السيارات الكهربائية الصينية وبروتوكولاتها.. بين المطرقة والسندان
الثلاثاء 09/سبتمبر/2025 - 06:34 م
طباعة
sada-elarab.com/777627
يستمر سوق السيارات الكهربائية الصينية والمزودة ببروتوكولات شحن صينية فى مواجهة التلاطمات الحكومية – بين القرارات الرسمية والتوصيات والآراء المتضاربة – حول إستمرارية عمل أنظمة شحن تلك السيارات وكذا بروتوكولات شحنها الصينية من عدمه، وهو ما خلق بدوره العديد من التساؤلات وحالات عدم الوضوح والفهم بين الجميع..
ويبدو أن الوضع حاليًا في مرحلة توازن وانتظار بين أكثر من اتجاه رسمي وتنظيمي ، فالبيانات الوزارية الأخيرة أكدت على أنه لم يتم إلغاء البروتوكول الصيني (GB/T) رسميًا .. وأنه لا يوجد قرار نهائي بإلغائه، رغم ما صدر سابقًا من تعليمات تنظيمية تخص محطات الشحن. وهذا يترك الباب مفتوحًا أمام استمرار استخدامه إلى جانب CCS2 الأوروبي ، كما أكدت تلك البيانات بأن التعليمات السابقة لم تكن قرارًا وزاريًا ، وأن ما صدر من جهاز تنظيم مرفق الكهرباء في أبريل بشأن وقف دعم GB/T في محطات الشحن كان بمثابة إجراء تنظيمي مرحلي لمعالجة الفوضى، وليس قرارًا حكوميًا ملزمًا ونهائيًا.
من ناحية أخرى ، أخذت الاعتبارات التجارية والاستثمارية دورها فى تصدر المشهد ، حيث أن السوق المصري يضم بالفعل نحو 10 آلاف سيارة كهربائية صينية تعمل وفق بروتوكول (GB/T) الصينى ، وأن هناك استثمارات بقيمة 2 مليار جنيه مرتبطة بها، وبالتالي فإن أي إلغاء مباشر للبروتوكول سيلحق أضرارًا بالغة بالمستثمرين والمستهلكين ، كما أن المسارات الجديدة للحكومة فى هذا الإتجاه قد إتضحت مع ما بدأته من مفاوضات مع كبار المصنعين الصينيين لتوطين الإنتاج محليًا ووفق معايير جودة تسمح بالتصدير أيضًا ، ومن ثم فإنه في هذه الحالة سيمكن التوفيق بين البروتوكول الصيني واشتراطات الأمان والجودة الأوروبية/المصرية.
ومن جانبه فإن ممثلوا القطاع الخاص (مثل لجنة الطاقة النظيفة بشعبة السيارات) يرون أن استبعاد البروتوكول الصيني ليس له مبرر فني ، كما يطالبون بالسماح باستخدامه خصوصًا في حالة التصنيع المحلي لتقليل التكاليف وتعزيز مرونة السوق.
ونتيجة حتمية لهذا الحالة من اللغط بسوق السيارات الكهربائية الصينية .. فإننا نرى بأنه مع حالة (عدم) وجود قرار رسمي بإلغاء بروتوكول الشحن الصيني في مصر (حتى الآن) ، فإن السيارات العاملة به ستستمر في السوق ولن تتأثر بشكل مباشر في المدى القصير، كما أن مستقبل "البروتوكول" مرهون بمدى نجاح المفاوضات مع الشركات الصينية وبمدى توافق هذه السيارات مع معايير الجودة والسلامة ، وذلك بالإضافة إلى أن الاتجاه الأقرب هو التعايش بين GB/T الصينى وCCS2 الأوروبى على المدى المتوسط .. مع ترجيح كفة CCS2 في البنية التحتية الجديدة، وإبقاء GB/T كخيار مساند خصوصًا للسيارات الصينية الحالية والمصنعة محليًا مستقبلًاسيكون سيد الموقف؟!.
