجاوز سن الرابعة عشرة، وجدت رتيل نفسها هذا العام مرشحة "لجوائز جوي" (Joy Awards)، إلى جانب أبرز صانعي المحتوى في المنطقة، وهي واحدة من أهم الجوائز في مجال الترفيه بالشرق الأوسط. وبصفتها أصغر مرشحة في فئتها، كانت مشاركتها حدثاً غير مسبوق في مجال غالباً ما يقتصر على البالغين. هذا الترشيح يحمل رسالة للشباب في المنطقة مفادها أن الطموح لا يتقيد بالعمر، وأن أصواتهم يجب أن تُسمع وتُكرم على المسارح الكبرى. يعكس ترشيحها القناعة المتزايدة بأن صانعي المحتوى من فئة الشباب لا يقومون بإلهام جيلهم فحسب، بل يسهمون في تشكيل التوجه الثقافي الذي يعكس هوية المنطقة.
برز حضور رتيل في المملكة بشكل ملحوظ من خلال تعاونها المستمر مع مؤسسات وطنية مرموقة مثل وزارة التعليم ووزارة الإعلام ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وأرامكو ومنشآت ومؤسسة مسك.
تشمل مساهماتها الوطنية إلقاء كلمة رئيسية حول تأثير الشباب في "منتدى المؤثرين" (Influencers Forum) الذي نظمته وزارة الإعلام، حيث تحدثت عن رحلتها، كما أدارت جلسة محورية بعنوان "التعليم والابتكار" في منتدى "بيبان" لعامي 2024 و2025، بالإضافة إلى افتتاح حفل تكريم الجامعات الريادية. كما قدمت بيل غيتس على المسرح الرئيسي في "منتدى مسك العالمي" (Misk Global Forum)، وأدارت جلسة رئيسية، مع تأكيد عودتها للمشاركة في العام 2025. كما انضمت إلى "مؤتمر حملة الشرق الأوسط" (Middle East Campaign Conference) لمناقشة الذكاء الاصطناعي وفن السرد ومستقبل هوية العلامة التجارية. إضافة إلى ذلك، قدمت رؤية شبابية حول المحاولة والابتكار في إطار مبادرة "لقاءات ريادة الأعمال" (Entrepreneurial Encounters)، وهي مبادرة أطلقتها "جمعية الريادة" (Entrepreneurship Association).
على المستوى الدولي، حملت رتيل صوت الشباب السعودي إلى منصات عالمية. تصدرت حدث "تيد إكس عمان 2025" (TEDx Amman 2025) في الأردن كأصغر مقدمة في تاريخ الحدث، حيث قادت برنامجاً استمر سبع ساعات في المسرح الروماني التاريخي. كما ألقت الكلمة الافتتاحية في منتدى "لنبتكر 2025" (Let’s Innovate 2025) تحت رعاية صاحبة السمو الأميرة سمية بنت الحسن، وسلطت الضوء على الإبداع والأصالة التي يتمتع بها المبتكرين الشباب. وفي "قمة قادة الاستدامة" (Sustainability Leaders’ Summit) التي نظمتها " فوربس" (Forbes) في أبوظبي، شاركت وجهة نظر جيل ألفا حول الاستدامة، ممثلةً المملكة بين قادة المجال على مستوى العالم.
تعبّر هذه الرسالة عن الشجاعة وروح التعاون التي تشكل تأثير رتيل المتزايد. بتعيينها سفيرة لصناعيو المستقبل وسفيرة لرواد المستقبل، أصبحت تمثل صوت الجيل الجديد في المملكة، جيل يتميز بالجرأة والروح التعاونية، والقدرة على القيادة بشجاعة وثبات.
تطور بودكاست "رتيل ألفا توك" (Rateel Alpha Talk) من مبادرة جانبية إلى منصة عالمية تستكشف الإبداع والاستدامة والقيادة الشبابية، وتحظى بصدى عميق بين المستمعين الشباب من الرياض إلى لندن. في إحدى حلقاتها، استضافت رتيل السفيرة الكندية في الرياض، كما تمت دعوتها من قبل القنصلية الأمريكية في جدة لإلقاء محاضرة حول دور تمكين الفتيات السعوديات، ما يعكس ثقة المجتمع الدولي في صوتها ورسالتها ودورها في تمثيل الجيل الجديد.
جمعت سلسلة منتدياتها "تعارف وإلهام مع رتييل" (Meet & Inspire by Rateel) مئات المراهقين السعوديين، مما أنشأ ما تسميه "أول مجتمع صحي" (Healthy teen community) للفتيات المراهقات في المملكة. تجمع الفعاليات بين الإرشاد والإبداع والحوار المفتوح، مما يعكس التحول الاجتماعي الذي تشهده المملكة في إطار رؤية 2030.
من الفعاليات الكبرى في المجال مثل "إكتفا 2025" (iktva 2025) وقمة "قادة الاستدامة" في فوربس، وصولاً إلى المنتديات الإبداعية والظهور الإعلامي المتعدد، تتنقل رتيل بين عوالم الأعمال والابتكار وخيال الشباب، وهي مجالات نادراً ما تتقاطع. تتحدث بلغة جيلها، وتمزج بين الإخلاص والهدف بطريقة لا يمكن تجاهلها.
مع تسارع المملكة العربية السعودية نحو بناء اقتصاد يعتمد على المعرفة ويقوده الابتكار، تعدّ رتيل تجسيداً لظهور نوع جديد من الكفاءات، حيث لم يعد الشباب اليوم ينتظرون الانضمام إلى سوق العمل المستقبلي، بل أصبحوا هم من يساهمون في تشكيله.
بعيداً عن الأرقام والجوائز، يكمن تأثير رتيل في المساحات التي تتيحها للحوار والتواصل. وتقول: "نحن لا ننتظر لنصبح قادة، بل نبدأ فوراً ونتعلم ونحن نواصل مسيرتنا."
قدرتها على ترجمة مواضيع معقدة مثل الاستدامة والذكاء الاصطناعي وسرد القصص وعقليات ريادة الأعمال إلى رؤى يقودها الشباب جعلتها مساهمة استثنائية في الحوار الاقتصادي الإقليمي.
بصفتها أصغر متحدثة عالمية في السعودية، تجسد رتيل حقيقة تتجاوز مفهوم العمر، فهي دليل حي على أن القيادة تبدأ من القدرة على التعبير، وأحياناً يكون هذا الصوت هو صوت طفل لا يتجاوز عمره 14 عاماً.















