اقتصاد
سيارات VinFast الفيتنامية تقود الموجة الخضراء في دول الخليج
الثلاثاء 20/مايو/2025 - 12:29 م

طباعة
sada-elarab.com/765012
مركبات VinFast الكهربية الرائدة تتجه صوب دول الخليج بطموح واعتزاز لتغيير التصور العالمي عن الدولة من أنها أرض للمصانع إلى كونها طاقة إبداعية.
هانوي، فيتنام 20 - Media OutReach Newswire - ايو 2025 - فورد تعني أمريكا. وتويوتا تعني اليابان. والآن أصبحت VinFast الاسم الذي لم يكن يعرفه أغلب الغربيين منذ ثمان سنوات فقط - مرادفًا لفيتنام. فشركة تصنيع السيارات التي ولدت من رحم مجموعة Vingroup ليست مجرد شركة لبيع السيارات. وإنما أصبحت تروج لصورة عصرية لدولة ارتبط اسمها منذ أمد بالأرز والمزارعين وبالفقر والحرب.
سرعان ما تطورت شركة VinFast منذ بدايتها كشركة لتصنيع سيارات البنزين تخدم دولة فيتنام في الأساس لتتحول إلى علامة تجارية عالمية للسيارات الكهربية (EV). فقد قطعت مسيرتها من كونها مجرد خطوط تجميع محلية ليصبح لها تواجد عالمي بسرعة مذهلة ورسخت تواجدها في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا في بضع سنوات فقط.
وقد وقَعت شركة VinFast في شهر مايو مؤخرًا اتفاقيات وكالة مع ASTRADA SIMVA في فرنسا و Schachtschneider Automobile في ألمانيا على التوالي. رغم أن هذا الخبر ليس مهمًا في حد ذاته إلا أنه أهم بأكثر مما تصوره عناوين أخبار الأعمال. فكل وكالة لشركة VinFast تفتح فرعًا لها تمثل فيتنام وهي تغرس رايتها في أسواق كانت يومًا ما حكرًا على هيمنة الهندسة الألمانية والقوة الأمريكية والجودة اليابانية.
وقد صرح السيد رينزو شاختشنايدر مالك شركة Schachtschneider Automobile التي ستدير ثلاث توكيلات جديدة قائلًا: نحن فخورون بالشراكة مع VinFast وبالوقوف إلى جانب هذه العلامة التجارية الفيتنامية في قيادة هذه الثورة الخضراء على مستوى العالم [1].
يتبع الوكيل الفاعل لشركة VinFast في أوروبا خطوات مماثلة للخطوات التي يتبعها الوكلاء في أمريكا الشمالية وآسيا ولكنه لا يرغب في أن يكون شريكًا لا دور له في تطور السيارات الكهربية. فالدول النامية لاسيما في جنوب شرق آسيا حيث وُلد حلم VinFast تسعى باستمرار إلى ترسيخ تواجدها في شبكة إمداد السيارات الكهربية (EV). وهذه الجرأة تدل على تحوُّل في كيفية وضع فيتنام نفسها في مكانها المناسب في النظام العالمي من كونها مركزًا للتصنيع إلى كونها مصدرًا للإبداع.
تستخدم الدول العلامات التجارية منذ أمدٍ بعيد كامتداد لهويتها الوطنية. فقد استغلت كوريا الجنوبية سامسونج (Samsung) في إعادة صياغة الانطباعات الدولية عنها. وقد فعلت اليابان الشيء نفسه مع سوني (Sony) منذ عقود. تتبع استراتيجية فيتنام من خلال VinFast نفس المنهج ولكنها تكتب فصلها بنفسها.
فالطريق ليس ممهدًا. لأن الطلب على السيارات الكهربية متأرجح. والمنافسة شرسة. إلا أن رغبة الشركة في التكيف والتحوُّل باتجاه نموذج وكلاء البيع على مستوى العالم والدخول إلى أسواق لم تطرق أبوابها من قبل مثل الشرق الأوسط والهند يعكس مرونة فيتنامية واضحة.
فدخول الشرق الأوسط له دلالة خاصة. فهذه الأسواق تتميز بالأثرياء والمعايير العالية والتي هيمنت عليها العلامات التجارية الأوروبية الفخمة لزمنٍ طويل. يدل دخول VinFast هذه البلدان على ثقتها ليس فقط في سياراتها وإنما أيضًا في هوية شعار "صنع في فيتنام" الذي تحمله.
وإنما أكثر من ذلك فاهتمام الحكومات في هذه المنطقة بحلول النقل النظيف والشراكة مع شركات التصنيع الصديقة للبيئة وبالمبادرات التي تعد بتحقيق مستقبل مستدام مثل مبادرة رؤية 2030 السعودية واستراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050. تخلق هذه الأجندات الوطنية أرضًا خصبة للاعبين جدد مثل VinFast، الشركة التي لا تنتج شركات كهربية وحسب وإنما تخلق أيضًا فرصةً للتنوع الذي يتجاوز المصادر الغربية التقليدية والمصادر الصينية.
فسيارة VinFast المنتشرة في متاجر من ألمانيا حتى دبي تعيد صياغة التصورات عن تجربة القيادة الواحدة في كل مرة. لم تعد فيتنام مجرد وجهة لقضاء العطلات أو مكانًا للتصنيع وإنما هي موطن شركة لديها ما يكفي من الجرأة لتحدي عمالقة صناعة السيارات في عقر دارهم. فهذه السيارات لا تنقل ركابًا وحسب وإنما تنقل قصة فيتنام للعالم أيضًا.