اقتصاد
"صدى العرب" تحمل رسالة لمجلس البورصة من مساهم قديم

تمثل الصورة الذهنية السلبية المتراكمة علي مدار سنوات مضت التحدي الأكبر أمام مجلس إدارة البورصة الجديد ، وخاصة إذا كانو خبراء سابقين في هذا المجال وقبل توليهم تلك المناصب الرسمية ، لتمكنهم خبراتهم السابقه من معرفة إنطباعات السواد الأعظم لدى أذهان متعاملي البورصة المصرية ، فالجميع قد إكتوي بنارها علي مدار العشر سنوات الماضية كبيرا وصغيرا ، كما أدت القصص التى تروى لخلق حاله من سوء الدعايه ، مثل ضياع شقى العمر ، وحكاوى عن أزمه عالميه أرهقت الجميع وقرارات تعسفيه من إدارات سابقه وإستياءات من بيع مشبوه من مديرى صناديق ، وكلها قصص وموضوعات لا يهمنا إن كانت حقيقية أو مزيفة بقدر ما كانت كفيلة بتهريب أى مستثمر ينوى الدخول والإستثمار في البورصة المصرية .
"سليمان" : المجلس الجديد جزء أصيل من المنظومه وعلى علم بكافة المعضلات
ومن منطلق رفعة الإستثمار والإقتصاد المصرى حرصنا على رصد الواقع وتوجيه الرساله من خلال مستثمر من قدامى المستثمرين في البورصه ويعرفه الجميع وهو المستثمر "حافظ سليمان" والمكود بالبورصه المصريه منذ عام 1998 ليوضح لنا أن كارثة التعويم قضت علي آمال ما تبقي من حطب السوق بتعويض جزء من رأس ماله ، حيث يتعشم الجميع في مجلس إدارة البورصة الحالي بما أنهم جزء أصيل من داخل المنظومة منذ سنوات وعلي علم بكافة معضلاته ليكونوا بدايات التغير منذ إعلان أسمائهم.
بداية الحل في حملات ترويجية متكاملة بالداخل والخارج
ويتابع "سليمان" قائلا ..كنا نأمل في المجلس الحالي تدشين حملات تسويقية متكاملة عاجلة ، وذلك لتكوين خلفيه ثقافيه إقتصاديه واعيه بالسمسره والبورصه والأرقام ولذلك يحتاج الموضوع إلى التعاقد مع إحدى الشركات المهنيه المتخصصه بالمجال ليصنعو لنا اللحظه الفارقه سريعا ، ولكن للأسف الشديد من خلال التقارير الصحفية التي تمخضت عن لقاء رئيس البورصة بالاعلاميين فهمنا أن الترويج سيكون في صورة مبادرات فردية في بعثات حين ميسرة ، وجولات توعية تقليدية بالداخل ، ولم يتطرق الحديث من قريب أو بعيد للتعاقد مع شركات دعاية وإعلان متخصصة داخلياً وخارجياً.
بورصة مصر فرصة واعدة .. والأسهم بقروش وقيمتها جنيهات
وأضاف "سليمان" أنه للأسف الشديد ينتظر البعض منهم أول الطروحات الحكومية لعمل تغطية ، وكان ذلك المحرك الوحيد لسوق المال ، ومن الخطر القاتل ألا يري جميع أعضاء المنظومة مكتملة في " تخفيض العملة فوق 70 بالمائة من قيمتها" محرك رئيسي لعمل حملات تسويق ليل نهار في كافة وسائل الميديا لجذب أكبر شريجة ممكنه من المتعاملين الجدد بالداخل والخارج ، وفى وقت أصبح فعلياً يمكنك "بقروش شراء أسهم قيمتها جنيهات" من شاشة البورصة المصرية ، ولم يتم أستغلال ذلك إعلانياً وإعلامياً نهائياً.
المطلوب رفع الرسملة وزيادة المتعاملين والتصدى لفساد بعض الصناديق
وقال"سليمان" أنه يرجو من أعضاء "البورصة" التنصل أو خلع عباءة شركات السمسره ليصبحو في المقام الأول "سفراء الإستثمار لمصر ككل ولسوق المال على وجه الخصوص ، كما أعرب "سليمان" عن عدم إقتناعه أن البيع على المكشوف وتنشيط التعامل بذات الجلسه وزيادة عمولات السمسره كحلول ، ليؤكد لنا أن الحلول الجديه تتمثل في جذب شريحه جديده من المستثمرين المصريين والعرب والأجانب ، والجلوس على طاولة حوار لتوضيح واقع مايحدث بداخل البورصه ومع المستثمرين للحكومه والمكاشفه الحقيقيه بما هو مطلوب توفيره من عوامل جذب أخرى مقارنة بالأسواق الأخرى ، ووضع خطط ومستهدفات أمام الجميع مثل زيادة عدد المتعاملين الجدد خلال فترة المجلس الحالى لتصل لخمسة ملايين ، ورفع رسملة السوق 4 أضعاف الحالى ومنها على الأقل الضعف من مؤسسات أجنبيه ، وإيجاد حل منطقى وواقعى لما يحدث من مديرى الصناديق وعدم التذرع بالمهنيه والكلام المنمق عن حرية الأسواق ، ليوجه "سليمان" رساله لإدارة البورصه قائلا" إستخدموا خبرتكم لمحاربة الفساد الفردى في إدارة بعض الصناديق".
أهم المشكلات ..البيروقراطية وعدم تحمل المسئولية وتجاهل عامل الوقت في قضايا المال
وأشار "سليمان" إلى بعض المشكلات داخل منظومة سوق المال كجزء من جهاز إداري عميق ، كان أولها البيرواقرطية وعدم تحمل الموظفين المسئولية ، وتجاهل تأثير عامل الوقت في قضايا المال، فموظفي الحوكمة بالرقابة علي سبيل المثال يتهربوا من أن يكون لهم أي دور فعال داخل الجمعيات العمومية بحجة الجهة الإدارية ، فأصبحت الجمعيات العمومية طقس تقليدي لا تستطيع أقلية ولا أغلبية الحصول علي حقوقها ، والسيناريوهات والحالات لا تحصي ولا تعد أمام أعين الجميع ، فهناك مجلس إدارة لا يمتلك سوي أقل من 3 بالمائة من رأس مال شركة يتهرب من عقد الجمعية لمدة 8 شهور خوفاً من العزل والمحاسبة من أصحاب المال ، وهناك مجلس إدارة آخر يعتمد علي "البودي جاردات" وان يملأ القاعه بمساهمين كل واحد يمتلك سهم واحد للشوشرة والسيطرة وتوجيه الجمعيه كما يرغب ، وهناك مجلس آخر يعتمد علي مكتب مراجعة مشبوه لتمرير ما يرغب من تلاعبات مكشوفة ، وهناك مجلس آخر يعتمد علي عقد الجمعية في مكان ووقت لا يسمح بحضور المساهمين ، ويتهرب موظفي الرقابة من المسئولية وتضيع الحقوق في دهاليز الروتين دون قائد لديه القدرة علي التدخل في الوقت المناسب لحماية سمعة سوق المال المصري مثلما فعل في حينه الدكتور/ هاني سري الدين في قضية دلتا للإنشاء علي سبيل المثال.
ومن المفارقات الصارخة والفريدة بسوق المال المصري والتي تمثل أحدي المضحكات المبكيات ، عقاب المتداولين علي تلاعبات مجلس إدارة شركة لا يمتلك أسهم في الأساس، وبعد كل هذا وللأسف الشديد، يتكرر علي لسان مجلس إدارة البورصة الحالي أننا لم نجمتع سوي مرتين وكأن لا شي يتم غير إجتماع المجلس عكس ما كان متوقع من أبناء الصناعة أنهم سيعملوا ليل نهار دون توقف لتدوير العجلة. وأنهم جميعاً شخصيات مشهود لها بالكفاءة والولاء للمجال ولا تسعي لكرسي ولا منافع شخصية ضيقة وستكون أبواق تسويق لا تنام من أجل سوق مال حقيقي بحجم مصر.