الأسباب الحقيقية لتراجعات الذهب..ومتى يبدأ رحلة صعود جديدة..

الأسرار الحقيقية من الضغط على بورصة لندن إلى ملف التعريفات الجمركية بين الدول..

حول ما يحدث من تقلبات وتراجعات في اسعار الذهب سنرصد في السطور القادمة بعض الأسباب والتداعيات التي دعمته عند الصعود والأسباب التى أدت لعمليات تصحيح مؤخرا أو كما أسماه البعض تراجعات، فعلى المستوى العالمى سنجد أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قد اجتمعت الأسبوع الماضي حيث حافظت على المعدل المستهدف للأموال الفيدرالية عند مستواه السائد البالغ 4.35-4.50%، في الوقت نفسه اتفقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على صفقة تجارية قد تكون بمثابة نموذج للآخرين ولكن التغيير الرئيسي جاء خلال عطلة نهاية الأسبوع مع وزير الخزانة "سكوت بيسنت" ونائب رئيس الوزراء الصيني "هي ليفنغ" ليقودان المفاوضات حيث ستخفض الولايات المتحدة التعريفات الجمركية من 145٪ إلى 30٪ بينما تخفض الصين الرسوم من 125٪ إلى 10٪ و هناك فترة 90 يوما للعمل من خلالها.

توترات أسعار الصرف المحلى بريئة..

أما على المستوى المحلى سنجد أن أسعار الذهب تراجعت بصورة متوسطة بعد عمليات صعود سريعه مؤخرا وهذا ترجمة للأحداث العالمية وليست ترجمة محلية لأسعار الصرف كما كان يحدث مسبقا، وكما وجدنا داخل السوق المحلى فقد إرتفع العيار 21 داخل مصر ليقترب من ملامسة ماقبل مستوى الـ 5000 جنيه للجرام قبل أن يأخذ اتجاه هبوطي حول مستويات 4560 جنيه للجرام مؤخرا متحركا في قناة سعرية بين 4560 إلى 4650.

"زرعى" يصف المرحلة بتراجعات ما قبل العاصفة..

وحول هذا الشأن تحدث إلينا "أسامة زرعى" خبير أسواق الذهب ورئيس قسم الأبحاث والتقارير بـ"جولد ايرا، أن سوق الذهب سوق حساس للغاية بما يحدث حوله، فبعد الارتفاعات الي مستوى 3500 دولار للأوقية، بدأ المتعاملين يشعرون بأن الأسعار أعلي من تقيمها العادل وأن المسار الصاعد لابد له من جني الأرباح، حيث أن الهدوء الآن بين الولايات المتحدة والصين وهكذا أوكرانيا وروسيا هو ما دفع الذهب الي التراجعات الأخيرة، وهو تراجع ما قبل العاصفه، فبعض البنوك بدأت في الشراء من مستويات 3270 دولار للأوقية، وبعضها من مستويات 3200 دولار للأوقية، ولكن نتوقع أن يسود الهبوط لمستويات 3150 دولار للأوقية كهدف بيعي لأكبر المؤسسات الاستثمارية ومنها يبدأ الارتفاع الي مستويات 3700 دولار للأوقية.

الصعود والتصحيح قادم من ملف التعريفات الجمركية وأدى للضغط على الذهب ببورصة لندن..

وأوضح "زرعى" أن ما حدث منذ بداية العام كان على اثر التخوفات من التعريفات الجمركية، وبناء عليه تم انتقال الذهب من لندن الى كوميكس في نيويورك بدافع الخوف من التعريفات وبناء علي ذلك حدث ضغط على الذهب في بورصة لندن جعلها تتأخر في التسليمات، فبعد أن كان التسليم في لندن يكون بعد يوم أو اثنين، أصبح متأخرا لمدة شهرين وهذا دفع الأسعار لأعلى ولكن الآن بدأ الذهب يعود الي طبيعته مرة أخرى مع هدوء موضوع التعريفات الجمركية بين الدول المذكورة.

المستويات المتوقعة كمنطقة دعم قد تدفع الذهب للالتفاف من عندها صعودا..

وعلى الجانب الآخر يتوقع رئيس أبحاث "جولد ايرا" كتوقع شخصي بان الاسعار لابد وأن تهدأ لأن الصين تمهد لدخول الشركات الصينية في قطاع التأمين، حيث كان نص البيان الرسمي لبرنامج شراء شركات التأمين الصينية للذهب على أن المادة 2.9 نصت على أن كمية الذهب لا ينبغي أن تتجاوز 1% وتقول وسائل الإعلام الصينية أن هذه الكمية تقدر بحوالي 200 مليار يوان صيني "27.4 مليار دولار" ويمكن للشركات العشر المشاركة تخصيصها للاستثمار في الذهب، وهذا يمكن أن يترجم إلى 300 طنًا، وبناءا على هذا يتوقع "زرعى" تراجع الذهب لمستويات تبدأ من 3150-3050 دولار للأوقية ومن ثم ارتفاعات لمستويات 3700 دولار للأوقية، وهذا سوق يترجم محليا داخل مصر بانخفاض لمستويات 4300 جنيه _ 4250 جنيه، ومن ثم العودة واختراق مستوى 5000 جنيه للجرام عيار 21 داخل مصر.