فن وثقافة
إزاحة الستار عن تمثال جمال الدين الأفغانى بحديقة "الحرية والصداقة" بالزمالك
الإثنين 06/أغسطس/2018 - 08:38 م

صورة ارشيفية
طباعة
sada-elarab.com/108591
احتفلت سفارة أفغانستان في القاهرة، اليوم الإثنين، بإزاحة الستار عن تمثال جمال الدين الأفغاني في حديقة الحرية والصداقة بالزمالك، وذلك بحضور اللواء محمد سلطان رئيس مجلس إدارة الحدائق المتخصصة المطران جورج شيحان مطران الكنيسة المارونية بمصر وأبناء الجالية الأفغانية بالقاهرة.
وأعرب سفير أفغانستان بالقاهرة فضل الرحمن فاضل، في كلمته خلال الحفل، عن سعادته بإقامة تمثال العالم الأفغاني، معتبرا وجود التمثال في أحد أهم حدائق القاهرة بمثابة تكريم وتخليد لذكرى جمال الدين الأفغاني.
وقال السفير: "اليوم نزيح الستار عن تمثال هذا العالم في مصر ذلك البلد العظيم الذي استقبله بكل حفاوة، اعترافا وتقديرا لعلمه ونبوغه"، لافتا أن إقامة التمثال في القاهرة يعكس عمق روابط الأخوة والصداقة المتجذرة بين مصر وأفغانستان.
وأشار إلى أن وضع التمثال في القاهرة هذا العم يوافق حلول الذكرى الـ150 لحضور جمال الدين الأفغاني لمصر لأول مرة، كما يوافق ذكرى مرور 180 عاما على مولده عام 1838.
وأكد فاضل أن بلاده لن تنسى فضل مصر وأبنائها في حياة هذا العالم الكبير فقد احتضنته واستقبلته وهو في ريعان شبابه وقمة عطائه، كما تولى أبناء مصر التعريف به وبأعماله وكتبه وترجمتها، فقد ترجم الإمام محمد عبده كتابه المشهور "الرد على الدهريين".
وقال السفير إن مجلة الهلال المصرية أول مجلة في العالم تنشر السيرة الذاتية لحياة جمال الدين الأفغاني كاملة وذلك بعد وفاته بعرين يوما في أول أبريل 1897، مضيفا أن وضع التمثال في مصر هو استمرار للحب والعطاء من شعب مصر العظيم.
من جانبه، قال اللواء محمد سلطان في كلمة ألقاها نيابة عن محافظ القاهرة، إن أعمال جمال الدين الأفغاني هي من أكثر الأعمال المضيئة في الفكر الإسلامي، مضيفا أن الأفغاني بمثابة الأب الروحي للإصلاح والفكر التجديدي وقائد الثورة ضد الجهل والاستعمار.
وتابع: "رغم إقامته لفترة قصيرة في مصر، إلا أنه ترك أثرا كبيرا في إرثها الثقافي، ووجود تمثال بحديقة الحرية بجانب رموز الفكر والأدب والنضال في مصر والعالم، هو بمثابة اعتراف بقدره وتكريم لمسيرته الذاخرة".
بدوره، لفت السفير عبد الفتاح الزيني رئيس جمعية الصداقة المصرية الأفغانية، أن العديد من المثقفين وقادة الفكر في مصر تتلمذوا على يد الأفغاني على رأسهم سعد زغلول وإبراهيم اللقاني وجرجي زيدان والإمام محمد عبده ويعقوب صنوع.
وأشار إلى جهود العالم الأفغاني في مكافحة الاستعمار وتجديد الفكر الإسلامي في ربوع الوطن الإسلامي، فقد كان مفكرا دينيا وقائدا سياسيا جمع بين الزعامة الدينية والسياسية، مؤكدا أن تمثال جمال الدين الأفغاني وتراثه يذكرانا بعظمة هذا الرجل ودوره في صحوة الشرق العربي والإسلامي.
يذكر أن جمال الدين الأفغاني وكان له دور كبير في يقظة الشرق ضد الاحتلال الغربي، وقد أقام الأفغاني في عدة دول إلا أن محطته المصرية هي الأكثر عطاء وثراء، حيث ساهم مع بعض المستنيرين من مشايخ الأزهر في إعادة الاعتبار للوسطية والعقل والعقلانية في الإسلام، وهو صاحب نظرية أن إصلاح الشعوب سيفضي إلى صلاح الدول والحكومات تلقائيًا.