رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

«« ليلة العبور.. النوم يهرب من السادات »»

الثلاثاء 06/أكتوبر/2020 - 01:58 ص
طباعة
 
ليلة 5 أكتوبر 1973، النوم يهرب من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ويقول لقادة الجيش إمضوا قدماً على بركة الله، فكان النوم عصياً علي بطل الحرب والسلام، وتناول مهدئاً حتي يستطيع أن يغفو ولو لساعات لأن « في الغد سيكون أمامنا يوماً رهيباً »، بتعبيره الذي نقله " محمد حسنين هيكل "، في كتابه « أكتوبر 73 _ السلاح والسياسه »، لم يأتي النوم للرئيس السادات، بعد اجتماعه الأخير مع القيادات العسكريه في مقر العمليات، وهو المركز رقم 10 علي طريق « القاهره _ السويس »، تلقي في هذا الإجتماع صوره مشجعه من الفريق " سعد الدين الشاذلي "، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصريه، الذي قام منذ صباح 5 أكتوبر بزيارات إلي مواقع الجيش، لكي يتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام، وكانت الصوره مشجعه، ويذكر « الشاذلي »، في مذكراته " حرب أكتوبر "، « دار   رؤية _ القاهره »، دخلت على اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني، في مركز قيادته، فوجدته يراجع الكلمه التي سيلقيها علي جنوده عند بدء القتال، فعرضها علي وطلب رأيي فيها، كانت كلمه قويه ومشجعه حقا، قلت له : إنها ممتازه ولكني لا أتصور أن أحدا سيسمعها، فصوت المدافع والرشاشات وتساقط القتلي والجرجير، لن يسمح لأحد بأن يستمع لأحد، فما بال بهذه الخطبه الطويله، ويضيف " الشاذلي "، لمعت في ذهني فكرة بعثها الله تعالي لحظتها أن أفضل شيء يمكن أن يبعث الهمم في النفوس هو نداء الله أكبر، لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات الصوت علي طول الجبهه، وتنادي فيها الله أكبر، سوف يردد الجنود بطريقه آليه هذا النداء، وسوف تشتعل الجبهه كلها به، وافق « عبدالمنعم واصل » علي ما ذكره الشاذلي، لكنه أخبره بأنه ليس لديه العدد الكافي من مكبرات الصوت لتغطية مواجهة الجيش الثالث، فقام الشاذلي بالإتصال بمدير إدارة الشؤون العامه في مكتب الفريق " واصل "، وطلب منه تدبير 50 مكبر صوت، ترانزستور ، وتسليم 20 منها إلي الجيش الثالث، و 30 إلي الجيش الثاني، علي أن يتم ذلك قبل الساعه العاشره في صباح الغد 6 أكتوبر، أخطر « السادات »، القيادات العسكريه في إجتماعه مهم بالمضي قدماً على خيرة الله وفقاً لتأكيد « هيكل »، مضيفا أنه أبلغهم عزمه على نقاط هي : « أنه هو شخصيا سيحضر معهم غدا مراحل العمليه الأولي ليطمئنهم علي نجاحها، ثم أنه بعد ذلك سيتركهم ليتفرغوا إلي شغلهم، وفق خططهم وعلي أساس عملهم، لأنه هو نفسه لن يتدخل في مجري العمليات، وليس لهم أن يتوقعوا تكرارا لمثل ما حدث من قبل خصوصا في معركة 1948، من ناحية الإستجابه لقرارات بوقف إطلاق النار قبل الأوان، تعقبها عوده إلي إطلاق النار ثم هدنه، وهكذا، وأكد « السادات »، هذه الصوره لن تتكرر ولن تكون هناك هدنات، من أي نوع، وأضاف أنه مع إدراكه لأهمية أن يتواكب العمل الدبلوماسي مع العمل العسكري، إلا أنه مؤمن بأنه لا يمكن قبول أي مبادره دبلوماسية، إلا بعد أن يكون العمل العسكري قد وصل إلى حد يسمح بإزالة أثار العدوان كاملا عن التراب المصري، وأن القوات المسلحة بجهدها وتضحياتها خلال الأيام المقبلة هي التي ستعطيه الارضيه السياسيه التي يستطيع أن يتحرك عليها، لإزالة أثار العدوان بالكامل، وإعادة بناء مصر من جديد، خرج « السادات »، بعد الإجتماع متوجها إلى قصر الطاهره، الذي إختاره مقرا لقيادته في الحرب، ويذكر هيكل في كتابه « الطريق إلى رمضان »، أنه خلال هذا الإجتماع، في المركز رقم 10، حدث مشهد مؤثر بدأه الفريق " أحمد إسماعيل "، بحضور الرئيس « السادات »، فقد طلب من جميع الحاضرين، أن يقسموا على القرآن الكريم القسم التالي «« نقسم بالله العظيم علي هذا القرآن أن يبذل كل منا ما في وسعه حتي النفس الأخير لننجز المهمه الملقاه علي عاتقنا »»، وسجل الفريق « سعد الدين الشاذلي »، كان نومي طوال هذه الليله سلسله من الغفوات، وفي كل مره أستيقظ فيها كنت أبحث مشكله حتي وكأني بحثت جميع مشكلات القوات المسلحة في تلك الليله، واستيقظت في الصباح وأنا أشعر بنشاط كبير، رغم تلك الليله التي قضيتها وأنا نصف نائم ونصف يقظ .

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads