منوعات
آلاء الشيخ : رعاية أم خداع؟ كواليس صناعة أغذية الحيوانات الأليفة بين التجارة والحقيقة
الخميس 16/أكتوبر/2025 - 09:29 م
طباعة
sada-elarab.com/782691
وسط صفوف متراصة كأنها لوحة إعلانية ضخمة يقف مُعظم أصحاب القِطط والكلاب في حيرة أمام رفوف أغذية الحيوانات الأليفة، ليجدوا عبوات ملوّنة وصور للحوم وخضروات طازجة، وشعارات برَّاقة مثل Premium و Grain free، ويبقى السؤال الجوهري هل بالفعل هو غذاء صحي مُتوازن حقا؟! أم مجرد صناعة ضخمة تستغل عاطفة المُرَّبي لتحقيق أرباح خيالية؟
سلطت الدكتورة آلاء الشيخ الضوء على ما وراء الكواليس، لنكشف الفجوة بين ما يُكتب على العبوات وما تحتويه فعلياً، وكيف يُمكن للمُربِّي اختيار النوع الأنسب دون تضليل .
وبخصوص ذلك قالت الدكتورة آلاء الشيخ الطبيبة البيطرية أنه لا شك أن الشعارات الرنَّانة وبريق الغلاف وخدعة المحتوى تلعب دوراً أساسيا في اختياراتك، فبعض المُصطلحات مثل طبيعي، متكامل، بريميوم ليست سوى كلمات تسويقية لا تستند دائماً إلى معايير علمية واضحة، ويمكن لأي شركة استخدامها، والصور التي تُظهر لحوماً طازجة وخضروات ملونة لا تعكس بالضرورة ما بداخل العبوة، قد تكون المكونات مجرد مشتقات حيوانية (by-products) مثل الأحشاء أو الأجزاء الأقل قيمة غذائية.
وقالت الدكتورة آلاء الشيخ إن عبارة خالي من الحبوب (Grain-free) التي يظن البعض أنها ميزة، لا تكون كذلك دائماً بل قد تُسبب مشكلات هضمية لبعض الحيوانات، كما أن فارق السعر لا يعني دوماً فرق الجودة، فالمنتجات الاقتصادية (Economy brands) تعتمد على الحبوب الرخيصة مثل الذرة والقمح والصويا كمواد مالئة، وتحتوي على نسبة بروتين حيواني منخفضة وغالباً ما يُضاف إليها طعم صناعي يجعل الحيوان يُقبل عليها دون أن تكون ذات قيمة غذائية حقيقية، أما المُنتجات المميزة (Premium brands) توضِّح عادةً مصدر البروتين (دجاج، سلمون، لحم، ضأن)، وتتميز بجودة أعلى نسبياً لكن ذلك لا يعني دائماً أن جميعها يُقدم قيمة غذائية تتناسب مع أسعارها المرتفعة.
وأضافت آلاء الشيخ خلال تصريحات خاصة لصدى العرب: هناك قدر من الترويج المبالغ فيه على حساب الحقيقة حيث تُعرض صور لحيوانات لامعة الفراء وبصحة مثالية لكنها لا تتعدى كونها وسيلة دعائية لا تعكس الواقع، وقد تجد عبارة "موصى به من الأطباء البيطريين" وهي لا تعني بالضرورة إجماعاً علمياً بل قد تكون مجرد تصريح دعائي، حتى عندما يُذكر وجود عناصر مثل أوميجا 3 أو DHA فإن الكمية الموجودة في بعض المنتجات ربما تكون ضئيلة للغاية ولا تُحدث فارقًا صحياً ملموساً.
وأشارت الشيخ إلى أنه في السنوات الأخيرة تحوَّلت صناعة أغذية الحيوانات الأليفة من مجرد رفاهية إلى مجال علمي واقتصادي ضخم يعتمد على البحث والدراسة الدقيقة لاحتياجات الكلاب والقطط والتغذية المتوازنة، وإنه وراء كل كيس طعام أو عبوة مُعلبات على رفّ المتجر، تقف فرق من الأطباء البيطريين وخُبراء التغذية الحيوانية والمُصنّعين الذين يعملون على تحقيق معادلة دقيقة وهي
(وجبة متكاملة، سهلة الهضم ومُحفّزة للمناعة، لافتة إلى أنه مع توسّع الوعي المُجتمعي حول أهمية التغذية السليمة للحيوان الأليف، ارتفع الطلب على المُنتجات المحلية والمستوردة ذات الجودة العالية مما فتح الباب أمام فرص استثمارية جديدة داخل السوق المصري والعربي.
وقالت: أصبحت الشركات الحديثة تُركّز على استخدام مكونات طبيعية خالية من المواد الحافظة الضارة وتعتمد على مضادات الأكسدة الطبيعية والصناعية المُعتمدة، تطوير تركيبات خاصّة بكل مرحلة عمرية وكل نوع، فهناك أغذية مُخصّصة للجراء والقطط الصغيرة، وأخرى لدعم كبار السنّ أو الحيوانات التي تعاني من أمراض مُزمنة مثل الحساسية أو السمنة أو مشاكل الكبد والكلى
وأكدت أن صناعة أغذية الحيوانات الأليفة لم تعد مُجرد تجارة، بل أصبحت رسالة علمية وإنسانية تسهم في رفع جودة حياة الحيوان وصحته، وتدعم في الوقت نفسه سلامة الإنسان عبر الحد من انتقال الأمراض حيوانية المنشأ.
وأكملت قائلة: الطريقة الصحيحة لاختيار الغذاء الأنسب لحيوانك الأليف، فالأمر ليس مجرد رفاهية، بل قرار يرتبط مباشرة بصحته وجودة حياته ومن الضروري دائماً الرجوع إلى الطبيب البيطري المُختص قبل أي تغيير في النظام الغذائي، لأنه الأقدر على تحديد ما يُلائم احتياجات حيوانك من عناصر غذائية ونسب دقيقة.
واختتمت الشيخ حديثها بهذه النصائح من خلال الإجابة على السؤال التالي: كيف تختار الغذاء المناسب لحيوانك الأليف؟
1- اقرأ المكونات بعناية: تأكد أن البروتين الحيواني الواضح هو المكوّن الأول لأنه المصدر الأساسي للطاقة والنمو.
2- تحقق من القيم الغذائية: يجب أن تكون نسب البروتين والدهون والكربوهيدرات متوازنة بما يتناسب مع عمر الحيوان وحالته الصحية.
3- ) ابحث عن الاعتماد الرسمي: مثل توصية هيئة AAFCO أو أي جهة مُعترف بها تضمن جودة المنتج ومطابقته للمعايير الغذائية.
4- اختر حسب المرحلة العمرية: فاحتياجات الجرو أو القط الصغير تختلف تماماً عن الحيوان البالغ أو المسن، وهناك أيضاً أغذية مُخصصة للحيوانات ذات المعدة الحساسة أو الحيوانات المُصابة بأمراض خاصة بالكبد، الكلى، البنكرياس....إلخ.
5- لا تنخدع بالشعارات البرَّاقة: بعض العبارات التسويقية قد تبدو جذّابة لكنها لا تُعبّر بالضرورة عن حقيقة المنتج، لذا يبقى رأي الطبيب البيطري هو المرجع الأول والأهم.
