فن وثقافة
منتدى محمد عفيفي مطر يحتفي بمتاهات برهان شاوي
الخميس 26/يوليو/2018 - 04:31 م
طباعة
sada-elarab.com/106668
في الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات منتدى الشاعر محمد عفيفي مطر بجاليري" ضي" مع الروائي والشاعر والمترجم العراقي الدكتوربرهان شاوي، والتي شارك فيها بالعرض والتعقيب الشاعر والمترجم محمد عيد ابراهيم والناقد الدكتور رضا عطية والباحث العراقي علاء إدريس وأدار فعالياتها الشاعر والكاتب الاستاذ محمد حربي، قدم برهان شاوي عرضا لسيرته الادبيه بدءا من كتابه الشعر الذي اصدر منه سبع مجموعات، وتحدث عن ترجماته للشعر الروسي وعن رواياته واهمها سلسلة المتاهات التي انجز منها سبع متاهات حتى الآن هي متاهة آدم، ومتاهة حواء، ومتاهة قابيل، ومتاهة الأشباح، ومتاهة إبليس، ومتاهة الأرواح المنسيّة، ومتاهة العميان...
وعن جديد أعماله الأدبية قال شاوي انه مشغول حاليًا بإنجاز المتاهة الثامنة "متاهة الأنبياء" وأنه قد حاول من خلال هذه المتاهات رصد تحولات المجتمع العراقي على مدى أربعة قرون وسعى لفهم تاريخ الألم البشري من خلال الأوادم والحواءات الذين يشكلون النماذج الحقيقية لشخصياته الروائية في المتاهات متماهيا مع قلقهم الوجودي ومع احساسسهم بالمأساة الوجودية التي تسري في أعماقهم.
وقال إن المتاهات هي محاولة لتصفية الحساب مع شكوكه وتصوراته وفهمه للعالم وللإنسان وأن كتابته كل هذا كان بمثابة تطهير روحي وعلاج نفسي بالنسبة له.
وقال الروائي العراقي الكبير إن "المتاهات" مشروع روائي يتماهى ويتناصّ مع "جحيم" دانتي أليجيري، وإشار إلى أن"جحيم" دانتي أليجيري يتكون من تسع طبقات، على خلاف الأديان الإبراهيمية، التي يتكون الجحيم فيها من سبع طبقات، وأن "جحيم دانتي" ينتهي بالطبقة التاسعة حيث الالتقاء بالشيطان "لوتشيوفيري"، بينما في "المتاهات"، وعلى النقيض من دانتي اليجيري، يتصاعد بنيان "المتاهات" إلى الأعلى حيث يكون "الله" في الطبقة العليا التاسعة.
وقال شاوي إن تداخُل الواقع بالافتراضي يرجع إلى اهتماماته العلمية في الفيزياء الكونية وفي كل ما له علاقة بالعوالم المتوازية وتداخلها؛ وأنه قد استعار ذلك في بناء "المتاهات".
أما إطلاق اسم " آدم" على الرجال "وحواء" على النساء، فيرجع إلى أنه أراد أن يسمو على القومي والجغرافي، وأن يعود إلى الأساطير الدينية بأن "آدم" هو الإنسان الأول وهو يرمز لكل الرجال، و"حواء" هي المرأة الأولى وترمز لكل النساء.
أما تشابه المصائر فهو تجسيد للوضع البشري المتشابه بشكل عام، وتجسيد لقدر العراقيين المأساوي بشكل خاص.
وعن متاهة"إبليس" أكد أن التصور السائد عن الشيطان أنه كائن قبيح المنظر ذو رائحة كريهه، وهو تصور دفعه للتساؤل: كيف لهذا المخلوق القبيح أن يغوي الإنسان؟ وبناء على ذلك قرر تصويره في متاهته في صورته الجميلة التي خلقه الله عليها باعتبار أنها كان ملكاً من الملائكة التي كانت تسبح بحمده. فالشيطان كما يرى يجب أن جميلاً وابهي صورة ممكنة كي يكونا قادراً على الغواية.
ورداً على سؤال وجهه الاستاذ محمد حربي لشاوي فحواه: هل اتسعت الرواية لكل ما يفيض به وعيه ورؤيته بعد أن تحول من الشعر الذي بدأ به تجربته الروائية إلى الرواية، أجاب أنه سبق له أن كتب مقالاً عن تحوله من الشعرإلى الرواية، وعن إعادة قراءته مقولة النفري وهي: "كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة"، وأنه في حين أن ذلك يمكن أن يصلح في الشعر إلا أن الأمر في الرواية معكوس لأنه كلما اتسعت الرؤية تفجّرت ينابيع اللغة وفاض الكلام والسرد.
وتحدث الدكتور برهان عن التجربة الخاصة بوضع عنوان فرعي لروايته الأولى بأنها (رواية سينمائية) وكيف أن ذلك أثار الاستغراب لدى النقاد في حينه، فقال إنه من خلال دراستي الأكاديمية لفن السينما في موسكو، وبالتحديد تخصصه في السيناريو وعلوم السينما، حاول أن يضع مصطلحا جديدا يقرّب الأدب من السينما، لاسيما وأنه قد كتب روايته تلك مستخدماً كل جماليات اللغة السينمائية، سواء في الوصف أو بناء حركة السرد أو في بنية الأحداث ونمو الحبكة والانتقالات الدقيقة في الزمان والمكان، وهو ما يسمى بالمونتاج، وقال إنه بالمناسبة فإن هناك الكثير من (الروايات) الأدبية المعروفة لكتّاب عرب معروفين هي في جوهرها (روايات سينمائية) لكن نظرتنا السلبية للأدب السينمائي ولفن السينما وجهلنا بأصول كتابة (السيناريو) الأدبي، يدفعنا إلى أن نستغرب استخدام مصطلح (رواية سينمائية) عنوانا لرواية مبنية على السرد في المقام الأول.
