طباعة
sada-elarab.com/779314
إستشرت ظاهرة من يعرفون بـ "البلوجرز" و "اليوتيوبرز" بالعديد من القطاعات الخدمية والصناعية وحتى ما يصب فى مجالات حياتنا اليومية من صحة وأغذية ومشروبات وتربية الحيونات الأليفة... وهو أمر لابأس به مع الذين يتحلون بقدر من العلم أو الخبرة بتلك المجالات ، إلا أن حديثى اليوم – وبحكم التخصص – سيلقى الضوء على أولئك الذين طفوا على السطح بقطاع السيارات.
لا أُنكر أن – بعض – هؤلاء الذين (يتحدثون) فى السيارات يحملون بعض الخبرات أو المعرفة بهذا المجال ، إلا أن الكارثة الكبرى فى أولئك الآخرين الذين هبطوا علينا من "مجرات" أخرى وأصبحوا ليل نهار يطالعوننا بأخبار السوق وشركاته وطرازاته دون أى خلفيات معرفية أو حتى علوم سابقة لهم بهذا القطاع كمن كن يعمل بمجال الإعلانات ، أو من كان يعمل بمجال بيع السيارات المستعملة بأحد الجراجات ، أو ذلك الذى كان يعمل محصلاً للفواتير ، وآخر كان ينتمى لقطاع أخبار الحوادث ، وغيرهم كثيرين .
والقضية هنا ياسادة تتمحور فى عدة نقاط ، مع التأكيد بأننا لسنا ضد أحد من هؤلاء أو أولئك ولكن وجب علينا تسليط الضوء على الحقائق والوقائع ليعرف من لا يعرف:
• فالنقطة الأولى، التى تسترعى إهتمامنا بشدة فى مدى المستوى المعارفى لأولئك (الأفذاذ)... بأن يمكنك الطلب من أحدهم كتابة مقال أو موضوع بأحد الموضوعات الفنية أو الإقتصادية بمجال السيارات (دون الإستعانة بأية مراجع) وحدثونى عن النتيجة ، أو يمكنك الطلب من أحد هؤلاء عمل حوار مع أحد رؤساء الشركات العالمية – وبالطبع باللغة الإنجليزية ، ودون توافر مترجم – وزيدونى إبهاراً عن ما سيحدث؟ ... كارثة ولا غير.
• النقطة الثانية، إدعاء أولئك بأن لهم مئات الألوف من المتابعين أو ربما بعض الأرقام المليونية – نعم صحيح – ولكن من هم أولئك المتابعين .. أطفال ، ربات بيوت ، جهلاء ، وغيرهم من ما ليس لهم ناقة ولا جمل بالسيارات .. وبالتأكيد لا نغفل بعض الراغبين الحقيقيين فى المعرفة بمستجدات السوق. والشاهد إذا كانوا حقاً هم مؤثرون .. فأين إنعكاس ذلك على مبيعات الشركات التى تغدق عليهم بالأموال ، والأسفار ، والدعوات لحفلاتهم .. هل قاموا برفع أرقام مبيعات السوق المصرية السنوية من 200,000 سيارة تقريباً إلى 2 مليون سيارة مثلاً ؟ أعتقد الرد معروف.
• أما الكارثة الثالثة، هو قيام بعض الوكالات الوسيطة بدعوة هؤلاء بالأحداث المختلفة لشركات السيارات داخل مصر وخارجها والإتفاق معهم على مقابل مادى والذى يصل إلى مئات الألوف – ولا مانع من حصول تلك الوكالات على عمولة (تحت الطاولة) من أولئك العباقرة بالمجال – وجميع ذلك على حساب الشركات المنساقة نحو (موضة المؤثرون) !!
وبالنهاية ، فإننى أؤكد من خلال رسالتى بأنها ليست تقليلاً من شأن أحد.. فالجميع لهم إحترامهم على المستوى الشخصى بالتأكيد ، ولكن رسالتى هذه لتسليط الضوء على أهمية "الحرفية" بهذا المجال والتى تم إغتيالها بسكين بارد مع الإستعانة بأولئك (العباقرة) على حساب "الخبراء الحقيقيون" ، والبقاء لله وحده.