رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
أماني الموجي

أماني الموجي

مصر والإمارات.. علاقات يشهد لها التاريخ

السبت 15/أغسطس/2020 - 04:09 م
طباعة
كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله هو الأب المؤسس والقوة الدافعة الرئيسية وراء تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو أوّل رئيس تسلّم مقاليد الحكم فى دولة الإمارات العربيّة المتحدة، وكان لهُ أثر كبير وبالغ فى توحيد دولته مع إمارة دبى بالتعاون مع حاكمها الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وتحقّق لهما ما أرادا فى يوم الثانى من كانون الأوّل عام ألفٍ وتسعمائةٍ وواحدٍ وسبعين، وبهذا الاتّفاق تمّ تأسيس أوّل فيدراليّةٍ عربيّةٍ حديثة.

و كان الشيخ زايد- رحمه الله- إنساناً حكيماً نافذ البصيرة عربيّاً أصيلاً، بنى دولةً حديثةً فى قلب الصحراء، وحضّ شعبه على سلوك دروب العلم التى من شأنها الرقى بدولته، إضافةً إلى مواقفه العظيمة من القضايا التى كانت تهدّد أمن الدول العربيّة وسلامها واستقرارها- كالقضيّة الفلسطينيّة وإعادة إعمار لبنان وغيرها ونال محبّة الجميع وبقى خالداً فى قلوبهم، وكان بحق شيخ العروبة بحكمته وحنكته وسعيه الدؤوب للعمل على بثّ مظاهر السلام فى البلاد.

وكان رحمه الله محبا للخير وأنفق مليارات الدولارات لمساعدة أكثر من أربعين دولة فقيرة، وله دور كبير فى حل المشاكل العربية، كما أنه قبل وفاته رحمه الله أوصى أبناءه بمصر وأهل مصر خيرا ومن هنا زادت وتعمقت العلاقات المصرية- الإماراتية أكثر مما كانت عليه وأصبحت العلاقة بين البلدين علاقة الجسد الواحد والكيان الواحد، حتى إننا نرى مصر والإمارات الآن بلدا عربيا واحدا وشعبا عربيا واحدا.

ويعود تاريخ العلاقات المصرية-الإماراتية إلى مرحلة ما قبل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة فى عام 1971، وإدراكا من الإرادة السياسية لأهمية تلك العلاقة تم تعزيز العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والعسكرية على مدى العقود القليلة الماضية، لما تستند إليه من روابط ومصالح مشتركة ورؤى موحدة بين البلدين بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وبذلك فإن العلاقات الإماراتية- المصرية تتسم بقدر كبير من الاستمرارية والمتانة ما يجعلها نموذجا يحتذى به بالمنطقة العربية. ومن المتوقع أن تشهد تلك العلاقة المزيد من التعاون المثمر فى المستقبل.

وتعد الإمارات العربية المتحدة واحدة من أهم دول الخليج الداعمة لمصر، فقد دعمت الإمارات مصر منذ ثورة 30 يونيو ما زاد من قدرة الدولة المصرية على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية فى تلك الفترة الحرجة. وفى أعقاب قرار تعويم الجنيه المصرى أودعت الإمارات مليار دولار فى البنك المركزى المصرى لمدة 6 سنوات، لدعم سوق البورصة المصرية، كما قامت دبى بورت وورلد، أكبر شركة للموانئ فى العالم، بالتعامل بالدولار على الخدمات الأرضية المقدمة لمالكى البضائع والمستفيدين منها بدلاً من التعامل بالجنيه المصرى. كما تم إعادة تشكيل مجلس الأعمال المصرى- الإماراتى كما قدمت الإمارات لمصر أكثر من 20 مليار دولار من المساعدات "بما فى ذلك القروض والمنح والاستثمارات" منذ عام 2014.

وشهدت العلاقات بين مصر ودولة الإمارات الشقيقة عددا من الزيارات الرسمية الثنائية المتبادلة بين مسؤولى البلدين، حيث استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة نحو 9 مرات منذ توليه الرئاسة فى عام 2014، بينما زار الرئيس السيسى دولة الإمارات نحو 6 مرات.

وإن أهم ما يميز العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات هو التنوع فى محاور التعاون والقطاعات الاقتصادية، حيث يشمل التعاون بينهما حركة التجارة البينية، والاستثمارات المباشرة، والمشروعات المشتركة، والمساعدات الإماراتية لدعم الاقتصاد المصرى. وقد أسهمت خصائص الاقتصاد المصرى فى تعزير هذا التعاون وجذب الاستثمارات الإماراتية نتيجة تنوع التكوين القطاعى للاقتصاد المصرى، واتساع السوق المصرية، وتعدد الفرص الاستثمارية فى مجالات البنية الأساسية والمشروعات التنموية. هذا إلى جانب تنوع هيكل الصادرات والواردات بين البلدين. وكذلك توافر الأطر المؤسسية من اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف فى التبادل التجارى والتعاون الاقتصادى والفنى وتشجيع الاستثمار، مثل اتفاقية تجنب الازدواج الضريبى على الدخل ومنع التهرب المالى بين البلدين واتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار.

وشهدت السنوات الماضية تنسيقا وثيقا بين البلدين على الصعيد السياسى، خصوصا حيال القضايا الرئيسية على الصعيدين العربى والدولى، وتعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسؤوليها للتنسيق حيال تلك المواقف، وهو ما أظهر نجاحا كبيرا فى العديد من الملفات التى تحظى باهتمام الجانبين.

وتحتل الإمارات المركز الأول دوليا وعربيا من حيث الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر، والتى وصلت إلى نحو 6.663 مليار دولار فى عام 2018 مقارنة بنحو 6.513 مليار دولار عام 2017.

ووصل حجم التبادل التجارى بين البلدين فى الفترة من يناير حتى أكتوبر من 2018 نحو 3 مليارات دولار، فيما بلغ عدد الشركات الإماراتية العاملة فى مصر إلى 1065 شركة حتى مارس 2019 مقارنة بنحو 923 شركة عام 2017.

ومثلما دعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» مصر فى الحرب، شارك فى مرحلة البناء التى توجت بمدينة الشيخ زايد 9500 فدان التى أهداها لمصر عام 1995 بمنحة من صندوق أبوظبى للتنمية، كما توجد مدينة جديدة فى المنصورة تحمل اسم الشيخ زايد أيضا، وفى 2010 تم الانتهاء من مشروع قناة الشيخ زايد، لنقل مياه النيل إلى الأراضى الصحراوية فى منطقة توشكى، وفى مستشفى الشيخ زايد يعالج المصريون، ويتعلم أبناؤهم فى مدارس تحمل اسمه.

فى المقابل، كانت مصر من أوائل الدول التى دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وسارعت بالاعتراف به فور إعلانه ودعمته دوليا وإقليميا كركيزة للأمن والاستقرار، وإضافة جديدة لقوة العرب.

ومنذ ذلك التاريخ استندت العلاقات الإماراتية- المصرية على أسس الشراكة الاستراتيجية بينهما لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة التحديات التى تشهدها المنطقة، وقد تعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسؤوليها على كل المستويات للتنسيق حيال تلك التحديات، وفى عام 2008 تم التوقيع على مذكرتى تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتى خارجية البلدين، نصت على أن يقوم الطرفان بعقد محادثات ومشاورات ثنائية بطريقة منتظمة لمناقشة جميع أوجه علاقتهما الثنائية وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن أجل المزيد من التنسيق المشترك تم الاتفاق فى فبراير 2017 على تشكيل آلية تشاور سياسى ثنائية تجتمع كل 6 أشهر مرة على مستوى وزراء الخارجية والأخرى على مستوى كبار المسؤولين.

إن العلاقات المصرية- الإماراتية علاقات تاريخية قوية وترجع قوة هذه العلاقات إلى سبب مهم جداً وهو صفاء القلوب والنيات بين الشعبين الشقيقين وإننى اعتبر أن علاقة البلدين هى مثال مشرف ويحتذى به فى العلاقات العربية-العربية وستظل مصر والإمارات بلدا عربيا واحدا وشعبا عربيا واحدا دائماً أبدا.. عاشت مصر والإمارات كيانا واحدا على قلب شعب ووطن واحد ورحم الله حكيم العرب الشيخ زايد.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads