رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

مرقد السيد محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بمصر - القاهرة

الخميس 12/يناير/2017 - 07:32 م
صدى العرب
طباعة
بقلم .. الإعلامي والمؤلف .. إسلام يحيى سليم ..


بسم الله الرحمن الرحيم

( قل لا أسألكم علية أجرا إلا المودة في القربى)

( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )


نسبه وكنيته : -

هو : محمد بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

أمه : خولة بنت جعفر بن قيس بن سلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان .

يكنى : أبا القاسم ، حيث أذن رسول الله لولد من علي بن أبي طالب أن يسمى باسمه ويكنى بكنيته .

واختصارا لنسبه نقول : هو أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي ، وأمه خولة بنت جعفر الحنفية ، فينسب إليها ، تمييزاً عن أخويه الحسن والحسين ، وقد تزوجت السيدة خولة سيدنا علي بن أبي طالب بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء ، رضي الله عنهم أجمعين ، وقد كانت جارية عنده حيث سبيت في حرب الردة ، وولدت له ولداً ، الملقّب بمحمد بن الحنفية نسبة إلى لقب قبيلة أُمه .


ولادته وأُسرته : -

ولد محمد سنة 21 هجرية في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وزوجته أم عون بنت محمد بن جعفر الطيار الهاشمية ، ويقال لها أم جعفر ، وهي تروي عن جدتها أسماء بنت عُمَيس .

أما أبناؤه : فقد ذكرت المصادر أنه كان له ثمانية ، هم : عبد الله ، والحسن ، والحسين ، وإبراهيم ، وعون ، والقاسم ، وجعفر ، وعلي


سيرته : -

كان قائداً كبيراً من قادة المعارك التي خاضها علي بن أبي طالب في الجمل وصفين حيث حمل الراية وأبلى بلاءً حسناً وكان أبوه يعتمد عليه كثيراً في هذه الحروب رغم صغر سنه ، لذا ساعدت هذه المرحلة كثيراً على صقل شخصيته ، وهو أحد الأبطال الأشداء ، كان ورعاً واسع العلم ثقة له عدة أحاديث في الصحيحين .

وقيل لمحمد ابن الحنفية ذات مرة : لم يغرر بك أبوك في الحرب ، ولا يغرر بالحسن والحسين ؟ فقال : إنهما عيناه ، وأنا يمينه ، فهو يدفع عن عينيه بيمينه .


وفاته : -

1 محرم 81 هـ ، واختلف المؤرخون في مكان دفنه ، فمنهم من قال : دُفن بين مكة والمدينة ، ومنهم من قال : دُفن في الطائف ، ومنهم من قال : دُفن في مقبرة البقيع ، وكما ذكرت المصادر أن عمره كان يوم وفاته خمساً وستين سنة ، وله في منطقة بدمشق تسمى " المَزّة " قبر يُنسب إليه ، وقد حضر الإمام محمد الباقر رضي الله عنه واقعة رحيل عمه ابن الحنفية .


يوجد له ضريحان بمصر : -


أولاً : ضريح بجوار ضريح ذي النون المصري ، والسيدة رابعة العدوية ، والسيد الروذبارى ، بمنطقة القرافة الكبرى ، وهى خلف الإمام الليث بن سعد رضي الله عنه ، وبالتحديد بشارع عقبة ابن عامر الجهني ، وجد هذا الضريح وهو في مسجد صغير يضم ضريح العاشقة للحب الإلهي رابعة العدوية رضي الله عنها ، وضريح ثوبان إبراهيم أبو الفيض والمكنى بـ ( ذي النون المصري ) ، وبجواره ضريح السيد محمد بن الحنفية ، وهذه الأضرحة الثلاثة بالقرب من مقابر قريش عند مقام سيدنا عقبة بن عامر رضي الله عنه .


ثانياً : بمنطقة باب الوزير بحي القلعة ، وهذا الباب يطلق عليه باب الوداع ، وأوله من مصر القديمة عند مقام سيدنا محمد بن أبى بكر الصديق ، وأطلق علي هذه المنطقة باب الوداع نظرا لأنهم كانوا يودعون الناس فيه موتاهم ، وهو ممتد إلى منطقة الحطابة أمام دار المحفوظات بحي القلعة وينتهي به إلى باب الوزير ، وفى هذه المنطقة وجد مقام آخر لسيدنا محمد بن الحنفية ، ووجد لوح رخامي " كتابة حديثة " مكتوب عليه : ( هذا مقام سيدي محمد ابن الإمام على أخو الإمام الحسن والإمام الحسين المشهور بابن الحنفية سنة 80 هجرية ) .


قال الإمام الشعراني في الطبقات الكبرى : -

كان يقول : من كرمت علية نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر ..

وكان يقول : ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بدا حتى يجعل الله له مخرجا ..

ولما كتب ملك الروم إلى عبد الله بن مروان يهدده ويتوعده ويحلف ليحملن إليه مائة ألف في البر ومائة ألف في البحر أو يؤدى الجزيـة ، كتب الملك إلي الحجاج أن اكتب إلى محمد بن الحنفية تهدده وتتوعده ثم أعلمني بما يرد عليك إليه فأرسل ابن الحنفية كتابه إلي الحجاج يقول : إن لله ثلاثمائة وتسعين نظرة إلي خلقه ، وأنا أرجو أن ينظر الله إلى نظرة يمنعني بها منك ، فبعث الحجاج بذلك الكتاب إلى عبد الملك بن مروان فكتب مثل ذلك إلى ملك الروم فقال ملك : ما خرج هذا منك ولا كتبت أنت به ولا خرج إلا من بيت نبوة .


وقد ورد في كتاب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعـال للعلامة علاء الدين على المتقـى بن حسام الدين الهندي البرهاني المتوفى عام 975 هـ : -

إنه وقع بين محمد بن الحنفية وأخيه الحسن بن على بن أبى طالب رضي الله عنهما جميعا جفوة ، فكتب محمد إلي أخيه الحسن يقول ..

أما بعد .. فإن أبى وأباك على بن أبى طالب لا تفضلني فيه ، ولا أفضل فيه وإن أمك فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمي امرأة من بنى حنفية فوا الله لو أن ملء الأرض من أمي ما عدلن أمك ، فإذا بلغك كتابي هذا فاحضر لتترضاني ، فإنك أحق بالفضل منى ، والسلام ، فما بلغ الكتاب الحسن حتى بادر إلى أخيه محمد وترضاه .. 


أخبرنا بن عثمان قال : -

حدثنا أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد أن محمد بن على كان يكنى أبا القاسم  .


أخبرنا يزيد بن هارون قال : -

حدثنا على بن عمر بن على بن حسين بن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : سمعت ابـن الحنفية سنة إحدى وثمانين يقول : هذه لي خمس وستون سنة قد جاوزت سن أبى توفى وهو ابن ثلاث وستين سنة ، ومات ابن الحنفية في تلك السنة 81 هـ .


ويقول السخاوي في تحفة الأحباب وبغية الطلاب ص 372 : -

ويوجد مشهد معروف بمحمد بن الحنفية بن على بن أبى طالب رضي الله تعالى عنهم ، وليس بصحيح ، فإن المنقول عن السلف أنه لم يمت بمصر أحد من أولاد الإمام على بن أبى طالب رضي الله تعالى عنهم ، ويحتمل أن يكون هذا من ولد محمد بن الحنفية ، وبالجبانة جماعة من نسل محمد بن الحنفية رضي الله عنه بغير هذا المشهد ..

وفي صفحة 457 : يقول السخاوي " ضريح سيدي محمد ابن الحنفية " " رجل صالح " ومعه رابعة المصرية ، ويتضح من هذا كله أنها مشاهد رؤيا ، لأن السيد محمد بن الحنفية لم يدخل مصر ولنرى ما ذكره بعض العلماء ....


وفي سيرة أعلام النبلاء للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة 784هـ : -

قال : هو السيد الإمام أبو القاسم وأبو عبد الله محمد بن علي بن أبى طالب عبد مناف بن عبد المطلب شيبة بن هاشم ، عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الهاشمي المدني أخو الحسن والحسين ، وأمه من سبي اليمامة زمن أبى بكر الصديق " الذين سباهم أبو بكر " وهى خولة بنت جعفر الحنفية .

روى الواقدي : حدثنا ابن أبى الزيات بن هشام بن عمرو بن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت : رأيت الحنفية وهى سوداء ، مشرطة حسنة الشعر أشتراها علي بذي المجاز مقدمه من اليمن فوهبها لفاطمة فباعتها فاشتراها مكمل الغفاري فولدت له عونة وثيلل بل تزوجه بها مكمل فولدت له عونة ، وقيل إن أبا بكر وهبها عليا ولد في العام الذي مات فيه أبو بكر .

وقال الواقدي : حدثنا على بن عمر بن على بن الحسن عن عبد الله بن محمد بن عقيل سمعت ابن الحنفية سنة 81هـ  يقول لي خمس وستون سنة جاوزت سن أبى فمات تلك السنة وقيل مات سنة 83 هـ .

وعن أبنه عبد الله بن محمد بن الحنفية وهو الإمام أبو القاسم الهاشمي العلوي المدني روى عن أبيه حديث تحريم المتعة كما كان الحسن بن محمد بن الحنفية الإمام أبو محمد الهاشمي كان أجل الأخوين وأفضلهما  .

وقد حدث عنه بنوه ، عبد الله والحسن وإبراهيم وعون وسالم بن أبى الجعد ومنذر الثوري وأبو جعفر الباقر وعبد الله بن محمد بن عقيل وعمرو بن دينار ومحمد بن قيس وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي وآخرون  .

ووفد على معاوية وبعد الملك بن مروان وكانت الشيعة في زمانه تتغالى فيه وتدعى إمامته ولقبوه بالمهدي ويزعمون أنه لم يمت  .

قال الواقدي : حدثنا معاوية بن عبد الملك بن عبيد الله بن أبى رافع عن أبيه قال : لما صار محمد بن على إلى المدينة وبنى بها داره بالبقيع كتب إلى عبد الملك يستأذنه في الوفود عليه فأذن له فوفد عليه في سنة ثمان وسبعين إلى دمشق فأنزله بقربه ، وكان يدخل على عبد الملك العامة فيسلم مرة ، ويجلس مرة ، ومرة ينصرف ، فلما مضى شهر كلم عبد الملك خاليا فذكر قرابته ورحمه وذكر دينا فوعده لقضائه ثم قضاه وقضى جميع حوائجه وكان مائلا إلى عبد الملك لإحسانه إليه ولإساءة ابن الزبير إليه  .

قال الواقدي : أنبأنا زيد بن السائب ، قال : سألت عبد الله بن الحنفية : أين دفن أبوك ؟ ، قال : بالبقيع سنة 81 هـ في المحرم وله خمس وستين سنة ، فجاء أبان بن عثمان بن عفان والي المدينة ليصلي عليه ، فقال أخي : ما ترى ؟ ، فقال أبان : أنتم أولى بجنازتكم ، فقلنا : تقدم فصل ، فتقدم  .


وفى الطبقات الكبرى لأبن سعد ج 5 ص 66 : -

أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني زيد بن السائب قال : سمعت أبا هاشم عبد الله ابن محمد بن الحنفية يقول وأشار إلى ناحية من البقيع فقال : هذا قبر أبي القاسم ، يعني أباه ، مات في المحرم في سنة إحدى وثمانين ، وهي سنة الجُحاف ، سيل أصاب أهل مكة جَحَفَ الحاج ، قال : فلما وضعناه في البقيع جاء أبان بن عثمان بن عفّان وهو الوالي يومئذٍ على المدينة لعبد الملك بن مروان ليصلي عليه فقال : أخي ما ترى؟ فقلت : لا يصلي عليه أبان إلا أن يطلب ذلك إلينا ، فقال أبان : أنتم أولى بجنازتكم ، من شئتم فقدموا من يصلي عليه ، فقلنا : تقدم فصل ، فتقدم فصلى عليه .


وفي كتاب " نيل الخيرات الملموسة بزيارة أهل البيت والصالحين بـ مصر المحروسة " للدكتور سعيد أبو الأسعاد ص 22 : -

محمد بن الحنيفية ، مقابر الوزير - القلعة ، هو ابن الإمام علي كرم الله وجهه ، ونسب محمد إلى أمه تمييزا له عن أخوته ( الحسن والحسين ، أبنى السيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) ، فكان يقال له محمد بن الحنيفية نسبة إلى بنى حنيفة بن لجيم واسمها ( خولة بنت جعفر ) واشتهرت بـ " خولة الحنيفية " ، وفى هذا المقام يطيب لنا للأسوة والاعتبار ، أن نذكر الرسالة التي تدل على الرفعة في المحبة والإيثار :

كان قد حدث كلام يوحى باختلاف وجهات النظر بين ( الحسين بن علي ) رضي الله عنه وأخيه ( محمد بن علي ) رضي الله عنه ثم افترقا متعارضين ومختلفين في أدب وحياء وخلق ، فلما وصل محمد بن على إلى منزله ، فكر في الأمر ورأى أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فأمسك قلما وتناول رقعة وكتب هذه الرسالة : 

" من محمد بن علي إلى أخيه الحسين بن علي ، أما بعد : فإن لك شرفا لا أبلغه وفضلا لا أدركه ، فإن أمي امرأة من بني حنيفة ، وأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو كان ملء الأرض نساء مثل أمي ما وفين بأمك ، فإن قرأت رقعتي هذه فالبس رداءك ونعليك ، وسر إلي لترضيني ، وإياك أن أسبقك إلى هذا الفضل الذي أنت أولى به مني ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فلبس الإمام الحسين رداءه ونعليه وجاء إليه وترضاه " .

ولما كتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان يتهدده ويتوعده ويحلف ليحملن إليه مائة ألف في البر ومائة ألف في البحر أو يؤدى إليه الجزية ، كتب عبد الملك إلى الحجاج أن اكتب إلى محمد بن الحنيفية تتهدده وتتوعده ثم أعلمني بما يرد عليك فكتب إليه فأرسل ابن الحنيفية كتابه إلى الحجاج يقول : 

" إن لله عز وجل ثلاثمائة وتسعين نظرة إلى خلقه وأنا أرجوا أن ينظر الله إلى نظرة ، يمنعني بها منك ، فبعث الحجاج بذلك الكتاب إلى عبد الملك فكتب مثل ذلك إلى ملك الروم فقال : ملك الروم ما خرج هذا منك ولا كتبت أنت به ولا خرج إلا من بيت النبوة " ، وقد توفى رضي الله عنه سنة 80 هـ .

ومن هنا : -

يتضح إلينا أن السيد محمد بن الحنفية لم يمت بمصر ، وإنما مات بالمدينة المنورة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، وأما المشاهد الموجود بالقاهرة سواء بمدافن قريش أو بباب الوزير ، فإنها من مشاهد بناها العامة ، ولم يذكر التاريخ والمؤرخون متى وكيف دخل السيد محمد بن الحنفية مصر " والله تعالى أعلم " .

مرقد السيد محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بمصر - القاهرة
مرقد السيد محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بمصر - القاهرة
مرقد السيد محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بمصر - القاهرة
مرقد السيد محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بمصر - القاهرة
مرقد السيد محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بمصر - القاهرة
مرقد السيد محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بمصر - القاهرة

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر