رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
السفير: خليل الذوادي

السفير: خليل الذوادي

التطوع للخير والنماء

الأربعاء 20/سبتمبر/2017 - 03:21 م
طباعة



العمل التطوعي قيمة إنسانية يعتز بها الفرد والمجتمع والدولة، قد تكون متطوعاً بفكرك مشاركاً في المنتديات، ومحاضراً وكاتباً ومؤلفاً؛ وقد تكون متطوعاً بجهدك الفردي فتقدم لمن يحتاج هذا التطوع من وقتك وقدراتك الذاتية، وبما حباك الله به من صحة وعافية؛ فأنت تساعد الآخرين ما استطعت وقد تكون متطوعاً بمالك وبما أفاء الله عليك من نعمائه. أياً يكن الحال، فأنت في كل هذه الأحوال تنشد الخير للمجتمع وللأفراد، وللدولة..

مظاهر كثيرة وجدناها في حياتنا ووجدها ممن سبقونا بالزمن، ويكفي ما كنا نسمعه وما يروى لنا من أن مجتمعنا شهد أنواعاً يمكن أن يطلق عليها في زمانهم «بالتعاون مع الآخرين» وتجلى هذا التعاون في أبسط صوره ومعانيه، فلا شك أنكم سمعتم كيف كان أبناء القرى والمدن أيام البيوت البسيطة الإنشاء وكذلك ما كانوا يسمونه بـ «المقيظ»، حيث كانوا في الصيف لشدة الحر يلجأون إلى الأماكن التي يكون الجو فيها لطيفاً «كعراد» و «اليابور» و«أم الحصم» و«الجسرة» وقرى أخرى على امتداد الوطن، فكانت مقتضيات الحال أن يبنوا «العرشان» فكان التعاون بينهم ماثلاً في المساعدة الجماعية لبناء هذه العرشان، ثم إذا ما انتقلوا إلى مدنهم وقراهم وكان عليهم إما بناء أو ترميم «الكبّارة» أو «البرستية» فيتنادى أهل الفريج من الرجال للمساعدة والمساهمة في البناء بتطوع بحت، وكان على نساء أهل البيت إما تحضير «الريوق»، أي «الإفطار الصباحي» وهو عبارة عن «بلاليط» مع البيض أو «العصيدة»، وإذا امتد بهم العمل إلى فترة الغداء فإن على أهل البيت تحضير الغداء بما تجود به نفوسهم وبما لا يكلف أهل البيت العناء وفوق الطاقة، وكذلك كان الحال عندما كانت تنصب «الحظور» في البحر لصيد السمك، وهى تعتبر حظائر لصيد الأسماك، يتم اختيار الأماكن المناسبة في البحر والتي يعتقد بأنها أرض خصبة يلجأ إليها السمك، وعندها يتعاون الجميع في نصب «الحظور» وتهيئتها للصيد وكان على صاحب الحظرة أن يوفر الإفطار والغداء لأؤلئك الرجال المتطوعين فقط.

تكافل اجتماعي اتخذ صفة التطوع العملي، نشأ المجتمع عليه وأصبح بين المواطنين عرف متبع وسلوك يحمد عليه المرء ويستحسن في شخصيته، ويكتفي الواحد منهم بالشكر والثناء وأن يذكر بين الرجال لعطائه وبذله.

مجتمعنا تطور وتغيرت عادات وتقاليد ومهن لكن ظل مفهوم ومعنى التطوع ماثلاً لم تغيره عوادي الزمن إلا شكلاً ولكن الأصالة في هذا المجتمع أبت إلا أن تكون ماثلة تتحدى، وأثبت هذا المجتمع بأنه القادر على الحفاظ على هذه القيمة.

حكام البحرين من آل خليفة الكرام توارثوا هذا العطاء الإنساني جيلاً عن جيل والمجتمع في بداية التعليم أثبت أهمية التطور في هذا الحقل التعليمي والتربوي، وكان لأهل الخير دور كبير في بناء أو التبرع بمبنى لهذه المرحلة من التعليم، أنشئت بعدها الجمعيات النسائية والجمعيات الرجالية والجمعيات المختلطة في مدن وقرى البحرين وأنشئت الأندية الرياضية والثقافية، وكان التطوع ومفهومه حاضراً في هذه الصروح، علاوة على ما يقدمه أهل الخير في بناء المساجد والجوامع ودور العبادة والشعائر الدينية؛ فمجتمع البحرين التطوع فيه قيم وشيم ومفاهيم وأعراف وشعور بالذات الجماعية، وبات أمراً متأصلاً وليس طارئاً. فالبحرينيون بطبيعتهم السلمية والمحبة للخير والمتسامحة والراغبة في العطاء بلا منة غايتهم وهدفهم خير الإنسانية والبناء والتعمير والاستقرار والأمن لهم ولغيرهم من الجيران والأبعدين غايتهم أن يكون دورهم إيجابياً يساهم مع الآخرين من أجل الخير وأن يعم السلام.

في يوم الخميس الرابع عشر من سبتمبر 2017م شهد مبنى الجامعة العربية بالقاهرة بيت العرب وبمقر الأمانة العامة حفل جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي في نسختها السابعة بحضور سموه كرئيس فخري لجمعية الكلمة الطيبة وصاحب الجائزة، ومعالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وحضور عربي من الدبلوماسيين والمجتمع المدني والمدعوين وتم تكريم خمس عشرة شخصية عربية في مجال الأعمال التطوعية المختلفة في بلدانهم وفي غيرها من بلدان العالم.

وقد عبر سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة في كلمته في حفل الجائزة أصدق تعبير عن هذه الجائزة ومعانيها، وأشاد سموه بجامعة الدول العربية «بيت العرب» لاحتضانها فعاليات احتفالية جائزة سموه للعمل التطوعي في نسختها السابعة، معبراً عن تقدير سموه العميق إلى معالي الأمين العام للجامعة العربية السيد أحمد أبو الغيط لهذه المبادرة الطيبة التي تعكس توجهات الجامعة في المرحلة الراهنة نحو دعم ومساندة العمل التطوعي في وطننا العربي.

وقال سموه: «إن العمل التطوعي بات أحد العوامل المهمة في العمل الإنمائي منذ بداية الألفية الجديدة، كما بات تقدم الدول يقاس بما لديها من مبادرات تطوعية تعكس الوعي والإدراك لدى مواطنيها بأهمية تكامل الدور المجتمعي مع خطط التنمية التي تتبناها الحكومات في هذه الدول، كما تعكس ما لدى الجهات الرسمية من تبنٍّ لهذه المبادرات بما يسمح لها للتحرك الإيجابي لسد الفجوات التنموية في بعض المجالات التي لا يمكن أن تشملها برامج العمل الحكومية؛ وهذا ما أدركته مملكة البحرين حيث تحظى الأعمال الإنسانية بدعم مباشر من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبإسناد من الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وبمؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء».

كما أن معالي الأمين العام للجامعة العربية السيد أحمد أبو الغيط قد أشاد في كلمته بالعمل التطوعي عموماً ومفهومه ومدلوله، كما خص جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي بالقول: «إن الجائزة تهدف إلى تكريم رواد العمل التطوعي في العالم العربي ووضع خبراتهم ومشاريعهم في بؤرة الضوء في أوساط المتطوعين من كل الدول العربية، ونشر ثقافة التطوع وإبراز دورها في التنمية الشاملة للمجتمعات الخليجية والعربية، وتعزيز مبدأ الشراكة الفاعلة مع المنظمات والهيئات والمؤسسات والجمعيات التطوعية ودعم جهود المسؤولية الإجتماعية للقطاع الخاص، والمساهمة في توجيه الطاقات الشبابية العربية لخدمة مجتمعاتهم وتنمية قدرات ومواهب وإبداعات المتطوعين». كما وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية عميق تقديره وإعزازه لسمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة على دعمه ورعايته الكريمة لرواد العمل التطوعي في مملكة البحرين خاصة والوطن العربي عامة. وتتويج أعمالهم بمنحهم جائزة أصبحت بفضل دعم ورعاية سموه إحدى أهم الجوائز الممنوحة للمعنيين بالعمل التطوعي عربياً وإقليمياً.

إن جامعة الدول العربية وهي تحتضن جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي تستذكر ذلك الاحتفال الرائع الذي تم يوم الأربعاء 19 من شهر أبريل 2017م بمنح صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه «درع العمل التنموي» تقديراً وعرفاناً من جامعة الدول العربية وأمينها العام لجهود سموه رعاه الله في مجالات التنمية المختلفة بحضور نجله سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

إن الجامعة العربية عندما أطلقت في العام 2016م عقد العمل العربي لمنظمات المجتمع المدني 2016-2026 من خلال إدارة منظمات المجتمع المدني بقطاع الشؤون الإجتماعية بجامعة الدول العربية واحتضانها للكثير من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التنموية، إنما تؤكد على أن العمل العربي المشترك بالإضافة إلى الاهتمام بالأمور والقضايا السياسية الملحة والتي تواجهها الأمة العربية فإن دورها السياسي يتزامن ويتناغم مع السعي الحثيث نحو التفاهم والتقارب والتعاون في مختلف المجالات ومكونات التنمية الشاملة الأساسية؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقانونية والتشريعية وانفتاحها مع مكونات المجتمع المدني واحتضانها لمنظمات وهيئات العمل العربي المشترك في كافة تخصصاتها.

يظل العمل التطوعي الوطني غاية وهدفاً وتظل أهدافه نحو البناء والنماء والتطور والأمن والاستقرار ركيزة أساسية في بناء المجتمعات والدول والسعي الحثيث لدعمه وتأطيره والأخذ بيده مسؤولية مشتركة يضطلع بها الجميع.

وعلى الخير والمحبة نلتقي

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads