حوارات
"صدي العرب" يحاور عضو لجان المصالحات الثأرية بالصعيد
- المصالحات الثأرية لجان عرفية برئاسة المحافظ ومدير الأمن لوقف سلسال الدم في الصعيد
- الصلح أمر إلهي وعلي المتخاصمين أن يستمعا إلي صوت العقل وصوت الحق
- تزايد المصالحات الثأرية باستمرار يؤكد استماع أطراف الخصومات إلي النصح والإرشاد
- الشيخ الكلحي:يستعرض أهم معوقات وغرائب المصالحات الثأرية
الثأر عادة ذميمة ابتليت بها المجتمعات في صعيد مصر ونظرًا لكثرة الخصومات الثأرية وتجددها ما بين الحين والأخر بين العائلات وسقوط القتلى نظرًا لانتشار تلك العادة في الصعيد علي وجه الخصوص فكر الحكماء والعقلاء وكبار العائلات والقبائل في إنشاء لجنة " المصالحات الثأرية العرفية " لوقف سلسال الدم بين العائلات المتناحرة ثأريًا .
فكرة إنشاء لجان المصالحات العرفية
الشيخ الدكتور أحمد عبد اللطيف الكلحي مدير أوقاف أبو تشت وعضو لجنة المصالحات العرفية بمحافظة قنا والصعيد أوضح في تصريحات لـ" صدي العرب" أن فكرة إنشاء المصالحات الثأرية أمر من قبيل القرآن الكريم الذي قال في مُحكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم" وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ "الحجرات:9 .
فالصلح أمر وعلي المتخاصمين أن يستمعا إلي صوت العقل وصوت الحق وفي صعيد مصر تتكون لجان المصالحات من العقلاء والحكماء وهناك رجال أوقفوا أنفسهم لفعل الخير فالصلح خير ومن هذا المنطلق أُسست لجان المصالحات بمقتضي الحاجة الماسة لرأب الصدع ولإخماد النيران وردم بؤر الدم خاصة مع انتشار الخصومات الثأرية التي باتت ظاهرة تؤرق المواطن والمسئولين وتتسبب في تعطيل عجلة التنمية.
وأضاف " الكلحي " أن لجنة المصالحات الثأرية في الصعيد تتشكل من العديد من الرموز والعقلاء والحكماء ومن بينهم الشيخ " كمال تقادم " والشيخ " عبد المعطي أبو زيد " والدكتور " صلاح صالح " و النائب البرلماني الأسبق " حمدي محمد حسن أبو قريع " والدكتور " أحمد عبد اللطيف الكلحي " وهذه اللجان تُعضض بالرأي الشعبي والجماهيري والتنفيذي أحيانًا ويُعد اللواء عبد الحميد الهجان محافظ الإقليم واللواء علاء محمود العياط مدير أمن قنا الحالي راعيان لتلك اللجان ومساعدتها لأداء دورها في وقف نزيف الدم في المحافظة والمحافظات المجاورة .
عمل لجان المصالحات
وتابع مدير أوقاف أبو تشت أن عمل لجان المصالحات يبدأ بذهاب الأعضاء إلي أطراف الخصومات الثأرية لإقناعهم بإتمام عملية الصُلح مؤكدًا علي تجرد أعضاء تلك اللجان عن الهوي والغاية وعن الأشياء التي تنأي بها عن الحق والعدل والصواب مع قيام أعضاء اللجنة بأداء القسم بالله علي الحكم بما يرضي الله تبارك وتعالي ولا نشهد إلا بالحق ونرعي الله تعالي في هذه القضية رعاية كاملة ونعلم أن الله تعالي شاهد علينا وأعمالنا تُعرض علي الرسول الكريم " ص " وأولاً نبدأ الخطوات الفعلية للصُلح بالصلاة في مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي لفرض الصلاة الذي وجب علي اللجنة وعقب الصلاة نقرأ الفاتحة علي أننا نكون أوفياء لله ورسوله " ص " لا نقول إلا الصدق ولا نشهد إلا بالحق ونسمع من الطرف الأول للخصومة باستفاضة ثم نطلب منهم التوقيع علي عريضة الصُلح ثم نذهب للطرف الثاني ونسمع منهم كما سمعنا من الطرف الأول ثم التوقيع علي عريضة الصلح تمهيدًا لإعلان الصلح في جلسة كبري يشهدها المحافظ ومدير الأمن وحشد جماهيري من أطراف الخصومة وكبار العائلات والقبائل وأعضاء مجلس النواب.
تزايد المصالحات الثأرية في الصعيد
وأكد الدكتور " الكلحي " أن عدد المصالحات الثأرية في تزايد مستمر ومن أبرز المصالحات التي شهدتها كان في محافظة أسوان بين قبيلتي " الهلالية " و" الدابودية " والتي شهدت حضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفضيلة الدكتورمحمد مختار جمعة وزير الأوقاف والشيخ الإدريسي ولفيف من العقلاء والحكماء من محافظتي الشرقية والمنيا.
مُشيرًا إلي أنه وردت إليهم دعوة حاليًا من وكيل وزارة الأوقاف في محافظة أسيوط لإجراء مصالحة في جزيرة الطوابية وهذه اللجنة تستدعي في أي من محافظات مصر وكان لنا مصالحة قريبة في إستاد محافظة سوهاج وتم المصالحة بين عائلتين بحضور الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج والقيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية ومن أشهر المصالحات التي شهدنا أيضا والذي أطلق عليه صُلح القرن بين عائلتي " المخالفة " و " السحالوة " بمركز فرشوط شمال قنا والذي أقيم بإستاد قنا الرياضي بحضور المحافظ ومدير الأمن والقيادات الأمنية والتنفيذية وأعضاء مجلس النواب وحشد من أطراف الخصومة وبعض المنظمات الحقوقية وكان صُلحًا قويًا.
بشري لأهالي أبوتشت
وزف " الكلحي " قُرب عقد صلح قرية " كوم هتيم " بين عائلتي " الطوايل " و " الغنايم " بمركز أبوتشت شمال قنا والذي راح ضحية الخصومة مؤخرا 7 أشخاص من الطرفين معددا العديد من المصالحات التي تمت بالفعل في قري الشيخ حمد والعضاضية والكرنك بأبوتشت شمال قنا فضلا عن أن هناك مصالحات أخري في الطريق يحضرني منها صلح قرية الحسينات وكوم يعقوب وصلح أخر في قرية الكرنك والنجاحية والقناوية بنجع حمادي مشددا علي أن لجنة المصالحات أعمالها دائمة دون كلل أو ملل.
معوقات المصالحات الثأرية
وعن بعض المعوقات التي تعوق عمل لجان المصالحات أوضح " الكلحي " أن من أبرز تلك المعوقات الشباب المتسرع الذي لا يحسب الأمور حسابات دقيقة وللأسف الشديد أن بعض الشباب ينجح في إعاقة وإفشال بعض المصالحات .
ويؤكد " الكلحي " علي الدور الداعم لعمل اللجنة من قبل اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا الذي لا يتواني في تقديم كل الدعم وفي الوقت الراهن بتخصيص أتوبيس مكيف لانتقال لجنة المصالحات إلي أي مكان ويظل معنا حتى عودتنا وانجاز مهمتنا .
غرائب المصالحات
يروي الشيخ الدكتور أحمد عبد اللطيف الكلحي بعضا من الأمور الغريبة التي صادفها خلال حضوره مراسم بعض المصالحات قائلًا : كان هنالك صلح بإحدى قري قنا عقب مقتل شابين وعندما تدخلنا للبدء في مراسم الصلح بين العائلتين المتخاصمتين وجدنا معوقات في الصلح عصفت بكل محاولات الصلح تمثلت في رفض أحد أطراف الخصومة بدأت أذهب استعطفه لكن دون جدوى وفي ذات ليلة فوجئت باتصال تليفوني من هذا الطرف ليخبرني بالموافقة علي الصلح بعد أن شاهد الرسول صلي الله عليه وسلم في المنام حيث طالبني بقبول الصلح وأعلن ذلك في جلسة الصلح بأن الصلح قد تم إكرامًا لحضرة النبي صلي الله عليه وسلم.
ومن غرائب المصالحات أيضا في إحدى القرى في محافظة سوهاج خلال مصالحة ثأرية والناس يتوافدون علي السرادق المقام لإتمام المصالحة بين عائلتين غير أن فصيل من الشباب أصر علي أن يمنع أطراف الخصومة من إتمام إجراءات الصلح وكانت المعضلة حين ذهبنا إلي رجل كان يقود هؤلاء الشباب للحيلولة دون إتمام الصلح وإفشاله والذي قال " علي جثتي " إتمام الصلح وكان بحوزته سلاحا ناريا وحال محاولة أحد الحاضرين بإقناعه بالعدول عن رفضه الصلح خرجت رصاصة من سلاحه الناري استقرت في حلقومه أردته قتيلًا في الحال وتم الصلح علي جثة هذا الرجل .
تصريحات صحفية
وكان اللواء علاء العياط مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا قد أكد علي أنه تم إنهاء الخصومة الثأرية السادسة خلال الـ 3 أسابيع الماضية لتصل عدد المصالحات الثأرية التي تم عقدها بمحافظة قنا إلى 64 مصالحة ما يعكس تغير ثقافات المواطنين والإيمان بأن الأمن والأمان هما السبيل الوحيد لتحقيق التنمية الشاملة في مختلف المجالات.
وأشار "العياط" إلى التزام مديرية الأمن بتنفيذ سياسة وزارة الداخلية التي تهدف إلى القضاء على عادة الثأر خاصة في صعيد مصرمؤكدًاعلي حرص مديرية الأمن على التعاون مع محافظة قنا وأجهزتها التنفيذية ولجان المصالحات لدعم مبادرات الصلح بين العائلات المتخاصمة حفاظا على دماء أبنائنا.