رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
حملة مكثفة لأعمال مكافحة ناقلات الأمراض على مستوى مدينتي دمنهور وكفر الدوار بالبحيرة لتجنب التلاعب بوزن "الرغيف".. مطالب ببيع الخبز الحر والفينو بـ"الكيلو" سفيرة البحرين : زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين فوز الأهلي المصري وأهلي بني غازي الليبي.. انتهاء مواجهات اليوم الأول من مباريات مجموعة النيل ضبط 2000 لتر سولار وبنزين تم تجميعهم داخل عهده باطنية غير مرخصة و 500 كجم أسمدة ومبيدات زراعية منتهية الصلاحية بالبحيرة حملات تموينية ورقابية لضبط الأسواق بالبحيرة جوميز يعلن قائمة الزمالك استعدادًا لمواجهة دريمز الغاني بالكونفيدرالية فوز 3 طالبات بكفر الشيخ بمسابقة «مصر في عيون أبنائها» على مستوى الجمهورية منصة موبي تبدأ عرض الفيلم القصير البحر الأحمر يبكي للمخرج فارس الرجوب قطر تعرب عن أسفها البالغ لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة
العميد محمد نبيل

العميد محمد نبيل

المصرى الجديد.. إدراك ماهية الوجود

الأربعاء 14/سبتمبر/2022 - 12:30 م
طباعة
جّل ما يدركه المصرى الجديد هو - ذاته – وعليه التعرف على ذاته أولا قبل التعرف على البيئة المحيطة لتلك الذات , فهو عندما يعى ما هيته سيملك لا شك مقومات هذه الذات ومدى قدرتها على التغير ومقدار طاقاتها على الإنتقال من مربع الصفر إلى الخطوات الايجابية التى ترتقى بفكره وتحضر سلوكه , وسيتأكد – يقينا – انه المسئول الأول عن التغيير, وتحدث اللغويون والفلاسفة كثيرا عن تعريف الانسان وماهيته , فكان الاوائل منهم معنيين بكون الانسان متفرد عن غيره من الكائنات بالعقل كما فى شروح افلاطون وارسطو , ومنهم من عكس تلك النظرية كأمثال نيتشه الذى صنف العقل بأنه أحد الغرائز المسئولة عن الوجود كما جاء فى كتابه (العلم المرح) وهو الذى قلل من القيم الأخلاقية التي يتسم بها العقل مثل الرحمة والتسامح، ووصفها في بحثه الذى حمل عنوان (جنيالوجيا الأخلاق) على أنها أخلاق ضعف وعبودية ولا تدل على القوة والسيادة , ويذهب هايدجر بأنه المخلوق الذي يكون فى العالم الذى يحدده الموت، ويجربه القلق، ويعرّفه جون سارتر بأنه الكائن الذى لا يعرف الراحة أبداً، ويحيا بمعارضة ذاته، وترى الوجودية أن الإنسان شخص قلق وممزق ولديه شعور عميق بالمسؤولية , أما دارون الذى لم تتحرج أحاديثه عن كون الانسان اصله قرد وانه اعلى مراتب الرئيسيات , وليس هذا هو كل ما تمخض عنه الفلاسفة لوصف الانسان وتعريف كنهه , بل راحت المدرسة الواقعية الى الحديث عن الانسان بشكل اشد قصوة وضراوة من المفترسات التى تعيش بقانون الغاب , وأن الإنسان ما هو فى جوهره إلا حيوان مفترس يتخذ غرائزه الحيوانية أساساً لأفكاره ، وأن الخير يزول بمجرد تقابله مع صراعات الحياة ، فتظهر الحقيقة الشريرة للإنسان، كما قام دعاة الواقعية بربط الإنسان بغرائزه، وعملوا على إفساده وتحريك شهواته، وجعلوا كل شىء مباح عنده , وربما سعت البرجماتية الى تسخير الكون لصالح الانسان وبقاءه منفردا مستغلا لغيره من الكائنات بما فيهم الانسان الآخر! , والعديد من نظريات المدارس الرأسمالية تدعو لتقديس الوجود الانسانى وحريته فى ان يغير العالم لصالح غرائزه وحده دون الأخذ فى الاعتبار بوجود غيره فى الحياة , وعلى العكس كانت مدارس الشيوعية بدءا من هيجل وماركس وغيرهما اللذان اعتبرا الانسان كغيره من عناصر الكون مخلوق من مادة .

