رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
د. هايدي عيسى

د. هايدي عيسى

حَفْلَاتُ التَّخَرُّجِ الْاِفْتِرَاضِيَّةُ

الخميس 26/نوفمبر/2020 - 01:50 م
طباعة
تُعدُّ لحظات التخرُّج من أجمل لحظات العمر التي تظلُّ راسخةً بالذهن طيلة حياة الإنسان، بل طيلة حياته هو ومُحبِّيه، ولِمَ لا؟ وهي لحظات مفعَمة بالفرح والتقدير والإنجاز؛ فهي وإن كانت لحظات إلَّا أنها كفيلةٌ بأنْ تُذهِب عناء سنوات مضت من الكدِّ والاجتهاد والإيثار، بل وتعطي في الوقت ذاته الطاقات التي ترفع الهمم للمضيِّ في شحن مستقبل هؤلاء الخريجين.
ولمَّا كانت جائحة كورونا قد فرضت جملةً من التدابير الاحترازية -من بينها: حظر التجمعات امتثالًا لمقتضيات التباعد الاجتماعي، ممَّا ألقى بظلاله بالتبعيَّة على عقد مثل هذه الاحتفالات في ظلِّ هذه المرحلة الزمنية الاستثنائية من عمر البشرية- كان طبيعيًّا أن تتعالى النداءات الباحثة عن سُبُل بديلة تستجيب لمثل هذه الاعتبارات، وفي الوقت نفسه تُسعِد الطلاب وذويهم ممَّن كافحوا لسنوات وانتظروا بفارغ الصبر لحظات التكريم هذه وسماع دويِّ نداء أسمائهم؛ فمن رحم هذه الوقائع خرجت للنور فكرة حفلات التخرُّج الافتراضية.
فبدلًا من أن يفرح الطلبة هم وذووهم معًا، ويرتدون الزيَّ المتعارَف عليه في مثل هذه الاحتفالات تحت سقف قاعة واحدة تجمعهم متلاحمين معًا في طابور مُعتاد يجمعهم، احتفل كلٌّ منهم وهو في مكانه -أو بالأحرى منزله- ويرى كلٌّ منهم الآخر وهم يرتدون زيَّ التخرج من أكْسِيَة (أرواب) وقُبَّعات، ولكنَّها رؤية افتراضية عبر الشاشات، مع توصيل شهادات التخرُّج للمنازل عِوضًا عن الاستلام الماديِّ لها على نحو ما كان معتادًا.
وفي أعقاب جائحة كورونا أُقيمت فعليًّا بعض حفلات التخرج في ثوبها الافتراضي؛ هادفةً عقد موازنة بين بعض جملة اعتبارات، على رأسها الحفاظ على صحة الجميع، وعلى طاقات الفرح والأمل التي تشعُّ بها مثل هذه الاحتفالات، وتوصيل باقات الشكر والتقدير لكل لحظات الاجتهاد والتضحية التي بُذلَت على مرِّ سنوات، ورفع الروح المعنوية للطلاب وللجنود المجهولين الذين آزروهم من وراء الستار.
والشاهد: أن الفكرة طُبِّقت مؤخَّرًا حول العالم من قِبل بعض الجامعات بل والمدارس لمختلف المراحل التعليمية، وإن تُرِك الخيار في عقدها من عدمه –على الأغلب- لإدارات الجامعات والمدارس.
إنَّ حفلات التخرج الافتراضية -بما لها وما عليها– قد فرضتْ نفسها كخيار بات هو الأنسب في ظلِّ الظروف المحيطة... بوصفها حفلات استثنائية... ترصد ذكرى استثنائية... بطريقة استثنائية... في ظروف استثنائية يمر بها العالم... لدفعات استثنائية... "فما لا يُدرَك كله لا يُترَك كله".

(*) مدرس القانون الدولي الخاص كلية الحقوق - جامعة القاهرة 

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads