منوعات
القطن ليس مجرد محصول زراعي بل هو ثقافة وهوية وتراث
الإثنين 06/أكتوبر/2025 - 01:12 م
طباعة
sada-elarab.com/781115
يقول الأستاذ الدكتور مصطفى عطية عمارة وكيل معهد بحوث القطن للإرشاد والتدريب، والمتحدث الإعلامي للمعهد أنه يُعد القطن رمزًا للحياة الاجتماعية والاقتصادية، فهو ليس مجرد محصول زراعي، بل هو ثقافة وهوية وتراث ارتبط بتطور الحضارة الإنسانية عبر العصور. ويُعتبر القطن أكثر الأقمشة استخدامًا في الملابس والمنسوجات حول العالم، كما أنه مصدر رزق رئيسي للملايين من المزارعين والعمال البسطاء والنساء في الريف، إذ يساهم في مكافحة الفقر وتوفير فرص عمل كريمة ومستدامة في العديد من الدول النامية.
القطن أيضًا محصول مستدام متعدد الاستخدامات، إذ يُوفّر الألياف والزيوت والعلف والوقود، ويُسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودعم التجارة الدولية، مما يجعله جزءًا أساسيًا من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
اليوم العالمي للقطن انطلقت فكرة اليوم العالمي للقطن بمبادرة من دول القطن الأربع: بنين، وبوركينا فاسو، وتشاد، ومالي، بهدف تحسين فرص الوصول إلى الأسواق العالمية وتعزيز مكانة منتجات القطن والتعريف بأهميته في التجارة والتنمية.
ويُحتفل باليوم العالمي للقطن سنويًا في 7 أكتوبر، حيث يُعترف في هذا اليوم بمجهودات الملايين ممن يعملون في زراعة القطن وصناعته في مختلف أنحاء العالم، خاصة النساء في الدول النامية والأقل نموًا.
ويُعد الاحتفال فرصة لتسليط الضوء على دور القطن في التنمية الاقتصادية والاستدامة والابتكار، إلى جانب تبادل الخبرات والمعرفة حول أفضل الممارسات في إنتاجه وتسويقه.
---
أهداف اليوم العالمي للقطن
1. زيادة الوعي بأهمية القطن ومنتجاته ودوره في التنمية.
2. تسليط الضوء على مساهمته في مكافحة الفقر وتحسين مستوى المعيشة بالدول الأقل نموًا.
3. تعزيز التجارة الدولية وتمكين الدول المنتجة من الاستفادة من سلاسل التوريد العالمية.
4. رفع الوعي المجتمعي بأهمية القطاع الزراعي للقطن ودوره في التنمية المستدامة.
5. دعم النمو الاقتصادي الشامل والمستدام وتوفير فرص العمل اللائقة للجميع.
6. إبراز دور ملايين العاملين الذين يعتمدون على القطن كمصدر رئيسي للدخل.
7. التأكيد على الدور الحيوي للقطاع في التحول الاقتصادي وتحقيق التنمية الزراعية.
8. تعزيز الوصول إلى الأسواق العالمية وتطبيق سياسات تجارة عادلة ومستدامة.
ويُعد هذا اليوم فرصة لتجديد الالتزام بتحقيق قطاع قطن مستدام يحقق إنتاجًا أفضل، ودخلًا أعلى للمزارعين، وبيئة أنظف، وحياة كريمة لملايين الأسر حول العالم.
---
ماذا يعني القطن للعالم؟
القطن هو أكثر الأقمشة انتشارًا في العالم، يتميز بأنه مريح، ومتين، وجيد التهوية، ومضاد للحساسية. وهو سلعة زراعية متعددة الاستخدامات، إذ تُستخرج منه الألياف والزيوت والعلف ومستحضرات التجميل، ويمكن استخدام سيقانه كوقود طبيعي.
القطن أيضًا صديق للبيئة، إذ يتحلل نسيجه بيولوجيًا بسرعة، مما يقلل من التلوث، وهو مصدر دخل رئيسي للملايين من أصحاب الحيازات الصغيرة والعمال الريفيين، حيث يوفر وظائف وفرص رزق في 80 دولة عبر خمس قارات.
ويُعتبر قطاع القطن وسيلة لتمكين المرأة وتحقيق العدالة الاجتماعية، إذ تمثل النساء نحو نصف عدد مزارعي القطن حول العالم، أي ما يقرب من 35 مليون مزارع، بينما تعتمد أكثر من 100 مليون أسرة على صناعة القطن في معيشتها.
وتُستخدم 80% من ألياف القطن في صناعة الملابس، و15% في المفروشات المنزلية، و5% في المنتجات غير النسيجية، بينما لا تشغل المساحات المزروعة به سوى 2.1% من الأراضي الصالحة للزراعة عالميًا، ما يبرز كفاءته الإنتاجية وقدرته على مقاومة التغيرات المناخية.
---
التحديات المستقبلية لقطاع القطن
يواجه قطاع القطن العديد من التحديات، أبرزها تقلبات الأسعار في الأسواق العالمية، وتغير المناخ، والآفات، والأمراض، والاضطرابات الاقتصادية. كما يحتاج إلى نظام تجاري دولي عادل وشفاف يضمن حقوق المنتجين، ويُتيح فرصًا متكافئة لجميع الدول.
كذلك هناك حاجة ملحة إلى زيادة الاستثمارات لتطوير الصناعة بما يتجاوز إنتاج المادة الخام، من خلال إضافة قيمة مضافة للألياف وتصنيع المنتجات الثانوية، بما يخلق فرص عمل جديدة ومصادر دخل متنوعة.
كما يجب وضع سياسات وبرامج داعمة للقطاع، مثل دعم الأسعار، وتأمين المحاصيل، وحماية المنتجات الوطنية. وتُعد التكنولوجيا المبتكرة والموارد المستدامة ركيزة أساسية للحفاظ على حيوية القطاع وضمان استمراريته في المستقبل.
