عربي وعالمي
أمام مجلس جامعة الدول العربية .. الأردن يدعو لتحرك دولي لوقف المجازر في غزة

عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعًا غير عادي على مستوى المندوبين الدائمين اليوم، الإثنين بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، لبحث التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، في ظل ما وصفته المندوبية الدائمة للمملكة الأردنية الهاشمية بـ”الواقع المأساوي غير المسبوق”.
وخلال الاجتماع، ألقى السفير أمجد العضايلة مندوب الأردن الدائم لدى الجامعة كلمة باسم المملكة الأردنية الهاشمية بإعتبارها رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية ، أكّد فيها أن السياسات الإسرائيلية، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، ما تزال تتسم بالتمادي في الانتهاكات، من تهجيرٍ قسري، وتجويع، واستهداف منهجي للشعب الفلسطيني على مدى أكثر من سبعة عقود.
وسلطت الكلمة الضوء على المخططات الإسرائيلية الأخيرة في مدينة الخليل، بما فيها سحب صلاحيات بلدية الخليل في المسجد الإبراهيمي ومحيطه، واعتبرتها المملكة محاولة لفرض واقع غير قانوني، وتغيير للوضع التاريخي القائم في الحرم، مشددة على أن “لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة، وأن جميع الإجراءات في الضفة الغربية غير شرعية”.
وأدانت المملكة هذه السياسات عبر وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، داعيةً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والضغط لوقف الاعتداءات، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس.
كما خصّت الكلمة الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، الذي يشهد منذ 21 شهرًا عدوانًا مستمرًا خلّف آلاف الشهداء والجرحى وملايين المتضررين، وسط تدهور إنساني حاد نتيجة سياسة التجويع الممنهجة. ووصفت غزة بأنها “أرض مشبعة بالدم، وبيئة غير صالحة للعيش، ومنطقة مجاعة تفجعنا يوميًا صور معاناتها”.
ورحّبت المملكة الأردنية ببيان صدر عن وزراء خارجية 25 دولة، دعا إلى وقف فوري للحرب على غزة، ورفض محاولات التهجير القسري، والأنشطة الاستيطانية، وشدد على حماية المدنيين وضمان دخول المساعدات الإنسانية. واعتبرت عمان هذه الخطوة تطورًا مهمًا يعكس وعيًا دوليًا بمستوى الكارثة.
وفي ختام الكلمة، دعت الأردن إلى خطوات عربية مشتركة، قانونية وسياسية ودبلوماسية، للتحرك على المستوى الدولي ووقف المجازر في غزة، واصفة الواقع الإنساني في القطاع بأنه “الأسوأ الذي شهده تاريخ البشرية المعاصر”، مؤكدة أن “اجتماع اليوم يجب أن يخرج بتحركات عملية تسهم في إنقاذ غزة وتشكّل ضغطًا على المجتمع الدولي للتحرّك الجاد والفوري.