رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
السفير: خليل الذوادي

السفير: خليل الذوادي

السرايات والإبداع الثقافي

الأربعاء 08/فبراير/2023 - 01:18 م
طباعة
كان يوم الاثنين 23 يناير 2023 موعد مثقفي البحرين وأبنائها الأوفياء مع إطلالة ثقافية متميزة، وهي تدشين كتاب المبدع المتميز ابن مملكة البحرين البار عيسى محمد هجرس ليطلع زوار التدشين على ذرات خواطره التي استقاها من تجربته الذاتية في الحياة، واختار عنوانًا لكتابه «السرايات» ونحن نعلم بأنها -أي السرايات- ظاهرة طبيعية ألفها أهل البحرين، وهي في الغالب تحمل في طياتها المفاجآت، ولذلك جاءت سرايات عيسى محمد هجرس بمفاجأة إبداعية ثقافية تحمل من المضامين والأهداف الشيء الكثير، فتجربة عيسى محمد هجرس متميزة وهي عصارة جهد ومثابرة وعلم وإطلاع ورصد للكثير من الأحداث والمواقف بأسلوب أدبي فلسفي يخرج عن المألوف ليرسم صورة من واقع الحياة وخلاصة تجربة إنسانية مفعمة فالرؤيا الشخصية واسقاط ذلك على لغة الإبداع التي تتجاوز المألوف لترسم لوحات تأملية لا تخلو من تجربة ذاتية وتعمق في الموروث الثقافي التراثي والإبداعي. 

ولأن عيسى محمد هجرس كان على تواصل مع الحراك الثقافي والإبداعي من خلال المؤسسات الرسمية والأهلية ومعايشة شخصية يتسم بها، ويتواصل مع مثقفي البحرين من خلال الجهد الشخصي ومن خلال مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، وتقديمه للكثير من الشخصيات التي قدمت عطاءها وإبداعها، وكان يتصدى لتقديم تلك النماذج البحرينية المشرفة بعد أن يكون قد اطلع على تجربتهم وإبداعهم فكان تقديمه لهم ينم عن إطلاع وفهم ودراسة عطاء المحاضرين، وينزلهم المكانة الخاصة بهم، ولا غرو أن وجدنا قاعة نادي ضباط قوة الدفاع بجزيرة النبيه صالح تضم العديد من أصدقاء ومتابعي عطاءه الفني الإبداعي وشخصيته المحبوبة، فكان الجميع على قلب رجل واحد، شدهم بإبداعه كونه يملك ناصية القول ويتحدث عن تجربة شخصية تتسم بالتواضع الذي هو من شيم الكرماء، وكل من حضر اعتبر عيسى محمد هجرس صديقًا أو رفيق درب، وهو في البدء والختام أحد مبدعي مملكة البحرين الذين ينشدون العلم والمعرفة والأدب. 

نعم شهدنا في الفترة الأخيرة إبداعات مختلفة وتدشين كتب في مختلف المعارف والعلوم والآداب والثقافة والسير الذاتية وهي لعمري إصدارات لا نملك إلا أن نحيي تلك الأقلام التي آلت على نفسها إلا أن تكون في ساحة الإبداع والفكر، ويكون هناك انسجام مع المجتمع الذي عرف بتقديره للثقافة والعلوم والمعارف، وأعادنا إلى زمن كانت أنديتنا ومراكزنا الثقافية تعج بالأمسيات الشعرية والقراءات النقدية. 

فالبحرين الثقافة هي إحدى قواها الناعمة، ولذلك فإنه ليس بغريب أن تبرز سرايات عيسى محمد هجرس في هذا الوقت، لتعيدنا إلى تذكر تلك الأماسي التي كانت تستقبل الأعداد الغفيرة من محبي الإبداع والثقافة على إطلاقها وأحيانًا تعجز الصالات عن استيعاب الاعداد الغفيرة، فسرايات عيسى هجرس أعادتنا إلى زمن كان الحضور لمثل هذه الفعاليات مفرحًا ومبهجًا، لأنه بعد كل سانحة يكون الحوار ممتدًا إلى زمن ما بعد الحدث من خلال التناول الإيجابي عبر وسائل الإعلام أو عبر الجلسات ولاسيما التي تضم عددًا من المبدعين في مختلف المجالات. 

تجربة عيسي محمد هجرس في السرايات تؤكد على إلمامه واطلاعه على ثقافات متعددة ومنها طبعًا ثقافة وأدب وشعر أبناء البحرين، فهو نشأ وترعرع في مدينة عرفت بعشقها للفنون والآداب والثقافة، وهذا كان هو ديدن مناطق البحرين بمدنها وقراها، فالثقافة وأن تباينت واختلفت أطروحاتها تظل مجالًا للأخذ والعطاء وفي ذلك إثراء وإغناء للمعطيات الثقافية في مسيرة أبنائنا المثقفين الذين أدركوا عمق تاريخ وحضارة مملكة البحرين، ولا بد أن يكون المبدعون على هذا المستوى من الفهم والإدراك، وعيسى محمد هجرس كان من بين هؤلاء المسكونين بحب الثقافة والإبداع، ولذلك فقد اختار أن يكون مميزًا وأن يخرج علينا وهو مرفوع الرأس ليقول لنا بكل الحب هذه هي تجربتي التي اطلقها لكم، وعليكم دراستها وتقييمها، وهي معروضة للنظر إليها بإيجابية الإبداع ومثار جدل يستحق أن يتم تداوله مع نقادنا الذين نعتز بهم، وفي ذلك إثراء لرؤية عيسى محمد هجرس في سراياته التي هي ومضات وكالبرق الذي يشع نورًا ويحتاج إلى من يكشف عن أسرار تلك السرايات التي هي نتاج تجربة إبداعية تخرج عن المألوف لتضيف الجديد الذي يستحق بالفعل التأمل، ليس مطلوبًا منا أن نكرر أنفسنا، وقيمة الأدب والثقافة تكمن في هذا التنوع والرؤيا الإبداعية غير المألوفة مع الحفاظ على الموروث بكل قيمه وإبداعاته ومعطياته الثرية. 

ستظل سرايات عيسى محمد هجرس مجالًا للأخذ والعطاء والإغناء، فنحن أمام مثقف عرض تجربته الإبداعية ليقول لنا بملء فيه هذه رؤيتي وتجربتي الشخصية في النظرة إلى الأشياء والأمور، وعلى استعداد للمناقشة والإثراء، فالفكر والابداع لا يرفض الاختلاف، بل إن في الاختلاف والرؤيا المغايرة إغناء للثقافة في مجتمعنا، فألف مبروك لابننا عيسى محمد هجرس إصداره الأول، ولعل في الحضور للتدشين دافع وحافز له لمواصلة إنتاجه الأدبي والثقافي، فمملكة البحرين بتاريخها وثقافتها وإبداعها تحتضن الكثير من الإبداعات، ولعل سرايات عيسى محمد هجرس تؤكد قيمة أن نكون مختلفين إبداعًا نحو هدف واحد هو تنشيط الحركة الثقافية والأدبية والفكرية.

وعلى الخير والمحبة نلتقي..

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads