عربي وعالمي
الإمارات تحتفل بيومها الوطنى.. 49 عامًا إنجازات بروح الاتحاد
الأحد 06/ديسمبر/2020 - 01:16 م

طباعة
sada-elarab.com/555600
مريم الكعبى: العلاقات الإماراتية- المصرية دائمًا متميزة فى كل مراحلها
أقامت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة حفل عشاء بمناسة اليوم الوطنى الإماراتى الـ49 بحضور المستشارة مريم خليفة الكعبى القائم بالأعمال والمندوب الدائم لدولة الإمارات لدى جامعة الدول العربية بالإنابة وأعضاء البعثة وملحقياتها والمستشار ضياء حمادة- مدير قطاع العربى بوزارة الخارجية المصرية وقد ألقت المستشارة مريم خليفة الكعبى كلمة بهذه المناسبة العظيمة جاء فى نصها الآتى:
بداية يسرنى ويشرفنى أن أرفع أسمى آيات التهانى والتبريكات إلى مقام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "وأخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى"، وإلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخوانهم أصحاب أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وإلى أولياء العهود، ونواب الحكام، وإلى شعب دولة الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، بمناسبة اليوم الوطنى الـ49، سائلًا المولى عز وجل أن يديم على قيادتنا الرشيدة دوام التوفيق والسداد، وعلى دولة الإمارات الأمن والأمان. تحتفل دولة الإمارات فى الثانى من ديسمبر 2020 بالذكرى 49 لتأسيس الإمارات العربية المتحدة، حيث امتدت رحلة دولتنا الواثقة نحو التقدم والتنمية، عبر هذه السنوات المضيئة والحافلة بالأحداث والمهام الكبيرة والإنجازات التى رسم ملامحها الأولى وأرسى دعائمها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "وإخوانه الآباء المؤسسين، وسار على دربه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة"، تأتى هذه المناسبة الغالية على قلوبنا لتذكرنا بالنجاحات والعديد من الإنجازات، التى تحققت خلال مسيرة الـ49 عامًا تحت راية واحدة وروح واحدة. إن هذا اليوم لدولة الإمارات هو مناسبة وطنية مهمة، نقول فيها شكرًا من أسعد شعب إلى قيادة الوطن، ونجدد من خلالها تأكيدنا على المضى قدمًا على نهج الآباء المؤسسين لتعزيز وترسيخ مؤسسات الاتحاد، وحماية مكتسباته، وإبراز الولاء والانتماء للوطن، وإعلاء القيم، والتمسك بالهوية الوطنية، وتطوير آليات الأداء المؤسسى والعمل المنهجى وفق أسس علمية واستراتيجيات محددة، وصولًا إلى التميز والريادة والإبداع فى تحقيق المزيد من الإنجازات النوعية فى شتى المجالات.
وشهد العام 2020 إنجازات فى مجالات عدة على المستوى الوطنى كما على المستويين الإقليمى والدولى، فخلاله دخلت دولة الإمارات بشكل رسمى السباق العالمى لاستكشاف الفضاء الخارجى، عبر إرسال أول مسبار عربى وإسلامى إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم "مسبار الأمل"، وبذلك تكون دولة الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب، وانطلق المسبار فى مهمته بتاريخ 20 يوليو 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول العام 2021، تزامنًا مع ذكرى مرور خمسين عامًا على قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة.
واستطاعت دولة الإمارات فى هذا العام- الذى شهد أكبر أزمة تواجهها البشرية منذ عقود بسبب جائحة فيروس كوفيد-19 المستجد- أن ترسخ نهجها الإنسانى والذى يُعدّ ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية، لاسيما فى تعاونها الدولى وتضامنها مع المجتمعات المحتاجة. وقامت وزارة الخارجية والتعاون الدولى منذ بداية تفشى فيروس كورونا المستجد حول العالم بالتعاون مع جميع الدول ومد يد العون للمجتمعات التى تحتاج إلى الدعم والمساعدة، ضمن توطيد أواصر التعاون الدولى والمتعدد الأطراف وترسيخه فى ظل الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم اليوم. وقامت الوزارة بدور جوهرى فى التنسيق مع المنظمات العالمية والجهات الخارجية فى مختلف الدول لتأمين المساعدات الحيوية لمواجهة الأزمة الناجمة عن تفشى الجائحة عملًا بالنهج الذى لطالما اتبعته الدولة، فى تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف لتخطى التحديات القائمة. وقدمت دولة الإمارات فى إطار عملها الدؤوب والمستمر فى دعم الجهود العالمية الرامية إلى الحد من انتشار كوفيد-19 المساعدات الطبية والمستلزمات الوقائية إلى 120 دولة حول العالم، واستفاد منها أكثر من 1.6 مليون من العاملين فى القطاع الصحى لدعم جهودهم فى احتواء الوباء. ولم يقتصر الدور الإنسانى للمساعدات الإماراتية على إرسال المساعدات للدول المحتاجة، بل قامت بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية وهيئاتها المتخصصة، خاصة منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمى للمساعدة فى إيصال المستلزمات الطبية والغذائية لبعض الدول، والمساعدة فى تعزيز قدرة تلك المنظمات فى الوصول إلى كافة الدول المتضررة فى بقاع الأرض كافة. وفى هذا الصدد، أصبحت دولة الإمارات الشريان الرئيس للعمليات اللوجستية للمنظمات الدولية حيث تتواجد مخازنها الاستراتيجية فى المدينة العالمية للخدمات الإنسانية فى دبى والتى تعد المستجيب الأول للأزمات العالمية، خاصة المساعدات المرتبطة بجهود مواجهة الفيروس.
وتحرص دولة الإمارات على أن تكون مركزًا لوجستيًا لتوزيع لقاح كوفيد-19 عالميًا فى إطار جهودها لمساعدة العالم لمواجهة فيروس كورونا وتمهيد الطريق لتعافى الاقتصاد العالمى. وفى خضم الأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19 التى ضربت العالم، تم تأجيل انعقاد إكسبو 2020 دبى، إذ تظل صحة وسلامة جميع المشاركين على رأس أولويات الدولة، لاسيما بسبب تأثر دول العالم إلى حد كبير بتفشى الفيروس، حيث أعربت عن حاجتها إلى تأجيل افتتاح إكسبو 2020 دبى لمدة عام لتمكينها من التغلب على هذا التحدى، وقد أيدت دولة الإمارات هذا الاقتراح فى اجتماع اللجنة التوجيهية بروح من التضامن والوحدة. وتفتخر دولة الإمارات باستضافة إكسبو الدولى 2020 دبى، حيث ستتزامن استضافته فى أكتوبر من العام المقبل والذى سيستمر لمدة ستة أشهر مع احتفالات دولة الإمارات بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس الاتحاد. ما سيسمح لجميع المشاركين بتجاوز تبعات كوفيد-19، ويتيح فرصة استثنائية للتركيز على الرغبة المشتركة فى صياغة فكر جديد لإيجاد الحلول لمجموعة من أكثر التحديات إلحاحًا.
السيدات والسادة، إن العلاقات الإماراتية- المصرية كانت دائمًا متميزة فى كل مراحلها، ليس فقط على المستوى الرسمى وإنما على المستوى الشعبى كذلك، لأن الشعبين، الإماراتى والمصرى، يرتبطان بوشائج قوية من المحبة والاحترام المتبادل والأخوة، ما يدعم علاقاتنا فى المجالات الأخرى.
كما أن العلاقات بين الإمارات ومصر تاريخية واستراتيجية، وتقوم على الثقة والتفاهم والمصير المشترك، فتاريخُنا ومصيرُنا المشترك نسج خيوط تلك العلاقة الوثيقة بين البلدين، ولأننا نحتفل اليوم بمناسبة اليوم الوطنى الـ49 فى القاهرة، فإننا لابد أن نتذكر ما قدمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، من بناء ودعم لقواعد الروابط التى أسست تلك العلاقة الأخوية بين البلدين، فقد ظل رحمه الله يكن لمصر حبًا كبيرًا وتقديرًا خاصًا، حيث كان يعدها قلب العالم العربى وركيزة أساسية لأمنه واستقراره. وهو ما ثبتت متانة العلاقات الإماراتية- المصرية خصوصيتها وما تستند إليه من إرث ثرى وقواعد صلبة وإرادة سياسية قوية، حيث وقف البلدان معًا بإخلاص وقوة ضد المخاطر التى استهدفت أمن المنطقة ومصالح شعوبها ومستقبل دولها.
السيدات والسادة، أن دولة الإمارات لديها توجه استراتيجى بإيجاد أفضل علاقات مع مصر الشقيقة فى كل المجالات. وقد شهدت السنوات الأخيرة تطورًا متناميًا فى زيادة حجم الاستثمارات الإماراتية بمصر والتى بلغت نحو 6.8 مليار دولار، كما وصل عدد الشركات الإماراتية العاملة فى مصر إلى 1264 شركة، وهو ما جعل الإمارات الشريك الاستثمارى الأول دوليًا وعربيًا لمصر وفقًا بيانات الهيئة العامة للاستثمار، كما أن هناك تزايدا متواصلا فى مستويات التبادل التجارى، وهو ما يعد شاهدًا قويًا ومؤشرًا صادقًا على متانة العلاقات الثنائية ورسوخها فى مختلف المجالات.
السيدات والسادة، إن احتفالنا بهذه المناسبة فرصة لكى نشكر الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا من قيادة رشيدة لا تدخر جهدًا فى سبيل رفعة الوطن، وتحقيق رفاهية وسعادة المواطن والمقيم، وإننا نعاهد الله أن نواصل مسيرتنا بالمزيد من العزم والإصرار على بناء المستقبل الذى تتطلع إليه دولة الإمارات، والذى يرسخ الولاء للوطن وقيادته، واحترام الدستور، والامتثال للقانون، والالتزام بقيم المجتمع وإرساء قيم التسامح والإخاء. كل عام والإمارات العربية المتحدة فى تقدم وتطور وازدهار، وشعبها بخير وأمان ورفعة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وتحتفل دولة الإمارات فى الثانى من ديسمبر من كل عام بذكرى تأسيسها حيث امتدت رحلة دولتنا الواثقة نحو التقدم والتنمية، عبر هذه السنوات المضيئة والحافلة بالأحداث والمهام الكبيرة والإنجازات التى رسم ملامحها الأولى وأرسى دعائمها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الآباء المؤسسون، وسار على دربه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ولقد شهد عام 2020 إنجازات فى مجالات عدة على المستوى الوطنى كما على المستويين الإقليمى والدولى، فخلاله استطاعت دولة الإمارات من مواصلة جهودها الوطنية الطموحة عبر إطلاق محطة للطاقة النووية الدول سلمية، الأولى من نوعها فى المنطقة، كما دخلت دولة الإمارات بشكل رسمى السباق العالمى لاستكشاف الفضاء الخارجى، عبر إرسال أول مسبار عربى وإسلامى إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم "مسبار الأمل"، وبذلك تكون دولة الإمارات واحدة من بين تسع فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب، وانطلق المسبار فى مهمته بتاريخ 20 يوليو 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامنًا مع ذكرى مرور خمسين عامًا على قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة.
2020: عام الاستعداد للخمسين المقبلة وتصميم مستقبل الإمارات أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن عام 2020 هو "عام الاستعداد للخمسين"، وكان هذا الإعلان شارة البدء فى صياغة استراتيجية عمل وطنية هى الأكبر من نوعها للاستعداد للخمسين عامًا المقبلة على كافة المستويات الاتحادية والمحلية، والاستعداد للاحتفال باليوبيل الذهبى لدولة الإمارات عام 2021، وذلك بمشاركة كافة فئات المجتمع من المواطنين والمقيمين والقطاع الحكومى والخاص فى تصميم مستقبل الخمسين عامًا المقبلة لدولة الإمارات.
وفى هذا الإطار تم تشكيل لجنة الاستعداد للخمسين وبدأت فرق العمل جهودها آخذة بعين الاعتبار المنجزات والقفزات التنموية التى حققتها الدولة فى الخمسين عامًا الأولى من عمرها، والتى خطط لها الآباء المؤسسون وعملوا عليها لتواصل القيادة الرشيدة العمل على النهج ذاته ولتتواصل التنمية إلى يومنا الحالى.
وبحسب أهم التقارير التنافسية العالمية، استطاعت دولة الإمارات أن تحتل المركز الأول عالميًا فى 121 مؤشرًا، والمركز الأول عربيًا فى 479 مؤشرًا.
كما تبوأت مكانها بين أفضل خمس دول فى العالم فى 189 مؤشرًا. كما بدأت دولة الإمارات اليوم فى وضع خطتها التنموية الشاملة للخمسين عامًا القادمة والتى يبدأ نطاقها الزمنى من عام 2021، وهو العام الذى تحتفل فيه الدولة بيوبيلها الذهبى، إلى العام 2071 عام مئوية الإمارات.
الخارجية العين الساهرة على مواطنى الدولة ونافذتها على العالم فى أصعب الأزمات
واصلت دولة الإمارات مبادراتها الإنسانية الرائدة فى مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد–19) تجسيدًا لرسالتها السامية التى تسعى من خلالها إلى إعلاء قيم التضامن والتآزر حول العالم لتجاوز تداعيات هذه الأزمة.
وقد قادت وزارة الخارجية والتعاون الدولى بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات والكوارث خطة الاستجابة، حيث بادرت ومنذ بداية أزمة تفشى فيروس كورونا المستجد بإجلاء مواطنى الدولة من عدد من الدول المتأثرة، ونوّهت إلى المواطنين المتواجدين خارج الدولة بأهمية اتباع تعليمات وإجراءات السلامة والوقاية الطبية والتسجيل فى خدمة تواجدى والتواصل مع السفارات فى بلد المقر أو بمركز الاتصال فى الوزارة عند الضرورة.
وفى هذا الإطار فقد أنجزت دولة الإمارات 166 عملية إجلاء جوية وبرية لمواطنى الدولة ومرافقيهم حتى الآن، تضمنت 4043 شخصًا من 61 دولة.
كما قامت دولة الإمارات بإجلاء عدد من رعايا دول شقيقة وصديقة تقطعت بهم السبل فى دول وجزر أخرى، تماشيًا مع الجهود التى تبذلها الدولة فى إطار تضامنها مع الدول المتضررة من فيروس كورونا المستجد، وتمهيدًا لإعادتهم إلى بلادهم، ولم شملهم بعائلاتهم.
وتأكيدًا لنهجها الإنسانى الرائد فى دعم ومساندة كافة المقيمين على أرضها وتجسيدًا لحرص دولة الإمارات الدائم على التعاون المشترك مع دول العالم لمواجهة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، فقد شملت مبادرات الدولة الإنسانية وعمليات الإجلاء خلال أزمة (كوفيد-19) عددًا من مقيميها الذين كانوا متواجدين فى الخارج لدى تعليق الرحلات الجوية.
كما قدمت دولة الإمارات فى إطار عملها الدؤوب والمستمر فى دعم الجهود العالمية الرامية إلى الحد من انتشار فيروس (كوفيد-19)، المساعدات الطبية والمستلزمات الوقائية إلى 120 دولة حول العالم، واستفاد منها أكثر من 1.6 مليون من العاملين فى القطاع الصحى لدعم جهودهم فى احتواء الوباء.
وقد برهنت هذه المساعدات على الإمكانيات والقدرات الهائلة للقدرات اللوجستية والتخزينية لدولة الإمارات والتى مكنتها من الوصول إلى 120 دولة حول العالم، على الرغم من الصعوبات والتحديات التى تعانى منها أغلب قطاعات الشحن والتخزين العالمية. ولم يقتصر الدور الإنسانى للمساعدات الإماراتية على إرسال المساعدات للدول المحتاجة، بل قامت بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية وهيئاتها المتخصصة خاصة منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمى للمساعدة فى إيصال المستلزمات الطبية والغذائية لبعض الدول، وتعزيز قدرة تلك المنظمات فى الوصول إلى كافة الدول المتضررة فى كافة بقاع الأرض.
وقد قامت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بتجهيز وإرسال أكثر من 80% من الشحنات المرسلة من منظمة الصحة العالمية والتى تتضمن معدات الحماية الشخصية إلى أكثر من 100 دولة حول العالم من خلال أكثر من 132 شحنة.
وأعلنت دولة الإمارات التزامها بدعم برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة لتعزيز جهوده فى مساعدة الدول لمكافحة وباء (كوفيد–19)، وقامت بإنشاء جسر جوى مشترك مع برنامج الأغذية العالمى، لضمان استمرارية سلسلة التوريد للشحنات والخدمات الطبية والإنسانية الأساسية اللازمة فى جميع أنحاء أوروبا وآسيا وإفريقيا، ضمن إطار اتفاقية لتقديم أجهزة فحص (كوفيد–19) بقيمة 10 مليون دولار أمريكى.
وبذلك نجحت دولة الإمارات فى إيصال حزمة من الرسائل المحورية للعالم فى تعاملها مع الظروف المستجدة، والتى عكست فى مجملها المرتكزات التى تأسست عليها الدولة فى شتى مناحى الحياة وفى مقدمتها مبادئ البذل والعطاء وخدمة الإنسانية جمعاء.
الدبلوماسية: بين واقع جديد ورسم المستقبل
فرضت الأزمة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد ضرورة التأقلم مع واقع جديد فى كافة المجالات والذى تطلب نقلة نوعية وإعادة النظر فى دبلوماسية المستقبل. واعتمدت وزارة الخارجية والتعاون الدولى أحدث أساليب التواصل عن بعد ضمن إطار الدبلوماسية العامة والثقافية، فاستضافت عددًا من الوزراء والمسؤولين وسفراء الدولة والسفراء الأجانب والاختصاصيين خلال الماراثون الثقافى عبر الانترنت فى سلسلة من الندوات عن بعد تم بثها عبر مختلف قنوات التواصل الاجتماعى الخاصة بالوزارة. وشهد الماراثون الثقافى سلسلة من الجلسات الأسبوعية تناولت مواضيع متعددة من "دبلوماسية الفضاء" إلى "نظرة مركزة على أمريكا اللاتينية" و"دروس فى الدبلوماسية الثقافية من نيجيريا" و"الإمارات والسعودية، وحدة الثقافة وشراكة المصير" فضلًا على "الإمارات واليابان، جهود مشتركة لمكافحة الأزمات" و"دور السفارات فى المستقبل" بالإضافة "(كوفيد-19): كيف ساعدت الأزمة فى تعزيز ثقافة التضامن". كما عقدت سفارات الدولة وبعثاتها فى الخارج جلسات ثقافية عن بعد منها الحوار الافتراضى حول السلسلة الوثائقية "تاريخ الإمارات" والتى عقدتها سفارة الدولة لدى المملكة المتحدة. وفى هذا الإطار، عقد مجلس شباب وزارة الخارجية والتعاون الدولى بالتعاون مع مجلس الشباب الدبلوماسى فى وزارة خارجية الاتحاد الروسى حلقة شبابية بعنوان "مستقبل الدبلوماسية ما بعد (كوفيد-19)" يوم 8 يونيو 2020، وتم خلال هذه الحلقة استعراض آراء وأفكار الدبلوماسيين الشباب من البلدين حول تأثير أزمة (كوفيد-19) على العمل الدبلوماسى فى المستقبل، حيث أكدّوا أهمية دور الشباب فى الإعداد لمستقبل العمل الدبلوماسى، وضرورة توظيف الأدوات الافتراضية والتكنولوجيا الحديثة بشكل أكبر فى المجال الدبلوماسى. بناءً على الدروس المستفادة من هذه الأزمة.
حكومة بناء المستقبل ما بعد (كوفيد-19) والقرارات الوزارية الجديدة اتخذت حكومة دولة الإمارات عدة إجراءات فى إطار الاستعداد للمستقبل، والتعامل مع تبعات (كوفيد-19)، وشمل ذلك مراجعة هيكل الحكومة وحجمها، وإمكانية دمج وزارات وتغيير هيئات، وخلق حكومة أكثر رشاقة ومرونة وسرعة لتواكب أولويات وطنية جديدة ومختلفة.
وفى 5 يوليو 2020 اعتمد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة هيكلًا جديدًا للحكومة الاتحادية، حيث أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، بالتشاور مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن التشكيل الوزارى الجديد، مؤكدًا تسخير كافة الموارد للحفاظ على المكتسبات وتسريع مسيرة التنمية.
وتمّت مراجعة هيكل الحكومة وحجمها، كما تم دمج وزارات واستحداث تغييرات، وشمل التشكيل الوزارى الجديد إلغاء 50% من مراكز الخدمة الحكومية وتحويلها لمنصات رقمية خلال عامين، ودمج نحو 50% من الهيئات الاتحادية مع بعضها أو ضمن وزارات، بالإضافة إلى استحداث مناصب وزراء دولة جدد، وخلق مناصب رؤساء تنفيذيين فى قطاعات تخصصية.
وعن تحديات المستقبل اعتمدت دولة الإمارات التنويع الاقتصادى كأولوية تحسبًا للتحديات المستقبلية التى تواجه المنطقة والعالم.
وبذلت دولة الإمارات جهودًا كبيرةً لتنويع اقتصادها وتشهد اليوم تطورات ملحوظة وتوسعًا فى العديد من القطاعات غير النفطية، بما فى ذلك وسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة والطاقة المتجددة والتصنيع والطيران التجارى.
وترتكز الاستدامة فى دولة الإمارات على عدة قطاعات حيوية مثل الاقتصاد والصناعة والتى تسير جنبًا إلى جنب، وأكدت سياسة التنويع التى تنتهجها حكومة دولة الإمارات على تطوير القطاعات غير النفطية لخلق اقتصاد أكثر قوة.
ففى عام 1975، كان النفط يشكل 58.4% من الاقتصاد. وفى عام 2018، بات النفط يشكل 25.9%. ومن المتوقع أن يشكل النفط 20% من الاقتصاد بحلول عام 2025، ما يشير إلى انخفاض كبير وتحول إلى نمو القطاعات غير النفطية. وتم سن تشريعات لتحفيز القطاع الإبداعى، وصممت المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم لتمكين المبتكرين والمبدعين والمؤسسات الصغيرة من الازدهار.
وتهدف هذه المبادرات إلى السماح للشركات القائمة بالنمو مع تشجيع الشركات الناشئة على العمل فى دولة الإمارات.
وتأخذ حكومة دولة الإمارات فى الاعتبار المتغيرات الاجتماعية المختلفة عند تبنيها لأى نوع من السياسات، من أجل تحقيق التوازن مع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. وتحرص الحكومة على ضمان تحقيق هذه السياسات الاستقرار الاجتماعى فى نهاية المطاف لجميع شرائح المجتمع من خلال دراسة جميع الآثار الممكنة على المديين القصير والطويل.
عام 2021 ورياح المستقبل تعتزم دولة الإمارات بحلول عام 2021 تحقيق رؤية الإمارات لهذا العام، والتى تهدف لأن تكون دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بحلول اليوبيل الذهبى للاتحاد. وتتضمن الأجندة الوطنية مجموعة من المؤشرات الوطنية فى قطاعات التعليم، والصحة، والاقتصاد، والأمن، والإسكان، والبنية التحتية، والخدمات الحكومية.. وتحظى هذه المؤشرات بمتابعة دورية من قبل القيادة بهدف ضمان تحقيق مستهدفاتها بحلول عام 2021.