ورغم أمواج التعريفات المتلاطمة بين مدارس الشرق والغرب ومحاولات التوفيق بينهما ممن ارتضوا بدور الموائمة دون الخلق والابتكار, وممن سكنوا المناطق الفكرية الرمادية غير الواضحة الزاهية المعالم , إلا اننى ارى ان الانسان محصلة المجموع لما يُطلق عليه الذات , والضمير , والعقل , والنفس , والروح وجميعهم يسكنون وعاء الجسد ومجاله المحيط به من هالات متداخله معا ومتشابكة مع غيرها , وإذا غابت احدى تلك المكونات للانسان فقد على الفور انسانيته , فهى اجزاء تعتمد على تداخلها معا وتشابكها فى هيراركية مركبة , فمن فقد عقله ليس بانسان , ومن مات ضميره ليس بانسان , وهكذا .. , فليس المعيار هو صلاح الجسد وكمال صحته ليبقى الكائن انسانا , فالكثير من الحالات نعلم عنهم موت الجسد وبقاء الروح ليبقى الانسان موجودا حيا , فهل الروح هى الانسان ؟!, وكثيرا من نعلم عنهم ذهاب العقل وبقاء الروح والنفس , فهل ظل هذا الكائن انسانا ؟!, ومنهم من نعلم عنهم بقاء الروح والنفس والعقل وصلاح الجسد مع فساد امر واحد وهو الضمير , فهل هذا انسانا؟!. وإذا رأينا النفس والروح والضمير والعقل معا فى واعاء الجسد وحول مجاله ولكن هذا الكائن فقد ذاته ولم يحققها ولم يتحرك من الصفر الوجودى إلى مربعات الحركة الايجابية للأمام ولأعلى , هل يمكننا ان نطلق مفردة (الانسان ) بمفهومها الكامل على ذاك الكائن؟!.

إذا نتفق بقدر ما ان الانسان هو محصلة عقله وروحه ونفسه وضميره وذاته , تلك الخمس المكونة لهذا الانسان محل الحديث عن ارتقائه وتحضره , فلن يملك الانسان تغير موقفه فى حياته من الصفر الانطولوجى الى الرقم الصحيح الموجود والمؤثر ايجابيا بحضوره وسلبا بغيابه إلا عندما يدرك ماهية انسانيته , وهى المتكونة من العقل والضمير والذات والنفس والروح معا دون غياب لأى منهم , ومن هنا يتحتم التوجه لمدى قدرة الانسان فى تغير حياته بتجويد وتحسين كل مكوناته , فعلى العقل ان يؤدى دوره فى الادراك , وعلى الروح ان تسمو عن الدونية , وعلى النفس هجر اسباب فنائها , وعلى الضمير ان يبقى يقظا غير غافل , وعلى الذات ان تسعى لتحققها , وبهذا يدرك الانسان مدى قدرة مكوناته على الارتقاء والتحضر أو على التغير للأفضل.  

ونستكمل فى القادم ان شاء الله لنبنى أركانا جديدة فى المصرى الجديد بعد اكتشافه لأمكاناته فى التغير, وعلى الانسان ان يعيد تقيم ذاته ليرسم بيده ملامحه ليست الشكلية قط وانما الباطنة أيضا, ويعود كما كان اجداده الأصل واصحاب الفعل وليس الشبه والمفعول به!.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads