طباعة
sada-elarab.com/689484
للأسف الشديد أن كبار الساسة لايتعلمون من عبر التاريخ ودائما تتكرر الأحداث ولكن باختلاف الزمن والأشخاص.
الرئيس الروسي بوتين يعاني الأن من انقلاب من اقرب الناس له وهو كما أطلقت عليه الصحف العالمية طباخ بوتين وأقرب المقربين له وأحد أهم أدواته في سوريا وليبيا وأوكرانيا وهو قائد مجموعه فاغنر يفجيني بريغوجين الذي أعلن العصيان منذ ساعات وأعلن عزمه انسحابه وقواته وعددها٥٠الف مقاتل من اوكرانيا بسبب تعرضهم للقصف من قبل القوات الروسيه بل واتخذ قرار بالزحف ناحيه موسكوا للاستيلاء عليها مما دفع بوتين للظهور بكلمة متلفزه قبل نحو ساعات ليعلن أنه يتعرض لضربه في الظهر من حليف لم يكن يتوقع منه التمرد أو الخيانة.
أعتقد أن بوتين اتخذ قرار الحرب ولكنه لن يستطيع أن يتخذ قرار نهايتها وبوتين تحدي النظام العالمي وأراد تغير قواعدها ولكنه انزلق في مستنقع من الصعوبة الخروج منها بسهوله هناك .
أوروبا التي تعاني من تلك الحرب وأمريكا وانجلترا وهما لا يقبلان بأي حال من الأحوال التمرد من أي دولة علي سيادتها وغرورها الدولي فكان لابد من شراء بعض حلفاء الداخل ولأن بوتين لم يهتم بالاطلاع علي التاريخ ومراجعة ما حدث من قبل مع الرئيس العراقي صدام حسين عندما أخذ الضوء الأخضر باجتياح الكويت من نفس الدول التي قادت ضده تحالف دولي للاستيلاء علي العراق وخيراته والمركز في الشرق الأوسط حتي وقتنا.
وفي النهاية تم إسقاط صدام بخيانة داخلية من جيشه الذي اختفي في ليلة وضحاها وها نحن نري ذات السيناريو يتكرر مع بوتين الذي يتعرض منذ ساعات لتمرد يصل لدرجة الخيانة من فتاة المدلل بريغوجين وهو رجل أعمال روسي ولد عام ١٩٦١ ويمتلك سلسلة مطاعم كونكورد الشهيرة والتي استقبل بوتين العديد من الزعماء بها بريغوجين حكم عليه عام ١٩٨١بالسجن في قضية سطو مسلح وخرج من السجن عام ١٩٩٠وافتتح مطعم صغير في سان بطسبرج وأخذ في التوسع حتي وصل للحصول علي حق توريد الاطعمه للجيش الروسي والمدارس الحكومية الروسية.
ولكنه عام ٢٠١٤ قرر إنشاء مجموعه فاغنر وطلب تخصيص قطعه أرض لتدريبها وهي مجموعة من المجرمين والخارجين عن القانون تم استخدامها في سوريا وليبيا وأوكرانيا وها هو ينقلب علي معلمه بوتين ويستولي علي العاصمة العسكرية في روستوف ويتجه ناحية موسكو لينقلب السحر علي بوتين.
عموما ننتظر لنري كيف سيواجه بوتين هذا الأمر الذي أعتقد أنه لم يكن متوقع بالنسبة له وهل سينتصر بوتين بعد أن فقد أهم حليف له وهو قائد مجموعه فاغنر أو القيصر الجديد ، كما يطلق عليه في بعض الصحف العالميه أم أن السحر انقلب علي الساحر وأن مصير صدام ينتظر بوتين.
