هو موعد مع الشجاعة رمز القوة والرفعة والصبر، موعدنا اليوم مع الحكمة والذكاء والكرم مع الكبرياء والفخر وعزة النفس، موعدنا مع الرجل الذي دائمًا يردد مقولته (ما أنا إلا رجل منكم في موقع المسؤولية) في كل زيارة وفي كل شبر في البحرين.
موعدنا اليوم مع الذي تعلم تلاوة القرآن
الكريم منذ صغره وتذوق الشعر العربي والنبطي، وهو من تقلد الكثير من المناصب والمسؤولية
منذ حداثة سنه.
يؤمن بالديمقراطية كأسلوب للحكم، مع مراعاة
خصوصية البيئات العربية والإسلامية التي تطبق فيها، كان من أوائل من دعوا الى إنشاء
البرلمان الخليجي موحد يضم الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي 1989م، كما يؤمن
بالحل السلمي من خلال عمليات التفاوض لإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي، ويدعو في هذا
الشأن الفلسطيني الى عدم التفريط في حقوقهم التاريخية المشروعة، واضعًا في عينه ونظرته
الثاقبة بأن دور الدولة في العصر الحديث ينبغي حفظ الأمن والاستقرار وتحسين مناخ العلاقات
الخارجية لجذب الاستثمارات وإطلاق الحرية للقطاع الخاص ليقوم بدوره في التنمية.
تولى منصب ولي العهد 1946م وهو لم يزل في
الرابعة عشرة من عمره، وحين أكمل دراسته في الولايات المتحدة بعدما أنهى دراسته العسكرية
1968م، تولى منصب القائد العام لقوة الدفاع 1970م، وعين رئيسًا لدائرة الدفاع وعضوًا
في مجلس الدولة، وبعدها وزيرًا للدفاع في 1977م ثم رئيسًا في 1975م، رئيسًا لمجلس الأعلى
للشباب والرياضة، وشغل منصب رئيس مركز البحرين للدراسات والبحوث الذي أسسه في 1981م.
تقلد مقاليد الحكم 1999م، وفي عام 2001
وبعد استفتاء على ميثاق العمل الوطني، وأصبحت الدولةُ مملكةً وأعلن نفسه ملكًا عليها.
كان له الطموح الأكبر والمتعطش لبلوغ القمة
والعطاء اللامتناهي، وبحركة مستمرة ومتطلع الى المستقبل باستمرار، فعينه لا تغفل عن
شاردة وورادة إلا محصها وزادها حكمة ودعمًا من قبله، ليس بداخل البحرين وإنما إعلاء
مكانة البحرين في بيئتها الخليجية وخارج نطاقها في الوطن العربي بل للعالم بأسره، ها
نحن الآن نشهد سرعة النهوض التي تشهدها البلد اليوم هي عملية الحصاد وقطف الثمار.
لم يعد ملك البحرين كلامًا كثيرًا ليشرح
ما وصلت اليه المملكة من أمن واستقرار وازدهار ما لها في الداخل من مكانة مميزة في
محيطها العربي والعالمي وما اكتسبته من احترام وتقدير لدى المجتمع الدولي خاصة عندما
ألقى خطابه بعد مجريات أحداث شهري فبراير ومارس 2011م. وما نجم عليها من تداعيات لاحقة،
فقد وقف وقفة الرجل والأب والقائد المحنك وقال (إن أية حكومة لديها الرغبة الصادقة
في الإصلاح والتقدم يجب أن تعي الفائدة من النقد الموضوعي الهادف البناء) وفتح مجالاً
للحوار والتفاهم، بل جعل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق تأخذ مجراها، وما عليه من توصيات،
قال في خطابه موجهًا كلمة للجنة التقصي (فقد قدر هذا التقرير من قيمة عظيمة ومكانة
عالية في نفوسنا، وإن شعب البحرين استفاد الكثير من مرئياتكم وتوصياتكم الذي سوف يكون
يومًا تاريخيًا في حياة المواطن).
كما أشاد برلمانيون وإعلاميون بريطانيون
وبحرينيون بالإنجازات السياسية والاجتماعية المتميزة التي حققتها مملكة البحرين في
ظل المشروع الإصلاحي خاصة فيما يتعلق بتعزيز المشاركة الديمقراطية وكفالة الحقوق والحريات
الأساسية، وبما في ذلك الحقوق السياسية والمدنية للمرأة والحريات الدينية في إطار دولة
القانون والمؤسسات الدستورية جاء ذلك خلال أعمال الندوة التي نظمتها جمعية صداقة البحرينية
البريطانية في إحدى قاعات مجلس الوردات البريطاني وأعضائه، ولبرلمانيين وشخصيات دبلوماسية
وإعلامية عربية وعالمية، في مجلس العموم. بأن البحرين قد حققت بسبب الانفتاح والحريات
المتاحة إنجازات كثيرة في مجال حقوق الإنسان بإنشاء مؤسسة مستقله لحقوق الإنسان ومنها
إلغاء نظام الكفيل، السماح للعمال الأجانب التنقل بحرية، إقرار قانون الأسرة بشقه السني،
وألغيت عقوبة حبس الصحفيين ومكافحة الاتجار بالبشر.
إن مجتمعنا مجتمع متحضر يقوده ملك رحيم
نفذ تجربة إصلاحية عصرية غير مسبوقة، حيث صرح الملك في مؤتمر صحفي في أول أيامه الأولى
لتوليه مقاليد السلطة قائلاً: (إنني أريد من رجال الإعلام أن يعرفوا أنني لن أحكم شعبي
بالأسلحة والدبابات، أني أب الأمة وكأي أب أريد من شعبي أن يكون منعمًا بالأمل لا باليأس
أريد أن أكون أبًا فخورًا بوطنه) وبفضل أبوة جلالة الملك أقول وبفخر واعتزاز إنه لا
يوجد معتقل سياسي واحد خلف القضبان في البحرين.
فقد شهدت البحرين ولم تشهد او تحلم باقي
الدول الأخرى بمكرمات ملكية وعفو وأوامر ملكية بتسريح فوق أكثر من 500 شخص سياسيين
ومحرضين ومرتكبي جرائم وإرهابيين في مناسبات الأعياد الأضحى والفطر وفي اليوم الوطني
وفي شهر رمضان.
بالفعل نحن ننام وأنت لا تنام بل تتفقد
أحوال رعيتك وتضفي لهم المحبة والفرح، تبسط أجنحتك فوق كل يتيم وتنشر الفرح في الأرامل
والمطلقات والمهجورات بكفالة حقوقهم، وفي سن القوانين التي تكفل الطفل اليتيم والمعنف
والعنف ضد المرأة.
مليك أصيل كان - ومازال - أحد أركان هذه
المملكة عبر مسيرة تاريخية حافلة بالإخلاص والوفاء والعطاء، قيادة تقدر قيمة التواصل
بين الحكومة والشعب بكل فئاته على درجة المساواة والعدالة، حضوره اللافت في الأحزان
لتقديم المواساة، ولتقديم الأفراح والتهاني، ووقفاته المشيدة وقفة الأب الحنون في استمرار
صرف علاوات الرواتب وايضًا يأخذ بيد العدالة في القصاص ولا يرخص بأي قطرة دم بحريني
سواء كان مواطنًا أو مقيمًا، مجرى العدالة قائم، بالفعل نحن ننام أنت لا تنام، ولا
ننسى الأديان الأخرى والطوائف والمذاهب المختلفة فإنها وقفت وقفة الطير الحر الأبي
بمؤتمر حوار الأديان ومؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية.
قال الملك بملء فمه (حلمت بوطن يحتضن كل
أبنائه) احتضنهم بمبادرات حكيمة وخطوات واضحة في (ميثاق العمل) 2002م، فقد احتضنت الداني
والقاصي حرصت أن يقوم المجتمع على احترام إنسانية الآخر، واحترام وجوده وحرمة أملاكه،
فرغم وجود الارهاب والتطرف من البعض، ولكن ظلت البحرين ومازالت أرض التعايش والسلام
بإدارتك ونظرتك وحكمتك وتعاونك مع المنظمات الدولية والعمل الدؤوب من أجل التوافق على
نظام أمني ومنظومة حقوقية للتعايش السلمي في البحرين.
هناك قادة يقفون فوق شعوبهم، وقادة خلف
شعوبهم، او أمامهم ولكن ملكنا كان يقف بين شعبه وفي صفوفه ويردد مقولته الشهيرة (ما
أنا إلا رجل منكم في موقع المسؤولية).
في عهده شكلت السلطة التشريعية لمجلس النواب
والشورى، وتعزيزًا للرقابة على السلطة التنفيذية تم إنشاء ديوان الرقابة المالية والإدارية
في 2002م كجهاز مستقل ماليًا وإداريًا للرقابة على أموال الدولة، وانضمام البحرين الى
24 اتفاقية دولية لحقوق الإنسان وبإنشاء مؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان 2009م ولا ننسى
كذلك احتضان المرأة وتطوير وتنمية شؤونها في المؤسسات الدستورية او المدنية بإنشاء
مجلس الأعلى للمرأة 2001 لتمكين دورها الاجتماعي والسياسي وإدماجها في برامج التنمية
الشاملة مع مراعاة عدم التمييز ضدها، وفي 2005م تم إنشاء معهد البحرين للتنمية السياسية،
لرفع مستوى الوعي السياسي والقانوني لدى مختلف فئات الشعب.
كما نظم الدستور البحريني مسألة الحق في
الجنسية، فقانون الجنسية البحريني قانون منصف ومنسجم مع كل المعاهدات الدولية، وفي
مقدمتها المادة 15 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، كما أن أساسيات مشروع
جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل الإلكترونية والمشروع الوطني للتدريب والتعليم حتى
في الوحدات السكنية مشروع 40 ألف وحدة وطنية والمشاريع السكنية الأخرى والآيلة للسقوط
التي كانت تكلفتها أكثر من 6.1 مليار.
حمد ملك ووالد كريم قوي لا ييأس الفقير
من طلبه، ولا يطمع القوي في قربه فهو راعٍ عادلٌ في رعيته وهذا هو صقر المملكة.
