رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

الجزء الأول : الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ..

الجمعة 18/نوفمبر/2016 - 04:13 م
صدى العرب
طباعة
بقلم .. الإعلامي والمؤلف .. إسلام يحيى سليم ..

( عالم قريش يملأ طباق الأرض علما ) ..

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تسبوا قريشا فان عالمها يملأ الأرض علما اللهم أذقت أولهم عذابا فأذق آخرهم نوالا ) ، هكذا أخرجه أبو داود الطيالسى فى مسنده وأبو نعيم فى الحلية ، وأخرجه البيهقى عن أبى بكر بن فورك عن عبد الله بن جعفر بهذا الاسناد .

وحديث على بن أبى طالب : ( أخرجه الابرى والحاكم كلاهما فى المناقب من طريق محمد بن خالد بن عتمة عن عدى بن الفضل ، قال أخبرنى أبو بكر بن أبى جهمة عن أبيه عن بن عباس قال ، قال لى على بن أبى طالب يوم حر وراء اخرج إلى هؤلاء القوم فقل لهم يقول لكم على بن أبى طالب أتتهمونى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشهد ، لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تؤموا قريشا وائتموا بها ولا تقدموا على قريش وقدموها ولا تعلموا قريشا وتعلموا منها فأن أمانة الأمين من قريش تعدل أمانة اثنين من غيرهم وان علم عالم قريش يسع طباق الارض ) ، وفى رواية الآبرى : ( وان علم عالم قريش مبسوط على الأرض ) .

وحديث أبى هريرة : ( اللهم اهد قريشا فان عالمها يملأ طبق الأرض علما اللهم كما أذقتهم عذابا فاذقهم نوالا )  دعا بها ثلاث مرات ، قرأء الحافظ ابن حجر على أبى العباس اللؤلؤى عن الحافظ ابن أبى الحجاج المزى بسنده إلى وهب بن كيسان عن أبى هريرة .

والنبى صلى الله عليه وسلم قال : ( قدموا قريشا فأن علم العالم منهم يسع طباق الأرض ) وقال أو نعيم الجرجان ما ملخصه ، كل عالم من علماء قريش من الصحابة فمن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر لكنه لم يبلغ فى الشهرة والكثرة والانتشار فى جميع أقطار الارض مع تباعدها ما وصل إليه علم الشافعى غلب على الظن أنه المراد بالحديث المذكور لوجود الاشارة إليه فيه وقد سبق الى تنزيل هذا الحديث على الشافعى احمد بن حنبل ( قال السبكى فى الطبقات الكبرى - المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر فى البلاد وكتبت كتبه ودرسها المشايخ والشباب فى مجالسهم وسيررها أماما لهم واستظهروا اقاويله وأجروها فى مجالس الأمراء والحكام وحكموا بها ألخ وما ذكره انظر المجلد الأول منها قال وهذه صفة لا نعلمها أحاطت بأحد إلا الشافعى إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين وإن ظهر علمه وانتشر فأنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه ، هذا ما تم تلخيصه من كتب الحديث وتوالى التأسيس للحافظ ابن حجر وطبقات الشافعية للسبكى وابن الملقن وغيرهما ، ويتبين مما فصل أن الحديث خص به الشافعى دون غيره من علماء قريش كما رجحته شواهد أقوال علماء الامة قدماء ومحدثين وحسبنا الامام أحمد ، وإن كان فى قريش علماء قد امتاز بعضهم بالتقدم فى العلوم ولكن لم يصلنا من تراثهم ما وصل إلينا من تراث الإمام الشافعى ، تشهد بذلك كتبه المتناولة وأتباعه المنتشرة فى ممالك شتى ، وقد حمل بعض علماء الحديث حديث التجديد المئوى على الإمام الشافعى ايضا فقد حدث الحافظ ابن حجر بسنده الى البزار عن الميمونى - قال كنت عند احمد بن حنبل فجرى ذكر الإمام الشافعى فرايت أحمد يرفعه - ويقول روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال - إن الله تعالى يقيض فى رأس كل مائة سنة من يعلم الناس دينهم قال فكان عمر بن عبد العزيز فى راس المائة سنة الأولى وارجو أن يكون الشافعى على المائة الاخرى ، ثم كان يقول إذا سئلت عم مسألة لا أعرف فيها خبرا قلت فيها يقول الشافعى لأنه أمام عالم قريش وقد روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم : ( عالم قريش يملأ طباق الأرض علما ) ما يتعلق بهذا الحديث المكتوب بعضه فى القبة بالليقة الذهبية بخط السلطان عبد العزيز خان بن السلطان محمود المتوفى فى سنة 1243هـ ، أحد سلاطين تركيا السابقين ولهذه المناسبة نذكر أن علماء السلف حمل بعضهم حديث : ( وشك أن يضرب الناس أكباد الأبل فى طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة ) وفى رواية من عالم المدينة على الامام مالك رضى الله عنه فقد قال سفيان بن عيينة ، كما رواه عنه ابن مهدى وابن سعيد وغيرهما ، نرى أن المراد من الحديث ، مالك بن أنس لأنه عاش حتى لم يبق له نظير بالمدينة ويؤيده أن طلاب العلم لم يضربوا أكباد الابل من مشارق الأرض ومغاربها ويرحلوا الى عالم المدينة رححلتهم الى مالك ببن أنس .

 

ومن شعر الإمام الشافعي الفصيح هذه القصيدة والأبيات : -

 

نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيبٌ سوانا

ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ .. ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ .. ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا

 

نسب الإمام الشافعي رضى الله عنه : -

ذكر يونس بن عبد الله الصدفى فى تاريخ مصر فى ترجمة الامام الشافعى أن أمه هاشمية من ولد عبد الله ابن الحسن بن الحسن بن على - وهو أول من نقل عنه ذلك ورجحه كثير ممن أتوا بعده من المؤرخين - يستثنى منهم الحافظ ابن حجر فانه قال فى توالى التأسيس - ولم يثبت هذا ويرده قول الشافعى الذى ذكره الحاكم من طريق داود بن على عن ابن جريح - قال سمعت الشافعى يقول على بن أبى طالب ابن عمى وابن خالتى - فأشار الشافعى بذلك الى أن أم جده الأعلى الشائب بن عبيد ( الشفاء بنت الأرقم ابن هاشم بن عبد مناف وأمها خلدة بنت أسد بن هاشم أخت فاطمة بنت اسد والدة على ) ففاطمة أم على ابن أبى طالب أحدى جدات الشافعى فأطلق عليها خالته مجازا ، وقال الساجى فى مناقب الشافعى حدثنى أحمد بن محمد بن بنت الشافعى قال مات جدى محمد بن أدريس بمصر وكانت أمه أزدية ، وتعرض لهذا الخلاف الحافظ بن عساكر فى تاريخه والسبكى فى الطبقات ورجحا أن أمه هاشمية من ولد عبد الله المذكور وأن اسمها فاطمة ويؤيده قول بعض علماء النسب أنه كان لعبد الله المذكور بنت اسمها فاطمة قال بعض الكاتبين فى الموضوع فيحتمل أن تكون أمها أى فاطمة المذكورة هى الأزدية وتسبت اليها ولعل فى هذا ما يقرب من الصواب على رواية من رجح صحة هذه النسبة كالحاكم فى قول له ويونس وابن عساكر والسبكى فعلى هذا الاعتبار يكون الامام الشافعى هو : -

أبو عبد الله محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد الله المطلب بن عبد مناف وهو الجد الجامع الذي يلتقى به مع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم ، وقد صحب غالب آبائه النبى صلى الله عليه وآله وسلم وورد عنه من حديث له فيهم : ( بنو هاشم وبنو عبد المطلب شىء واحد ) أخرجه الشيخان وغيرهما .

( وأمه ) : هى السيدة فاطمة بنت السيد عبد الله الكامل بن الإمام الحسن المثنى بن الامام الحسن السبط رضي الله عنهم .

وقيل ايضا أم الشافعى هى فاطمة بنت عبد الله الأزدية نسبة الى قبيلة الأزد اليمنية التى قال فى شأنها عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( الأزد اسد الله فى الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم وليأتين على الناس زمان يقول الرجل ياليتنى كنت أزديا وياليت أمى كانت أزدية ) أخرجه الترمذى وحسنه وروى من طريق آخر الطبرانى بغير هذا المعنى ، وهو القول الصحيح المشهور الذي انعقد عليه الإجماع ، وكل الروايات التي رويت عن الشافعي في نسبه تذكر على لسانه أن أمه من الأزد ، وهذا النسب منقوش فى موضعين من التابوت على حشوة كبيرة بمقدمة التابوت فى أربعة اسطر بخط كوفى .

ولد بغزة سنة 150هـ وهى السنة التى توفى فيها الإمام أبو حنيفة رضى الله عنهما ثم حمل الى مكة المكرمة وهو ابن سنتين فنشأ فى أكنافها وتفقه على خيرة علمائها ثم قدم المدينة المنورة فلزم الإمام مالك رضى الله عنه وقرأ عليه الموطأ حفظا وهو ابن ثلاث عشرة سنة فأعجب الإمام مالك بقراءته وقال : ( اتق الله فإنه سيكون لك شأن ) ، ثم رحل الى العراق وجد فى الاشتال بالعلم ونشرعلم الحديث ونصر السنة واستخراج الاحكام منها ورجع كثير من العلماء عن مذاهب كانوا عليها الى مذهبه ثم خرج الى مصر فى آواخر سنة 199هـ وصنف كتبه الجديدة بها وتوافد الناس اليه من سائر الاقطار ، قال الربيع بن سليمان رأيت على باب دار الإمام الشافعى سبعمائة راحلة تطلب سماع كتبه رضى الله تعالى عنه .

وكان مع ذلك يقول رضي الله عنه : ( إذا صح الحديث فهو مذهبى ، وكان يقول وددت أنى إذا ناظرت أحدا أن يظهر الله تعالى الحق علي يدية ، وكان يقول من أراد الآخرة فعليه الإخلاص فى العلم ، وكان يقول أظلم الظالمين لنفسه من تواضع لمن لا يكرمه ورغب فى مودة من لا ينفعه وقب مدح من لا يعرفه ، وكان يقول من لم تعزه التقوى فلا عز له ، وقال فى حق أستاذه الإمام مالك : " إذا ذكر العلماء فمالك النجم .. وما أحد آمن على من مالك بن أنس " ) ، وقال فى حقه الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه : " ما احد من أصحاب الحديث حمل محبرة .. إلا وللشافعى عليه منه " ، وهكذا ضرب الأئمة الأربعة وهم شيوخ الأمة الإسلامية المثل الأعلى فى المودة والتسامح ورفض العصبية والتزمت .

وقد ثبت أن الإمام الشافعى عندما زار قبر الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان فى بغداد وصلى هو وتلاميذه صلاة الصبح بجوار القبر ترك القنوت وهو اساس فى مذهبه وهو الدعاء المأثور بعد القيام من ركوع الثانية وعندما سأله تلاميذه : اطرأ تغيير فى مذهبك ؟ قال رضى الله عنه بل هو إجلال وتقدير لمذهب من نحن فى رحابه يقصد الإمام ( أبا حنيفة النعمان ) ، واقام الإمام الشافعى بمصر أربع سنين ونيفا ، انتشر فيها مذهبه وعظم شأنه عند المصريين وكثر تلاميذه وكانت الدروس والعلوم التى يلقيها الشافعى يجلس فى حلقته إذا صلى الفجر فيأتيه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء اهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعناه فإذا ارتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر فإذا ارتفع الضحى تفرقوا وجاء اهل العروض والنحو والشعر فلا يزالون الى قرب انتصاف النهار .

الجزء الأول : الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ..
الجزء الأول : الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ..
الجزء الأول : الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ..

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر