محافظات
نواب وشخصيات عامة ينعون شيخ محامين المنيا ثابت زكي المنياوي في الذكري السنوية السادسة لانتقاله
الخميس 14/ديسمبر/2023 - 10:11 ص
طباعة
sada-elarab.com/709355
كان الراحل المحامي الكبير الأستاذ ثابت زكي فارسَ محاكم الجنايات بمصر، ويعتبره أساتذةُ المهنة ظاهرةً لن تتكرر وعِلم من أعلام المحاماة، فقد كان نموذجًا فريدًا لمحامي الجنايات وإحدى أهم الشخصيات والقامات القانونية بمصر، وأبرز المحامين الجنائيين الذين ترافعوا في القضايا التي شغلت الرأي العام في مصر، واستحق لقب "شيخ المحامين".
كان عبقريًّا سطع نجمه في عالم المحاماة، وأبدع في الترافع في القضايا الجنائية وكثيرًا ما أحال أحكام الإعدام إلى براءة بذكاء منقطع النظير ودهاء قانوني متفرِّد، نال شهرة واسعة وكان مرجعًا استشاريًّا للعديد من المحامين والمسؤولين.
عندما كان يترافع، يتسابق المحامون لسماع مرافعاته التي تميزت بالهدوء والبساطة والذكاء والفطنة. كان واسع الثقافة، غزير العلم والمعرفة ومع ذلك كان متواضعًا تواضع الأغصان المُحمَّلة بالثمار. تتلمذ على يده مئات المحامين الناجحين في المنيا وخارجها.
كان الراحل الكريم ينتمي إلى واحدة من العائلات العريقة بالمنيا، والده هو المرحوم الشيخ زكي قرياقص شيخ ناحية قرية طوة بمركز المنيا، وله أربعة أبناء؛ هاني ثابت زكي رجل الأعمال المعروف، وصموئيل ثابت زكي رجل الأعمال المعروف والمحامي بالنقض صاحب ورئيس مجلس إدارة شركة النيل للهندسة البحرية ش.م.م (الترسانة البحرية) لبناء وصيانة السفن والأشغال المعدنية بالمنيا، ولليان ثابت زكي خريجة الجامعة الأمريكية زوجة الأستاذ الدكتور رشدي فتحي كامل، والإعلامية فيفيان ثابت زكي زوجة المهندس رأفت إلياس نجل اللواء طيار إلياس عبد السيد عمدة إشنين النصارى.
وكما كان الأستاذ الراحل محاميًا ناجحًا، ورجلَ أعمال ناجحًا، أسس مزرعة للثروة الحيوانية في عام 1979 على مساحة نحو 18 ألفَ مترٍ. وفي عام 2003 أسس المَرسى السياحي والمطعم العائم "ميرميد" على كورنيش النيل، كما أن هناك تقسيمَ أراضٍ يحمل اسمه بحي غرب مدينة المنيا وهو "تقسيم ثابت زكي".
كما أنه انفرد دون غيره بلقب "الأستاذ".
مكتبه، هو المكتب التاريخي الكائن في وسط ميدان عبد المنعم الغربي أمام مجمع المحاكم بمدينة المنيا، وهو المكتب المعروف باسم مكتب "الباشا" لما له من خلفية تاريخية كبيرة، فقد كان سابقًا مكتب البرلماني الراحل الأستاذ عياد سلامة نقيب محامي المنيا ومن قبله مكتب نقيب محامي مصر، عبد الحميد باشا عبد الحق، السياسي والبرلماني المعروف ابن مدينة أبو قرقاص بالمنيا والذي كان أحد أعضاء حزب الوفد البارزين في العهد الملكي، وتم انتخابه عضوًّا في مجلس النواب لعدة دورات، وتولَّى منصب نقيب المحامين 1942، كما تولَّى ثلاث حقائب وزارية متعاقبة، وزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الأوقاف في عهد حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس باشا، ثم تولَّى وزارة التموين في عهد حكومة إبراهيم باشا عبد الهادي، وهو عبد الحميد باشا هو شقيق الفنان الكبير عبد العظيم عبد الحق.
نعاه نيافة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها، قائلًا: "عرفته عملاقًا فكرًا وشخصًا وثقلًا، كما كان واحدًا من إعلام القانون وأحد مشاهير المحامين في العصر الحديث، ورجل أعمال ناجح، ورث عنه أولاده دماثة الخلق ورصانة الشخصية".
ونعاه نيافة الأنبا بطرس فهيم المطران الشرفي للكاثوليك بالمنيا قائلًا: "فقدت المنيا واحدًا من أشهر محاميها وأبرز أعلامها الذي عرف كيف يكون رجل الكلمة والموقف الشجاع والمشرف، لكنه ترك رجالًا على قدر المسؤولية ليحملوا اسمه وميراثه الإنساني الكبير".
كما نعاه الأستاذ المستشار هاني عبد الجابر محافظ بني سويف السابق ونائب رئيس محكمة النقض ورئيس نادي القضاة بالمنيا قائلًا: "كان أخًا أكبر صادق الود سريع الاستجابة نحو الواجب، وقد ورث عنه هذه الصفات الحميدة إخوتي الأعزاء الأستاذ هاني والأستاذ صموئيل فهما أشقاء لي، وسأظل أعتز بهما وبالمحبة المتبادلة بيننا مدى الحياة".
ونعاه الأستاذ علي رياض شعبان نقيب محامين المنيا الأسبق، الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب، عضو اتحاد المحامين الدولي قائلًا: "صاحب المدرسة المتميزة في فن المحاماة والذي تخرج في مدرسته صفوة محامي المنيا".
ونعاه البرلماني اللواء أشرف جمال وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب سابقًا قائلًا: "لن أنسى ما قاله عنه الأستاذ المستشار بهاء أبو شقة رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب، فما إن نطقت اسم الراحل الكريم أمامه حتى انهال بالثناء والإطراء على الأستاذ الكبير ثابت زكي، كما رأيت وسمعت علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي من مختلف الطوائف والمذاهب يتحدثون عن كرم ومحبة ودماثة خلق وعلم وشهامة وإنسانية ونبل الراحل الكريم مدعمين شهادتهم بمواقف كثيرة للراحل الكريم، ما يؤكد أن الأستاذ ثابت لم يمُت لكنه حيٌّ في أبنائه وأعماله الخيرة وسيرته العطرة وعلمه وحيٌّ في تلاميذه أيضًا، فالراحل الكريم نسخة فردية لن تتكرر".
ونعاه الأستاذ طارق فودة نقيب مُحامي المنيا السابق قائلًا: "آخر جيل العظماء الجنائيين في محافظة المنيا والصعيد قاطبة، إنه أستاذنا المرحوم الأستاذ ثابت زكي المنياوي ثعلب المحاماة ونمرها الأرقط، كان له أسلوب متميز مسجل باسمه وحده لا يتسم بأي نوع دعائي ولا تشويقي ولا استهلالي ولا جلجلة الحناجر التي يظن الكثير أنها مفتاح الإبداع في مهنتنا، كان سلسًا بسيطًا حتى إنك تشعر للوهلة الأولى أن أستاذنا غير مستعد للدفاع عن موكله أو ربما لم يطالع ملفه، وما إن يبدأ في المرافعة فبكل سلاسة يسحب بساط البراءة لموكله غفلة دون توقع في أصعب اللحظات بصوته الخفيض شديد الأدب والتواضع".
وهناك المئات والمئات من كلمات الرثاء للراحل الكريم الرمز والأسطورة والظاهرة التي لن تتكرر ثانية.
رحم الله العملاق والأسطورة وكما قال الكتاب المقدس "وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!".
