طباعة
sada-elarab.com/62929
النوم بشكل متزن أمر بالغ الاهمية للحفاظ علي الصحة من النواحي الجسمانية, العقلية, النفسية والفسيولوجية. يحدث خلال النوم العديد من العمليات الهامة، بما فيها إفراز هرمون النمو الذي يساعد علي تحفيز تجدد الأنسجة والتمثيل الغذائي كما تحتاج خلايا وأعصاب الجسم إلى الراحة؛ كي تستطيع القيام بوظائفها الحيوية الطبيعية .
يحتاج الانسان إلى عددٍ كافٍ من ساعات النوم حتى يرتاح جسمه ودماغه وأعصابه، وحتى يستيقظ بحيويّة وانتعاش، وتختلف ساعات النوم حسب الفئه العمرية؛ حيث إنّ حاجة الجِسم للنوم تختلف من فئة عُمرية لأُخرى، وأحياناً تختلف من شخص لآخر من نفس المرحلة العُمرية.
فعلي سبيل المثال يحتاج الطفل حديث الولادة خلال الشهر الاول من عمره إ لى 18 ساعة نوم يوميا فاثناء النوم العميق يزداد أفراز هرمون النمو مما يساعد علي نمو وتطور المولود سريعا ثم يبدأ هذا العدد بالتناقُص؛ حيث يحتاج إلى ما يُقارب 16 ساعة بعد الشهر الأول ثمّ 13 ساعة بعد السنة الأولى. وفي عُمر خمس سنوات يقل عدد ساعات النوم الصحي للطفل؛ بحيث يُصبح من 10 الي 12 ساعة يومياً، ويُمكن تقسيمها إلى ساعتين خلال النهار وما تبقّى خلال الليل.عند بلوغ الطفل مرحلة المراهقة تُصبح حاجته للنوم من 9 الى10 ساعات في اليوم .
اما بالنسبه الي ساعات النوم عند البالغين فهي من 7 - 8 ساعات في اليوم، ولكن هذا العدد رأى العديد من الباحثين والأطباء أنّه ليس دقيقاً.هُناك أشخاص بالغون يحتاجون إلى عشر ساعات نوم في اليوم بينما يستطيع البعض الآخر الاكتفاء بـ 7 ساعات يومياً، وقد أشارت الدراسات إلى أن هذا الأمر يعود إلى تركيبة الجينات لدى الإنسان؛ فبعض الأشخاص لا يستطيعون النوم بشكل متواصل خلال الليل فيُعوّضون المتبقّي من حاجتهم خلال النهار.
بالنسبه للمشاكل المرتبطه بالنوم اذا قلت ساعات النوم عن الطبيعي اصاب الانسان بالارق إلا أنّ نسبة كبيرة من الناس تُعاني من مشكلة الإفراط في النوم ولساعات طويلة، ولا يستطيعون أن يسيطروا على أنفسهم، وبالتالي يؤثر ذلك على حياتهم وأنشطتهم اليومية، ويكون هذا نتيجة أسباب صحيه او مرضيه .
يُشكّل الأرق وقلة النوم مُشكلةً صحيّةً كبيره فالشخص الذي لا يأخذ قسطاً كافياً من النوم يتعرض للعديد من المشاكل خلال النهار وأهمها الإرهاق، وعدم القُدرة على القيام بأيّ نشاط مهما كان صغيراً.ويُسبب الأرق أيضاً: الشعور بالنعاس طوال اليوم, تعكُّر المزاج والعصبية من أتفه الأسباب,ظهور علامات الإرهاق على البشرة ويوماً بعد يوم سيُصبح الوجه باهتاً ولا توجد فيه علامات للنضارة. مما يؤدي الارق ايضا الي ضعف التركيز وعدم القُدرة على التفكير بشكلٍ سليم وايضا زيادة الوزن؛ حيث يضطرّ الشخص لأكل كميّاتٍ كبيرة من الطعام خلال يومه، بسبب قلة عدد ساعات النوم.
لتفادي هذه المشاكل يجب الامتناع عن شُرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وهذه المشروبات لا تقتصر على الشاي والقهوة بل هُناك الكاكاو الساخن وكذلك النسكافيه، فيكتفي بشرب فنجان واحد فقط من القهوه .كما يجب الابتعاد عن تناوُل وجبات دسمة في وقتٍ مُتأخر من الليل، وممارسه رياضه المشى واللجوء الى فراش النوم مبكرا مع سماع الموسيقي الهاديه التي تساعد علي الاسترخاءاو القراءه والبعد عن اي توتر وضغط نفسى وإن لم تُجدِ هذه الطُرق نفعاً يجب استشارة الطبيب وعدم الاستهانة بالأمر لأن عدم القُدرة على النوم قد يكون مرتبطاً بمرض مُعيّن لذا يتوجب على الشخص التأكُّد من خلوه من أية أمراض.
واذا تحدثنا عن الجانب الاخر للنوم وهو كثره ساعات النوم يوميا يتعرض الأشخاص الذين ينامون لساعات طويلة إلى الإصابة بالعديد من المشاكل وأهمها:السمنة والوزن الزائد, وجع وصداع كبير في الرأس , آلام في الظهر, أمراض ومشاكل في القلب.إضافةً إلى مشاكل نفسية أبرزها الاكتئاب.
وللتخلص من كثرة النوم يمكن التخفيف من عدد ساعات النوم عن طريق ممارسة التمارين الرياضية, تناول المشروبات الغنيّة بالكافيين، ولكن بشكل متزن بالا يذيد عن ثلاثه فناجين من القهوه او المنبهات , تنظيم عدد ساعات النوم تحديداً في الليل. الابتعاد عن النوم خلال ساعات النهار؛ لأنّ ذلك يزيد من معدل ساعات السهر وعدم النوم ليلاً. وفي حال استمرار المشكلة وعدم تجاوزها فمن الأفضل استشارة الطبيب؛ لأنّ الأمر قد يتعلق بتناول أدوية معينة أو وجود مشاكل صحيّة تسبب النوم الزائد، من أجل تحديد السبب ومحاولة إيجاد الحل، فمثلاً يقوم بإجراء بعض الفحوصات الطبية وتحديداً المتعلقة بنشاط الغدة الدرقية؛ لأن اضطرابها يعني اضطراب في عدد ساعات النوم، وبالتالي الانزعاج النفسي للشخص المصاب.
