اخبار
القاهرة تحتضن المؤتمر العربي رفيع المستوى حول عمل الأطفال وسيسات الحماية الاجتماعية في الدول العربية
بتنظيم من 4 مؤسسات إقليمية ومشاركة 17 دولة عربية
انطلقت بالقاهرة أعمال المؤتمر العربي رفيع المستوى حول "عمل الأطفال وسياسات الحماية الاجتماعية في الدول العربية"، الذي يًعقد بالتعاون بين كل من جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" والمجلس العربي للطفولة والتنمية، وذلك بمشاركة 114 مشارك من 17 دولة عربية يمثلون شخصيات رفيعة المستوي على المستوى الوزاري من وزارات العمل والشئون الاجتماعية والأسرة والطفولة، وممثلين عن أطراف العمل، والآليات الوطنية المعنية بالطفولة، وكذلك عدد من ممثلي المنظمات العربية والإقليمية والدولية، و منظمات المجتمع المدني، والخبراء، والإعلام.
سمو الأمير عبد العزيز
بن طلال:
عمل الأطفال لا يزال
تمثل تحديا حقيقيا أمام مجتمعاتنا العربية
أكد صاحب السمو الملكي
الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل
سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية
"أجفند" في كلمته المسجلة للمؤتمر
بأن قضية عمل الأطفال ما تزال تمثل تحديا حقيقيا أمام مجتمعاتنا العربية، لما تحمله
من آثار سلبية على النمو البدني والنفسي والتعليمي للأطفال، فهى ليست مجرد قضية اجتماعية
أو اقتصادية، بل قضية حقوق إنسان في جوهرها. لأنها تمس حق الطفل. وتتصل بشكل مباشر بأهداف التنمية المستدامة 2030، ولا سيما الهدف
الثامن المتعلق بـ"العمل اللائق والنمو الاقتصادي"، والهدف السادس عشر الذي
يدعو إلى إقامة مجتمعات عادلة وسلمية وشاملة، مع إدراكنا بأن القضاء على عمل الأطفال
بحلول 2025 - وفق تلك الأهداف - لم يتحقق.
وأضاف سموه بأننا
نستهدف في هذا المؤتمر رفيع المستوى الخروج بـإعلان عربي يعبر عن إرادة عربية موحدة
لمكافحة عمل الأطفال ويدعو إلى تعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية، ويضع خارطة طريق عملية
لتنسيق الجهود الوطنية والإقليمية، استنادا إلى الحقوق الأساسية والقيم الإنسانية والمبادئ
التي تجمعنا.
معالي السيد فايز
المطيري:
ظاهرة عمل الأطفال
متعددة الأبعاد ومعالجتها تتطلب مقاربة شاملة
أكد معالي السيد
فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية أن الفقر والاقتصاد غير المنظم
والأزمات الممتدة تشكل بيئة خصبة لانتشار عمل الأطفال، حيث يقف الطفل العربي اليوم
في مواجهة خطر يهدد مستقبله في الصحة والحياة الكريمة مؤكدا أن هذه الظاهرة متعدد الأبعاد
ومعالجتها تتطلب مقاربة شاملة ، موضحا أنه
في عام 2024 يوجد 138 مليون طفل منخرطين في سوق العمل، بينهم 54 مليون طفل يعملون في
الأعمال الخطرة، وهو ما يعكس إخفاقاً عالمياً يهدد بعدم القضاء على عمل الأطفال بحلول
عام 2025. كما لفت معاليه إلى أننا أمام لحظة
فارقة: إما أن نستغلها لإعادة حقوق الأطفال، أو نترك جيلاً كاملاً يسحق، مؤكداً أن
مستقبل المجتمع يقاس بقدرته على حماية من لا صوت لهم، ونتعهد بأن لا يكون أي طفل عربي
معرضاً لأي انتهاك، وألا يجبر طفل على الاختيار بين العمل أو المدرسة، مؤكداً العمل
على مراجعة الدراسات التشريعية المتعلقة بذلك خلال القمة العالمية المقبلة للقضاء على
عمل الأطفال، المقرر عقدها عام 2026 في المغرب.
الوزير مفوض لبنى
عزام:
الظروف الراهنة أحدثت
تغيرا جذريا في أشكال وأنماط عمل الأطفال
في حين أشارت سعادة
الوزير مفوض لبنى عزام مديرة إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية في كلمتها
بأن المؤتمر اليوم جاء لمناقشة قضية من أهم قضايا العدالة الاجتماعية والتنمية الإنسانية
في منطقتنا العربية، وهي ظاهرة عمل الأطفال وتحديات الحماية الاجتماعية. سعيا لرصد
ومتابعة هذه الظاهرة على المستوى العربي لنتمكن من تشخيص مسبباتها وتداعياتها ووضع
الحلول المناسبة لها، حيث شهدت السنوات الأخيرة تغيُّرًا جذريًا في أشكال وأنماط هذه
الظاهرة بسبب الظروف غير المسبوقة التي مرَّ بها العالم؛ خاصةً جائحة كورونا، والتغيُّر
المناخي، والحروب، والأزمات الاقتصادية، إضافةً إلى ما تمرُّ به المنطقة العربية من
تحوُّلات سياسية واجتماعية واقتصادية ونزاعات، خلَّفت العديد من الأطفال في حالات اللجوء
والنُّزُوح والتعرُّض لانتهاكاتٍ غير مسبوقة منذ عقود، وقد أسهمت هذه الأزمات في ارتفاع
معدلات الفقر، واتساع فجوة الفرص، وظهور واقع يدفع كثيرًا من الأطفال إلى سوق العمل
مبكرًا، على حساب حقهم الأصيل في التعليم والحياة الكريمة.
كما تحدث في الافتتاح
أيضا كل من معالي الوزيرة حنين السيد وزيرة الشؤون الاجتماعية بالجمهورية اللبنانية،
وسعادة السيد محمد بن حسين العبدلي المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل
والشؤون الاجتماعية لدول الخليج العربية.
وقد شهد اليوم الأول
من أعمال المؤتمر رفيع المستوى جلسة تمهيدية
تحدث خلالها الأستاذ الدكتور حسن البيلاوي
أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية حول"عمل الأطفال والعدالة الاجتماعية"،
والأستاذة مروة صلاح عبده مدير مشروعات مكافحة عمل الأطفال بمكتب منظمة العمل الدولية
بجمهورية مصر العربية حول "التقديرات العالمية عن عمل الأطفال للعام
2024"، والأستاذة نورة العمارتي مديرة دائرة التعاون الدولي والشراكة بوزارة الإدماج
الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات بالمملكة المغربية حول الطريق إلى قمة
عمل الأطفال عام 2026 الذي تستضيفه المملكة المغربية.
دارت الجلسة الأولى
عن واقع واستشراف سياسات الحماية الاجتماعية
للأطفال العاملين تراسها الدكتور أبو بكر كوكو ضحية ادريس وكيل وزارة التنمية البشرية والرعاية الاجتماعية
بجمهورية السودان، وتحدث فيها كل من الأستاذة الدكتورة هويدا عدلي - أستاذ العلوم السياسية
بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية المصري، والأستاذة أية جبر
المنسق الوطني للحماية الاجتماعية بمكتب منظمة العمل الدولية بجمهورية مصر العربية،
وتناولت الجلسة الثانية - التي ترأسها الأستاذ أيمن عثمان الباروت أمين عام البرلمان
العربي للطفل- قضية استثمار التكنولوجيا لتعزيز وتطبيق سياسات الحماية الاجتماعية للأطفال العاملين خاصة في حالات اللجوء والنزوح
تحدث فيها الدكتور سعيد بن عطا الله خبير في مجال التنمية (المغرب)، الأستاذة هاجر
موسي- مسول أول التنسيق الإقليمي لدي جامعة الدول العربية بالمفوضية السامية للأمم
المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتستمر أعمال المؤتمر
غدا الخميس 4 ديسمبر 2025 حيث يتم مناقشة دور الإعلام في رفع الوعي وتعبئة المجتمع
تجاه خطورة عمل الأطفال يتحدث خلالها الأستاذة الدكتورة سوزان القليني أستاذ الإعلام
بجامعة عين شمس والسيد جاسم الحمراني مدير إدارة السياسات الاستراتيجية بالمتب التنفيذي
لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية لدول الخليج العربية، وسيتم أيضا استعراض التجارب
والمبادرات العربية في المجال، فضلا عن إصدار إعلان عربي يعكس التزامات واضحة تجاه
حماية الأطفال العاملين وضمان حقوقهم الأساسية.
يأتي انعقاد المؤتمر تواصلا مع جهود الشركاء في هذا
المجال، وانطلاقاً من إدراك خطورة قضية عمل الأطفال، باعتبارها من أبرز الانتهاكات
التي تمس حقوق الطفل العربي وتهدد مساره التنموي السليم، ونظرا لما تشهده المنطقة من
تحديات متزايدة بفعل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمناخية والسياسية، التي ضاعفت
من هشاشة أوضاع الأطفال.














