عربي وعالمي
العكلوك: إسرائيل تذبح الإنسانية وفلسطين هي ساحة الجريمة

شاركت المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، ممثلةً بسعادة السفير مهند العكلوك المندوب الدائم لدولة فلسطين والدبلوماسية ريهام البرغوثي ، في ندوة سياسية وقانونية علمية في مقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية حول دور المحكمة الجنائية الدولية في تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، ناقشت الندوة استمرار جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، في ظل صمت دولي، وتواطؤ سياسي، وتهديد مباشر لمبادئ النظام القضائي الدولي.
وخلال مداخلته، أكد السفير العكلوك أن العدالة الدولية تتعرض اليوم لهجمة غير مسبوقة، في ظل تعرض المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وفريق المحكمة لعقوبات أمريكية وقيود سياسية، بعد إصدار المحكمة مذكرات توقيف بحق كل من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين. وأشار إلى أن استمرار تهديد المحكمة وعرقلة تنفيذ أوامرها يشكل سابقة خطيرة تهدد استقلال القضاء الدولي
كما أدان السفير العكلوك موقف المجر المخزي بانسحابها من تنفيذ مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، ما يُعد تراجعاً خطيراً عن الالتزامات القانونية المنصوص عليها في نظام روما الأساسي، وتوفيراً لغطاء سياسي للإفلات من العقاب.
وأكد السفير العكلوك على أهمية التقرير الجريء الصادر عن المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة السيدة فرانشيسكا ألبانيز تحت عنوان من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية والذي كشف بالأدلة مسؤولية الشركات المتواطئة مع جرائم الاحتلال، مشيراً إلى أن العقوبات الأمريكية التي طالت السيدة ألبانيز تمثل محاولة فاضحة لترهيب المدافعين عن حقوق الإنسان، وإسكات أصوات الحق والعدل
وأوضح السفير أن الحصانة السياسية والعسكرية التي تمتعت بها إسرائيل لعقود بدعم من قوى استعمارية وبتواطؤ من بعض الحكومات، حولتها من قوة احتلال إلى نظام فصل عنصري، ثم إلى قوة إبادة جماعية مستشهداً بحجم الدمار في غزة الذي طال أكثر من 80% من البنية التحتية والمرافق المدنية، وتجويع نحو مليوني فلسطيني
وشدد العكلوك على أن العدالة المؤجلة هي لا عدالة ، مؤكداً ضرورة تفعيل مذكرات التوقيف الدولية، ومحاسبة مرتكبي الجرائم، وتحميل المسؤولية الجنائية لكل من يدعم أو يبرر أو يتواطأ مع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي
وفي ختام كلمته، وجه السفير العكلوك دعوة صريحة للمجتمع الدولي، بما فيه الدول العربية، لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية والإنسانية ووقف الجرائم الإسرائيلية فوراً، ومحاسبة قادتها، وإنهاء الإفلات من العقاب، وحماية شعب فلسطين من آلة الإبادة
وأكد أن غزة اليوم ليست فقط مسرحاً للدمار، بل أصبحت قبلة لكل أحرار العالم الذين ينادون بالحرية والعدالة، وراية فلسطين باتت رمزاً لمقاومة الظلم، رغم الجراح.