رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
أحمد المرشد

أحمد المرشد

آفة الأخبار .. رواتها

السبت 22/أكتوبر/2016 - 10:35 م
طباعة

يقولون دائما "ما آفة الأخبار إلا رواتها" هذا ما شاهدناه فى الكواليس المصرية – السعودية بأن ثمة أزمة كبيرة بين الطرفين والمقصود برواة الأخبار هو الإعلام بمفهومه الأشمل أى الإعلاميين المعتمدين الذين يكتبون فى الصحف المختلفة سواء أكانوا كتاب رأى أو تقارير إخبارية ومذيعين فى الفضائيات الرسمية والخاصة، وهؤلاء هم بداية الأزمة بطبيعة الحال حيث هم الذين يفجرون أى خلاف بين دولتين أو مجموعات إقليمية فمن عندهم يبدأ الخبر ثم الرد عليه وما يليه من كتاب الرأى ثم الرد عليه فتشتعل النار لتحرق الجميع ماضيهم وحاضرهم وبالتأكيد مستقبلهم فى حين أننا لسنا فى حاجة إلى مزيد من النار فى علاقاتنا ويكفينا ما نعيشه من ظروف إقليمية صعبة فبلاد العرب تضيع وتندثر والعالم يتكالب علينا طامعا فى خيراتنا وجغرافيتنا وسيادتنا.

ذكرت أن الإعلام هو البداية وهذا مقدور عليه فنحن نعلم بحكم خبراتنا وعملنا فى هذا المجال طوال حياتنا كم للتعليمات من دور مؤثر فى مثل هذه المواقف، فالتعليمات ربما تصدر من جهة غير ذى صلة أو على بينة ببواطن الأمور فيكون الموقف صعبا بعد تدجين الأقلام وقدح كل طرف الأخر بما ليس فيه.. وهذا ما تم فى الأزمة الأخيرة بين مصر والسعودية، فلا ننكر بعد الكثير من اطلاعنا على ما كتب من شم رائحة التعليمات، هذه العادة المذمومة بأن تكلف بعض الأقلام بشن حملة معينة ثم تنبرى هذه الأقلام فى قذف الآخر بما ليس فيه.

وإذا كان الإعلام الرسمى هو البداية ، فهو سهل لجمه حتى إن كان الموقف أصبح صعبا نوعا ما مع انتشار الصحف المستقلة وما تدعيه بإستقلال مواقفها التحريرية عن رؤية الدولة الأم، ولكن ثمة مشكلة كبيرة تتمثل فى مواقع التواصل الاجتماعى "السوشيال ميديا" وهى التى تشعل الأمور بين أى دولتين فالذين يكتبون تنتابهم "الشوفينية الوطنية" وتتغلب عليهم قومياتهم وتكون كلماتهم وجملهم كالسياط التى لا يعيش من يضرب بها أبدا. فتجد من يفتح النار على الآخر مستخدما السوشيال ميديا لا يرى فى الآخر ميزة، فكل ما يراه عيوب ونواقص وهنا تبدأ المعايرات والمهاترات وتتسع الفجوة ، وبدلا من أن تكون بين عاصمتين ودبلوماسيين ومحدودة التأثير وخفية تكون الأزمة أضخم بما يصعب وأدها.

ومن يتعرض لمهاترات المعايرة والسب والقذف يرد هو الآخر ويستخدم التاريخ تارة والدين تارة أخرى والاقتصاد تارة ثالثة فثمة طرف يتحدث عن قوته الاقتصادية الحالية ويرهن بها وضع الآخر وما جعله يقف على قدميه بعد أن كاد يسقط هو وشعبه.. فى حين أن هذا الآخر لديه من الأسلحة التى يرد بها أيضا ويشهرها فورا ليهاجم بها، وهو هنا يتسلح بماضيه.

بالتأكيد.. ينسى الإعلاميون ومتابعو السوشيال ميديا حقائق مهمة للغاية منها أن العلاقات بين مصر والسعودية لا تتأثر بأى تصرف عابر، فهى أقوى مما يتصور هؤلاء فالسعودية ظهير الوطن العربى والإسلامى والكل حريص على أن تكون علاقته بها وطيدة ومميزة.. ومصر هى عمق هذا الوطن وقوته ، فلا السعودية تستطيع التخلى عن مصر وكذلك لا تستطيع مصر أن تتخلى عن السعودية، فكلاهما جناحا الأمة والدانى والقاصى يعلم هذا ويحفظه عن ظهر قلب لكن النعرة الوطنية الكاذبة تصور للبعض أن إقليمه هو الأهم وأنه دون دعمه للأمة ستضيع هذه الأمة وتنهار.

نعلم أن العلاقات بين الدول لا تستقر على حال فهى مثل الترمومتر، ترتفع وتنخفض فهكذا الحياة التى نعيشها لكن الأهم هو حقيقة أخرى وهى أن الخلاف لا يفسد للود قضية خاصة فى تلك الآونة الصعبة، حيث أصبحنا أمة محاصرة بالحروب والفتن والأزمات فكل ما حولنا يندثر ويضيع، فلا قادتهم عاقلون ولا شعوبهم تحكم– بكسر الكاف- العقل فى أمورها، فالسلاح أصبح هو الأداة الوحيدة الفعالة حاليا.. والكل يستقوى بسلاحه وما لديه من ذخائر وعتاد.

ونعلم أيضا أنه مع خطورة هذه المرحلة لا يجب أن نترك للإعلام ومواقع السوشيال ميديا السيطرة على طبيعة الأمور وقضايانا السياسية، فالإعلام عندما يدس أنفه "تخرب الأمور" كما يقولون، فما بالنا وقد رأينا السوشيال ميديا تدخل الحرب هى الأخرى فلا نحصد من ورائها سوى النار والحرائق.. وللأسف، رأينا من يصف مصر والسعودية بأنهما أعداء مستلهما قصصا خاطئة من الماضى ليثبت وجهة نظره وكان حريا بكل هؤلاء الميل نحو التهدئة حتى لا تقودنا بعض الأقلام المغرضة للتهلكة، فنحن العرب لسنا بحاجة إلى هذا وأمامنا أزمان صعبة حتى نستعيد فيها أمجادنا، فالإعلام والمواقع الكاذبة تغذى الفرقة والفتنة وليس الوحدة التى نبتغيها جميعا.
الغريب أن مواقع السوشيال ميديا ومتابعيها حرّفوا الهدف منها وهو التواصل الاجتماعى إلي التنابز العرقى والدينى والفوقى ونشر وتمرير الأكاذيب وبثها على أنها حقائق مسلم بها.

لا أريد أن نورد فى مقامنا هذا بعض ما كتبه إعلاميون فى صحفهم ومواقعهم الإخبارية أو مواطنون من كلا البلدين على السوشيال ميديا، فكثير من هذه الكتابات لا ترقى للأسف لمعنى أو مضمون الكتابة وإنما مجرد أهواء شخصية وخزعبلات.. لكن المؤسف حقا هو ما تناقلته الصحف والأخبار عن مسئولين فى مواقع نافذة وتعليقاتهم التى لم ترق لمستوى مناصبهم.

إجمالا.. قوة السعودية هى قوة لمصر، وقوة مصر قيمة مضافة لقوة السعودية فهما كفتا ميزان الوطن العربى، وعلاقاتهما القوية والمتوازنة قوة لهذا الوطن.. وبقدر دعوتنا لسرعة تطويق الأزمة الناشبة بين الدولتين أيا كانت مسبباتها، فلا مصلحة للسعودية ومصر فى استمرار الفجوات بينهما، فمن الضرورى وقف تداعيات أى أزمة بين القوتين الكبيرتين، فما شاهدناه مؤخرا ربما ينبئنا بالأسوأ، مما يتطلب توحيد الرؤى بقلب مفتوح حتى نفسد على المغرضين أغراضهم المشبوهة بإنتاج أزمات أخرى.

لن أنزلق إلى كتابة ما هى أسباب الأزمة أو تداعياتها المؤسفة، فربما يوقعنى هذا فى نفس الأخطاء التى إنتقدتها لتوى لكن الأهم هو الإشارة إلى أن العلاقات– أى علاقات– بين الدول ستكون عرضة للتجاذب والاختلاف لكنها أبدا لا تنزلق إلى حافة الهاوية إلا فى حالة واحدة وقد مررنا بها جميعا، وأقصد الاحتلال العراقى للكويت فهنا انبرى كل العرب ليقفوا بجانب التحالف الدولى لإزاحة هذا الإحتلال عن الكويت الشقيق.. وليتنا نعيد هذا التوافق إلى علاقاتنا حاليا.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads