رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
شركة " HUD " للتطوير العقاري تنطلق بحزمة مشروعات في العاصمة الإدارية و التجمع الخامس و الساحل الشمالي استمراراً لدوره في دعم الرياضة المصرية.. بنك مصر يرعى البطولة العربية العسكرية الاولى للفروسية محافظ القليوبية يتفقد عدد من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي ببنها وكفر شكر جامعة بنها الأهلية تهنئ الشعب المصري العظيم بالذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء شركة إل جي إلكترونيكس في الشرق الأوسط وإفريقيا تتخذ الابتكار نهجاً لها في مجموعة الترفيه المنزلي الجديدة مجلس جامعة دمنهور يهنئ القيادة السياسية والقوات المسلحة بمناسبة عيد تحرير سيناء صور.. استفادة ٨٥ طالب بجولة جديدة أتوبيس المكتبة المتنقلة لمصر العامة بدمنهور محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يطلقان شارة بدء فعاليات سباق الطريق تحرير 12 محضرا تموينيا خلال حملة علي الأسواق بقلين في كفر الشيخ بيطري البحيرة .. إستمرار فعاليات الحملة القومية للتحصين ضد مرضى الحمي القلاعية
أحمد المرشد

أحمد المرشد

زمن الحب الجميل.. مابين هجرتك .. وانا بستناك

الجمعة 22/سبتمبر/2017 - 07:58 م
طباعة

 

بداية، اعتذر لكل الذين طلبوا مني الكتابة مجددا في قضية انفصال الأكراد، وهذا لأني أري أن ما سردته الأسبوع الماضي عن ضرورة بقاء العراق كيانا موحدا يكفي ولا داعي لفتح القضية مرة أخري..أعلم أن رغبة بعض القيادات الكردية في إعلان الانفصال لا تزال محل رضاء شعبي في أوساط  الأكراد، بيد أن المسألة كلها ترتبط بالدولة العراقية المركزية، تلك الدولة التي عهدناها منذ طفولتنا ونتمني استمرارها.

 

وإذا كنت تحدثت بحنين الأسبوع المنصرم عن الماضي العربي الذي يرتبط  بعالم الجغرافيا والسياسىة، فالحب أيضا له ماضي وزمن جميل عشناه وتعايشنا معه ونهلنا من عواطفه وأشجانه وحنانه، وله كتبنا شعرا وقصائد وزجلا، كان الحب للحب، وليس تضييعا للوقت، كان الحب جميلا في الماضي، حب يقوم علي الثقة والإخلاص لا يرتبط بالماديات، كان "عش الزوجية" يبدأ من لا شئ تقريبا، ويمتلأ علي مدي سنوات، لا يمتلأ أجهزة مادية، وإنما عواطف وحب وشوق ولهفة  وأطفال، ولذلك استمر آباؤنا وأمهاتنا في حب وتفاهم الي أرذل العمر.

لا أريد النيل من عصرنا الحالي، فهو أيضا عصر الحب، ولكنه ليس حبا مثلما كان في ماضينا، لأن كلمة "الحب" أو "بحبك" أصبحت رخيصة وتقال في أي وقت، ولمرات عديدة في اليوم الواحد عبر وسائل السوشيال  الميديا، فالكلمة يقولها الشاب أو الفتاة صباحا وظهرا ومساء، وربما ينقلب الوضع في اليوم التالي، ليكون بداية نكد وعصبية، لينتهي اللقاء بدون حتي كلمة وداع علي أمل اللقاء. ربما يكون السبب أن السوشيال الميديا قربت المسافات بين المحبين وأزالت كل التضاريس المعنوية والمادية التي كانت  قائمة زمان.ونتذكر أغنية "ساكن في حي السيدة" للمطرب المصري صاحب الصوت الرائع محمد عبد المطلب، فهو يذهب من السيدة لسيدنا الحسين يوميا مرتين ليري وجه حبيبته، الرجل حكي  عن مشقته اليومية، ومع ذلك لم يستطع أن يبوح لها بحبه وأن يبثها عواطفه، فالنظرة كانت كل أمله وغايته، ومن أجلها عاني الأمرين وأرهق قدميه ولكنه لم يشتك لأحد وإنما غني لذلك في صورة كلمات رقيقة:

ساكن في حي السيدة.. وحبيبي ساكن في الحسين

وعلشان أنول كل الرضا.. يوماتي أروحلو مرتين

علشان حبيبي زي الغزال.. يوماتي أهجر حيّنا

 

لم نعهد مثل عبد المطلب في عصرنا الحالي، فلربما كان وقع في غرام أكثر من فتاة في وقت واحد وراسلها علي "الواتس" أو "الفيس بوك"، وغيرها من وسائل التواصل،  ولكل أمثال عبد المطلب أن يحمدُ الله أنهم لم يعهدوا هذا العصر، عصر المصالح والماديات والحياة الإلكترونية والرتم السريع للحياة، هذا الرتم الذي جعل الحب يأتي سريعا وينتهي أسرع، إلا فيما ندر.

لقد عهدنا في زماننا الجميل كيف ينفجر الحب وينابيعه، لتظل تلك الينابيع تسقي الحب بأعذب الكلمات والعواطف، فكانت مياه الحب لا تنقطع أبدا وتظل تروي ما بين الحبيبين من هيام ولهفة وغرام، ليظل الحب والتفاهم الي ما شاء الله، ثم تمضي الأيام ليكون هذا الحب هو الطريق للزواج إن شاءت الظروف، ليأتي الأطفال ويكبرون وسط حديقة غناء من الحب والمودة والتفاهم بين أعضاء الأسرة، ولم نلحظ ما نراه الآن من شحوب مشاعر العشق وتراجعها بسبب روتين الحياة، فالروتين الذي نحياه اليوم لم يختلف بالأمس، فروتين الحياة واحد مهما اختلفت العصور والأيام.  ولكن في الزمن الجميل كان المحبون يتغلبون علي أوجاعهم الحياتية، ولم نكن نسمع كلمات مثل "الحب الذي بيننا انتهي" لأن الحب لا ينتهي ويظل رافدا للعواطف بين المحبين وكل أعضاء الأسرة، رغم كل مشكلات الحياة اليومية آنذاك، وطبيعي أن يمر الجميع بمشكلات ولكن ليس معني هذا إغفال حق الحب علي الجميع.  كان حديث المحبين يلفه المشاعر والذكريات الجميلة والرومانسية وضوء الشموع، بما يذهب الفتور والملل والشعور بالحياة المملة. 

في زمن الحب الجميل، كان العشق صافيا للقلوب، ومن أجله يضحي الجميع بالغالي والنفيس لكي يظفر بقلب نقي عاشق مخلص لصاحبه، وليس قلبا مجنونا يمر بكل ألوان الطيف في الساعة  الواحدة وليس اليوم الواحد، وربما في الدقيقة الواحدة تتغير مشاعره من حب الي غضب الي غيرة الي كره الي هجران الي نسيان..الحب في الزمن الجميل كان شعاره "تقديس المحب"، وهذا المحب أو الآخر إنسان واحد فقط  لا غير وليس بعدد خطوط وأرقام الهواتف النقالة. الحب في الزمن الجميل يختار المرء إنسانة واحدة من بين عشرات أومئات الأخريات، وهي كذلك تختار فارسها من بين المئات، ويظل هو الحبيب والرفيق، وليس مجرد رقم أو اسم وهمي في قائمة الاتصالات علي الهاتف المحمول من بين أسماء وهمية أخري. الحب في الزمن الجميل ظل يرتوي يوميا وليس مجرد يوما واحدا في العام تحت عنوان "عيد الحب" أو الفالانتين داي"، كانت الورود والزهور عنوانا دائما للحب، وليس مجرد هدية عطر غال أو رخيص مرة كل فترة. كانت العيون هي  لغة الحب في الزمن الجميل، ومن قبل ذكرت محمد عبد المطلب ومشقته ليري حبيبته، فالعيون هي لغة التواصل بين الأحبة، وليس "الشات" وصورة سريعة ليس بها روح. في زمن الحب الجميل، انتظرت الفتاة حبيبها وفارسها بهيئته وليس بما يمتلكه من ثروة وسلطة وجاه، وفي المقابل أيضا لم يكن للرجل أكثر من فتاة أوحبيبة، فمن تسكن القلب تظل به الي آخر العمر.

الحب في الزمن الجميل كان الشاب يفصح فيه عن مدي احتياجه لقلب حبيبته، حتي يشعر معها بالأمان وهي كذلك، أمان اليوم وغدا، فشمس الحب زمان كانت تولد دفئا ونورا تبدد ظلام الحياة وبرودتها. كان الشاب أو الفتاة يكتب أو تكتب عن كونها الرحب التي زرعته وردا وأزهارا للآخر، كان كل طرف يمثل للآخر أشعة الشمس ونور القمر والطبيب والدواء، كان مجرد الحديث بين الحبيبين أو حتي الرؤية كافيا لتبديد الخوف، وعندما كان يتعهد الحبيب بقطع البحار والمسافات والجبال لم يكن يهذي وإنما يتحدث بقوة لأنه قادر علي فعل هذا وذاك. كان الحب في الزمن الجميل حصنا من الأمان، حصنا يملؤه الحب والود والمشاعر الفياضة، حصنا به أحلي باقات الزهور والورود والفرحة بلا حدود، حصنا يضم طائرين معا في حالة هيام دائم، لا تكفي كل السموات لطيرانهما معا متعانقين وهما ذاهبان لنجمة عالية في السماء، حصنا من الربيع الدائم، حصنا من الأشواق والحب والعواطف بلا حدود.

وبما أنني أتحدث عن حب الزمن الجميل، فلم يكن هجر الحبيب قرارا دائما، فسرعان ما يتم التراجع عنه، بسبب الأشواق الملتهبة ورغبة في اللقاء بعد طول انتظار، وقد عبرت كلمات أحمد رامي عن الهجران في "هجرتك" بصوت أم كلثوم، فيما فجرت كلمات الشاعر مرسي جميل عزيز مشاعر الانتظار في رائعته "أنا بستناك" بصوت نجاة الصغيرة.. لقد انتابت أم كلثوم مشاعر متضاربة ما بين رغبتها في هجر حبيبها وما بين القدرة علي نسيانه، وفي النهاية لم تستطع بسبب الحب حتي إنها  فكرت فيه وهي ناسية، فلم تستطع الهجران لأن هوي حبيبها يجري في دمها:

هجرتك..هجرتك يمكن أنسى هواك.. وأودع قلبك القاسي

وقلت أقدر فى يوم أسلاك.. وأفضي من الهوى كاسي

لقيت روحي فى عز جفاك.. بافكر فيك وأنا ناسي

غصبت روحي على الهجران.. وإنت هواك يجري ف دمي

وفضلت أفكر فى النسيان.. لما بقى النسيان همي

 

الحب في الزمن الجميل لم يكن مجرد مشاعر يوم أو يومين ويذهب لحاله، فكان الهجران صعب لما سبقه من حب وعشق وغرام، وتستكمل أم كلثوم رحلة الهجران:

صعبان عليّ جفاك.. بعد اللى شفته فى حبك

مش قادر أنسى رضاك.. أيام ودادك وقربك

لكن أعمل إيه ..وأنا قلبي لسه صعبان عليه

صعبان عليه إنه اتمنى ..جنة قربك

ونال مراده واتهنى .. بنعيم حبك

ورجعت تسقيه من صدك .. كاس الهجران

 

وترد نجاة علي "الهجران" بشوقها الي حبيبها في "أنا بستناك"، متسلحة بكل أسلحة الغرام من قلب كالحرير وضوء شمعة وحب ومشاعر تعبر فيها عن هذا الحب:

 

أنا بستناك .. وليلي شمعة سهرانة لليلة حب

وأهلا أهلا أهلا حلوة .. شايلاها عيون بتحب 

وقلبي حرير شايلك مطرحك فى القلب

وأزوق ليلي وأتزوق لأجمل وعد 

وأدوبلك فى شرباتي شفايف الورد

وأقولك: دوق دوق حلاوة القرب بعد البعد .. البعد البعد 

أنا أنا بستناك .. بستنـــــــــــــــاك أنا

 

 إنه الحب زمان، عندما تحب المرأة بكل حواسها، بقلبها وعيونها وجميع جوارحها، حتي قلبها فرشته بالحرير الناعم ليسكن فيه الحبيب، الي أن تأتي لحظات الانتظار الصعبة قبل قدوم الحبيب في موعده الذي لم ولن تنساه في أجمل ليلة بالعمر:

من الشباك وأنا خدي على الشباك 

أنا والشوق وناره الحلوة بستناك

وفرح الدنيا مستني .. آه مستني معادي معاك

يا أجمل ليلة فى عمري حبيبي جاي

يا ورده بيضة فى شعري حبيبي جاي

يا عقد ياقوت على صدري حبيبي جاي

أنا أنا بستناك.. بستنـــــــــــــــاك أنا

 

وحتي عندما يمر الوقت، تخاطب نفسها وتحدثها عن سبب تأخير الحبيب، لتناجيه بسرعة المجئ لتذوق حلاوة الحب وهما قريبين من بعض:

مرايتي قوليلي يا مرايتي .. حبيبي مجاش لدلوقتي 

وفاتني لوحدتي وإنتي  .. أبص لروحي وأصعب على روحي

نسيني ليه .. حبيبي وأغلى من روحي نسيني ليه

حبيبي .. إنت فين إنت

أنا أنا بستناك .. بستنـــــــــــــــاك أنا

 

وما بين الهجر والانتظار كان للحب معاني جميلة، حب تشعر به كل حواس الإنسان، حب عفيف طاهر، والأهم إنه حب دائم، لا ينشغل حبيب عن حبه، ويكون إدعاؤه انشغاله بعمله ومتاعبه ونومه المتواصل، فمع رحلة "هجرتك" لم تستطع أم كلثوم نسيان المهاجر، ومع الشوق للحبيب انتظرت نجاة بقلبها وعيونها، فكان الحب الذي  لا نشعر به الآن.

 

إنه حب الزمن الجميل الذي كان مثل الفجر تنبزغ منه الشمس، مثل الزهرة يحتاج للماء كي يزهر وينبت، وماء الحب لا ينضب، خاصة إذا اعتبرنا أن "كل ما لا يتجدد يتدهور"، وهذا هو الحب، يحتاج الي تجديد حتي لا تعطش مسامه وتجف، حب يتأسس بالتفاهم وليس بالاعتذارات والبعد والتعلل بأسباب واهية، لأن الحب احتواء مثل الشجرة التي تروي بالماء باستمرار، والحب في حاجة الي الصدق والثقة كالنبتة إذا أهملناها ذبلت، والحب يتطلب ارتواء عواطفه حتي لا يقضي عليه الروتين اليومي للحياة، ومع ذلك نحن في انتظار "الفجر" لأننا لن نفرط فيه.



إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads