فن وثقافة
مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يقيم ندوة للاحتفال بإصدار يوثق مسيرة جيل من المخرجين
أقام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، برئاسة المخرج مازن الغرباوي، ندوة الاحتفاء بكتاب "رؤى وتجارب ووهج آسر مسرح الألفية الثالثة" للناقد باسم صادق، بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية وأدار الندوة الناقد والمخرج جمال عبد الـناصر، وبمشاركة الفنان ميدو عادل، وبحضور عدد كبير من المخرجين الشباب الذي يحتفي بهم الكتاب.
واستهل الـمخرج مازن الغرباوي حديثه قائلاً: أتقدم بخالص الشكر لرئيس المركز القومي للمسرح. لقد تصدت إدارة المهرجان لتنظيم هذا الحدث احتفالًا بمرور عشر سنوات على المهرجان، ليكون هناك توثيق لبعض المخرجين من مخرجي الألفية الجديدة، وفق رؤية الكاتب والناقد باسم صادق. نحن نحاول دائمًا، وفي إطار سعي مستمر، أن نوثق للفنانين العاملين في مختلف عناصر العرض المسرحي، حتى نقدم وثيقة تحفظ حاضر المسرح المصري ومستقبله، وهذه هي ضربة البداية. وقد لاحظنا ردود الأفعال من جميع الزملاء، وكل من أدلى برأيه داخل السياق فنحن نحترمه، أما من خرج عن السياق فهو ليس جزءًا من منهجنا.
وتابع: كل هذه المشروعات تخدم الحركة المسرحية المصرية، ونحن، كمهرجان، لسنا جهة منوطة بالتوثيق، ولكننا حاولنا قدر الإمكان، وندرك أن مصر ولّادة وغنية بالكوادر الفنية، ونسعى إلى إصدار كتب ووثائق تُسهم في توثيق الحركة المسرحية في جمهورية مصر العربية. وأنا سعيد وفخور بانتمائي إلى هذا الجيل العظيم الذي يؤكد دائمًا أن مصر ولّادة وقادرة على الإبداع.
ومن جانبه قال المخرج والناقد جمال عبد الناصر: أنا سعيد بهذه التجربة رغم الهجوم الذي تعرضت له من بعض الأطراف،لكنني أراها تجربة مهمة على مستوى التوثيق المسرحي، فحين أعمل على كتاب أبذل جهدًا كبيرًا في البحث والتوثيق، كما فعلت في كتابي عن إلهام شاهين؛ إذ بذلت جهدًا ضخمًا للحصول على المعلومات اللازمة. ولذلك، فإن توثيق تجارب عدد من المخرجين هو عمل كبير يجب أن نشكر مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح عليه، لأنه خطوة أولى ستتبعها خطوات أخرى.
وقال الفنان ميدو عادل:أنا سعيد بهذه التجربة، وأتمنى أن تتطور وتكبر، وأن يتم توضيح الصورة لجميع الزملاء، لأن كثيرين منهم لا يدركون أنها مجرد بداية. وأنا سعيد بفكرة أننا نؤرشف التجارب، وبحكم عملي في الثقافة الجماهيرية لاحظت أن عنوان المشروع قد يزعج البعض، لأنه يعطي انطباعًا بالتوثيق الكامل، بينما هو أقرب إلى الأرشفة من وجهة نظر معينة، وهذه النظرة تؤكد ضرورة وجود معايير واضحة نتفق عليها جميعًا، مع احترام مساحة الاختلاف.
ومن جانبه قال الناقد باسم صادق أتابع باهتمام ردود الأفعال حول كتابي الصادر عن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، والذي يرصد أبرز تجارب المخرجين الشباب من 2000 حتى 2025. ورغم تقديري لشغف كثيرين ممن لم يشملهم الكتاب، يؤسفني ما تعرضت له من تجاوزات شخصية بعيدة عن إطار الاختلاف المهني. ولذا رأيت توضيح بعض النقاط.
وتابع: جاءت فكرة الكتاب باقتراح من المخرج مازن الغرباوي بمناسبة مرور عشر سنوات على المهرجان. وبعد نقاش تقرر توسيع الرصد ليشمل أهم تجارب الخمسة والعشرين عامًا الماضية، رغم صعوبة المهمة، من منطلق إنصاف المبدعين، الكتاب لا يدّعي التوثيق الرسمي، بل يعبر عن رؤيتي كناقد استند إلى متابعاتي الشخصية لعروض شكلت ملامح مسرح الألفية الثالثة. وكما الفن اختيار، فالنقد أيضا اختيار، يقدم قراءة لما شاهده الناقد دون إلزام لأحد.
وأضاف: اختيار الأسماء اعتمد على معايير محددة، أهمها أن يكون المخرج بدأ في الألفية الثالثة، أي من جيل الشباب والوسط، لذا فإن غياب أسماء مثل طارق الدويري أو محمد أبو السعود أو عبير علي ليس إقصاءً بل لأنهم ينتمون لجيل سابق يستحق إصدارات أخرى. كما أن الأستاذ خالد جلال وعصام السيد وغيرهما من الأساتذة الكبار لهم بالفعل كتب خاصة ترصد مسيرتهم، الاختيار كان مرهونا بما شاهدته من عروض؛ فلا يمكنني الكتابة عن مخرج لم أحضر أعماله أو كانت أغلب تجاربه في سياقات لا تعكس تفاعلا جماهيريا. ولهذا طلبت من المخرجين إرسال سيرهم، وقد تجاوب أغلبهم، باستثناء حالات تم إرسالها بعد فوات الأوان.
و عبر المخرجون الشباب عن سعادتهم البالغة بهذه الخطوة التي تعد تقديرًا لمسيرتهم ومجهودهم خلال السنوات الماضية. واستعرض كل منهم جزءًا من تجربته الإخراجية والفنية، كاشفين عن التحديات التي واجهوها ورؤاهم في تطوير أدواتهم وابتكار لغة مسرحية خاصة بهم. وأكدوا أن وجود منصة توثق أعمالهم يمنحهم دفعة قوية للاستمرار، ويعكس اهتمام المهرجان بدعم الجيل الجديد. كما اعتبروا الندوة مساحة صادقة للحوار وتبادل الخبرات، وفرصة لتسليط الضوء على مساراتهم الإبداعية التي ساهمت في تشكيل ملامح مسرح الألفية الثالثة، وفي نهاية الندوة كرم الـمخرج مازن الغرباوي، رئيس المهرجان المخرجين الشباب.
يقام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برعاية وزارة الثقافة المصرية برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو، ووزارة السياحة والآثار برئاسة الوزير شريف فتحي، والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي برئاسة المهندس أحمد يوسف، تأكيدًا على دعم الدولة للفعاليات الثقافية التي تبرز الوجه الحضاري لمصر وتعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، في إطار تكامل البعدين الثقافي والسياحي لخدمة أهداف التنمية الشاملة.
كما يحظى المهرجان بدعم كامل من محافظة جنوب سيناء بقيادة اللواء الدكتور خالد مبارك، في إطار التعاون بين المؤسسات الوطنية لتحقيق التنمية الثقافية والسياحية المتكاملة، وبرعاية ذهبية للبنك الاهلي المصري، وشركة عين للإنتاج الفني ، وبلدية ظفار بسلطنة عمان .
وتتولى إدارة الدورة العاشرة الدكتورة إنجي البستاوي، وتحمل الدورة اسم الفنانة الكبيرة إلهام شاهين تكريمًا لمسيرتها الفنية الثرية ودعمها المستمر لقضايا المسرح والفنون، فيما يرأس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، وتحمل الرئاسة الشرفية للمهرجان سيدة المسرح العربي الراحلة سميحة أيوب.














