رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

المنافقون مؤسسو مدرسة الكذابين في التاريخ الإسلامي ..

الجمعة 16/ديسمبر/2016 - 12:37 ص
صدى العرب
طباعة
بقلم .. دكتور أحمد حسين النمكى ..


لم تكن حملات التزوير التي تعرض لها التاريخ الإسلامي وليدة عصر الفتنة التي ظهرت في عصر الخلفاء الراشدين وبالتحديد في عصري الخليفتين ـ عثمان وعلى  ـ ولكن كانت تلك الحملات وليد ظاهرة النفاق التي ظهرت في المدينة بعد أن ظهرت قوة الإسلام ، وهى ردة فعل للقوة الطاغية التي ظهرت في الدولة الإسلامية الوليدة في مدينة الرسول .


وهؤلاء المنافقون دخلوا الإسلام وهم يتظاهرون بالإيمان ولكنهم يبطنون الكفر والحقد والشر على الإسلام ، فقد ألقى القرآن الكريم الضوء على النفاق وأهله وصورهم في صورة قميئة فقال تعال {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً }النساء61 . فهم يصدون عن الإسلام وإن كانوا يتظاهرن بالإيمان به . والمنافقون أكثر الناس ـ حتى في عصرنا ـ إدعاء بأنهم مسلمون ولكنهم فى حقيقة الأمر يظاهرون أعداء الإسلام ضد المسلمين ، قال تعالى : {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }النساء140 .


ومن الغريب أنك تجد من يدعى أنه مسلم ولكنه يسخر من الإسلام ويستهزئ بأهله ويكفرون بآيات الله عياناً بياناً ويطنون أنهم يخادعون الله والذين آمنوا ، قال تعالى : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء142 . وما زالت صورة أهل النفاق تطالعنا في كل عصر ، فهي لا تتغير من مكان إلى مكان أو زمان إلى زمان ، فأنت تراهم يدعون أنهم مسلمون ولكنهم إذا تكلموا عن الإسلام تراهم كأنهم ينطقون بلسان أهل الكفر ، قال تعالى {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال49 ، وعند أمثله كثيرة تظهر حتى اليوم في الفضائيات ، فلا تراهم يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ، بل صورتهم وحركاتهم  من الصور والحركات المضادة للإسلام وأهله {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }التوبة67 .


هؤلاء المنافقون مثلهم كمثل الكفار ، وإن كان أمرهم يخفى على الكثير من الناس ولكن هناك من أهل العلم من يكشفونهم ويفضحون أمرهم ، والواقع أنهم أخطر شأناً من الكفار لصعوبة التوصل إليهم في كثير من الأحيان ، ولذلك أمر الله تعالى نبيه r بأن يجاهد الكفار والمنافقين أيضاً ، فقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }التوبة73 . فجهاد الكفار بالسيف وجهاد المنافقين بالعلم واللسان وكشف حقيقتهم للغافلين من أهل الإسلام .


كان شأن المنافقين ـ ولا يزال ـ من الأمور التي تحتاج إلى مشقة في معرفتهم وأدلة دامغة لإدانتهم ، ولذلك قال الله تعالى لرسوله r {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ }التوبة101 . فقد وضح القرآن أن المنافقين قد خفى أمرهم حتى على رسول الله r فإن شأنهم قائم على التقية والخفاء ، ومن شديد الأسف أن هؤلاء يتمكنون من الوصول إلى رأس الدولة ويصبحون من المؤثرين على أصحاب القرار ، وقد التف بعض هؤلاء حول الرسول  وحاولوا أن يؤثروا على قرار الرسول r ولكن الوحي كان لهم بالمرصاد ، فقد حذر القرآن الكريم الرسول r أن ينصاع لهؤلاء فيما يخص الشريعة فقال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }الأحزاب1 . وإذا كان الرسول معصوماً بالوحي فأنى لحكام المسلمين من هؤلاء وخداعهم ؟!!


لم تكن هناك فرصة للنفاق بأن يظهر في مكة إبان ظهور الإسلام ، فلم يكن في مكة منافقون ، لأن المسلمين كانوا ضعفاء ومضطهدين ، ولم يكن أعداء الإسلام في حاجة إلى اللجوء للنفاق ولكن عندما ظهرت للإسلام قوة في المدينة بدأت ظاهر النفاق تظهر عند كثير من سادات الأنصار من الأوس والخزرج ومن عاونهم من اليهود .


كان عبد الله بن أبى بن سلول الخزرجى وأبو عامر الراهب من الأوس يمثلان الجناح المناهض للإسلام والمؤسس لظاهرة النفاق في المدينة في مقابل الفريق الآخر من الأوس والخرزج الذين آووا ونصروا ، لقد مثل عبد الله بن أبى بن سلول زعيم مدرسة المنافقين في المدينة أول كذاب في مدرسة الكذابين في تاريخ الإسلام ، كذلك كان أبو عامر الراهب الذي لبس المسوح في الجاهلية ولكنه لم يحتمل البقاء في المدينة زعيماً من زعماء المنافقين فاتجه إلى مكة وانضم إلى القرشيين وأعلن عدائه للإسلام ، فخرج من دائرة النفاق ، ولما فتح المسلمون مكة هرب إلى الطائف ، ثم فتح المسلمون الطائف فهرب إلى الشام ومات هناك .

إن المنافقين لا يكفون عن أذى المسلمين ، فهم قرناء الكفار في القرآن الكريم ، وأفعالهم متفقة على شيء واحد وهو إيذاء الرسول والمسلمين ، قال تعالى : {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً }الأحزاب48 . كذلك لا يكفون عن الإرجاف بتراث المسلمين وتاريخهم ، فهم يريدون تفكيك العقيدة الإسلامية عن طريق التشكيك في مصادر الإسلام وتراث المسلمين ، وليس هذا الفعل وليد عصرنا نحن الآن بل هذا من زمن نزول الوحي ، قال تعالى {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً }الأحزاب60 . فمن نعم الله تعالى على رسوله أنه كان يكشف أمر هؤلاء له ليأخذ حذره منهم ، ولكن بين لنا القرآن بعض الصور التي يمكن عن طريقها كشف هؤلاء المنافقين ، ومن تلك الصور أنهم دائماً يشككون في العقيدة الإسلامية ويشككون في وجود الله باسم العلم أو الحرية في الرأي أو التنوير وهكذا ، فقال تعالى : {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }الفتح6 .

إن ظاهر المنافقين يخالف باطنهم ، ويقولون بألسنتهم من يخالف قلوبهم ، ولا يؤمنون إلا تحت وطأة السيف ، ولعل قائل يقول كيف نحكم على رجل قال بلسانه أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فلا سبيل إلى الحكم عليه بالكفر أو النفاق ، نقول أنظروا إلى هذه الآية : {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }المنافقون1 . ألم يشهد هؤلاء للرسول بأنه رسول ؟!! ولكن الله تعالى ـ الذي يعلم السر وأخفى ـ أنهم كاذبون ، وقد يخفى الأمر علينا ولكن الله تعالى حكم بكذبهم وأن قولهم مخالف للحقيقة .

لقد استطاع أبو عامر الراهب وعبد الله بن أبى بن سلول أن يؤسسا أول مدرسة للنفاق في التاريخ الإسلامي ، وهذه المدرسة كادت أن تنشر الفتن بين أبناء المجتمع المسلم زمن الرسول r فقد كتب أبو عامر الراهب وهو ببلاد الشام إلى بعض أتباعه في المدينة ـ والذين دخلوا الإسلام نفاقاً ـ لكي يبنوا مسجداً بالقرب من مسجد الرسول r ـ مسجد قباء ، وكانوا يريدون من خلال هذا المسجد أن يديروا  مكائدهم ضد الإسلام ، ففي ظاهر الأمر أنهم بنوا مسجدا وهذا فعل طيب وعمل جميل ولكن في حقيقة الأمر بنوا هذا المسجد ليفرقوا جماعة المسلمين ويدبرون من خلاله ضد الإسلام وأهله ، وقد كشف القرآن الكريم حقيقة بناء هذا المسجد فقال : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }التوبة107 . فقد وضح القرآن أن هؤلاء ما اتخذوا المسجد من أجل الصلاة بل من أجل المضرة بالمسلمين والتفريق بين المؤمنين ، وأنظر إلى المنافقين وهم يكذبون على الله تعالى الذي فضح أمرهم فالقرآن يقول : [ وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى ] والقرآن نفسه ينفى أنهم أرادوا الحسنى فيقول بأنهم  [ اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله ] وهم يقولون ويحلفون [ إن أردنا إلا الحسنى ] . ويقول تعال : {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }التوبة109 . فقد بين القرآن أن مسجد ضرار أسس على باطل ومنع الرسول r من الصلاة فيه بعد أن كاد  أن يصلى فيه ، فقال {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }التوبة109 . وبعد هذا الأمر الإلهي شديد اللهجة أمر الرسول  أصحابه بأن يدمروا هذا المسجد ـ على الرغم أنه مسجد ـ لأن أصحاب هذا المسجد من المنافقين المغرضين الذين عمدوا إلى تفكيك وحدة المسلمين وبث سمومهم وأراجيفهم ، فقد كشف القرآن الكريم مؤامرة هؤلاء قبل أن تبدأ ، ويعود الفضل في كشفهم إلى خبر السماء .

تلقف اليهود هؤلاء المنافقين وشملوهم بعنايتهم ورعايتهم وأمدوهم بكل ما يحتاجون إليه من ماديات ، وهذا شأن كثير من العلمانيين والملحدين اليوم ، فإن هؤلاء سيحققون أهداف اليهود من لف لفهم بكل سهوله وخاصة أن المنافقين محسوبين على الإسلام ـ والإسلام منهم براء ـ فتجد اسم المنافق " إسلام " وهو غير مسلم فكراً وسلوكاً ، وهكذا ، فهم موجودون في صفوف الأمة ولكنهم يمثلون شوكة في ظهرها ، قال تعالى : {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }التوبة47 .

وقد حذرنا القرآن من الركون إليهم لأنهم لا يريدون للأمة خيراً ، لذا قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118 ، أليس المنافقون هم الذين قالوا  يوم الخندق : {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً }الأحزاب ، وقال : {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }الأحزاب22 .

إن المنافقين كانوا يوم أحد سبب خلخلة القوى الإسلامية وصانعي الخلاف ، وكانوا يوم غزوة بنى المصطلق صانعي روايات الإفك التي ما زال الشيعة يتبنونها حتى يومنا هذا ، وهؤلاء المنافقون هم صانعو روايات ـ وبل وتراث ـ الشيعة كله .

ومن هذا المنطلق ظهرت مدرسة المنافقين ـ الكذابين ـ من الرواة غير الثقاة والضعفاء والمدلسين ، واندس هؤلاء في فرق ادعت ـ زوراً وبهتاناًُ ـ صلتها بالإسلام وهم ما زالوا يكيدون للإسلام وأهله .

لم تكن مدرسة المنافقين الكذابين من الرواة وليدة عصر الخلفاء الراشدين ، بل كانت منذ ظهرت قوة الإسلام ، فقد أوشك الخلفاء أن يحجموا عن كتابة الأحاديث والسنة النبوية ، وما زال العالم الإسلامي يعانى من هؤلاء المنافقين الذين يندسون في صفوف أهل الإسلام ـ كالشيعة بجميع فرقهم ـ بأسماء مختلفة مثل ـ الليبرالييت ـ العلمانيين ـ التنويريين ـ الملحدين ـ المثقفين اليساريين ـ المثقفين اليمينيين ـ وهلم جرا ـ وهؤلاء بلا شك أصحاب أقلام ودور نشر ، ولهم دور كبير في دس السموم الفكرية والأكاذيب التي يطرحونها في مؤلفاتهم على الناس بهدف تزوير التاريخ الإسلامي وتضليل أهله والتشكيك في صحيح العقيدة .

إن مدرسة المنافقين صارت اليوم من القوة بحيث تمثلها دول تدعى أنها على الإسلام ، وزاد خطر مدرسة المنافقين في أيامنا وصار لها كتاب وأقلام ودور نشر وقنوات فضائية ـ وما أكثرها !! ـ ولا هم لهم سوى بث الأكاذيب والتشكيك في مصادر الإسلام وإبعادهم عن المنابع الصافية الطاهر لذلك الدين العظيم ، ولكن صدق الله العظيم حيث يقول : [ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ ] ولكن ليعلم الجميع أن الله تعالى وعد بنشر دينه رغم أنف الكفار والمنافقين فقال : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33 ، وقال أيضاً : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح28 ، وقال أيضاً : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }الصف9 . 


إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر