محافظات
رؤى جديدة للابتكار والبحث العلمي بكلية صيدلة المنيا
في إطار مساعي كلية الصيدلة لتطوير الرؤى العلمية وتقديم حلول عملية للتحديات الصحية انتهت فعاليات من المؤتمر العلمي الأول لكلية الصيدلة تحت رعاية الاستاذ الدكتور عصام الدين فرحات رئيس جامعة المنيا والاستاذ الدكتور ايمن حسانين نائب رئيس جامعة المنيا لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والاستاذ الدكتور محمد عبد العزيز عميد كلية الصيدلة وتحت إشراف وتنفيذ الاستاذ الدكتور مصطفي احمد فؤاد وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين الأبحاث الصيدلانية والقطاعين الطبي والصناعي .
حيث جمع المؤتمر نخبة من الأكاديميين والعلماء إلى جانب متخصصين من قطاعات الصناعة الدوائية والبحث العلمي التي تمثل منصة علمية فريدة تهدف إلى تقديم ابتكارات ملموسة في الرعاية الصحية.
افتتح عميد كلية الصيدلة الفعاليات بكلمة أكد فيها أن المؤتمر يأتي في توقيت حساس مع تسارع وتيرة التقدم العلمي والتكنولوجي في مجالات الصيدلة والدواء. أشار العميد إلى أن الهدف الأساسي للمؤتمر هو ربط مخرجات البحث العلمي بالتطبيقات العملية، والتركيز على تحويل الأفكار المبتكرة إلى حلول واقعية تسهم في تطوير الرعاية الصحية وتحقيق استدامة في الخدمات الطبية.
وأضاف قائلاً: نحن لا نبحث فقط عن اكتشافات جديدة بل عن كيفية تسخير هذه الاكتشافات لتحسين حياة الناس. المؤتمر اليوم يجسد هذه الرؤية من خلال تقديم محتوى علمي عميق مدعوم بالتجارب والأبحاث الميدانية ومن خلال تعزيز الشراكات بين الأوساط الأكاديمية والقطاع الصناعي
كما تطرقت الاستاذة الدكتورة وكيلة الكلية لشؤون خدمة المجتمع في كلمتها إلى دور المؤتمر في دعم التنمية المستدامة مشددًا على أن الرعاية الصحية الفعالة لا يمكن تحقيقها بدون تضافر الجهود بين البحث العلمي والصناعة. وأثنت على الرعاة الذين قدموا دعماً مهماً مؤكدًة أن هذه الشراكات تمثل النموذج الأمثل لتطوير الرعاية الصحية والدوائية في المستقبل.
وتم تقسيم اليوم الأول الي ثلاث جلسات
الجلسة الأولى: الأعشاب الطبية – آفاق جديدة للاستثمار والابتكار
انطلقت الجلسة الأولى في تمام الساعة 11:00 صباحًا بمحاضرة قدمها الأستاذ الدكتور عبد الناصر سنجاب الذي تناول فيها دور الأعشاب الطبية بين العلم والتقاليد. وأوضح الدكتور سنجاب أن الأعشاب الطبية لا تشكل فقط حلاً تقليديًا بل يمكن أن تكون ركيزة اقتصادية مهمة إذا ما تمت معالجتها وتطويرها لتصبح منتجات دوائية قابلة للتسويق. وأكد أن الاستثمار في الأبحاث المتعلقة بالأعشاب يمكن أن يسهم في تحقيق عوائد اقتصادية طويلة الأمد خاصة مع التوجه المتزايد عالميًا نحو الطب الطبيعي والعلاجات القائمة على المستخلصات النباتية
بعد ذلك، قدم الدكتور أشرف نجيب والدكتورة إيمان زهران محاضرتين ركزتا على التطورات البحثية في مجال المستحضرات النباتية. تطرقا إلى الأبحاث الجديدة حول كيفية استخراج المركبات الفعالة من النباتات الطبية وتحويلها إلى أدوية فعالة تستخدم في معالجة العديد من الأمراض. وناقشا أهمية هذا المجال في تحقيق نقلة نوعية في الطب الحديث من خلال تسخير الطبيعة لتقديم حلول جديدة وفعالة مع الحفاظ على سلامة المرضى وتقليل الآثار الجانبية.
الجلسة الثانية: الطب الحديث بين الذكاء الاصطناعي والوقاية من الأمراض القلبية
شهدت الجلسة الثانية من المؤتمر محاضرة غاية في الأهمية للأستاذ الدكتور جمال شعبان أحد أبرز الخبراء في أمراض القلب وتناولت المحاضرة حالات "توقف القلب المفاجئ" وهي من أكبر التحديات التي يواجهها الأطباء اليوم. كما أشار الدكتور شعبان إلى أن جزءًا كبيرًا من حالات توقف القلب المفاجئ يمكن تفاديه من خلال برامج الكشف المبكر والتدخلات العلاجية السريعة. كما سلط الضوء على أهمية إدخال التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في التشخيص حيث يمكن تحليل بيانات المرضى وتحديد الأفراد الأكثر عرضة لخطر الإصابة.
وفي ذات السياق: ألقى الأستاذ الدكتور خالد مصيلحي محاضرة تناولت "الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي" حيث أظهر كيف يمكن للتقنيات الذكية أن تحدث ثورة في نظم الرعاية الصحية من خلال تحليل البيانات الضخمة وتحسين نظم التشخيص فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحسين دقة القرارات الطبية وتقليل الأخطاء. كما أوضح الدكتور مصيلحي كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُسهم في تطوير نظم علاجية شخصية موجهة تعتمد على تاريخ المريض الطبي وتحليل بياناته بشكل أكثر شمولية.
أعقبتها محاضرة للدكتورة رحاب محرز التي تحدثت عن "النشرات الإلكترونية للأدوية"، ودورها في تحسين التواصل الفوري بين المؤسسات الصحية لضمان تقديم معلومات دقيقة ومحدثة حول الأدوية. قدمت الدكتورة محرز نماذج لأفضل الممارسات في تفعيل النشرات الإلكترونية وكيف تسهم في تعزيز سلامة المرضى من خلال ضمان حصولهم على المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب.
الجلسة الثالثة: تطوير الصيدلة الإكلينيكية ومستقبل رعاية المرضى
في الجلسة الثالثة، قدمت الدكتورة رشا وفائي محاضرة حول "تطور الصيدلة الإكلينيكية"، متحدثة عن التحديات التي واجهتها هذه الممارسة حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من النظام الصحي في العديد من المستشفيات. تناولت الدكتورة وفائي أهمية تواجد الصيدلي الإكلينيكي داخل الفرق الطبية حيث يسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الرعاية من خلال مراقبة التفاعلات الدوائية وضمان سلامة الجرعات العلاجية.
من جانبه، تحدث الأستاذ الدكتور أحمد عبد العظيم عن "أهمية تعلم كفاءة القيادة والتي تعد مهمة لدعم ملفات أعضاء هيئة التدريس التعليمية الشخصية وتعزيز مسيرتهم الأكاديمية وكانت المحاضرة فرصة لأعضاء هيئة التدريس لتحسين تجربة التعلم الخاصة بهم بهدف تصميم وتنفيذ دورة تدريبية حول كفاءات القيادة.
اختتمت الجلسة بمحاضرة للدكتورة هند ممدوح التي تناولت موضوع "بكتيريا القدم السكري". قدمت الدكتورة ممدوح دراسة تفصيلية حول خطورة الإصابة بهذه البكتيريا بين مرضى السكري، مؤكدة على أهمية التشخيص المبكر وتقديم الرعاية اللازمة لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى بتر الأطراف في بعض الحالات.
وفي ختام اليوم الأول تحت إشراف الاستاذ الدكتور حاتم عبد المنصف وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب تم تكريم المتحدثين والرعاة تقديرًا لمساهماتهم في إنجاح المؤتمر حيث أشاد المشاركون بالمستوى العالي للطرح العلمي والنقاشات العميقة التي تناولت مختلف جوانب البحث العلمي والتطبيق العملي في المجال الطبي والصيدلي. كما أثنى الحضور على الجهود المبذولة في تنظيم العروض البحثية والبوسترات العلمية التي أتاحت لهم فرصة للتعرف على أحدث ما توصلت إليه الأبحاث الأكاديمية.
إن نجاح اليوم الأول من المؤتمر يعزز من أهمية هذه المنصة العلمية كوسيلة لفتح حوار مستمر بين الأوساط الأكاديمية والصناعية وهو ما يعزز من فرص التعاون المستقبلي لتطوير حلول مستدامة في الرعاية الصحية والدوائية.