محافظات
رفع موقع دير أبو مينا الأثري بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر
الخميس 10/يوليو/2025 - 09:51 ص

طباعة
sada-elarab.com/770521
في إنجاز جديد يُضاف إلى رصيد الدولة المصرية، ممثلة في وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار، في مجال حماية وصون التراث الثقافي، اعتمدت لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) رسميًا قرار رفع موقع دير أبو مينا الأثري بمدينة برج العرب بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
جاء هذا خلال اجتماعات الدورة الـ 47 للجنة التراث العالمي والمنعقدة حالياً بمقر منظمة اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد استعراض التقرير الصادر عن بعثة الرصد التفاعلي المشتركة بين مركز التراث العالمي والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) لعام 2025، والذي أشار إلى ما تحقق من تقدم ملحوظ في أعمال الحفاظ والصون بموقع أبو مينا الأثري، من أبرزها إنشاء نظام رصد ومراقبة فعّال لاستقرار منسوب المياه الجوفية، والذي أثبت نجاحه من خلال القياسات الدورية المستمرة.
كما أشاد التقرير بالجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية في تنفيذ كافة التوصيات المطلوبة من قبل في هذا الإطار، مؤكدة على أن حالة الصون المطلوبة لإزالة الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر (DSOCR) قد تحققت بالكامل.
وفي هذا السياق، اعتمدت لجنة التراث العالمي قرار رفع موقع أبو مينا من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، مهنئة الدولة المصرية على هذا الإنجاز الهام الذي يعكس التزامها بحماية وصون تراثها الثقافي وفقًا للمعايير الدولية.
ومن بين أبرز الاكتشافات المعمارية والأثرية التي كشفت عنها الحفائر في دير أبو مينا هي البئر الذي يحتوي على قبر القديس مينا، الكنيسة الكبرى، وساحة الحُجّاج، والتي تعكس جميعها عمق الأهمية الروحية والعمرانية للموقع.
وقد أدى التوسع في أنشطة استصلاح الأراضي والاعتماد على أساليب الري بالغمر في محيط الموقع، إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية بشكل كبير، مما أثّر سلبًا على البنية الأثرية ونتج عنه إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في عام 2001.
وفي إطار الجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة المصرية للحفاظ على هذا الإرث الفريد، وحماية المكونات الأثرية للموقع والحفاظ على سلامته، تم البدء الفعلي لمشروع خفض منسوب المياه الجوفية عام 2019 بعد الانتهاء من جميع الدراسات اللازمة لتحديد الأسلوب الأمثل للتصميم والتشغيل لمنظومة خفض منسوب المياه الجوفية، وتم تشغيله تجريبياً في منتصف شهر نوفمبر 2021، وافتتحه الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق عام 2022.
كما تم تنفيذ أعمال ترميم شاملة للعناصر المعمارية المتبقية بالدير، في خطوة هامة ساهمت بشكل مباشر في استيفاء متطلبات رفع الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
ومن جانبه استعرض محمد متولي مدير عام اثار الإسكندرية، الرحلة الطويلة وقصة النجاح الكبيرة قامت بها مؤسسات الدولة المصرية تم بذل الجهد فيها لإنجاز الأعمال بممتلك ابو مينا والمسجل علي قائمة التراث العالمي المعرضة للخطر وحتي تم رفع الموقع من قوائم التراث العالمي المعرضة للخطر وعودته مرة أخري كموقع أثري مسجل ضمن التراث العالمي.
وتابع: "شاركت بالأعمال بجانب وزارة السياحة والآثار ممثله بالمجلس العلي للآثار الكنيسة المصرية، والتي قامت بعمل ظله خشبية وتوفير حمامات متنقلة، كما وفرت مئات العمال يوميا لإزالة الحشائش ورفع المخلفات بجانب عمال المحافظة التي وفرت عشرات السيارات المركزية الكبيرة لنقل المخلفات من الحشائش المقالب العمومية، بالإضافة الأعمال رصف الطرق والتوسعة الطرق المؤدية للموقع الأثري، وتفقد بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني لمنطقة اثار ابو مينا، وتفقد المنطقة مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية ورئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي اللواء خالد فودة، كما قام الفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية، بتفقد الموقع عدة مرات خلال السنة لمتابعة أعمال وإنجاز المحافظة في ملف الطرق والكهرباء والخدمات، كما تفقد وزير السياحة والاثار شريف فتحي، والامين العام للمجلس الأعلى للآثار دكتور محمد اسماعيل؛ للوقوف علي نجاح مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية وهو أكبر مشروع تخفيض مياه جوفية في العالم في موقع اثري علي الاطلاق، وأعمال الصيانة والترميم بالموقع واللوحات الإرشادية والتي قامت بها وزارة السياحة والآثار ممثله بالمجلس الاعلى للآثار والإشراف ومتابعة الأعمال الميداني بالموقع بإشراف منطقة اثار الإسكندرية من السادة مفتشي اثار ابو مينا والإدارة الهندسية بالمنطقة".
وأضاف متولي: "قامت وزارة الموارد المائية والري بكافة اعمال تطهير الترع والمصارف لضمان تدفق المياه الي الترع العمومية بعيدا عن الموقع الأثري، كما قامت وزارة الزراعة بتوفير المبيدات اللازمة لضمان عدم عودة الحشائش مرة أخرى، وقامت شركة الكهرباء بأعمال صيانة الكابلات الكهربائية واللوحات الإرشادية طول الطريق المؤدي للموقع الأثري التي نفذتها وزارة الداخلية، وتم ازالة كافة التعديات حول الموقع الأثري والبالغ ألف فدان ليصبح الموقع بدون اي تعديات، وهذا جانب صغير من إنجازات التي تمت علب أرض الواقع، وهذه الانجازات التي رصدتها بعثة الرصد والمتابعة من اليونسكو والتي زارت الموقع منذ عدة شهور ووقفت علي الأعمال علي الطبيعة واصدرت توصياتها لمنظمة التراث العلمي اليونسكو وتكلل النجاح بإصدار أمس قرار رفع الموقع من قوائم التراث العالمي المعرضة للخطر.