عربي وعالمي
محافظ القدس: بينت لن يختلف عن نتنياهو.. و 360 ألف مقدسى أمام خطر التهجير

ما جرى خلال المسيرات، هو استكمال لهذا المسلسل في فرض سياسة الأمر الواقع والتعامل مع القدس باعتبارها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال.
استنادا إلى كل ما تم طرحه من قرارات في حقبة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فيما يتعلق بموضوع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بإدارة ترامب بالقدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال، فما حدث اليوم هو مشهد يومي يصحو ويغفو عليه شعبنا في العاصمة المحتلة من مشاهد التنكيل والضرب والاعتداء والإبعاد وحصار المدينة.
وأضاف أن القدس في عزل وحصار دائم بفعل جدار الفصل والضم العنصري، ومحاولات سلخها عن عمقها الفلسطيني- حولها الاحتلال إلى ثكنة عسكرية مغلقة بفعل عشرات الحواجز العسكرية التي أغلقت كافة مداخل وأحياء المدينة المقدسة.
وحالت دون وصول المقدسيين إلى محالهم التجارية وأماكن عملهم، وقامت بالاعتداء على المواطنين المقدسين الذين هبوا لنصرة القدس، استنكارا وغضبا على هذه المسيرة الاستفزازية لغلاة المتطرفين الذين ينادون بالموت للعرب والمسلمين.
وفي هذه المسيرة أكثر المشاهد المؤلمة قيام المستوطنين (بشتم الرسول الكريم)، وهو ما يعتبر حدثا غير مسبوق في ارتفاع وتيرة التصعيد والتحريض من قبل غلاة المتطرفين لكل ما هو عربي ومسلم في هذه العاصمة المحتلة.
كما أشار غيث إلى أن هناك استهداف واضح لأحياء مقدسية بأكملها كحي الشيخ جراح وحي بطن الهوى، واستهداف واضح لتهجير أهلها، لكن نحن نعتبر أننا أمام السياسات ورسم التشريعات التي يسنها برلمان الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني.
إن أكثر من 360 ألف مقدسي في العاصمة المحتلة معرضين لسياسة التهجير القسرى، سواء بسحب الهويات المقدسية، أو فرض الضرائب الباهظة، أو استمرار سيناريو هدم المنازل اليومية لدفعنا أن نعيش خلف جدار الفصل العنصري، ضمن مخطط الاحتلال الإسرائيلي لإخراج بعض البلدات والقرى في محيط ما يسمى بلدية الاحتلال وإضافة وضم مستوطنات إسرائيلية لهذه الحدود، ليلعب بذلك على الحدود الديموغرافية في العاصمة المحتلة وجعل القدس ذات أغلبية يهودية وأقلية عربية، المقدسي عرضة لسياسات التطهير العرقي جراء التهجير القسري والملاحقة اليومية.
وقال "أكثر من 80% من المقدسيين يعيشون الآن تحت خط الفقر، نتاج هذه السياسات الهمجية التي تستهدف بقائهم على أرضهم، وتستهدف حياتهم وأبنائهم وأرزاقهم وأرضهم وأماكن عبادتهم الإسلامية والمسيحية، استهداف الكل المقدسي، والهوية والعروبة وكل ما هو شاهد على عروبية وإسلامية فلسطين أصبح مستهدفا، ولكن المقدسيون يستمدون الأمل من شموخهم وصبرهم ومن كل أحرار وشرفاء العالم وأبناء أمتنا العربية والإسلامية وكل من يقف مع قضيتنا العادلة، وهي محفزات تدفعنا لعدم الاستسلام، فنحن ماضون لتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية، وهو أمر ثابت لا رجعة عنه، مهما كانت إجراءات الاحتلال وقوى الظلام".