رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
د. قيس العزاوي

د. قيس العزاوي

استراتيجية أمريكية للخروج من الشرق الأوسط لمواجهة القوى الكبرى

الأربعاء 24/مارس/2021 - 10:31 ص
طباعة
  من يطلع على حصيلة التقارير السياسية والدفاعية والاستراتيجية الامريكية الاخيرة، سوف يتأكد دون شك، بأن ادارة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن عازمة على القيام بمجموعة من التغييرات السياسية والعسكرية في علاقاتها الدولية عامة وفي منطقة الشرق الاوسط خاصة، تغييرات من شأنها ان تعيد موازين القوى الى ما كانت عليه قبل الحقبة الترامبية السوداء واحداث بعض التحولات في انماط التحالفات .
    وقد سجل جو بايدن بكفاءة عودة بلاده الى عدد من المنظمات والاتفاقات الدولية، واصلح بعضاً مما فسد. وما زالت هناك عقبات لعودة بلاده الى اتفاقات دولية اخرى.. وربما تكون ابرز اولويات حكمه هي الحد من تنافس القوى الكبرى مثل الصين وروسيا والاتحاد الاوروبي مع بلاده لقيادة المسرح الدولي.
    لقد ضاق بعض الاستراتيجيين الامريكيين وبخاصة العسكريين والامنيين منهم من التمركز الامريكي في منطقة الشرق الاوسط وقد اسمعوا مؤخراً اصواتهم وقدموا النصائح للرئاسة الامريكية، فعلى سبيل المثال لا الحصر وجدت اللفتنانت كولونيل كريستين ماكفان الخبيرة العسكرية في معهد واشنطن ضرورة العودة الى الاستراتيجية الأمريكية للدفاع الوطني لعام 2018 التي تجعل الاولوية القصوى للتنافس مع الصين وروسيا وهو ما عبرت عنه ادارة الرئيس بايدن واعلان رغبتها في تحويل التركيز بعيداً عن منطقة الشرق الاوسط، والاستعداد لمنافسة القوى الكبرى. 
     لقد وجد البعض ان حسابات التكلفة والفوائد في ظل الظروف الاقتصادية العالمية والامريكية خاصة لاستمرار انتشار حاملات الطائرات الامريكية الضاربة في الخليج العربي( جرى إرسال مجموعتين من حاملات الطائرات) تكلفة باهضة وفائدة مشكوك بوجودها، وبخاصة حين تعترف الاوساط العسكرية الامريكية بعدم وجود أدلة على أن عمليات الانتشار هذه تردع طهران بالفعل، في وقت يشكل الانتشار ضغطاً كبيراً على البحرية الأمريكية، ويخفف الضغط على بكين وموسكو على الرغم من الدعوات المتكررة لإعادة توجيه الاهتمام نحو التهديدات الصينية الروسية. ويمكن للرئيس بايدن الاكتفاء بدعم الامن الاقليمي لدول المنطقة وتحقيق رغبته في تخفيف التوترات مع إيران، مما يوفر فرصة لتغيير الموقف العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، والتفرغ لمواجهة التحديات الكبرى. وينصح هؤلاء بتحويل مراكز "الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع" بعيداً عن الوجود الدائم في منطقة الشرق الأوسط والاعتماد على الأقمار الصناعية وغيرها لجمع المعلومات وكذلك على إسرائيل في مجال "الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع" والعمل مع دول الخليج لتوفير وتطوير قدرات إقليمية، و التحوّل نحو منافسة القوى العظمى.
   بيد ان هناك اصوات سياسية امريكية مؤثرة اخرى ترى ان الانسحاب الامريكي من الشرق الاوسط يشكل تهديداً حقيقياً للمصالح الامريكية، فالخبير ديفيد شينكر مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن يرى إن انسحاب الولايات المتحدة من العراق سيقضي على جهود كبح تنظيم «الدولة الإسلامية»، ويؤدي الى تقويض الثقة في حكومة بغداد، وتفاقم الأزمة الاقتصادية في العراق وتسليم البلاد بالكامل إلى طهران لأن الوجود الأمريكي في العراق مصلحة حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة.
    على ان المساعد الخاص السابق للرئيس أوباما دينس روس يرى ان الاهمية القصوى للوجود الامريكي في منطقة الشرق الاوسط والعراق خاصة هي الحيلولة دون امتلاك ايران قنبلة نووية وبخاصة بعد ان تطورت خروقات ايران لالتزاماتها امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فمن معدل تخصيب لليورانيوم لا يتجاوز الـ  4بالمائة الى تخصيب 20 بالمائة الى قرار ايران الاخير بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، أي أقرب إلى درجة السلاح النووي كما أن ايران ستبدأ بتصنيع معدن اليورانيوم، في خطوة محتملة باتجاه تصنيع نواة قنبلة. وينصح روس الرئيس بايدن باستخدام القوة في نهاية المطاف لمنع إيران من المضي قدماً نحو صنع قنبلة نووية.
     تلك هي بعض الملامح التي تقدم صورة ما ستكون عليه الاوضاع العربية في حالة بدء الانسحابات الامريكية المحدودة من المنطقة العربية.. انسحابات ستفرض حقائق جديدة على الارض وعلى الحكومات العربية وسوف تتغير على اثرها انماط التحالفات مما سيؤثر بالقطع على مجمل النظام العربي، الذي يعاني من عدد لا حصره له من الازمات والخافي اعظم!!


إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر