رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
استمرار حملات تطبيق التعريفة الموحدة لمركبات "التوكتوك" بـ 5 جنيهات فى الحامول جون لوكا: هذه العوامل تؤثر في أسعار الذهب بصورة عامة المنظمة العربية للتنمية الإدارية تعقد المؤتمر العربي الثالث للرياضة والقانون الأسبوع القادم، بالقاهرة "فوري" و"روبوست" يوقعان مذكرة تعاون مشترك لتعزيز التحول الرقمي والشمول المالي عودة معرض إل جي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا 2024 بتجارب مباشرة لأحدث ابتكارات إل جي إلكترونيكس محافظ كفر الشيخ يهنئ الرئيس السيسي بذكرى تحرير سيناء رئيس الأكاديمية العربية يشيد بالتعاون مع الإتحاد الأوربى والأمم المتحدة في تحقيق أهداف الأكاديمية رئيس الشعبة المستلزمات الطبية: رفع الحد الأدنى للأجور بالقطاع الخاص يضاعف الأعباء على المجتمع الصناعي والتجارى مرسيدس – بنز تطرح رسمياً الفئة الكهربائية من G-Class العاصمة الإدارية الجديدة تستقبل ذوي القدرات والهمم الزيارة هي الثانية تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسي
أحمد المرشد

أحمد المرشد

قلبي بين المحرق و القاهرة

الجمعة 20/أكتوبر/2017 - 08:49 م
طباعة

 

يقول المثل العربي الشائع :" القلب يعشق كل جميل"، و"إن عشقت اعشق قمر.." و"القلب مالوش غير واحد يسكنه"و "البعيد عن العين بعيد عن القلب"..هكذا هو انا باستثناء "القلب "، لأني قلبي مقسوم ما بين البحرين ومصر ، بين المحرق منبتي وكينونتي وأمي الحبيبة وبين القاهرة  مقري وملاذي الدافئ الحنون، فاأنا أحيا مسافرا وسائحا بين الإثنين، واقسم نبضات قلبي بين المحرق والقاهرة، وعندم أكون بمصر الحبيبة   أشعر بالاعتزاز بأني أعيش في هذا البلد وأعمل فيه باسم بلدي البحرين، وأفخر بأني بحريني أعمل في هذا البلد المضياف، بيت العرب جميعا،  فمصر مصدر الهام الأدباء والشعراء وموطن الفن وكل العلوم والفنون، بلد التاريخ والأصالة. 

 

أعيش وسط المصريين الذين يعرف عنهم عدم الميل الي التصلب أو العناد، فهم شعب ودود يميل للمرونة اللهم إلا ما يمس كرامتهم أو دينهم وكلنا في هذا سواء، وتجد كلمة "ماشي" منتشرة في أوساطهم علي سبيل المثال ولكن مع عدم التجاوز في حقهم أو التنازل عنه.

وربما  فرض نهر النيل علي المصريين حب الاستقرار، فالنهر الخالد أرسي علي شاطئيه الخضرة والطبيعة الزراعية، الأمر الذي جعل المصريين يميلون للمحافظة علي الاستقرار والتمسك به حتى أصبحت هذه الحالة جزءا من سماتهم الأصيلة لقرون طويلة. ويتميز المصريون الذين عشت معهم سنوات طويلة من عمري بالصبر والشعور بالرضا بل والتسليم بالرضا، فالصبر أحد سمات الشخصية المصرية، وهو احتمال الشئ الصعب، ويتميز  المصريون  بقيم دينية نبيلة  تعلى من قيمة الصبر وتعد الصابرون بالجنة " فاصبر صبرا جميلا  ..... "، و"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "،  وربما مبعث هذا الصبر بيئتهم الزراعية التي تربوا عليها قديما، حيث اعتادوا وضع البذور ثم ينتظرون وقت الحصاد صابرين علي أمل أن تكون الغلة ممتازة ومثمرة، والغلة هنا تأتي بعد شهور وليس ساعات أو أياما، فالصبر أًصبح أمرا حتميا ولا بديل عنه، فتعجل الحصاد  ليس من طباعهم ويؤمنون بأن هذه هي إرادة المولي عز وجل، فلا يستعجلون الزمن حتي وإن مر ايقاعه  بطيئا. ومع طول الصبر تحولوا الي شعب قنوع راضي بما قسم الخالق لهم، فالصبر والرضا متلازمان، وكل هذا يرتبط بهم حياتيا  "من رضي بقليله عاش" ودينيا مثل الآيات{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ }الحاقة21، {لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ }الغاشية9، {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً }الفجر28، {وَلَسَوْفَ يَرْضَى }الليل21، {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ }القارعة،{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى }الضحى5..حتي أن بعضهم يعلق بعض هذه الآيات في منزله أو في محله لتكون شعاره في الحياة ولا تغيب عن نظره لحظة ليتذكرها في كل لحظة، فالقناعة رضا والرضي قناعة.

ولا يفوتني اَلإشارة الي ميزة مهمة للمصريين يعرفها من يعيش وسطهم عن قرب، وهي حبهم للحياة والفرح والمرح، حتي وإن مروا بأيام أو ظروف غاية في القسوة والمرارة والحزن، فرغم ما يميز الشخصية المصرية من حزن تؤكده عاداتهم وطقوسهم خاصة عند فراق الأهل والأحباب، وعشقهم لصوت الناي الحزين، إلا أنهم لا يفوتون وقت الفرح ويمرحون. وللفرح مظاهره، فتراهم يحبون ويحيون كل الأعياد، والأعياد لدي المصريين تتسم بطبائع ومظاهر خاصة. ففي الحزن يحزنون وفي الفرح يمرحون، 

فالمصريون  رغم أزماتهم لا تغادرهم الدعابة، ويحولون كل ما يمرون بهم من نكبات أو أزمات حتي لو كانت معيشية الي مصدر للنكتة والدعابة، فهم شعب خفيف الظل حتي لو مروا بأحلك الظروف وهذه ميزة أحبها فيهم. واتذكر قبل أشهر عندما ارتقعت أسعار المحروقات في مصر، فمع هذه المأساة التي كلفت معظم الأسر المصرية مبالغ طائلة ورفعت معدل التضخم هناك بصورة كبيرة، انهالت علي مواقع السوشيال ميديا كم من الدعابات والنكات والصور الساخرة من القرار الحكومي، ولعلي اعتقد أن صاحب قرار رفع سعر المحروقات والوقود لو قرأها وهو بالتأكيد أطلع عليها، لفكر ألف مرة قبل إعلانها خوفا من تعرضه لمثل هذه السخرية..فالمصريون يسخرون حتي من أنفسهم ومن قضاياهم ومن مشاكلهم، ولديهم القدرة علي تحويل النكبة الي نكتة يضحك لها الجميع.

ولا يفوتنا هنا الإشارة الي ميزة كبيرة وعظيمة تميز المصريين، وهي حبهم لمساعدة الأخرين، فالمصريون شعب طيب بالفطرة، وتراه وقت الأزمات يسارع لمد يد الخير والمساعدة، ويكون مقدما للخير بسرعة. ولا أكون مبالغا إذا قلت أنه  يسهل علي أي شخص تمييز الوجه المصري من طيبته وابتسامته التي تمنحه طاقة ايجابية مستمرة يستمد منها حبه للحياة رغم قسوتها، وفي القاهرة  تحديدا وعلي سبيل المثال لن يفوتك مشاهد صعب نسيانها ما حييت خاصة إذا اعتدت علي زيارة منطقة عريقة مثل "الحسين" و"الأزهر"، فمن بائع العرقسوس والعصائر المثلجة علي كتفه  الي بائع الترمس والتسالي وغزل البنات، حتي الأجهزة الكربائية والمحمول أصبحت تباع محمولة علي الأكتاف أو شنط يد صغيرة الحجم، وعندما يفتحها البائع ستفاجأ بكم الأنواع التي تحويها من ماركات عالمية الي شواحن وأجهزة ملازمة للتلفونات المحمولة وخلافه..كما لا يفوت زائر المنطقة أو في مكان بالقاهرة موزع الخبز الذي يقود دراجة ويحمل ما يسمونه "ققص" من الخوص به مئات الأرغفة من الخبز في مشهد لن تراه سوي بمصر تقريبا، ويندر أن يقع منه الخبز رغم ثقل الحمل حيث يقود بيد واحدة فيما يحمل القفص بالأخري.. ولن اتحدث كثيرا عن مجال المأكولات والكباب تجنبنا لأن يجري ريق أي أحد، فرائحة دخان المشويات يجبر زائر المنطقة الي الذهاب للمطعم فورا ومن فرط جوعه أو شهيته المفتوحة يكون قد أكل عشرة أرغفة من الخبز بالسلطة المقدمة قبل مجئ الكباب وخلافه.

 

ولعله قلبي الذي يعشق كل جميل يشتاق وهو في القاهرة بحنين وحب الي البحرين بلدي الأم أرض الخلود، لؤلؤة الخليج،  بلد الأهل والأحباب، مرتع الصبي والشباب، فيها أغلي وأحن حبيبة سبب وجودي في هذه الحياة، هي أمي  حبيبتي الغالية أطال الله في عمرها، فيها   أهلي  جميعا وأصدقائي وأحبتي، إنها  البحرين أرض الشموخ والإباء التي يقول التاريخ عنها إنها عرفت الإسلام علي يد الصحايي العلاء الحضرمي الذي تولي إمارة البحرين في عهد الرسول الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام،  وتمر عليها الأيام والسنون لتبدأ عهدها العربي تحت قيادة المؤسس الأمير أحمد بن محمد آل خليفة (الفاتح)، وهو الذي أرسى للبحرينيين وحدتهم الوطنية ووجهتهم العربية والإسلامية. وعرف عن الفاتح التقوي والإصلاح وحب تقريب العلماء منه.

 

والشئ بالشئ يذكر ولكن مع تغيير بسيط، فعندما أتحدث عن القاهرة كعاصمة لمصر وعشقي، لن تكون مقارنتي عاصمة بعاصمة، ولكن بمدينة عريقة بمدينة عريقة، وأقصد هنا مدينة المحرق، منبتي التي عشت فيها طفولتي وريعان شبابي ونضوجي،  عروس البحرين، وموطن العلماء والتجار التي تضم أزهى وأبهي المناظر، ولم لا؟.. فمياه البحر تحيطها  لتصورها  لوحة أبدع الخالق في رسمها، فمن جمال الطبيعة وزرقة المياه التي  تطغي عليها منحت صورتها  روعة وجمال..لم تكن الطبيعة الخلابة هي المزية الوحيدة لمعشوقتنا المحرق، فلها ما يميزها تاريخيا بمعالمها الشاهدة على عراقتها ، ففيها بيت الشيخ عيسي بن علي ال خليفة في فريق الشيوخ  وبيت سيادي ومسجد سيادي ويعد من أشهر بيوت اللؤلؤ في المملكة وهو لايزال أثرا شامخا وقائما. وعلى أرضها الدافئة الحنون، لا يفوت زائرها المرور علي بيت بن خاطر أحد أهم البيوت التراثية وبجواره مسجد بن خاطربشكله الحديث والذي يحافظ علي نفس تراثه القديم. ومعالم المحرق كثيرة والشواهد علي أصالتها وعراقتها اكثر لايتسع المقام هنا لذكرها وكانت أسواق المحرق التي اشتهرت بها قديما من المزارات المهمة لأي زائر لها،  وهي الأسواق التي عكست التاريخ والحضارة معا، مثل أسواق  القيصرية والتجار 

 

وختاما..ربما من فرط حبي لمصر والقاهرة أني فضلت العمل بها حيث تستهويني مهنتي التي أعشقها وهي الإعلام،  وأتذكرعندما أجري معي التليفزيون المصري مقابلة عندما شغلت منصب مدير عام موقع "صدي العرب"  فقال لي المذيع:" تعودنا أن نري خبرات مصرية متعددة كالمهندسين والأطباء والمدرسين والاعلاميين وغيرهم يعملوم بمختلف الدول العربية،  ولكن أن يقود إعلامي بحريني صرحا إعلاميا بمصر فهذا مصدر اعتزاز للبحرين أن يكون أحد أبنائها يعمل في المجال الإعلامي خارج بلاده وينجح فيه"..فما كان مني سوي الاعتزاز بهذه الشهادة وأضفت عليها، أن الخبرات لا تتجزأ وهي متراكمة، وبإمكان كل بحريني في وقتنا الراهن أن يضيف لبلاده في أي محفل دولي خبراته التي اكتسبه في ملكة البحرين ، فكلنا فخر لبلادنا الحبيبة..وألم أقل لكم في البداية أن قلبي مشغول بمصر والبحرين، ومن فرط حبي لكلاهما عملت بمصر حتي أعود لبلادي وقت الإجازات، وهكذا تدور الأيام.

 

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads