رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
السفير: خليل الذوادي

السفير: خليل الذوادي

بو عبدالـله مثواك الجنة

الأربعاء 16/أغسطس/2023 - 11:19 ص
طباعة
رحمك الله بو عبدالله وغفر لك ومثواك الجنة ورضوان النعيم... نعم إبراهيم بن عبدالله بن علي الذوادي ابن العم الوفي والأخ من الرضاعة، جمعتنا المقادير يوم أن كنا في المهد في قرية الجسرة، وكان بين بيتينا مجموعة من النخيل ويفصلهما بئر ماء أو كما كنا نسميه في لهجتنا البحرينية (جليب)، وظل تواصلنا من خلال الآباء والأجداد قائمًا بين البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة وتحديدًا بقرية دارين بالمنطقة الشرقية، نتبادل الزيارات وثمار النخيل والبحر هدايا نفرح باستلامها أو نقلها كلما زار الأهل عرفانًا بواجب صلة الأرحام في عطلة الصيف، كنا نتبادل الزيارات وكانت وسيلتنا السفن التقليدية التي تتخذ من فرضة المنامة وميناء الخبر مرسى لها، وكانت رحلة هذه السفن عنوان التواصل وصلة الأرحام بين البلدين الشقيقين.. تذكرت تلك الأيام التي فرحت بوجودي بينكم يوم أن عملت في العطلة الصيفية بميناء الملك عبد العزيز بالشرقية كمسجل بضائع أنا والمرحوم الصديق أحمد بن سعيد بن عبد اللطيف الودعاني الدوسري، وكنت في العطلة أقوم بزيارة دارين ونتمتع برؤية أثارها وبحرها ونخيلها والأهل والأصدقاء ونستمع إلى أحاديث الرجال أصحاب الخبرة والتجربة والتي جمعتهم ظروف الحياة والبحث عن محار اللؤلؤ أيام الغوص، وصلة الأرحام بين البلدين الشقيقين، وكنا نشهد التطور الذي طرأ على هذه المناطق والقرى والمدن المجاورة تظللها المحبة والوفاء والشعور بأهمية التواصل حتى إذا جاء المشروع الوطني والقومي الكبير جسر الملك فهد الذي ربط البلدين الشقيقين بطريق بري فازداد التواصل بين الشعبين الشقيقين وكان التواصل بين الاهل في كل المناسبات، ونحن نتطلع إلى كل ما يربطنا من أواصر وصلات وعلى ثقة بقيادة البلدين الشقيقين في تسهيل كل ما يسهل هذا الترابط الحتمي.

 كنت يا أبا عبد الله أترقب اتصالك الهاتفي كما يترقب ذلك إخواني وأهلي في البديع، وأنت تسأل عن الكبير والصغير، وكنت أدهش عندما تعرف الكثير عن أخبارنا لأن تواصلك كان يخجلنا، فأنت الواصل وتعرف واجب السؤال عن الأهل والعشيرة في وقت اتيحت فيه فرص التواصل الإنساني بين الأهل والأشقاء وبالتقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، رغم معاناتك من المرض إلا إنك تشعر بالراحة والطمأنينة وأنت تسأل عن الصغير والكبير، وكنت في الماضي ومن خلال جسر الملك فهد تكلف ابنك عبدالله أو أحد الاخوان بقيامك بزيارة بيت المرحوم عمك صالح بن علي الذوادي بالبديع، كما كنت تقوم بزيارة بيت المرحوم الوالد ابراهيم بن محمد الذوادي بالبديع، وكنا نفرح بزيارتك والأخوان والأهل الذين معك...

كم نحن أخي العزيز (بو عبدالله) يرحمك الله بحاجه اليوم لهذا التواصل بيننا، فقد قست علينا الأيام وانشغلنا بأمور مصاعب الحياة وتقلب الأزمان، ومع الأسف أصبحنا أسيرين لها وكان من المفروض أن لا ينقطع الوصل بيننا، فقد امتلكنا من الوسائل ما يجعل تواصلنا أسرع وأفيد، ونحتاج فقط إلى الإرادة والإيمان بأهمية التواصل بيننا سواء كنا أهلاً أو عشيرة أو أصدقاء فإن في ذلك الخير لنا جميعا ولأوطاننا العزيزة

بو عبدالله مثواك الجنة وستظل أخي الكريم عنوان الوفاء والوصل في الدنيا وكما كان يقول الأجداد والآباء وهم يوبخوننا «ترى التواصل في الدنيا»، وهم طبعًا على حق، فعلينا أن نؤمن بأهمية التواصل الإنساني فيما بيننا ورغم قسوة الزمان وتغير الأحوال، فقد أصبحنا أسيري تعقد الحياة وتشابكها مع إيماننا الراسخ بأنه لا شيء يقف حاجزًا أمام إرادة البقاء، وإرادة أن نكون مع بعضنا بعضًا، ونتبادل الزيارات ونتشاور فيما يعود علينا بالنفع والفائدة.

الحمد لله أن غرس في نفوس الأجيال التي سبقت هذا الشعور الإنساني بحتمية التواصل بين الأهل والأصدقاء، وعلينا اذن أن نقتدي أثرهم ونسير على الدرب الذي سلكوه في أيامهم وتعاملهم مع بعضهم بعضًا... نعلم في زمانهم لم تكن هناك الفنادق التي يلجأون إليها أثناء الزيارة، فقد كانت بيوتهم على تواضعها مكانًا آمنًا لهم في تلك المجالس التي في البيت أو تلك المجالس في الاحياء التي سكنوها وكان الضيف يلقى الدعوات من الجيران والأهل لكي لا يكون هناك عبء على أسرة واحدة فقد شعروا بالمسؤولية الجماعية وضرورة التعاون حتى في أبسط الأمور، وهذا لعمري قمة التكاتف والتآزر الاجتماعي الذي نحن بأمس الحاجة إليه خصوصًا في هذه الظروف القاسية التي نمر بها وتمر بها الأمم الأخرى، فحبذا لو استفدنا من قصص الماضين الذين نعلم أن الأجيال التي تعيش بيننا تدرك ذلك جيدًا، فحبذا لو ألقينا نظرة على هذه التجارب من أهلنا الذين نحمد الله أنهم شهود عصرهم.

رحمك الله أخي الغالي من الرضاعة (بو عبدالله) من أهل دارين الأوفياء.

 

وعلى الخير والمحبة نلتقي..

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads