رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

(( خطة الخداع الإستراتيجي قبل العبور .. محور النصر في حرب أكتوبر المجيد ))

الأحد 04/أكتوبر/2020 - 10:11 م
طباعة
«« من أخلاق الملوك المكايده في الحروب، وأسعد الملوك من غلب عدوه بالحيله والمكر والخديعه »».. إستراتيجيه تاريخيه تلاعب المصريين من خلالها بأعصاب الإسرائيليين، عبر سلسلة خطط تمويه عن عجز الجيش المصري عن خوض معركة إسترداد وتحرير سيناء الحبيبه، ف « الحرب خُدعه »، ودائماً كانت تقوم الحروب القديمه أو الحديثه علي خداع العدو، بهدف هزيمته وإفشاله، وذلك بفضل خطط قائمه علي الدهاء والمكر والخديعه، وتكتيك إستراتيجي لم يخطر ببال الطرف الآخر، وبمناسبة مرور 49 عاماً علي نصر أكتوبر المجيد 1973، فقد كانت الحرب نموذجاً لأكبر خدع الحرب، حيث نجحت القياده السياسيه ممثله في الرئيس « أنور السادات »، وأجهزة المخابرات المصرية في خداع إستراتيجي، خاصة في الفتره التي سبقت المعركه، فقد إتخذت القياده السياسيه مجموعه قرارات وخطوات كان هدفها تضليل وتشتيت العدو الإسرائيلي، وتصور له كما لو كان أصحاب السلطه وقتها لا يفكرون بالحرب، ويرفعون شعاراً واحداً وهو «« اللا حرب و اللا سلم »»، فقد تم إطلاق أكثر من رساله عن إحتمالات شن الحرب وهو ما دفع إسرائيل للإستعداد وإستدعاء الإحتياطي، وتم تأجيل الحرب، وهو ما أربك حسابات العدو الإسرائيلي، خاصة مع وجود رسائل متناقضه وفي إتجاهات مختلفه، فقد كان الرئيس الراحل « محمد أنور السادات »، يخطط للحرب قبل نشوبها بفتره طويله، وكانت حرب السادس من أكتوبر المعني الحقيقي للجمله المعروفه بأن الحرب " خُدعه "، وما قام به «السادات »، يعتبر أكبر عملية خداع إستراتيجي قام بها أي رجل ( سياسي _ عسكري )، في تاريخ البشريه، دون مبالغه، وتوزعت خطة الحرب علي عدة محاور، كان فيها نشر فكره سلبيه عن إقتصاد مصر، وأنها غير قادره علي خوض أي معارك، قبل نشوب الحرب أشرف « السادات »، شخصياً علي خطة التنسيق بين جهات عده وهي وزارة الإعلام والخارجيه والدفاع، لتطبيق خطة الخداع، فقد قامت المخابرات المصريه بوضع خطه أوجعت إسرائيل تمثلت في عدة محاور مختلفه، بدأت ب « المخزون الإستراتيجي للقمح »، إذا دخلت مصر في معركه طويله ضد الكيان الصهيوني، فقبل أن تُدق طبول الحرب علي الجبهه الشرقيه لقناة السويس، أطلقت المخابرات شائعة نفاذ محصول القمح بسبب هطول أمطار أفسدت المحصول في الأراضي الزراعيه، وتحول الأمر إلي قضية رأي عام، وكأن مصر بدت دون أي مخزون إستراتيجي من القمح، وعلي الفور توجهت مصر لإستيراد كميات كبيره من القمح لتغطية إحتياجات المواطنين، وبهذه الحيله أصبحت لديها كميات كبيره تكفي لمعركه طويله مع إسرائيل، بعد أن حصلت علي هذه الدفعات من روسيا، « والمحور الثاني »، فتم تخصيصه للمستشفيات، فكان يجب إخلاء أكبر عدد من المستشفيات تحسباً لحالة الطوارئ ومعالجة مصابي الحرب، حينها تم تعيين مدير جديد لمستشفى الدمرداش « ذي خلفيه عسكريه »، وبعد توليه مهام العمل بأيام، أعلن عن وجود فيروس « التيتانوس »، بالمستشفي ليسارع بإخلاء المستشفي حتي يتم تعقيمها وتطهيرها، والقضاء على الفيروس، وفي صباح اليوم التالي نشرت صحيفة الأهرام الخبر علي صفحتها الأولى، في الإشاره إلي مخاوف من إحتمالية إنتقال المرض إلي مستشفيات أخري، وبالفعل تم إخلاء عدد كبير من المستشفيات، وقبل الأول من أكتوبر 1973، إستطاعت المخابرات إخلاء العدد المطلوب من المستشفيات، وفقاً لخطة الحرب، «« المحور الثالث »»، تمثل في أهمية توفير بطاريات للإضاءه، فكان مهماً أن تستورد مصر كميات كبيرة من البطاريات دون لفت انتباه إسرائيل، فقام أحد ضباط المخابرات بالتنسيق مع تاجر بطاريات سيارات لتهريب كميه كبيره من البطاريات والمصابيح الكهربائية لتهريبها إلي مصر، وفور وصولها كان رجال المخابرات وحرس الحدود في إنتظاره، وتم عرضها بالمجمعات الإستهلاكيه في ذلك الوقت، وبهذه الإجراءات التي قامت بها المخابرات المصرية تلافت البلاد تبعات نقص الإضاءه خلال فترة الحرب، هذه المحاور الثلاثه دعمت الجبهه الداخليه المصريه في فترة الحرب، فضلاً عن إمداد رفعت الجمال « رأفت الهجان »، و « أشرف مروان »، مصر بمعلومات دقيقه عن إسرائيل، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل كان وضع خطه لنقل المعدات الثقيلة إلي الجبهه، وبالفعل تم نقل ورش الصيانه إلي الخطوط الاماميه، والدفع بالدبابات إلي هناك لإجراء الصيانه لها، وهو ما فسرته إسرائيل علي ضعف كفاءة دبابات الجيش المصرى، كذلك سربت المخابرات تقريراً حول توصية خبراء بضرورة الحصول على قوارب مطاطيه، وهو ما أثار سخرية إسرائيل، وما أن وصلت الشحنه ميناء الإسكندريه حتي ظلت مهمله على رصيف الميناء، الأمر الذي أعطي للإسرائيليين ايحاء بأن مصر تعلم عدم أهمية القوارب المطاطية، خصوصاً مع إمتلاك تل أبيب اسلحه بحريه متطوره، وبالفعل تم نقل الشحنه إلي صحراء حلوان، فيما كانت سيارات عسكريه تنقل نصف الشحنه إلي الجبهه، والتي ساهمت في نقل 30 ألف جندي 2500 مركب مطاطي، كما نجح رجال المخابرات المصرية في إقامة عدد من الخيام المتهالكه قرب « خط بارليف »، ووضعت عليها لافتة " المؤسسه المصريه لإستصلاح الأراضي "، وبالفعل وقع العدو الإسرائيلي في خديعة المخابرات المصرية كالعاده، ومن ضمن خطة الخداع الإستراتيجي التي وضعها الرئيس « السادات »، قبل الحرب، تعمد تكرار إجراءات التعبئه العامه والإستدعاء، ثم تسريح القوات، ما جعل القياده الإسرائيلية تتردد كثيرا في إعلان حالة الإستعداد القصوي إزاء كل تعبئه تقوم بها مصر، وكذلك تنفيذ مناوره عسكريه موسعه 1973، كمشروع تدريبي ما إضطر إسرائيل إلي إعلان التعبئه الجزئيه تفادياً لأي مفاجآت مصريه، خطط الخداع بدأت قبل الحرب بعدة أشهر فمثلاً في يوليو 1972 صدر قرار بتسريح 30 ألف جندي منذ عام 1967، وكان كثير منهم خارج التشكيلات المقاتله الفعليه، وفي الفتره من 22 وحتي 25 سبتمبر تم الإعلان عن حالة التأهب في المطارات والقواعد الجويه بشكل دفع إسرائيل إلي رفع درجة استعدادها تحسبا لأي هجوم، ولكن أعلنت القوات المصرية بعد ذلك أنه كان مجرد تدريب روتيني، واستمرت القوات المصرية تطلق تلك التدريبات والمناورات من وقت لآخر، حتي جاء حرب أكتوبر وظنت إسرائيل في بدايتها أنها مجرد تدريب أيضاً ولم تكن مستعده لها، وكذلك من ضمن خطة الخداع هو إعلان القوات المسلحة المصرية أنه بدءً من 9 أكتوبر يمكن للضباط تسجيل أسمائهم ضمن رحلة العمره والحج، وتم نشر الخبر في الصحف الرسميه، وكذلك تنظيم دورات رياضيه عسكريه مما ينفي فكرة الإستعداد للحرب، والإعلان عن السماح لكل المصريين بالسفر لتأدية الشعائر نفسها مما جعل إسرائيل تظن أن مصر لن تخوض حربا وأنه لن يحدث أي هجوم من قبل جيشنا علي قواتها، كما تم تكلفة وزير الخارجية المصري " محمد حسن الزيات "، من قبل الرئيس السادات بعقد لقاء مع نظيره الأمريكي « هنري كيسنجر »، لإبلاغه برغبة مصر في التفاوض لإستعادة أراضيها بشكل سلمي، بالإضافه إلى الإعلان عن زيارة قائد القوات الجوية المصرية " محمد حسني مبارك "، إلي ليبيا يوم 5 أكتوبر، ثم الإعلان عن تأجيلها إلي عصر يوم 6 أكتوبر، وكذلك توجيه وزير الدفاع المصري دعوه إلي نظيره الروماني لزيارة القاهره في 7 أكتوبر 1973، ولم تقتصر خطط الخداع الاستراتيجي علي ذلك، بل شملت أيضأ الخدعه الكبري في إختيار ساعة الصفر نفسها، وهذا لعدة أسباب أولها أن العدو الإسرائيلي لن يخطر بباله أن الجيش المصري سيخوض الحرب في شهر الصوم، وفي شهر أكتوبر تحديداً، وثانيها ان إختيار الساعه وقت الظهيره وتعامد الشمس فوق رؤوس العدو بشكل يصعب عليهم الرؤيه، وهذا شيء لم يتوقعه العدو، فالعمليات العسكريه تكون مع أول ضوء أو آخر ضوء، وتكمن الخدعه أيضاً في تحديد توقيت الضربه الأولي التي جاءت بالقرب من وقت حلول الظلام، بحيث إذا فاق العدو يصبح من الصعب عليه القيام بأي أعمال هجوميه قبل الصباح، وجميعها خطط خداع تفسر ما كتبه وزير الخارجية الأمريكي « هنري كيسنجر »، عندما كتب في مذكراته « سنوات مضطربه »، فصلا بعنوان « لماذا أخذنا علي حين غره »، وهو إعتراف صريح وواضح بمدي قوة تلك الخطط الإستراتيجيه في خداع إسرائيل وحتي أمريكا نفسها .

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads