رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله

الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله

الإنسانية المبهرة

الأحد 04/ديسمبر/2022 - 04:12 م
طباعة
ما أروع الإنسانية عندما تتجسد على أرض عربية والاروع منها ان تصدر للعالم صورة حقيقة عن الإنسان العربي  الذي أعاد اكتشاف نفسه ليقدمها للعالم الذي طالما شهد مغالطات واكاذيب لعشرات السنوات عن همجية وارهاب العالمين العربي والإسلامي على حد سوء 
ثم تأتي الفرصه لتصحيح الأوضاع وتصدير مشهد إنساني بحت ليعرف العالم من هم العرب والمسلمين من خلال الحدث الرياضي التاريخي مونديال قطر 
والتي انطلقت صافرة البدايه لها في العشرون من نوفمبر الماضى  ليشهد  العالم مفاجأت كبيرة منذ حفل الافتتاح الذي كان مبهرا رغم بساطته، وحمل رسائل سياسية، وإنسانية، وحضارية لا يمكن إغفالها، واعتُبرت الرد القطري على حملة الانتقادات التي لاحقتها طوال أكثر من عقد من الزمان خلال تحضيراتها لاستضافة هذا الحدث الرياضي التاريخي.  
 فقد جاء حفل الافتتاح التي أقيم في استاد "البيت"، والبيت رمز للأمان والعائلة، والملعب صُمم على شكل خيمة عربية بما يؤشر على الكرم والضيافة، وتُذكّر أن العرب أصحاب حضارة ضاربة في عمق التاريخ.  
كل المفردات البصرية التي استُخدمت بها أفضل التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي كان لها دلالاتها، والنصوص التي قيلت على لسان المتحدثين انتُقيت لاستعادة مفاهيم وقيم التسامح، والتنوع، والاختلاف، والعدالة، والكرامة الإنسانية.  
لم يكن اختيار الممثل الأميركي الشهير، مورغان فريمان عشوائيا، أو عبثيا، فهو ينحدر من أصول إفريقية، ومواقفه معروفة، وصديق للمناضل نيلسون مانديلا الذي سطّر تجربة نضالية في مقاومة الفصل العنصري.  
وكان يمكن للدولة المنظمة قطر أن تختار بالمقابل أكثر نجمة أو نجما يستقطب اهتمام الجماهير، لكنها فضلت عن إصرار، وحكمة أن تختار الشاب القطري، غانم المفتاح سفيرا لها في افتتاح البطولة، وهي بذلك تبعث رسالة دعم لذوي الإعاقة أنهم ليسوا أقل شأنا، وهي رسالة حقوقية بامتياز، وبين السطور قد يُقرأ أن "القامات" العالية ليس وحدهم من يصنعون الإنجاز، وهذا يعني أن الدولة التي يُنظر لها على أنها صغيرة مثل قطر يمكن أن تُبدع، وتحقق ما لا تفعله دول كبرى.  
في الحوار بين المفتاح الذي يعاني من متلازمة "التراجع الذيلي" تتجمع، وتحتشد الرسائل، فالممثل الأشهر عالميا يتحدث أن العالم يبدو أكثر تباعدا، وانقساما، والغانم يُجيبه باستلهام نصوص من القرآن عن أن الشعوب نشأت على هذه الأرض قبائل لكي يتعارفوا ويتوحدوا، فيُكمل مورغان بالحديث عن أن ما يجمع الناس أكثر مما يُفرقهم، ويكتمل المشهد بتأكيد المفتاح على أن الاحترام هو السبيل لأن نحيا معا تحت سقف واحد، وأن الأرض هي الخيمة التي نعيش بها، في ربط مع الموروث العربي، والاستاد الذي انتصب على شكل خيمة.  
وقد علق غانم على هذا بقولة "جسمي صغير ولكن قلبي كبير، والله أعطاني الكثير من النعم فلماذا لا ابتسم، وأهم معاني الإيجابية هي الرضا بأن الله اختار له الأفضل".
وقال: "تقبلت إعاقتي وتعايشت معها بحب وسلام، كنت أعاني من النظرات التي أتعرض لها من بعض الأطفال، ولكن الأمر لا يضايقني، فكل من كان ينظر إلي يحمد ربه على ما فيه من نعم، وكنت أكسب أجر لأني كنت سبب في ذكر الله".، فلم يكن هناك جنود مجهولة بحياته سوى أمه.
حضر الزعماء العرب لمساندة الأمير تميم حاكم قطر، وتنحت عن المشهد قليلا المشاحنات، والخلافات العربية، فالرئيس  عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وحاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد في مقدمة الحضور، وقبلهم كان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، والرئيس الجزائري، والرئيس الفلسطيني، ولم يغب الرئيس التركي، أردوغان.  
كان واضحا غياب الزعماء الأوروبيين، وهي صورة لا يمكن تفسيرها إلا في سياق سياسي، فالحملات المنظمة ضد قطر ما زالت تُلقي بظلالها، ولا يمكن استبعادها، وتجاهلها، وربما حضور وزير الخارجية الأميركي، بلينكن لاحقا لمتابعة مباراة منتخب بلاده 
الكل يزج بالسياسة في أحضان الرياضة، فمحطة مثل BBC بما تملك من تاريخ عريق تتعمد تجاهل افتتاح المونديال، والإعلام الإسرائيلي يستغل الفرصة ليُطلق على بطولة كأس العالم "مونديال العار"، ويحث العالم إلى عدم السفر إلى الدوحة، ومقاطعة هذا الحدث التاريخي، وهذا ليس مفاجئا بعد أن تزين الكثير من المشجعين بالأعلام الفلسطينية، وبعد أن قوطعت القنوات الإسرائيلية في المونديال، ووقف المشجعون أما كاميراتها ليهتفوا لفلسطين، وليرفعوا أعلامها.   
بعد تميمة "لعيب" التي ترتدي "الغترة والعقال"، ورقصة العارضة كان صوت الأمير تميم الذي جلس إلى جوار والده الأمير السابق يُذكر أن ما فعلته قطر استثمار بالخير للإنسانية جمعاء، والتأكيد بلغة عربية على التواصل الإنساني الحضاري، واجتماع الناس على اختلاف أجناسهم، وعقائدهم، وتوجهاتهم، واختتم كلمته القصيرة بالقول "ما أجمل أن يضع الناس ما يُفرقهم جانبا، لكي يحتفوا بتنوعهم، وما يجمعهم".  
رئيس اتحاد كرة القدم "الفيفا"، جياني إنفانتينو، كان أكثر وضوحا وحسما في التصدي للهجوم الذي يتعرض له المونديال في قطر، وطالب أن يعتذر الأوروبيون للشعوب، بدل إعطاء الدروس، مُعتبرا أن الشعارات، والدروس الأخلاقية تنمُّ عن نفاق، مُذكرا أن وضع العمال في قطر أفضل من ظروف المهاجرين في أوروبا.  
مضى المونديال في طريقه يحصد النجاح، وتتدحرج الاتهامات التي لاحقت تنظيم البطولة الكروية، فالمديرة الإقليمية لمنظمة العمل الدولية، ربا جرادات، تُشيد بإصلاحات سوق العمل في قطر، وتقول إنها نُفذت بوقت قياسي، وتُشير في مقابلة معها إلى التقدم المُحرز، يتقدمه تحسين بيئة العمل، ورفع الحد الأدنى للأجور، وتشريع خاص بالإجهاد الحراري، وعتبات دنيا للطعام والمسكن.  
وحتى التضخيم، والضخ في قضية المثليين طويت صفحتها، بعد أن أعلنت منتخبات أوروبية تراجعها عن ارتداء شارة المثليين  لتجنب العقوبات التي أعلن عنها الفيفا، وفي ذات السياق مرت قصة بيع المشروبات الكحولية في الملاعب ومحيطها، واقتصر البيع في مناطق المشجعين، وكان رد الفيفا "تستطيعون العيش لثلاث ساعات دون مشروبات كحولية".  
في 30 دقيقة كان حفل الافتتاح الذي مزج خلال 7 لوحات تصويرية الثقافة القطرية العربية بالعالمية، ومن استاد البيت المستوحى من خيمة البادية، أو "بيت الشعر" قُرعت الطبول، ولونت الألعاب النارية سماء الدوحة، وتعالى صوت نجم الكي بوب الكوري، جونغ كوك يصدح بأغنية "حالمون" يرافقه المطرب القطري، فهد الكبيسي.  
سيظل العالم يتذكر مونديال قطر فهو خارج سياق تاريخ البطولات، فقد أقيم في الشتاء، في حين كان يُنظم في فصل الصيف عادة، وسيتذكرون أيضا أن دولة شيدت ملاعب، وبنية تحتية كاملة من أجل استضافة المونديال،
التكنولوجيا الفائقة، والذكاء الاصطناعي أكثر ما يُميز مونديال الدوحة، وقيل كلام كثير عن آلاف الكاميرات التي تلتقط أدق التفاصيل خلال المباريات، والمثير المعلومات عن الكرة التي صنعتها شركة أديداس، وتحتوي على مستشعر حركة بداخلها يٌقدم بيانات عن الموقع الدقيق للكرة بواقع 500 مرة في الثانية، وهذا يُساعد الحكام على اتخاذ قرارات أكثر دقة، هذا غير نطام مساعد الحكم بالفيديو، والمعتمد على كاميرات مُثبتة في أرجاء مختلفة من الملاعب لتتبع الكرة.  
حتى اللحظة يسير المونديال دون إشكاليات، وتبدو الدوحة تُحكم سيطرتها، والمفاجآت خارج التوقعات كانت الفوز المُبهر للمنتخب السعودي على الأرجنتين بقيادة اللاعب الأكثر شهرة، ميسي، وما صاحب هذه المباراة المثيرة بدءا من حضور أمير قطر وارتدائه للعلم السعودي، مرورا باللعب القتالي للسعوديين، وانتهاء بحملات التندر التي غزت السوشيال ميديا.  
 وفي الملاعب كان لافتا امتناع لاعبي المنتخب الإيراني عن أداء النشيد الوطني لبلادهم، فيما فُسر بأنه تضامن مع الاحتجاجات، ورفع المشجعين لشعارات عن المرأة، والحياة، والحرية، ويافطات تحمل أسماء متظاهرات قُتلن على أيدي قوات الأمن، والأكثر فداحة من الدموع التي انهمرت من عيون اللاعبين الإيرانيين، الهزيمة الساحقة التي نالوها من الفريق الإنجليزي. 

ولعل الصورة الرائعة التي تحدث عنها مدرب البرازيل  في مؤتمر صحفي عن  مشجع  عربي  يحمل  علم فلسطين كان حاضر ماتش البرازيل وبعد الماتش  شاف ست كبيرة وبنتها ومعهم احفادهم  والأثنين كانوا نايمين
والي حد ما الاطفال وزنهم تقيل شويه علي الاتنين ستات أنهم يشلوهم لحد مايركبو المترو في قطر
فعرض عليهم المساعدة ووصلهم بالولد إلى المترو
الشاب عرض المساعدة كتربية أي شاب عربي  لما يشوف ست كبيرة  محتاجه مساعدة 
لكن الشاب ماكانش يعرف أن الولد اللي معاه ده هو حفيد تيتي مدرب البرازيل وان اللي معاه دول زوجة وبنت مدرب البرازيل
مدرب البرازيل أتكلم عن هذة اللقطة  وبكي  بسبب المشهد 
وإن إزاي واحد مايعرفهومش ويساعدهم كده بكل بساطة وبدون أي مقابل منهم
وبالفعل المدرب طالب بالبحث عن الشاب العربي علشان يقابله شخصيا ويشكره علي المساعدة اللي قدمها لأهله 
  وقد أرى المدرب  أن الموضوع رائع  و أعطى انطباع جيد عن العرب 
 ولعل مونديال قطر كان كاشفًا لواقع أن صراع الحضارات والتعامل مع  معتقداتنا "بعنصرية " يبدو للوهلة الأولى أنه ليس لها  ما يُبررها  ، و الحقيقة أن أسبابها مفضوحة وواضحة ، فهي ناجمة عن كراهية دفينة  لديهم لِقيمنا ومعتقداتنا ، إنها كراهية لا تتعلق بالعرق أو اللون إنما بالقيم الحضارية التي نؤمن بها وتُشكل العامل الأكبر في تمايزنا واختلافنا 
، لاشك أنهم يدركون بفطرتهم صلاح قيمنا ورسوخها و استقامتها  في مقابل اهتزازية قيمهم المادية وضعفها وانحرافها ،
  و علي الرغم من تصدرهم تيار  الحداثة ، الذي سعو في حجبه عنا عمدًا ، و حَجبنا نحن أنفسنا عنه جهلًا  ، وعلى الرغم من  لانتقاد وتسفيه تقاليدنا
الواضح  إنهم عجزوا عن تقبل التباين بيننا وبينهم  
 فهم بريدون إن يفرضوا علينا معتقداتهم وانحرافاتهم الأخلاقية  دون احتراماً لقبم وقوانين الاخر دون النظر الى قبول الفطرة السليمة والحفاظ على خصوصية وابهار الإنسانية
وأخيرًا يقول قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون .. قيل وكيف ذلك ؟ قال : بأخلاقكم.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads