اقتصاد
خبير اقتصادى: يُحذر من خطورة إسراع وتيرة الإصلاح الإقتصادى
الثلاثاء 12/يونيو/2018 - 01:11 م

طباعة
sada-elarab.com/101822
قال الخبير الإقتصادى والمحلل المالى محمد عبد الغنى بأن لا نقاش ولا جدال فى أن يكون هناك إصلاح إقتصادى جاد بمصر؛ لإزالة التشوهات التى حدثت بالسنوات السابقة ، ولكن الإختلاف يكمن فى رتم و سرعة الجدول الزمنى ووتيرة برنامج الإصلاح الإقتصادى .
وأضاف بأن جدول الإصلاح صحيح ولكن سريع الوتيرة ، فعلى سبيل المثال، هل يصح إعطاء مريض زجاجة الدواء كاملة مرة واحدة ليُشفى بشكل أسرع ، أو منع الطعام عن مريض السمنة المفرطة بدلاً من اتباع نظام غذائى صحى وفق أهداف منطقية .
وأوضح بأن الجرعة الزائدة من الإصلاح الإقتصادى لن تؤدى إلى إسراع فى عملية النمو الإقتصادى بل بنتائج عكسية ، و نشر حالة غضب بالشارع مؤكداً على أن إسراع وتيرة الإصلاح الإقتصادى تؤدى لمشكلات مجتمعية كثيرة أبرزها زيادة الضغط على الطبقة الوسطى فى المجتمع ، وزيادة نسبة الفقر، وتقليل جودة معيشة المواطن المصرى " التقشف"، والعنوسة "نتيجة ارتفاع تكلفة الزواج" ، والشعور بالإستياء .
وأشار إلى أن الحل يكمن فى حاجتنا للقيام بثورة صناعية مثل التى حدثت فى دولة المانيا عقب الحرب العالمية الثانية ، وإعطاء الإهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة سريعة الإنتاجية ذات العائد العالى على الإستثمار ، والإستفادة من مبادرة البنك المركزى 5% .
وعلق على إتجاه الدولة للإستثمار فى قطاع البناء والتشييد والطرق والكبارى والبنية التحتية قائلاً " مفيش دولة بتتبنى بكتل أسمنتية"، بأن ذلك الإتجاه أشبه بطريقة إستثمار الرئيس أيزنهاور الرئيس رقم 34 للولايات المتحدة الأمريكية فى الفترة من 1953 حتى 1961 عقب الحرب العالمية الثانية، حيث كان جنرالاً بالحرب، وكان من أولوياته عقب توليه الرئاسة ربط الولايات المتحدة ببعضها عن طريقة شبكة طرق وكبارى بنية تحتية قوية ، تحقيقاً للأمن القومى بالمقام الأول بعيداً عن تحقيق البعد الإقتصادى والإستثمارى .
و قال بأن ذلك الإتجاه قد يكون ناشئ عن الخلفية الوظيفية للمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء ، مثلما أثرت الخلفية الوظيفية على المهندس أحمد نظيف رئيس وزراء مصر الأسبق الذى أحدث طفرة فى قطاع الإتصالات و تكنولوجيا المعلومات ، و تم فى فترة توليه بناء القرية الذكية ودخول إستثمارات أجنبية من شركات متعددة الجنسية ، تحقيق نسب نمو تعدت 7% .
وأكد على ضرورة الإهتمام بالخلفية الوظيفية لرئيس الوزراء ، لأنها تؤثر على رؤية و إستراتيجية ، خاصة و أن المواطن المصرى لا يشعر بتلك الجزئية ، فقيام الثورة تزامن مع تحقيق نسب النمو المُشار إليها .
و أضاف بأن الأرقام لا تٌمثل شئ للمواطن المصرى بل ما يلمسه من تحسن إقتصادى ، فإذا إنعكست الأرقام على الشارع ما كانت لتقوم الثورة فى 2011 .
جاء ذلك على هامش الأمسية الإقتصادية المنعقدة لمجموعة لاكجيرى جروب ، و بى برو تريدر بالقاهرة بفندق فيرمونت ، بحضور لفيف من رجال الأعمال و الإقتصاد و سيدات المجتمع ؛ لمناقشة مراحل النمو الإقتصادى و كيفية اقتناص الفرص الاستثمارية ، و إيجاد سبل التعاون الإقتصادى بين دولتى لبنان و مصر و الدول العربية .