اقتصاد
تحديات جديدة لصناعة السيارات لعام 2018
الإثنين 12/مارس/2018 - 01:43 م
طباعة
sada-elarab.com/86340
بدعوة كريمة من مجموعة (جى بى أوتو) لزيارة أحد أهم مصانعهم للسيارات وأولها .. وأحد أهم مصانع السيارات المصرية (بريما) ، كانت لنا مجموعة من الإنطباعات بين الإيجابية والسلبية (غير المباشرة) ، والتى تصب جميعها فى مدى ما وصلت إليه "صناعة" السيارات على أرض مصر.
يعد مصنع (بريما) أحد مصانع مجموعة جى بى أوتو والتى تشمل أيضاً مصنع الشركة الخاص بالمقطورات والشاحنات المتوسطة بمدينة السادات ، مصنع الباصات بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة ... وآخر لتصنيع المركبات الخفيفة ثلاثية العجلات...
وقد تم إنشاء مصنع بريما عام 1994 على مساحة إجمالية تبلغ 58,000 متر مربع - وهو قادر على إنتاج ما يصل إلى 50,000 وحدة سنوياً - والذى بدأ أعماله ذلك الوقت بتصنيع هيونداى (إكسيل) – طيبة الذكر – التى تم تصنيع ما يزيد عن 28,000 وحدة منها ، تبعها تصنيع سيارة الشركة الشهيرة هيونداى (آكسنت) بدءاً من عام 1998، ثم (فيرنا) بدءاً من عام 2004 (والتى لازالت مستمرة فى الإنتاج) – والتى تم إخطارنا بأنها سوف يتم إيقاف تصنيعها محلياً بوقت قريب لتحل محلها إحدى سيارات هيونداى الأخرى - ، ثم (سوناتا) بدءاً من عام 2007، وليدخل بعد ذلك تصنيع الشركة لسيارات جيلى (إمجراند 7) بدءاً من عام 2012 والتى لا تزال مستمرة بالإنتاج حتى وقتنا الحالى ... ولتأتى مؤخراً عام 2016 هيونداى (إيلانترا HD) لتدخل إلى خطوط إنتاج الشركة ... ولا تزال مستمرة فى الإنتاج.
هذا وقد بلغ إجمالى ما تم إنتاجه من سيارات من هذا المصنع حتى وقتنا الحالى ما يزيد عن 393,300 وحدة منذ إنشاءه ، كما يبلغ عدد العاملين به ما يزيد عن 663 بين عامل ومهندس وموظف ، وهم قادرون على إنتاج 10 سيارات كاملة كل ساعة تقريباً... إلا أن ما أحزننا بهذا الصرح العريق هو إستغناء الشركة عن العاملين بوردية عمل كاملة العام الماضى – وحتى الآن – بسبب إنخفاض حجم السوق بشكل كبير وما تحقق من خسائر طالت كافة أطراف السوق ... لتبقى وردية عمل واحدة تعمل خمسة أيام أسبوعياً فقط ، ومن ثم فقد خططت الشركة لإنتاج 12,900 وحدة فقط خلال عام 2018 ... الأمر الذى زاد أيضاً من حزننا على مقدار الطاقة المعطلة بهذا الصرح الكبير.
هذا ومن خلال جولة سريعة بأقسام المصنع المختلفة قام بإرشادنا بها المهندس/ إميل إبراهيم – رئيس قطاعات التخطيط بالمصنع ، حيث شملت الزيارة الأقسام التالية:
· قسم تجميع الهياكل:
وهو القسم الذى يشمل ثلاثة خطوط تجميع رئيسية لكل من هيونداى فيرنا ، جيلى إمجراند 7 ، وهيونداى إيلانترا HD ... ويأتى هذا الأخير مع مجموعة من أجهزة الإنسان الآلى (Robots) ببعض مراحله ، وهو الأمر الذى يعد الأول من نوعه بالعديد من مصانع السيارات المصرية ، ويستطيع هذا القسم إخراج أكثر من 16 سيارة يومياً بنظام الوردية الواحدة المعمول بها حالياً.
· قسم الدهان:
وهو القسم الذى توجه إليه هياكل السيارات ليتم معالجتها ضد الشوائب العالقة عليها ومن ثم تغطيتها بطبقة مضادة للصدأ من خلال أحواض الغمر الثلاثة عشر (التى تعرف بتسمية نظام إلبو) ، لتدخل الهياكل بعد ذلك تلك الهياكل إلى مرحلة الدهان والتى تتم من خلال أجهزة الإنسان الآلى (Robots) على ثلاثة خطوات .. وهى إضافة الطبقة السفلية للدهان ، ثم إضافة طبقة الدهان المحددة اللون ، ثم إضافة الطبقة اللامعة النهائية والحامية للدهان على هيكل السيارة.
· قسم تجميع الأجزاء الداخلية والميكانيكية:
تتجه الهياكل بعد ذلك من خطوط الدهان إلى خطوط تجميع الأجزاء الداخلية والميكانيكية ، حيث يضاف للسيارة كل من قواعد العجلات ومعها منظومة الحركة الكاملة من جانب ، وكذا إضافة كافة الأجزاء الداخلية ومقصورة الركاب ... لتصل السيارة فى النهاية إلى المرحلة الأخيرة وهى المراجعة النهائية لأدائها وما يتم عليها من عدة إختبارات شكلية وميكانيكية وكذا إختبارات التسريب المائى.
· قسم الفحص النهائى ما قبل التسليم (P.D.I):
وهو القسم الذى يقوم بخدمة منافذ البيع بعمل عمليات الفحص النهائية على كافة السيارات المنتجة لما قبل التسليم للمشترين ، والذى يشمل كافة عمليات الفحص على العملية الإنتاجية للسيارات ، بخلاف إنتخاب بعض الوحدات بشكل عشوائى لقيادتها بشكل تجريبى من خلال مسار خاص خارج حدود أسوار المصنع ويشمل عدد من الطرق المتباينة بين الممهدة تمهيداً كاملاً ، وأخرى نصف معبدة للسيارة وغيرها غير ممهدة وتحوى الكثير من الحجارة والحصى ... وذلك جميعه للوقوف على مستوى وجودة السيارات المنتجة... ويتبع هذا القسم بالنهاية توجه السيارات إلى باحة الإصطفاف الخارجية بالمصنع تمهيداً للشروع بإرسالها للموزعين ومنافذ البيع لتسليمها للعملاء.
لآشك أن مصنع "بريما" يمكن تصنيفه كاحد أهم مصانع السيارات فى مصر بالوقت الحاضر ، إلا أن إخفاض إنتاجيته بشكل كبير – بسبب ظروف السوق – إنما يعطى مؤشراً حرجاً عن توجهات صناعة السيارات فى مصر ... ورسالتى لإدارة الشركة العليا بوجوب المسارعة فى البحث عن شريك إستراتيجى – إحدى الشركات العالمية – للعمل على تشغيل هذا الصرح الكبير بكافة طاقته الإنتاجية ، ليس فقط لتغطية طلب السوق المحلية المتدنى... بل ولإيجاد فرص تصديرية لبعض الأسواق التى يمكن التصدير لها بدون أية قيود، ومن ثم معاودة تشغيل العدييد من العاملين به بنظام ورديتين ... وربما ثلاثة ورديات؟.
