رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

فن وثقافة

الاحتباس الحراري يقتحم الفن التشكيلي

الثلاثاء 03/مارس/2020 - 05:14 م
صدى العرب
طباعة
لطفي أبو سرية

قبل اسابيع اقتحم الاحتباس الحراري قلعة الفن التشكيلي بصورة غير مسبوقة ليلقي الضوء علي ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض وزيادة نسبة ثاني اكسيد الكربون في الجو، وهي الظاهرة التي تفاقمت منذ بداية القرن الحادي   والعشرين وتهدد الانسان  والنبات والحيوان.
كان وقع الظاهرة  علي الفنانين اقوي من ان يمر مرور الكرام دون ان يستخدموا مهاراتهم في التعبير الفني فتنازلت الفرشاة والالوان عن رومانسياتها لتتحول الي سلاح ناعم يصرخ في صمت ويناجي بغضب اذ كانت الاستجابة مباشرة للنداء من الفنانين فتم اختيار ٤٠ عملا  فنيا مختلفا  في الفكر ومتنوعا في التقنيات ، لكن بوحدة في الهدف ، وتبنت بلدية اتربيك وهي احد واهم أحياء بروكسل والتي تحتوي أبنية الاتحاد الاوروبي فكرة إقامة اول معرض يستعرض ملحمة كوكب الأرض داخل القاعة الانيقة في البلدية وافتتح في السادس من فبراير الماضي ، بحضور  شخصيات رسمية وبعض اعضاء الجالية المصرية وجمهور غفير من البلچيكيين بينهم اعضاء في البرلمان الاوروبي.
وتنوعت أعمال الفنانين المشاركة بالمعرض إذ تبنى بعضهم فكرة التركيز علي الاسباب ، بينما فضل الاخرون التعبير عن النتائج كما اختار آخرون اظهار كلاهما في لوحته، حيث ظهرت المعالجات المتباينة في الاساليب الفنية التي تتنقل مابين الواقعية  والتعبيرية حتي السريالية والتجريدبة واحيانا تتجه نحو الرومانسية ، بل ان البعض استخدم مشاهد من بعض الكوارث التي واكبت  تواجد المعرض كالحرائق والتسونامي في حين اتجه اخرون نحو الحلم بالجنة علي الأرض.
لقد قرأنا  كتيرا عن طوفان الاجتماعات والمؤتمرات والاتفاقيات بين صناع القرار من الدول الكبري ( بروتوكول كيوتو، اتفاقية مراكش، مخطط بالي، مؤتمر بونزان، اتفاقية كوبنهاجن، مؤتمر الأمم المتحدة، ثم اتفاقية باريس وغيرها ورغم ذلك لم يصل العالم بعد الي اي نتيجة بالحوار السياسي  وكان تصاعد المشكلة يتحرك باستمرار  نحو الاعلي ولا حراك او تقدم في طرق الحلول.
وكما يقال ( ماتفسده السياسة تصلحه الفنون )، كان الفنان في الصف يحاول أن يلهم وينقل رسالته علها تجد صدي لدي السياسيين وصناع القرار   كل هذا بوازع من الضمير الحي.
مع افتتاح المعرض كانت عيوننا تتابع عن كثب نظرات الزوار ، وكانت حاسة السمع حاضرة بشكل قوي لالتقاط الآراء لكي تتم عملية استنتاج وافية  لمدى وصول  مااردنا جميعا تحقيقه من خلال هذه الفعالية ، وهنا اسرد موجزا لاهم التحليلات حول بعض اللوحات التي توقف امامها كثير من الزوار.
امام لوحتي توقف زائر بلجيكي ليشرح لرفيقته الألمانية مدلولات اللوحة مشيرا الى انها نفذت بالاسلوب السريالي الرومانسي ، حيث توجد الارض في منتصف اللوحة وجزء منها يتداخل العنصر الانساني بينه وبين الخلفية التي تحتوي الأرض والسماء،‫ بينما النصف الاسفل للوحة يغلب عليه اللون الاخضر كتعبير عن الخصوبة مع شجرة تعاني من الجفاف بها ثمرة تغلبت علي هذا الجفاف تعبر عن الامل ، كما توجد رموز لدول من المشرق ‬والعالم الغربي في قاع اللوحة سنلاحظ كم من الرموز داخل الكرة منها الطاووس الجميل ونظيره المتفحم ، دخان المفاعلات الذرية ، التجارب النووية، التصحر ،  ذوبان الجليد ، و الثروات الطبيعية التي تخشي كل هذا مع مشاهد  بمايعج  لللتلوث الصناعي وثان اكسيد الكربون والسخونة.  
اما لوحة الفنانة المصرية  سمر كامل  فقد استخدمت فيها رقعة الشطرنج  كأرضية تعبيرا عن التحدي مستخدمة اللونين الاسود والابيض لتؤكد علي التضاد  كما وضعت الارض المشتعلة علي قطعة من قطع الشطرنج  وكانها تريد ان تقول انها مسألة (كش ملك اي حياة أو موت )  كما نجد كفين في وضع اندهاش او استرخاء وهو ما يعبر عن شيء من عدم الاكتراث.
‫وفي ‬لوحتها لجأت الفنانة المصرية  چيهان فوزي الى استخدام جزء من خريطة العالم ممزقة واطرافها محترقة  ظهر عليها تباين لوني مابين الازرق(بحار ) و الاخضر(مزارع)، والاصفر (صحراء) في  الوان الطبيعة الممزوجة بشيء من الحيرة وكانها تتساءل : مالمصير ؟  ونلاحظ تواجد عين كانها كانت تبكي منذ زمن جعل اللوحة تشي بالقلق مع تواجد الفراشات علي اغلب مسطح اللوحة وهي المخلوقات شديدة الرهافة والتي تعد من اول المتضررين من مخاطر الاحتباس الحراري والتغير المناخي.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر