عربي وعالمي
أردوغان يركع.. مصر تخنق تركيا في المتوسط
الأربعاء 12/أغسطس/2020 - 07:12 م

طباعة
sada-elarab.com/537971
في تراجع واضح وخوفًا من العزلة، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ودعا لعقد اجتماع تحضره كل دول البحر المتوسط، للتوصل إلى صيغة مقبولة تحمي جميع الحقوق، معربًا عن استعداد تركيا لحل النزاعات من خلال الحوار القائم على الإنصاف في البحر المتوسط، حسب ما أعلنته وكالة الأناضول للأنباء التركية.
قبل التصريح الأردوغاني بأيام، رسمت مصر خط أحمر ثان أمام تركيا في البحر المتوسط، بعد الخط الأحمر الأول "سرت – الجفرة" الذي يحظر على ميليشيات حكومة الوفاق الليبية تجاوزه، وذلك بتوقيع مصر اتفاقية مع اليونان لتعيين الحدود البحرية بينهما في البحر المتوسط.
توقيع الاتفاقية المصرية اليونانية جاء بمثابة ضربة موجعة تلقاها أردوغان كونها تبطل الاتفاق غير الشرعي بين تركيا وحكومة فائز السراج في ليبيا، والذي لاقى رفضًا إقليميًا وأوروبيًا واسعًا باعتباره يتنافى مع القانون الدولي للبحار ويتيح لأنقرة الوصول إلى مناطق كبيرة من البحر المتوسط بما فيها جزيرة كريت اليونانية التي تعد جزءًا من مناطق السيادة البحرية لأثينا.
في المقابل، سارع أردوغان بانتقاد الاتفاقية زاعمًا أنها لا قيمة لها، فيما ادعت وزارة الخارجية التركية أنها تنتهك الجرف القاري التركي، كون تركيا تدرك تمامًا بأن هذا الاتفاق خطوة مهمة على الصعيد الاقتصادي لمصرواليونان ويتيح لكل منهما مزيد من اكتشافات الغاز كل في منطقته الخالصة بالبحر المتوسط دون مشكلات.
الاتفاقية المصرية اليونانية ليست الحلقة الوحيدة في سلسلة التضييق على تركيا بعد ظهور أطماع أردوغان للعلن في نهب ثروات البحر المتوسط، فقد سبقها اتفاق اليونان وإيطاليا قبل توقيع اتفاق القاهرة وأثينا بشهرين، ويتم بموجبه ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين في البحر الأيوني "أحد أفرع البحر المتوسط"، لتقطع الاتفاقية الطريق مجددا على اتفاق أردوغان والسراج.
في يناير 2019، أعلنت كل من مصر والأردن وفلسطين وإيطاليا واليونان وقبرص وإسرائيل، إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط لتأسيس منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء، وتهدف إلى إنشاء سوق غاز إقليمية تخدم مصالح الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد على الوجه الأمثل وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.
وساهمت الاكتشافات الأخيرة من حقول الغاز الضخمة في شرق المتوسط خلال السنوات الماضية منها حقل "ظهر" في مصر، و"إفروديت" في قبرص، وحقلي "تمار وليفثيان" في إسرائيل، في تعزيز طموحات الدول المطلة خاصة وأن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قدرت قدرت عام 2010 بوجود نحو 122 تريليون متر مكعب من الغاز بحوض شرق المتوسط.